شهدا كوردوبا ( بالعربى: شهداء كوردوبا ، اسبانى: Los Mártires de Córdoba ) هى وقائع قصه كتبها قسيس كاتوليكى اسمه يولوجيوس Eulogius عن 48 مسيحى معظمهم رهبان و كهنة كاتوليك كانو عايشين فى الاندلس فى جنوب اسبانيا تحت الحكم الاسلامى فى القرن التاسع اتعدمو فى الفتره مابين 851 و 859 ، اولهم كان قسيس كاتوليكى اسمه بيرفيكتوس Perfectus ، و اخرهم كانت بنت اسمها لوسريتيا Lucretia ، و اشهرهم كان كان كاتب القصه واللي دعا للظاهرة دي القسيس يولوجيوس اللى اتعمل قديس بإسم " سان يولجيو دو كوردوبا San Eulogio de Córdoba " ، و كان الاب الروحى لمعظمهم (بالرغم ان فيه ناس منه مقبلوهوش) عشان هو اللى كان بيشجعهم على شتيمة الاسلام و شتيمة نبى المسلمين. الشهدا دول مااتعدموش بسبب دفاعهم عن المسيحيه فى حد ذاتها لكن بسبب مهاجمتهم للاسلام و النبى محمد.

شهدا كوردوبا
 

شهدا كوردوبا
DiedBetween 850 and 859,Córdoba, Al-Andalus, modern day Spain
Martyred byAbd ar-Rahman II, Muhammad I of Córdoba
Means of martyrdomDecapitation
Venerated inRoman Catholic Church, Eastern Orthodox Church
Notable martyrsAurelius and Natalia, Eulogius, Perfectus, Roderick

القصه كتبها القسيس يولوجيوس الكوردوبى ، و ماظهرتش فى كتب المؤرخين المسلمين او الفرنج اللى عاصروها ، و فى كتب تاريخ و حوليات و سجلات قضاة كوردوبا مفيش ذكر عن قاضى أصدر احكام فى قضايا من النوعيه دى. و اللى خلت مفيش مصادر لمقارنة الوقائع اللى ذكرها القسيس يولوجيوس و من ناحيه تانيه ما اهتمش بالقصه المؤرخين الغربيين فى العصر الحديث و لا دونتها الموسوعه البريطانيه فى نسخها المطبوعه. او زى ما بيقول الباحث تشارلز رجينالد هاينيز Charles Reginald Haines فى بحثه الاكاديمى عن الموضوع :" للأسف وقائع القصه متاخده من اللى شجعو على الظاهره ده نفسهم و بالتالى ممكن يتشك فى ان فيها اختلاقات " ، و وضح هاينيز ان مفيش تسجيل واحد بيبين ان فيه مسيحيين اتعدمو بسبب دينهم عن طريق العرب فى اسبانيا قبل نص القرن التاسع.[1] مع ان القانون فى الاندلس كان بينص على ان اللى يغير دينه ويسيب الاسلام او انه يشتم محمد نبي الاسلام يتعدم.[2]

بطبيعة الحال ، بغض النظر عن حقيقة القصه، لازم يتاخد فى الاعتبار ان الأحداث، حسب ما وصفها القسيس يولوجيوس عمرها أكتر من الف سنه فى فتره مظلمه انتشرت فيها الجهالات و الخرافات و الحروب الدينيه و الصراعات مابين الكاتوليك و المسلمين على مد مناطق النفوذ اتوجت فى اخر المطاف بالحروب الصليبيه اللى اتسببت فى قتل حوالى 6 مليون انسان.

خلفيه تعديل

 
القديس جيمس كومبوستيلا دابح المور

فى القرن التاسع ظهرت حركات مسيحيه كان منها عقيدة " القديس جيمس كومبوستيلا Santiago de Compostela " اللى كانت فى الاساس عقيده مسيحيه لكن قايمه على افكار ايبيريه قديمه. العقيده دى كانت بتؤمن بالتوأمه الالاهيه و اعتبرت ان جيمس هو توأم للمسيح و ان الرب بعت جيمس بتأييد من السما لنصرة الأسبان فى حربهم ضد المسلمين. الحركه دى لعبت دور كبير فى تأليب الاسبان على المسلمين و كانت الاساس الروحى اللى قامت عليه حركة الاسترداد.

