شيوخ العربان فى مصر

(تحويل من العربان)

شيوخ العربان فى مصر كانو شيوخ القبايل العربيه اللى وردت على مصر و قعدت فيها. القبايل دى كانت عايشه فى الصعيد ( عرب الوجه القبلى ) و فى الوجه البحرى ( عرب البحيره و عرب الشرقيه ). كان منهم بنو حرام فى الشرقيه و ولاد بنى جحيش ( أولاد أبى جحيش ) و كانوا ساكنين فى دروة سرمام فى الاشمونين ، و بنو شاد و بنو عجيل بن الذئب و كانوا بيسكنوا فى القصر الخراب فى قوص ، و ولاد زعازع فى الصعيد ، و ولاد قريش ( مش قريش بتوع مكه المعروفين ) و كانو شيوخ بنى زيد فى نويرة دلاص ، و بنو عمر فى جرجا، و ولاد غريب فى دهروط وغيرهم. من اشهر شيوخ العربان فى العصر المملوكى كان خثعم بن نمى فى الوجه البحرى و ده عاز يقلد أكابر مصر اياميه فأشترى عبيد قتلوه. الشيوخ دول كانو مسئولين عن قبايلهم.

شن المماليك تجريدات على العربان لكبح عنفهم.

عدد القبايل العربيه فى مصر حسب احصاء الحمله الفرنساويه كان 60 قبيله عدد فرسانها حوالى 20 الف و الاحصاء ده مااتغيرش كتير فى عهد محمد على باشا.

دخلت القبايل العربيه مصر بتشجيع من الحكام العرب و انتشروا فى الصحارى المصريه حوالين وادى النيل و فيه منهم فى فترات لاحقه انتشروا فى الريف لكن غالبيتهم عاشوا فى الصحرا المتاخمه لوادى النيل فى الخيام اكمن تعاليمهم كانت بتحرم عليهم الزراعه و السكنى فى بيوت. فى الاول استقروا فى مناطق الفيوم و البهنسا و أباصير و سخا و أتريب و غيرها و اتسمت حياتهم بالعنف و الحروب و المنازعات مع الفلاحين المصريين. و فى مراحل لاحقه انشأ العربان " نزلات " سموها على اسامى شيوخهم. النزله من " النزول " و بتدى معنى " مستوطنه " و ده بيوضح فكرة العربان عن هجرتهم لمصر. عربان تانيين استقروا فى صحرة سينا لإنها تشبه مناطقهم الاصليه فى الجزيره العربيه و اكمنها على طريق قوافل الحجاج و التجار اللى ممكن الإستفاده منها او نهبها. فى العصر الأموى شجع الأمويين عربان على الهجره لمصر و بعد الأمويين وفدت على مصر أعداد جديده منهم فزادت اعدادهم فى الصعيد. لكن مع زوال الحكم العربى فى عهد احمد بن طولون ( 9870 - 884 ) خرجت اعداد كبيره من العربان من مصر و راحوا على شمال افريقيا و السودان. الفاطميين شجعوا العربان العايشين فى الشام على الهجره لمصر لإتقاء شرهم على حدود مصر الشرقيه وقت النزاع الفاطمى-العباسى. لكن فى سنة 1049 فى عصر الخليفه الفاطمى المستنصر بالله اتمنحوا اراضى فى المغرب لتقليل عددهم فى مصر فخرجت اعداد كبيره منهم على شمال افريقيا و انتشروا فى طرابلس و تونس. فى عهد صلاح الدين الأيوبي مع انه كان كردى مش عربى قويت شوكتهم فى مصر حيث انه شاف انه ممكن يستغلهم ، و بحلول العصر المملوكى ( 1250 ) كانت اعدادهم زادت جداً و حاولوا ينشئوا دوله عربيه منفصله جوه مصر لكن المماليك اتصدوا ليهم بكل قوه و اوقفوا زحفهم. العربان كانوا بيهاجموا القرى و ينهبوها و يدبحوا الفلاحين المصريين زى ما بتتدبح الخرفان فعاش الفلاحين فى رعب فكانوا بيبنوا براج طين فى وسط الحقول يراقبوا منها هجمات العربان. فى وقت الفيضان لما ماية النيل كانت بتغطى ارض مصر و تصعب حركة القوات العسكريه كان العربان بيستغلوا الفرصه و يهجموا على الفلاحين المصريين و يدبحوهم و ينهبوا محاصيلهم و قراهم.

