غزو انطاكيا (1268)

غزو انطاكيا (1268) ، هجوم عسكرى كبير شنه الظاهر بيبرس على امارة انطاكيا سنة 1268 انهى بيه الوجود الفعلى للاماره و حكم الامرا النورمان اللى استولو عليها بقيادة بوهيموند الاول سنة 1098 وقت الحمله الصليبيه الاولى و ارتكبوا فيها فظايع و مدابح فظيعه ضد المسلمين. انطاكيا كانت اول اماره يأسسها الصليبيين فى الشرق.

حصار أنطاكية (1268)
جزء من الحملات الصليبية
مذبحة السكان الأنطاكيين، على ايد الصليبيين سنة 1098
معلومات عامة
التاريخ مايو 1268
الموقع انطاكيه


36°12′N 36°09′E / 36.2°N 36.15°E / 36.2; 36.15   تعديل قيمة خاصية الإحداثيات (P625) في ويكي بيانات

النتيجة نصر حاسم للدولة المملوكية
انتهاء وحل إمارة أنطاكية
المتحاربون
الدوله المملوكيه إمارة أنطاكية
القادة
الظاهر بيبرس بوهيموند الساتت
سيمون مانسيل
القوة
قُرابة الـ15,000 قُرابة الـ7,500
الخسائر
مش معروف مش معروف
خريطة

فى فترة العصور الوسطى ابتلت مصر و منطقة الشرق الاوسط بعدوين كبار واحد من الغرب بقيادة الكنيسه اللاتينيه و ملوك الغرب ، و التانى من ناحية الشرق على شكل جيوش مغوليه جراره اجتاحت البلاد و افنت العباد و كان من اكبر ضحاياها دولة الخوارزميه و مدينة بغداد عاصمة الخلافه العباسيه.

قدر الصليبيين انهم يستولو على بيت المقدس و انشأوا مملكه فى الشام سموها مملكة بيت المقدس ، حدودها من ناحية مصر كانت لغاية غزه ، و فضلو مسيطرين عليها لغاية ما قدر صلاح الدين الأيوبى من هزيمة جيوشهم فى معركه كبيره اتعرفت باسم معركة حطين و اللى كان من نتايجها ان المملكه دى ما فضلش منها مش شوية مدن على ساحل الشام زى عكا و يافا و بيروت و غيرها و بقى ملكها الاسمى قاعد فى قبرص مش فى القدس.

المغول من جهتهم استولو على بغداد و دخلو سوريا و اخدو دمشق و كانو ناويين يروحو على مصر لكن طلع لهم قطز سلطان مصر و غلبهم فى معركه تاريخيه مصيريه اتسمت معركة عين جالوت كان من نتايجها استرداد سوريا و انكماش المغول ورا نهر الفرات.

لكن هزيمة الصليبيين فى حطين و هزيمة المغول فى عين جالوت ما قضوش على اخطار القوتين دول بالكامل ، بالعكس فضلو متربصين بالمنطقه و مستنيين فرصه عشان ينقضو عليها تانى. اخطر حاجه كانت ممكن تحصل فى الظروف دى ان القوتين دول يتحالفو مع بعض و يضربو الشرق الاوسط من جهتين.

مع مرور الايام و اشتداد ضراوة الحرب بين الصليبيين و المسلمين تسامح صلاح الدين الأيوبى اختفى و بقت الحرب بالنسبه للمسلمين مسألة حياه او موت تحت هجمات شرسه من الصليبيين و المغول. لما وصل الظاهر بيبرس للحكم كان عليه ان يمنع القوتين دول من التحالف و اضعاف و جودهم فى المنطقه. بيبرس ايام ما كان لسه امير شارك فى معركة المنصوره و لعب دور كبير فى هزيمة قوات لويس التاسع وقت الحمله الصليبيه السابعه و هو اللى دخل الفرسان الصليبيه فى مصيدة المنصوره و قضى عليهم ، و فى معركة عين جالوت دوره برضه كان كبير و حاسم انه هو اللى قاد طلايع الجيش المصرى و دخل الجيش المغولى فى كمين عين جالوت اللى قضى عليه و هو اللى طارد القوات المغوليه اللى هربت من المعركه فى اتجاه سوريا.