فى سنة 711 جيش مسلم من شمال افريقيا غزا شبه جزيرة ايبيريا وده كان بقيادة طارق بن زياد، استولو اول ما راحو هناك على شبه جزيرة ايبيريا واخضعوها للحكم الاسلامي وسموا الحتة دي الاندلس وحكموها بالشريعه الاسلاميه والمسيحيين واليهود كانو بيتعاملو على انهم ذميين وكانوا بيدفعو جزيه، والشريعة كانت بتقول ان الهرطقة ضد الاسلام من مسلمين او ذميين عقوبتها الاعدام.

المسيحيين كانو بيحاولو يتجنبو يروحو يدفعو الجزية بتاعة كل شهر عشان لان مش عدل ان واحد يدفع فلوس عشان يحتفظ بدينه و عيلته و املاكه و عشان فلوس كتيره بتندفع لدرجة تفقرهم و تفلسهم و عشان طريقة الدفع كانت بتتم بطريقه مهينه لحد لو دفع و اللى مش بيدفع كانو بيعذبوه و ياخدو مراته و بناته و اولاده جوارى و عبيد وكان فيه منهم بيعتنقو الاسلام عشان يخلصو من الجزيه و التعذيب او عشان يتطلقو او يتجوزو تانى او يتجوزو كذا واحده او يشتغلو فى وظيفه او يترقو لمركز او يستفيدو اى حاجه او يخلصو من اى حاجه ،[3] واللي كان بيبقا منهم كهنه ساعات زي الاسقف صامويل اللى اعتنق الاسلام واضطهد الكنيسه اللى كان بيخدمها وكان بيقبض على الكهنه و بيخلى اللى كانو رعاياه يدفعو الجزيه وكان بيحاول يجبرهم على اعتناق الاسلام. والقانون كان بينص على ان الجواز المختلط (بين مسلمين ومسيحيين ) المسلم لازم يكون هو الراجل والخلفه تكون كلها مسلمين زي ابوهم ودى طبعا تفرقه دينيه .[3]

المجتمع الاندلسى فى فترة الحكم الاسلامى كان بيتكون من عرب و بربر و اسبان ( المور )، و بعد تأسيس الحكم الاموى اتضاف عنصر رابع من الجوارى و العبيد اللى كانو بيض و سود. لكن المجتمع كان مستقر بدرجة كبيره و كان فيه تماذج مابين السكان و فيه اسبان اعتنقو الاسلام و اتسمو " مولدين " و فيه ما عتنقوش الاسلام لكن اتبنو الثقافه العربيه و اتسمو " مستعربين ". بطبيعة الحال الوئام السياسى و الاجتماعى ما بين المسيحيين و المسلمين ماكانش على هوى الكنيسه الكاتوليكيه لانه فيه اذلال و نهب لرعاياها و تغيير لدينهم و لانها كانت أياميها بتحاول فرض نفوذها على كل نواحى اوروبا و بالتالى كان من مصلحتها انتشار التعصب فى المجتمع الاندلسى مش التوليرانسيه و التعايش .[4][5][6] فى الظروف دى انتشرت روح التعصب مابين طوايف مسيحيه و اسلاميه و ظهرت عند طايفه من المسيحيين ظاهره كانت موجودة فى المسيحية الشرقية وخصوصا ايام الامبراطورية الرومانية هيا السعي للإستشهاد اللى بتعتبر حاله فريده فى تاريخ الكنيسه اللاتينيه.[7][8] بيقول تشارلز رجينالد هاينيز فى بحثه فى الموضوع ان مفيش شك ان يولوجيوس عمل كل اللى فى وسعه للتدخل و التأثير على الاختلاط اللى كان شايفه حواليه مابين المسيحيين و العرب .. و انه اتعمد انه يوتر العلاقات دى و عمل اللى قدر عليه عشان يخلى التفاهم بين الجانبين مستحيل. و لدرجة انه عشان يبعد المسيحيين الايبيريين من تعلم العربى جاب وياه من رحله عملها لمدينة بامبلونا Pampluna كتب كلاسيكيه لفرجيل و هوراس و جوفينال و أوغسطين .[9]