تمردات العربان اللى اشتهرت بالعنف كان مزمنه فى مصر فى العصر المملوكى رغم إن الدوله كانت بتديهم اقطاعات كتيره و كانوا بيتمتعوا بشبه استقلال ذاتى و وراثة المشيخات فى قبائلهم. السبب الرئيسى لعنف العربان و كترة تمرداتهم كان عنصرى حيث ان المماليك ماكانوش عرب. و من وقت استقلال مصر عن الخلافه العربيه فى عهد احمد بن طولون اتكسرت شوكة العرب فى مصر لغاية ما استقلت مصر بالكامل عن الخلافه العربيه مع تولى المماليك حكم مصر فى 1250 و هو استقلال مارجعش بعده العرب لحكم مصر. للسبب ده العرب بيكرهوا المماليك زى ما كرهوا الخليفه المعتصم العباسى اللى طردهم من ديوان الجيش فى القرن التاسع الميلادى. فضل فساد العربان و عنفهم و حقدهم على المماليك مستمرين طول العصر المملوكى و بعد غزو العثمانليه الأتراك لمصر سنة 1517 و فى عصر محمد على باشا .[1] بره مصر كان فيه مشكلة العشير و دول كانوا عربان الشام و كانوا برضه بيستخدموا العنف و بيتمردوا و كانوا بيقطعوا الطريق على المسافرين و مصدر تهديد لقوافل الحجاج.

محاربة أولاد أبى جحيش

ساعات كان الشيوخ دول بيتمردو على نظام الدوله و بتخرج قبايلهم على القانون. فى سنة 1253 اتمردت قبايلهم فى مصر الوسطى و الصعيد بزعامة شيخ اسمه " حصن الدين بن ثعلب "شيخ أولاد أبى جحيش ، فخرجت حمله بقيادة الامير فارس الدين أقطاى الجمدار و قدر يسحقهم جنب ديروط و قضى على تمردهم و خروجهم على القانون. و بعد ما منح أيبك الامان للشيخ ثعلب استدعاه و سجنه فى اسكندرية .[2][3] و بيحكى المؤرخ المقريزى : " و امر المعز بزيادة القطيعة على العرب، و بزيادة القود المأخوذ منهم ، و معاملتهم بالعسف و القهر فذلوا و قلوا، حتى صار امرهم على ما هو عليه الحال". و واصل المعز أيبك الحملات العسكريه على القبايل العربيه فى مديريات الوجه البحرى و هزمهم هزايم كتيره ، و ضاعف عليهم الضرايب و من أياميها ما بقتش ليهم قدره كبيره يتطاولو بيها على المصريين و الدوله المصريه طول عصر الدوله المملوكيه.[4] فى عهد السلطان الظاهر بيبرس اتقبض على الشيخ ثعلب و اتشنق فى اسكندريه [5]