الصليبيين ارتكبوا مدابح فظيعه ضد سكان انطاكيا المسلمين سنة 1098.
امارة انطاكيا و كونتية طرابلس.

تحديات عهد بيبرس تعديل

 
رسم شعبى للملك الظاهر

لما قعد بيبرس على عرش مصر سنة 1260 كان فيه قوتان تسببان له قلقاً هما مملكة كيليكيا الأرمنية المعروفة بارمينيا الصغرى، وامارة أنطاكيا ويحكمها بوهيموند الساتت حفيد بوهيموند الاول اللى استولى عليها سنة 1098. كان بيبرس يكره كلا المملكتين حاقد عليهما لأنهما تحالفتا مع المغول وشاركا فى المعارك فى صف المغول فكان يعتبرهما خطراً كبيراً. أنطاكيا استولى عليها الصليبيين سنة 1098 وعملوا فيها مجازر ضد سكانها المسلمين و دمروا جوامعها.

رأى بيبرس أن الصليبيين أخطر على مصر والشرق الأوسط من المغول. فبالنسبه للمغول قدر بيبرس بدبلوماسيته و عبقريته السياسيه أن يحد من خطرهم عن طريق ضم القبيله المغوليه المعروفه باسم القبيلة الذهبية لصفه. ولما مات هولاكو سنة 1265 أحس بيبرس براحه من جهة المغول وأن الوقت حان ليوجه جهوده العسكريه ضد الصليبيين.

فى بداية سنة 1268 خرج الظاهر بيبرس من القاهرة على رأس الجيش المصرى كي يستولي على يافا واستسلمت له المدينه فى 7 مارس بعد معركة كبيرة، وسمح بيبرس للسكان أن يخرجوا منها الى عكا. ومن يافا الى قلعة الشقيف اللى كانت بحوزة فرسان المعبد وبعدما ضربها بالمنجنيق لمدة عشرة ايام استسلمت له يوم 15 ابريل وسمح بيبرس للستات والأطفال بالذهاب الى صور وأسر الرجال. بعدما خلص بيبرس من قلعة الشقيف راح على كونتية طرابلس فوجدها محصنة جيداً، وجاءه فرسان المعبد فى طرطوس وصافيتا يرجونه أن يدعهم فتركهم وانطلق الى أنطاكيا ووقف بالجيش قدام أسوارها يوم 14 مايو 1268.

الهجوم على انطاكيا تعديل

 

قسم بيبرس الجيش على تلت جيوش ، بعت جيش منهم على السويديه عشان يقطع الاتصال بين انطاكيا و البحر ، و بعت الجيش التانى على طرق الشام عشان يمنع وصول امدادات لانطاكيا من كليكيا، و قاد هو الجيش التالت و طوق بيه انطاكيا.

بوهيموند الساتت كان وقتها فى طرابلس و القائد المسئول عن حماية انطاكيا كان " سيمون مانسل " و ده كان متجوز ست ارمنليه قريبة مرات بوهيموند. مانسل قررانه يخرج بقوات من انطاكيا عشان يهاجم بيبرس فوقع فى الاسر و اتأمر بانه يطلب من الحاميه اللى جوه انطاكيا انها تستسلم لك الحاميه رفضو طلبه.

 

تانى يوم هجم بيبرس على اسوار انطاكيا اللى كانت محصنه كويس فماجابش الهجوم نتيجه و التفاوض اللى حصل بعد كده هو كمان ماجابش نتيجه. و فضل الحال على كده لغاية ما شن بيبرس هجوم شامل يوم 18 مايو و قدر انه يعمل ثغره فى نقطه من السور و دخلت قواته المدينه و قامت معركه كبيره و مدبحه ان بيبرس امر بقفل ابواب المدينه عشان ماحدش يقدر يهرب لكن الاف الناس اسعفهم الحظ و قدرو يهربو و يستخبو فى قلعه ضخمه فوق جبل و قرر بيبرس انه يسيبهم لحالهم. اتأسرت اعداد ضخمه و لم العسكر غنايم مالهاش حصر. الصليبيين استولو على انطاكيا بمدبحه و خرجو منها بمدبحه.