السلطات الاسلاميه فى الاندلس اياميها كانت عامله قانون بمعاقبة الاسبانى اللى يشتم مسلم و لحد امكانية اعدامه لو اعتدى عليه بالضرب و فى حالة شتيمة النبى محمد كانت العقوبه هى الاعدام بغض النظر عن اذا كان الشخص مسيحى او مسلم او غيره.

نظام المحاكمات فى قرطبه و كل الأندلس كان منظم و كل صغيره و كبيره كانت بتتسجل كلمه كلمه. القاضى كان بيسأل المدعى عليه بالتفصيل فإذا شاف ان الدعوى مش قانونيه كان بيقفل الجلسه و بيطلب من المدعى عليه انه يخرج من الصاله. لو كلام المدعى او المدعى عليه مش مفهوم بالكامل القاضى كان بيفضل يسأل و يستفهم و يطلب منهم تفسير و توضيح لكلامهم ، و كل الكلام اللى بيتقال فى الجلسه كان بيتكتب فى سجل فى صالة المحكمه بحضور شهود. السجلات اللى كانت بتتدون كان اسمها " محاضر " و ماكانش ممكن ان القاضى يطلع حكم من غير كتابة كل صغيره و كبيره عن القضيه و كل اللى قاله هو و المدعى عليه و الشهود ، و كانت السجلات دى بيحتفظ بيها فى ارشيف.

يولوجيوس تعديل

 
يولوجيوس اللى اعلن الفاتيكان تطويبه كقديس بعدين.

قبل ما تبتدي الأحداث ماكانش فيه حاجه بتشير لوجود عداوات مابين المسلمين و المسيحيين فى الاندلس. فى سنة 839 اسقف سيفييا ( اشبليه ) جان دى سيفييا Jean de Seville مضا وثيقة مجمع كوردوبا ضد اعداء الكنيسه و ماجاش فى المجمع ده سيره للاسلام. القسيس يولوجيوس Eulogius اللى دعا للإستشهاد لمحاربة النبى محمد اللى سماه " المسيح الدجال " ما اتكلمش عن الاسلام قبل 850 و كإنه ماسمعش عنه لكن فجاءه بعد مازار دير لاير Leyre فى نافارا Navarre ( الفتره 848-850 ) اللى عثر فيه على سيرة حياة " النبى المشؤم " ابتدا طوالى ينادى بالسعى للاستشهاد لمحاربة " المسيح الدجال ". بيقول يولوجيوس فى جواب بتاريخ 15 نوفمبر 851 اتحط فى كتابه " الدفاع عن الشهداء " : " لما كنت فى دير لاير قررت انى ابص على الكتب اللى فيه، و قريت كتب ماكنتش اعرفها، و فجاءه وقع فى ايدى كتيب صغير مؤلفه مجهول عن قصة نبى شؤم ".

مدرسة كوردوبا اللاهوتيه اللى كان بينتمى ليها يولوجيوس و كاتب سيرته ألفارو Alvarus مؤسسها كان رئيس دير ايسبراينديو Esperaindeo و كان يولجيوس و الفارو بيعتبروه ابوهم الروحى و كان كتب بحث فى عقيدة التثليث كدفاع عن المسيحيه ضد الهراطقه اللى كان اهمهم بالنسبه له الآريوسيين لكن فى البحث ده ماجابش سيرة الاسلام مع ان الاريوسيين بيتفقو مع المسلمين فى موضوع طبيعة المسيح و كتير من الفيثوجوت اللى اعتنقو الاريوسيه فى اسبانيا كانو معجبين بالفكره الاسلاميه عن المسيح .[10]

دخول الاسلام اسبانيا ( و الاسلام كفكر حاجه غير العرب او البربر ) ماكانش اختراق مفاجىء لكن كان عمليه بطيئه و تدريجيه فالاغلب ان اللاهوتيين المسيحيين فى كوردوبا ماوعوش لحضوره لغاية نص القرن التاسع فإبتدو يحاربوه. القرن التاسع شاف تدفق اسلامى على كوردوبا مش بس بسبب غناها المادى و الحضارى لكن كمان بسبب تأثير اسلام الشرق فيها فإتكونت جاليات اسلاميه حقيقيه من افريقيا الشماليه و مصر و سوريا و العراق.