تجريدة بيبرس الدوادار

 
اتمرد العربان فى عهد الملك الناصر

و فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون خرج العربان عن النظام و اشاعوا الفوضى فى الصعيد و قطعوا الطريق و فرضوا اتاوات ع المصريين و نهبوهم ، و وصلت بيهم الجرئه انهم يسموا نفسهم بأسامى الامرا المصريه زى " بيبرس " و " سلار " ، فعمل الامرا نفسهم انهم مسافرين بره مصر - و كان من ضمنهم الامير المؤرخ بيبرس الدوادار - و راحوا عاملين مناوره ذكيه و محاوطينهم من كل ناحيه و انقضوا عليهم بتلت فرق، ولقى العربان العسكر بتهجم عليهم فجاءه، فجريوا على الجبال و الكهوف لكن العسكر قتلوا كل اللى طالوه منهم، و قدرت الدوله إنها تسيطر عليهم ، و اتخلص المصريين من شرورهم و بلاويهم .[6] بيحكى بيبرس الدوادار ان " كثرت شكاوى الولاه الذين بالوجه القبلى من فساد العربان و ما ظهر منهم من العصيان و النفاق و العدوان .. فسار الامير سيف الدين سلار و الامير ركن الدين استاذ الدار كفيلا الممالك و مشيراها و ممهدا الدولة و مدبراها الى الاعمال المذكورة فى جموع من العساكر المنصورة وفرقا العسكر ثلث فرق ليحيطوا بهم برا وبحرا و ياخذوهم حيث احتلوا سهلاً ووعراً فتوجهت فرقة من البر الشرقى وفرقة من البر الغربى وفرقة من الحاجز وضربوا على البلاد حلقة كحلقة الصيد فبقى العربان جميعاً فى حلقتهم وحصلوا فى قبضتهم فما افلت منهم احد من ربقتهم و اخذوهم بنواصيهم واقدامهم وجاوهم من خلفهم وقدامهم واذاقوهم الوبال ونكلوا بهم كل النكال وابادوا مفسديهم واهلكو معتديهم ومزقوهم تمزيقاً وفرقهم بيد الحتوف تفريقاً و اوثقوا مشايخهم بالقيود و ملأوا من رهائنهم السجون واخذوا ما كان لهم من خيل وابل وبقر وغنم ومنعوا ان يركب احد من العربان فرساً او يحمل سلاحاً فانطفأت جمرتهم وزالت مضراتهم وتمهدت تلك الاعمال تمهيداً واضحاً ".[7] و بيوصف المؤرخ بدر الدين العينى حال العربان بعد الحمله دى اللى حمت المصريين من شرورهم بقوله : " فانطفأت جمراتهم ، و زالت مضراتهم ، وتمهدت الاعمال تمهيداً واضحاً ، و عاد من مفسدى العرب فقيراً صالحاً ، وحمل اكثرهم السواك و السبحه، عوضاً عن حمل الرماح و الأسلحة " [8]

محاربة ابن الأحدب

 
عاش العربان فى الصعيد و الوجه البحرى

و فى عهد السلطان ناصر الدين حسن خرج العربان فى الصعيد و الفيوم على القانون و اعتدوا على ممتلكات المصريين و نهبو محاصيل الفلاحين. فإبتدت الدوله تتصدى ليهم و خرجت تجريدات لمواجهتهم ، و خرجت اول تجريدتين فى وقت واحد ، راحت واحده على الصعيد و راحت التانيه على الفيوم و هاجموا العربان و قتلوا منهم اعداد و هربت منهم اعداد على الواحات . بيقول المقريزى : " قدم الخبر بأن الأمراء المجردين أوقعوا بالعرب، وقتلوا منهم جماعة .. فإنهزم باقيهم الى جهة الواحات " .[9] لكن ده ما وضعش حد لاعتداءات العربان فقتلوا الامير صعبه كاشف الوجه القبلى وشنوا غارات على البلاد و قطعوا الطريق على المصريين و نهبوا غلالهم و هاجموا اسيوط و نهبوها [10]

و فى عهد السلطان صلاح الدين صالح اتمردت كل قبايل العربان فى الصعيد بزعامة الشيخ " عمر ابن الأحدب " شيخ قبيلة عرك ، وهاجمو القرى و المدن و نهبو المخازن و سرقوا المحاصيل و الغلال و اعتدو ع الفلاحين ، فطلع الملك الصالح بالعسكر ع الصعيد و معاه الامرا شيخو العمرى و طاز الناصرى و صرغتمش الناصرى ، و قامت معركه كبيره بيقول المؤرخ ابن إياس عنها انها " لم يسمع بمثلها فيما تقدم من الزمان من الواقعات المشهوره ". و بيقول انه اتقتل فيها فوق العشرتلاف شخص. و هرب الشيخ ابن الأحدب على الجنوب. و استخدم الامير شيخو حيله لغويه عشان يقدر يتعرف على العربان اللى متخفيين فى لبس فلاحين مصريين و عاملين نفسهم مصريين عشان يفلتو من العسكر ، فكان بيطلب من الواحد يقول دجيج ( دقيق ) فإذا قال الواحد " دكيك " كان بيأمر بقطع راسه. و بالطريقه دى جمع روس كتيره عمل منها مصاطب على شط النيل ، شبهها ابن إياس باللى عمله هولاكو فى بغداد. و رجع العسكر على القاهره و معاهم جمال العربان و معيزهم و اسلحتهم و غيرها ، و دخل الملك الصالح القاهره فى موكب كبير و سط الجماهير المحتشده و الاسرى العربان ماشيين قدامه .[11] فى العصر المملوكى خرج عربان كتير من مصر. فى كتابه " البيان والاعراب فيمن دخل مصر من الاعراب " ذكر المؤرخ المقريزى عن القبايل العربيه اللى دخلت مصر : " اعلم ان العرب الذين شهدوا فتح مصر قد بادهم الدهر وجهلت أحوال اكثر أعقابهم" [12]

