شرف الدين الفائزى

الاسعد شرف الدين ابو سعيد هبة الله صاعد الفائزى ، الوزير الصاحب اسمه الاصلى " تيودور " ( تادرس ) ( اتوفى فى القاهره، 29 يونيه 1257 )، اول مصرى قبطى يتعين وزير لحاكم مصر من سنه 641. عينه السلطان عز الدين ايبك فى اغسطس 1250 وزير ليه فى بداية استقلال مصر مع بداية حكم الدوله المملوكيه فى عهد بطريرك الكنيسه القبطيه اثناسيوس التالت .[1]

شرف الدين كان فى الاصل طبيب اسمه تيودور ( تادرس ) و اكمنه خدم فى ادارة الملك الايوبى الملك الفائز ابراهيم ابن الملك العادل اتنسب ليه و اتلقب بـ "الفائزى ". فى عهد السلطان الصالح ايوب اتولى ادارة كل الدواوين و عليت مراتبه.

فى سنه 1250 بعد انتصار مصر على الحمله الصليبيه السابعه اتنصبت شجر الدر سلطانه على مصر و بكده انتهى حكم الدوله الايوبيه و استقلت مصر و خرجت من طوق الخلافه العباسيه. كاتب سر شجر الدر كان مصرى قبطى و كان ابن الراهب المصرى المشهور " برسوم العريان ". الخليفه العباسى البغدادى المستعصم بالله ما عجبتهوش الاوضاع الجديده إكمن خزانته حاتضيع منها المكوس اللى كان بيدفعها المصريين ، و اكمن شجر الدر كانت ست فبعت للمصريين يقولهم " لو ما عندكوش رجاله نشيع لكم رجاله من عندنا " ده على الرغم من ان شجر الدر قادت مصر لنصر كبير ضد الحمله الصليبيه السابعه ، و من نوادر القدر ان الخليفه ده ما قدرش يدافع هوه و رجالته عن بغداد لما هاجمها المغول بعدها بتمن سنين فى 1258 ( سقوط بغداد ) و اعدموه هوه و رجالته و دمر هولاكو عاصمة ملكه.

قعاد ست (شجر الدر) على عرش مصر سنه 1250 كان تطور كبير .

اكمن الدوله المملوكيه كانت لسه جديده و محتاجه استقرار و اعتراف الخليفه بيها حيث ان دى كانت العاده فى العصر الايوبى اللى سبقها ، اتجوزت شجر الدر من عز الدين ايبك اتابك الجيش المصرى و اتنازلت ليه عن الحكم و حكموا سوا ، و دى كانت بداية استقلال مصر عن الخلافه العباسيه و بداية تطور سياسى و اقتصادى و اجتماعى و عسكرى كبير فى مصر. تنصيب ست ملكه على مصر لاول مره فى تاريخ مصر من ايام كليوباترا السابعه اخر ملكات مصر فى العصر البطلمى ( خلص سنه 30 ق.م ) كان فى حد ذاته تطور معتبر ما قدرتش المنطقه اللى حوالين مصر انها تستوعبه ، لكن التطور المهم التانى كان دخول اعداد كبيره من الموظفين المصريين مسلمين و مسيحيين فى دواوين الدوله و وصول اعداد منهم لمراكز عاليه. من الموظفين دول كان شرف الدين الفائزى اللى اتعين وزير للسلطان أيبك طوالى مع بداية حكمه. الفائزى خدم قبل كده فى دولة السلطان الايوبى الصالح ايوب و راح معاه الشام و قت محاربته لأيوبين الشام و رجع على مصر مع توران شاه بعد وفاة ابوه الصالح ايوب وقت مهاجمة الصليبيين مصر بقيادة لويس التاسع فى الحمله الصليبيه السابعه .

مصر فى الفتره دى واجهت خطرين واحد من الايوبين فى الشام اللى ضاع منهم عرش مصر و التانى من القبايل العربيه اللى اتسللت جوه مصر عبر السنين و اللى كانوا فاكرين ان مصر ملكهم و المصريين مصدر لأرزاقهم. ايوبية الشام بقيادة الناصر يوسف حاولوا يهاجموا مصر كذا مره لكن انهزمزا هزايم كبيره على حدود مصر و سيطرت الدوله المملوكيه على اجزاء من الشام [2] ، و العربان هاجوا جوه مصر و بقوا يهاجموا القرى المصريه و ينهبوا الفلاحين المصريين و يقطعوا الطرق فى الصعيد و البحيره و طلع شيخ من العربان فى دهروط اسمه حصن الدين ثعلب يقول : " نحن اصحاب البلاد " و جمع العربان تحت قيادته و عمل جيش عدته حوالى 12 الف عربانى فخرج ليه عسكر مصر من القاهره و انهزم العربان هزيمه كبيره و اتقبض على شيخهم ثعلب بيوصف المقريزى اللى حصل للعربان بقوله : " وقبض على حصن الدين ثعلب بن ثعلب و أذل سائر عرب الوجهين القبلى و البحرى و أقاهم قتلاً و اسراً وسبياً وزاد القطيعة على من بقى منهم حتى ذلوا وقلوا " ، و بكده خلص تمرد العربان و بيقول المقريزى: " و تبدد شمل عرب مصر و خمدت جمرتهم من حينئذ " [3][4][5]

فى الظروف دى شرف الدين الفائزى أدار شئون مصر الماليه و حاول انه يكبر دخل خزانة الدوله فطلع قوانين جديده و عمل ضريبه على الميسورين من التجار و اصحاب العقارات اسمها " الحقوق السلطانية و المعاملات الديوانيه " و عمل احصاء للبيوت و العقارات و قدر قيمتها.

بعد اغتيال السلطان ايبك سنه 1257 مسك الحكم ابنه الطفل المنصور على و اتحكمت امه فى شئون الدوله و حصلت حركة تغييرات لكن الفائزى استمر وزير للسلطان لكن اتأمرت عليه مجموعه من الامرا المتنافسين و وصلوا لأم المنصور إنه قال عن ابنها السلطان : " المملكه ما تمشى بالصبيان، و الرأى أن يكون الملك الناصر " فخافت ام على من الكلام اللى سمعته و إن العرش يضيع من ابنها فعزلته و قبضت عليه هوه و مجموعه من رجالة الدوله و عرض انهم يسيبوه مقابل انه يدفع فلوس لكن دخل عليه المماليك المعزيه و خنقوه فى 29 يونيه 1257 .[6]

فهرست و ملحوظات تعديل

  1. البابا اثناسيوس التالت ابن ابو المكارم ، بطريرك الكنيسه القبطيه نمره 76 ، قعد على كرسى البطركيه المصريه حداشر سنه و خمسين يوم. اتوفى فى 1 كيهك 978ش / 27 نوفمبر 1261م
  2. هزيمة الايوبيين وصلت لمعاهده بمقتضاها سيطرت مصر على الاراضى الممتده بره حدود مصر لغاية نهر الاردن و من ضمنها غزه و القدس و نابلس و كل الساحل -( المقريزى، 479/ج1 ).
  3. المقريزى، السلوك، 479-480/ج1
  4. المقريزى، المواعظ، 386/ج3
  5. أيبك اطلق سراح الشيخ ثعلب لكن فى عهد السلطان الظاهر بيبرس اتقبض عليه تانى و اتشنق فى اسكندريه -( القلقشندى، 69/ج4 )
  6. المقريزى، السلوك، 495-496/ج1

المراجع تعديل