يولوجيوس كتب مابين 851 و 857 كتبه " ذكرى القديسين " و " وثيقة الاستشهاد " و " الدفاع عن الشهدا ". وفضل يحرض على شتيمة النبى محمد و الاسلام و يشجع على " الاستشهاد ". يولوجيوس و ألفارو استخدمو نبؤات توراتيه و رؤية دنيال فى نشر افكارهم لغاية ما اجتمع مجمع كاتوليكى ادان يولوجيوس و نظريته عن الاستشهاد و سلمه للسلطات.

الأحداث تعديل

 
رودريكوس من شهدا كوردوبا و اتحول لقديس

الموضوع ابتدى بحكاية القسيس بيرفيكتوس Perfectus. ففى يوم من الايام خرج يوعظ كعادته لكن و هو فى الشارع وقفوه عدد من المسلمين و سألوه عن رأيه فى النبى محمد. سبب توقيف بيرفيكتوس و سؤاله مش معروف لكن من المحتمل انه كان لتدخيله فى مشكله لسبب مجهول. القسيس اللى بطبيعة الحال كان عارف القوانين الساريه كان حذر فى رده و طلب منهم انهم يحلفو انهم مش حايإذوه لو قال رأيه بالظبط. و بعد ماحلفو قالهم كلام مسيحى دينى عن ظهور ناس بتدعى انها المسيح او انبيا و وصف النبى بإنه دجال و كذاب و وصفه بأوصاف وحشه فإتغاظو منه لكن اكمنهم حلفو انهم مش حايإذوه سابوه يروح لحاله. لكن بعد شويه لسبب مش معروف ناس أخدوه على القاضى عشان يشوف حكايته ايه. القسيس بيرفيكتوس اللى كان عارف القانون و العواقب لما وقف قدام القاضى سحب كلامه اللى قاله قبل كده ، لكن القاضى امر بحبسه لتكملة دخليق و بعد ما اتحبس شهر وقف تانى قدام القاضى لكن المره دى قعد يشتم فى النبى و قال " انا شتمت النبى و حااشتمه " و اتهم النبى بإنه ساحر و كذاب و عاد و زاد فى كلام وحش فحكم عليه القاضى بالاعدام فإتعدم فى 18 ابريل سنة 850.

بعد اعدام بيرفيكتوس و معاقبة تاجر اسمه جون بالجلد و التجريس على ضهر بغل ، ظهر راهب من دير تابانوس اسمه ايزاك Isaac. الراهب ده كان بيتقن اللغه العربى و من نفسه راح للقاضى و قاله انه عايز يعتنق الاسلام و انه عايز يعرف حاجات عن الاسلام ، و بعد القاضى ماشرحله شوية حاجات رد عليه بالعربى و قعد يشتم فى النبى شتيمه وحشه لدرجة ان القاضى المذهول عيط و ضربه على وشه فقاله الراهب : " انت بتضرب ده المعمول على شكل الرب ؟ ". اياميها كان القانون فى الاندلس بيمنع تعذيب او ضرب المدانين اللى حايتعدموا. اتحكم على ايزاك بالاعدام و بعد قطع راسه اتحرق جسمه و اترمى الرماد فى النهر فى 3 يونيه 851 و ده عشان اتباعه ماياخدوش جسمه و يعملوله مقام و يقولوا انه بيعمل معجزات و يحولوه لقديس زى ماكانت العاده اياميها ، ففى الايام دى القديس كان فعال فى المنطقه اللى عاش و مات فيها او اللى اتدفن فيها ، لكن رغم كده ده مامنعش ظهور قصص عن معجزات عملها ايزاك بعد اعدامه.