اتميز عهد السلطان المؤيد شيخ ( 1412-1421 ) بإنتشار فساد العربان فى مصر و مهاجمتهم للقرى و الفلاحين المصريين فإتسببوا فى حصول ازمة عيش كبيره بسبب نقص توريدات القمح و تدمير المخزون القمحى وبيوصف المقريزى ضمن احداث سنة 818هـ (1415م) ان شهر جمادى الاخرة " اهل والناس من كثرة فساد العربان بنواحى ارض مصر فى جهد " .[13]

فى عهد السلطان الأشرف قايتباى اتوسعت هجمات العربان على المصريين و القرى المصريه بشكل فظيع ، و وصلت بيهم الجرئه انهم يهاجموا الجيزه و القاهره نفسها، فكانوا بيهجموا على الناس فى الطرق و يسرقوا منهم هدومهم و يهربوا .[14] بيحكى ابن إياس إن فى سنة 1472 زاد فساد عربان بنى حرام فى الشرقيه فطلع لهم الأشرف قايتباى تجريده بعد ما هاجموا القاهره لغاية ما وصلوا خط الحسينيه و نهبوا دكاكين المصريين و سرقوا من الناس هدومهم فى الشوارع و هربوا. التجريده قبضت على عدد من العربان و اتسجنوا و اتحطت قوه فى الشرقيه لحماية المصريين [15]

علاقة الدوله المصريه بالعربان فى العصر المملوكى كانت ساعات بتبقى كويسه فكان العربان بيتجابو القاهره عشان يرقصو و يغنو للجيش المصرى الراجع من انتصاراته. لكن الدوله المصريه فى العصر المملوكى كانت دوله قويه منظمه قدرت تهزم اعتى الجيوش وقتها زى المغول و الصليبيين و دخلت فى مناورات سياسيه مع كل القوى اللى كانت موجوده وقتها فبطبيعة الحال ما كانتش بتسمح لأى عناصر غريبه انها تخرب امن مصر الداخلى. لكن مع بداية ضعف الدوله فى اواخر عصر المماليك البرجيه زادت هجمات العربان و اتوسعت و بقوا وباء بينخر فى جسم مصر.

خيانات

فى 5 يونيه سنة 1249 نزلت الحمله الصليبيه السابعه على بر دمياط و قدرت تحتل المدينه بسهوله بسبب هروب العربان اللى حطهم الصالح أيوب فيها عشان يحموها و اتحولت لمدينه صليبيه .[16][17][18] الملك الصالح عاقب العربان بسبب خيانتهم للأمانه، وأمر بإعدام عدد منهم.[19] و فى يوم 8 فبراير سنة 1250 عدت قوات صليبيه تابعه للحمله لضفة النيل فى جديله اللى كان فيها معسكر القياده المصريه بعد ما دلهم خاين من العربان على مخاضه فى النيل ممكن حصنتهم تمشى عليها. الخيانه دى ادت لقتل القائد العام للجيوش المصريه فخر الدين يوسف و كانت حاتتسبب فى وقوع مصر فى ايدين الصليبيين لولا التصدى الملحمى للغزاه فى معركة المنصوره.[20][21] فى سنة 1365 وقت وقعة اسكندريه غدر العربان بأهالى اسكندريه ، و بيحكى المؤرخ النويرى الاسكندرانى [22] اللى حضر الوقعه و كان من ضمن اللى هربوا، ان اهالى اسكندريه اللى هربوا من الصليبيين طلعت عليهم قبايل العربان اللى كانوا عايشين فى مصر جنب اسكندريه و قطعوا عليهم الطريق و نهبوهم و هما شاردين. و فى الليل وقت رجوع الصليبيين لمراكبهم دخل العربان اسكندريه و نهبوا بيوت المصريين و علق بقوله: "فاستغنى من العرب من كان فقيرا، و افتقر من اهل البلد من كان غنياً" [23]

فساد العربان و مهاجمتهم للقرى المصريه انهك اقتصاد مصر و استنزف طاقات الدوله المملوكيه و أضعفها فى الوقت اللى كانت القوه العثمانيه فى الأناضول بتزيد و معاها مطامع العثمانليه. فى سنة 1516 غزا الأتراك العثمانليه الشام و بعدها مصر وقاومهم السلطان الأشرف طومان باى بكل بطوله لكن فى وقت مقاومته إضطر إنه يلجأ لشيخ من العربان اسمه حسن بن مرعى فى البحيره كان ليه جمايل وأفضال كتيره عليه لكن شيخ العربان خانه و غدر بيه وبلغ عنه اعادى مصر الغزاه فقدروا يإسروا طومان باى عن طريق الغدر و الخسه و الخيانه.

العصر العثمانلى

انتهز العربان فرصة دخول الأتراك العثمانليه مصر و ارتباك الاوضاع الامنيه فهاجموا القرى و الفلاحين المصريين و نهبوا المحاصيل و المواشى. زادت هجمات العربان فى الشهور الأولى من نيابة خاير بك اللى عينوه العثمانليه والى على مصر و بقوا بيمثلوا مشكله كبيره ليه زى ما كانوا مشكله على امتداد العصر المملوكى ، و فى 3 ديسمبر 1517 قدر شيخ العرب حسن بن مرعى اللى غدر بالسلطان الاشرف طومان باى و سلمه للعثمانليه انه يهرب من سجنه فى القلعه بالليل بعد ما برد قيوده و اتدلدل بحبل من سور القلعه و جرى ، فإتنكد خاير بك من الخبر و امر بسرعة القبض عليه. حسن بن مرعى كان قبض عليه سليم الاول قبل ما يمشى من مصر و سجنه فى قلعة الجبل. بعد الحادثه دى بتلت تيام دخلت قبايل عربيه الجيزه و اتقاتلوا ، فراح لهم الامير قايتباى الدوادار على راس تجريده من المماليك و العثمانليه عشان يطردهم من هناك لكن عدد العربان دول كان اكتر من عشرين الف فإستدعى الموضوع خروج خاير بك بنفسه على راس تجريده لكن و هو فى السكه اتخانق مع العثمانليه فخاف منهم و رجع على القلعه ، و فى 22 ديسمبر 1517 راح الامير قايتباى على البحيره عشان يطرد العربان و يقبض على شيخ العرب حسن بن مرعى فهربوا للجبال ، وراح حماد اخو حسن بن مرعى للامير قايتباى و طلب منه الامان على اساس انه يسلمه حسن بن مرعى ، لكن لما اتضح للامير قايتباى إن ده كله مكر من العربان قبض على حماد و بعته لخاير بك فسجنه و رجع الامير قايتباى على القاهره من غير ما ينجح فى القبض على حسن بن مرعى ففضل هربان و مستخبى لغاية ما قدر كاشف الغربيه " أينال السيفى " إنه يستدرجه جنب سنهور فى مارس 1519 و يشربه خمره فسكره و قبض عليه هو و أخوه " شكر " ، و هجم عليهم المماليك و جزوا روسهم و علقوها على حصان طومان باى اللى كان شيخ العرب حسن بن مرعى سرقه بعد ما غدر بطومان باى و خانه ، و بيتقال ان المماليك قطعوهم حتت و فيه منهم شربوا من دمهم ، و دخل حصان الشهيد طومان باى القاهره فى 23 مارس 1519 و روس الخونه متعلقه فى رقبته فأمر خاير بك بتعلقيها على باب النصر ، وخرج اهل طومان باى يتفرجوا عليها و يتشفوا فيها و زغرتت الستات من الفرحه لأخد التار من الخونه .[24]

تجريدات على بيك الكبير

 
على بيك الكبير قضى على سطوة العربان.