انتشر الموضوع و بقا ظاهره و اتعدم رهبان و كهنة بنفس الطريقه و المسلمين نفسهم بقو مستغربين من ان الناس دى بتضحى بحياتها بسهوله من غير مايكون فيه صراع عسكرى مباشر يستحق التضحيه. الظاهره دى حصلت بعد كده بطريقه تقريبا مشابهه فى مدابح اليهود فى الراين لما كان المسيحيين بيهاجمو المجتمعات اليهوديه فى منطقة الراين وقت الحمله الصليبيه الاولى عشان يجبروهم على اعتناق المسيحيه فكان اليهود بيشتموهم هما و المسيح بأفظع الشتايم و بيفضلو انهم هما و عيالهم يتقتلو عن انهم يتعمدو. لكن فى حالة شهدا كوردوبا ماكانش فيه هجمات مسلحه او اجبار لإعتناق دين زى فى حالة يهود الراين. فى الفتره دى المسيحيين فى اسبانيا كانو بيتمتعو بحريه دينيه معتبره و ماحصلش ان مسيحى اتعدم بسبب دينه و ماكانش فيها اضطهاد ضد المسيحيين بطريقه تبرر الانتحار و التضحيه بالنفس و فوق كده الموضوع ماكانش بيحصل غير فى كوردوبا و معظم الضحايا كانو كهنه و رهبان و راهبات فى الغالب كانو متأثرين بقراية و سماع قصص دينيه عن حياة القديسين الاوائل و اعمالهم العجيبه و معجزاتهم.

الظاهرة دى كان اللى بيشجع عليها و بيروج ليها القسيس يولوجيوس Eulogius. لكن بإستمدح التاجر جون اللى مااتعدمش لكن اتعاقب بالتجريس و هو قاعد بالمشقلب على ضهر بغل كل اللى اتعدمو فى المرحله الاولانيه كانو كهنه و رهبان لكن الموضوع اتنقل بعد شويه لبنات و ستات و ناس عاديين. فلورا Flora كانت بنت راجل مسلم و ام مسيحيه نشئت مسلمه لكن بقت مسيحيه زى امها تمن سنين قبل الاحداث دى و هربت من البيت و استخبت عند مسيحيين لغاية ما سلمت نفسها لأخوها اللى كان بيدور عليها و بعد ماحاول يقنعها بالرجوع للاسلام من غير نتيجه اخدها للقاضى اللى حكم عليها بالضرب و سلمها لأخوها لكن هربت تانى و قابلت واحده اسمها ماريا Maria كانت اخت قسيس اسمه والابونسوس Walabonsus كان اتعدم بسبب شتيمة النبى. فلورا و ماريا قعدو يشتمو فى النبى اللى فى الحقيقه تقريباً ماكانوش يعرفو عنه حاجه، لكن القاضى مارضاش يعدمهم فسجنهم لكن اخو فلورا طلب من القاضى اعادة دخليقات لكن فى دخليقات فضلت برضه تشتم فى النبى فرجعت السجن تانى و فى السجن هى و ماريا قابلو يولوجيوس اللى هو نفسه كان مسجون بتهمة التحريض و التشجيع على الخروج على القوانين ، و بيتقال انه كان واقع فى حب فلورا ، فشجعهم على الاستمرار فى العمليه الانتحاريه و فضلو يشتمو فى النبى لغاية مااتحكم عليهم بالاعدام فاتعدمو فى 24 نوفمبر 851 بعد ما وعدو يولوجيوس انهم بعد اعدامهم حايبقو يتشفعوله عند الرب عشان يطلق سراحه من السجن. و من الصدف ان السلطات خرجت يولوجيوس من السجن بعد اعدامهم بست تيام فأعتبر الموضع معجزه من المعجزات اللى كانت الناس فى الزمن ده متشوقه ليها.