فى النص التانى من القرن التمنتاشر استقل على بيك الكبير بمصر و طرد الوالى العثمانلى و ابتدا يعمل اصلاحات داخليه و يواجه العربان اللى فضلوا زى ما كانوا من وقت دخولهم مصر بعد سنة 642 مصدر للفساد و الازعاج للسلطات و للمصريين فكانوا بيهاجموا القرى و ينهبوها و يخطفوا الستات و يسرقوا بهايم الفلاحين و محاصيلهم و يفرضوا اتاوات عليهم و قاموا بعمليات قرصنه نيليه كانوا بيخطفوا فيها المراكب و ينهبوا المسافرين. اهم عصابات العربان كانوا عصابة سويلم بن حبيب فى الوجه البحرى و عصابات شيخ العرب همام الهوارى زعيم عربان الهواره اللى بقى ليه نفوذ جامد فى الصعيد و بعصاباته كون حاجه زى دوله جوه دوله و بفى متحكم فى الصعيد و بيفرض اتاوات على الفلاحين المصريين و ما حدش بقى قادر عليه و على قطاعين الطرق بتوعه. على بك انذر شيخ عرب الحبانيه و حذره من مغبة مهاجمته للقرى المصريه لكن لما الكلام ماجابش نتيجه بعتله قوات عسكريه بقيادة احمد بك اللى قدر يقتل اعداد كبيره من العربان و طاردهم لغاية ما هربوا فى الصحرا و دخلوا الواحات و عشان كده اتعرف احمد بك اللى بقى والى عكا بعد كده بإسم " احمد باشا الجزار ". بعد ما خلص على بك من مفسدين العرب الحبانيه و جه جهده لإنهاء فساد العرب الهواريه المتزعمهم شيخ العرب همام الهوارى. شيخ العرب ده كان مسيطر على الصعيد و متمركز فى فرشوط و السلطات قبل على بك الكبير ماكانتش قادره عليه لكن على بيك اللى كان معروف بهمته و شجاعته هاجمه هو و اعوانه فى معارك دمويه و اتقتل همام او مات من الصدمه فإتخلصت مصر من شروره هو و عصاباته و استقرت الاحوال و عاش الفلاحين المصريين فى امان من اسوان لغاية اسكندريه بعد ماانقضى على عصابات العربان من الحراميه و قطاعين الطرق. بيوصف الجبرتى الاحوال بعد ما قضى على بك على فساد العربان بقوله: " فأمنت السبيل و انكفت أولاد الحرام .. بحيث إن الشخص كان يسافر بمفرده ليلا و راكبا دابته او ماشيا، ومعه حمل الدراهم و الدنانير الى أى جهة، ويبيت فى الغيط او البرية آمنا مطمئنا لا يرى مكروها ابدا ".

عصر محمد على

 
محمد على باشا بدأ عملية توطين العربان.