بعد اعدام فلورا و ماريا اتعدم قسيس اسمه جوميسيندوس Gumesindus و راهب اسمه سيرفوس ديى Servus Dei فى 13 يناير 852 و بعدين حصل هدوء و كإن كنيسة كوردوبا ابتدت تدرك خطورة الموضوع لكن الهدوء مادامش مده طويله و ابتدا يظهر رجاله و ستاتهم للمشاركه فى الانتحار. و من الحكايات اللى حصلت ان فى 16 سبتمبر 852 اتنين مخصيين واحد فيهم اسمه سيرفو ديو Servio Deo و التانى راهب اسمه روجيل Rogel اقتحمو جامع على مصليين و قعدو يشتمو فى النبى محمد و الاسلام فهاج المصليين المسلمين و قبضو عليهم و عذبوهم و حبسهوهم و اتعدمو بعد كده.

رغم كده فيه كذا واحد اتعدمو عن غير ارادتهم بسبب خيانات و وشايات و منهم القسيس ابونديوس Abundius اللى اتعدم فى 11 يوليه 854 و راهب عجوز اسمه ارجيميروس Argimirus اتعدم فى 28 يونيه 856. القسيس رودريكوس Rudericus كان ليه اخ مسلم و بعد ما حصل نزاع بين اخوه ده و واحد تانى حاول رودريكوس انه يتدخل عشان يصالحهم و يفض النزاع لكن الاتنين اتقلبو عليه و كان هايتقتل. اخوه اللى افتكر انه اتقتل قال ان رودريكوس اسلم قبل موته لكن اللى حصل ان رودريكوس خف و اتعافى و هرب لكن اضطر يرجع كوردوبا تانى و قابل اخوه اللى وداه للقاضى عشان يحقق معاه بتهمة الارتداد عن الاسلام ، و بعد مارفض يقول الشهاده اتسجن و فى السجن قابل واحد اسمه سالومون Salomon و اتصاحبو على بعض. القاضى حاول انه ينقذهم لكن رفضو ينطقو بالشهاده فإتعدمو فى 13 مارس 857 و اترمت جثثهم فى النهر. جثة رودريكوس ظهرت على شط النهر و اخدتها الناس و دفنتها و بقى قديس باسم سان رودريجو دى كوردوبا San Rodrigo de Cordova

اعدام يوجليوس و نهاية الاحداث تعديل

بعد ما اسقف توليدو (توليدو) مات اختارو يولوجيوس عشان يحل محله لكن مااترسمش لأسباب مش معروفه و جايز كان بسبب اعتراض السلطات الاسلاميه الحاكمه. فضلت العمليه شغاله لغاية ما اتعدم يولوجيوس فى 11 مارس 859 بتهمة التحريض و الخروج على القانون. اخر الضحايا كانت بنت اسمها لوسريتيا Lucretia اتعدمت فى 15 مارس 859 بعد اعدام يولوجيوس بأربع تيام. يولوجيوس اتدفن فى كاتدرائية اوفيدو Oviedo و اتعمل قديس بإسم سان يولجيو دو كوردوبا.

اعدام يولوجيوس تم بعد محاولات لإنقاذه عملها قاضى كوردوبا و واحد صاحبه مكانته عاليه فى كوردوبا. القاضى سأله ليه بيتعدا على القوانين بالشكل ده ، لكن بدل ما يبرر افعاله او يسحب كلامه رد عليه بشتيمة النبى و الكلام اللى كان بيلقنه لأتباعه ، لكن رغم كده القاضى ما عاقبهوش عقاب جسدى و اكتفى بحبسه على ذمة دخليق ، وصاحبه قاله : " المهابيل و المخابيل بيهرولو لرمى نفسهم فى التهلكه ، لكن انت ايه اللى مخليك تعمل كده... " و اترجاه انه بس يقول مجرد كلمة اعتذار تنقذه ، و وعده بإنه بعد كده ها يتسمح له بممارسة دينه زى ما هو عايز ، لكن يولوجيوس رد عليه بقوله: " لو بس يعرفو السعاده اللى مستنيانا فوق ! ".[1]