استغل العربان فرصة حالة الفوضى اللى عمت مصر فى الفتره مابين خروج الحمله الفرنساويه من مصر و تولى محمد على باشا حكم مصر (1805) فزودوا جرعة عنفهم و فسادهم و قعدوا يهاجموا القرى المصريه و يخربوها و يفرضوا اتاوات على الفلاحين المصريين. محمد على حاول ترويضهم عن طريق توطينهم بالقوه و بالترغيب و استخدمهم فى حروبه الخارجيه فى الشام و السودان و الحجاز و استخدم كمان اسلوب تأليبهم على بعض عشان يمنع شرهم عن الناس لكن كل ده ماجابش نتيجه و استمر عدوان العربان على المصريين فشن عليهم تجريدات و امر بنهبهم و سلب جمالهم و معيزهم و حاجتهم لو صدرت عنهم اعمال عدوانيه. الريف المصرى فضل يعانى من غارات العربان اللى بقت قبايلهم بتتنقل من مكان لمكان عشان تشن هجمات مفاجئه على القرى و لدرجة ان الفلاحين المصريين بقوا يهربوا من قراهم لما يحسوا ان العربان بيقربوا منها و بكده خرب العربان ريف مصر فى مصر الوسطى و منطقة الدلتا. فى المحله الكبرى فرض العربان الإتاوات على السكان و وقفت الملاحه النيليه بسبب هجومهم على المسافرين فى المراكب. القريه اللى كانت بترفض تدفع جزيه كان العربان بيعاقبوها بالهجوم عليها 3 مرات. العربان خربوا الوجه البحرى و حولوا الصعيد لساحة معارك حربيه. فوق كده العربان كانوا بيهربوا المنهوبات بره مصر و كان منها القمح و كانوا بيعتدوا كمان على الاجانب و السياح و مره سيطروا على طريق القاهره-الاهرام و اعتدوا على السياح الرايحين يتفرجوا على الاهرامات و الاثار و نشروا الرعب بين المصريين فى القاهره نفسها. الفلاحين المصريين بقوا بيعتبروا العربان وبا ، بيقول الجنرال اندريوس انه مره سأل كبير قريه اذا كان الطاعون ضرب قريته السنه دى و لا لاء ، فرد عليه بإن الطاعون حل بالقريه مرتين مره كطاعون و مره كعربان.

عملية توطين العربان كانت حاجه مهمه عملها محمد على و اللى جم بعده غيرت شكل البنا الاجتماعى فى مصر. بحلول نص القرن العشرين بقى عدد العربان الرحل فى مصر اقل من 1% من تعداد سكان مصر.

فهرست

  1. ابن تغرى، ج15/37
  2. الشيال, 2/117
  3. المقريزى, السلوك, 1/479-480
  4. الشيال، ج2/118
  5. القلقشندى، ج4/69
  6. الشيال، ج2/182
  7. بيبرس الدوادار، 363
  8. العينى، ج4/174
  9. المقريزى، 4/62
  10. المقريزى، 4/79
  11. ابن إياس، 1/550-551
  12. المقريزى،البيان و الإعراب 125
  13. المقريزى، 388/ج6
  14. ابن إياس، 102/ج3
  15. ابن إياس، 72/ج3
  16. Runciman p.262/3
  17. المقريزى، 1/438
  18. نور الدين خليل، 39
  19. المقريزى، 1/439
  20. Joinville's Chronicle, p.163
  21. الشيال، 2/100
  22. المؤرخ النويرى الاسكندرانى (محمد بن قاسم النويرى المالكى السكندرى) عاصر أحداث غزوة اسكندريه، و سجلها فى كتاب، اسمه "الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في وقعة الإسكندرية "، وهو مش المؤرخ و الكاتب المصرى التانى شهاب الدين النويرى مؤلف" نهاية الأرب فى فنون الأدب "
  23. النويرى الاسكندرانى، 82
  24. ابن إياس، 295-296/ج5

مصادر و مراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (6 مجلدات)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1982
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، (16 مجلد)، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • ايمان محمد عبد المنعم، العربان ودورهم فى المجتمع المصرى فى النصف الاول من القرن التاسع عشر، تاريخ المصريين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1997.
  • بدر الدين العينى: عقائد الجمان فى تاريخ اهل الزمان، تحقيق د. محمد محمد امين، مركز تحقيق التراث،الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1987.
  • بيبرس الدوادار: زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
  • الجبرتى، تاريخ عجائب الاثار فى التراجم و الأخبار، دار الجيل، بيروت.
  • الجبرتى، مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس، العربى للنشر و التوزيع، القاهرة 1998.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامى) : تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف ، القاهرة 1966.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك، (9 مجلدات) دار الكتب، القاهرة 1996.
  • المقريزى : البيان والإعراب عمن فى ارض مصر من قبائل الأعراب ، رسائل المقريزى ، دار الحديث، القاهرة 1998
  • القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الإنشا، دار الفكر، بيروت.
  • Chronicles of the Crusades, Villehardouin and de Joinville, translated by Sir F. جوانفيل
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 2002.(ستيفين رونسيمان)

لينكات خارجيه