وضح تشارلز رجينالد هاينيز ان فيه عنصرين فى القصه بيضحضو فكرة الاستشهاد أولهم هو ان الضحايا هما اللى اتسببو فى تعريض نفسهم للإعدام فى وقت ماكانش فيه اضطهاد ضدهم ، و تانيهم ان تعريض نفسهم للإعدام بالطريقه دى بترفضه جهات و مؤسسات مسيحيه زى كنيسة سميرنا Church of Smyrna و مجمع إلفيرا المسيحى synod of Elvira و القديس كيبريان St Cyprian و كليمينت السكندرى Clement of Alexandria و غيرهم ، و بيعتبر حاجه ضد تعاليم و روح المسيحيه.[1]

يولوجيوس كتب عن الأحداث و مخطوطاته المحتفظ بيها فى اوفيدو بتعتبر المصدر الأصلى الوحيد الموجود عن الموضوع. تلميذه ألفارو كتب سيرة حياته . القصه ماظهرتش فى كتب المؤرخين المسلمين أو الفرنج و بالتالى مفيش مصادر لمقارنة الوقائع ، و رغم غرابتها مااخدتش حيز فى كتابات مؤرخين العصر الحديث. رغم ان يولوجيوس كان اللي ابتدى الموضوع وشجع الناس و هو اللى كتب عن الأحداث ماظهرش فى نصوصه ان المسيحيين فى وقته كانو ممنوعين من ممارسة طقوس دينهم بحريه. بس فى نفس الوقت كتب ان الجزية اللي كانو المسيحيين بيدفعوها فى الوقت ده كانت غالية اوي. الفاروس كتب ان الجزية الشهرية اللي كانت بتدفع كانت متحتملش ووزنها تقيل على رقاب المسيحيين.[11]

فهرست تعديل

  1. أ ب ت Haines, Chapter V
  2. http://www.gutenberg.org/files/15262/15262-h/15262-h.htm
  3. أ ب http://www.gutenberg.org/files/15262/15262-8.txt
  4. جارودى، 255
  5. زكار، اوروبا فى العصور الوسطى، 242-244
  6. Runciman, 84 and 90/1
  7. الكنيسه الكاتوليكيه كانت ضد الوجود الاسلامى فى اسبانيا و حاربته بكل الوسايل و طلبت من المسيحيين فى اوروبا انهم يحاربو المسلمين اللى سمتهم كفار لطردهم من اسبانيا، وادت الحرب ضد المسلمين فى اسبانيا درجة حرب دينيه ، و ادت اللى بيحاربو المسلمين فى اسبانيا و المتطوعين المسيحيين من نواحى اوروبا نفس المزايا اللى ادتها للصليبيين اللى بيحاربو المسلمين فى الشرق. Runciman, 89/92
  8. و اقترح البابا اوربان التانى على المسيحيين انهم بدل ما يروحو يحجو فى بيت المقدس يروحو يشاركو فى الحرب ضد المسلمين فى اسبانيا ‍‍- K. Armstrong, 66
  9. Haines, Chapter III
  10. Armstrong, 45
  11. http://www.dcoi.org/03d/sine-data,_Wolf._Kenneth,_Christian_Martyrs_in_Muslim_Spain,_EN.pdf[permanent dead link]

لينكات برانيه تعديل

المصادر تعديل

  • ابو الحسن النباهى الأندلسى، تاريخ قضاة الأندلس، دار الأفاق الجديدة، بيروت 1983
  • الخشبى القروى، قضاة قرطبه، دار الكتاب اللبنانى، بيروت 1989
  • سهيل زكار، مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية، اوروبا فى العصور الوسطى ومراحل وقائع الحروب الصليبية، دمشق 1995
  • سهيل زكار، مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية، المغرب والاندلس والبحر المتوسط، دمشق 1995
  • روجيه جارودى، الاسلام فى الغرب، كوردوبا عاصمة العالم والفكر، ترجمة ذ.قرقوط، دار دمشق 1995
  • Charles Reginald Haines, Christianity and Islam in Spain (756-1031)March 5, 2005
  • Karen Armstrong, Holy War, Anchor Books, New York, 2001
  • Kenneth Baxter Wolf, Christin Martyrs in Muslim Spain, The liberary of Iberian Resources on line