سقوط انطاكيه اول اماره عملها الصليبيين فى الشرق وقت الحمله الصليبيه الاولى كان ضربه كبيره للصليبيين و درس جامد لتحالف انطاكيا مع المغول. من النهارده ده ماقامتش انطاكيا على رجليها تانى و بعد ما كانت مركز تجارى و عسكرى كبير بقت مجرد قلعه فى اطراف سوريا و ما فضلش من الاماره مش و قلعة القصير و مدينةاللاذقيه اللى بقت مجرد جيب معزول ، و ما بقاش فى ايد بوهيموند مش كونتية طرابلس ، و هاجر القسسه بتوع انطاكيا على دمشق و استقرت الكنايس اليعقوبيه و الارتودكسيه فى سوريا.

جواب ساخر من بيبرس تعديل

بعد سقوط انطاكيا بعت بيبرس جواب طويل لبوهيموند الساتت سخر فيه منه و اتهكم عليه و وصف له اللى حصل لمملكته و هناه على حسن حظه انه ماكانش فى انطاكيا وقت الهجوم. بدأءه بقوله :

قد علم القومص الجليل ، المبجل، المعزز، الهمام، الأسد الضرغام، فخر الامة المسيحية، رئيس الطائفة الصليبية، كبير الامة العيسوية، بيمند المنتقلة مخاطبته بأخذ أنطاكية منه من البرنسية الى القومصية، ألهمه الله رشده، وقرن بالخير قصده، وجعل النصيحة محفوظة عنده، ما كان من قصدنا طرابلس، وغزونا له فى عقر داره، وما شاهده بعد رحيلنا من اخراب العمائر، وهدم الأعمار، وكيف كنست الكنائس من على بساط الارض، ودارت الدوائر على كل دار، وكيف جعلت تلك الجزائر من الأجساد على ساحل البحر كالجزائر، وكيف قتلت الرجال، واستخدمت الاولانىاد، وتملكت الحرائر، وكيف قطعت الأشجار، ولم يترك الا ما يصلح لأعواد المجانيق -ان شاء الله- والستائر، وكيف نهبت لك ولرعيتك الاموال والحريم والاولانىاد والمواشى، وكيف استغنى الفقير، وتأهل العازب، واستخدم الخديم،وركب الماشى، ده وأنت تنظر نظر المغشى عليه من الموت.

و جه فيه :

وفتحناها بالسيف فى الساعه الرابعة من يوم السبت رابع شهر رمضان، وقتلنا اخترته لحفظها، والمحاماة عنها، و ما كان احد منهم ومنها، فلو رأيت خيالتك، وهم صرعى تحت أرجل الخيل، وديارك والنهابة فيها تصول، والكسابة فيها تجول، وأموالك وهى توزن بالقنطار، و داماتك فكل اربع منهن تباع [1]، فتشترى من مالك بدينار، ولو رأيت كنائسك وصلبانها قد كسرت ونشرت، وصحفها من الأناجيل المزورة و نشرت، وقبور البطارقة و بعثرت، ولو رأيت عدوك المسلم، و داس مكان القداس والمذبح، و ذبح فيها الراهب والقسيس والشماس، والبطارقة و دهموا بطارقة، وابناء المملكة و دخلوا فى المملكة، ولو شاهدت النيران وهى فى قصورك تحترق، والقتلى بنار الدنيا قبل نار الاخرة تحترق، وقصورك واحوالها قد حالت، وكنيسة بولص وكنيسة القسيان قد زلت كل منهما وزالت، لكنت تقول { يا ليتنى كنت تراباً } ، { ويا ليتنى لم أوت بده الخبر كتاباً }. ولكانت نفسك تذهب من حسرتك، ولكنت تطفى تلك النيران بماء عبرتك. ولو رايت مغانيك و أقفرت من مغانيك، ومراكبك و أخذت فى السويدية بمراكبك، فصارت شوانيك من شوانيك، ليقنت أن الاله الذى أنطاك أنطاكية منك استرجعها، والرب الذى أعطاك قلعتها منك قلعها ومن الارض اقتلعها، ولتعلم أنا قد أخزنا بحمد الله منك ما كنت أخذته من حصون الاسلام، وهو دير كوش، وشقيف تلميس، وشقيف كفردبين، و كل ما كان لك فى بلاد أنطاكية، واستنزلنا اصحابك من الصياصى وأخذناهم بالنواصى، وفرقناهم فى الدانى والقاصى ولم يبق شىء يطلق عليه اسم العصيان الا النهر فلو استطاع لما تسمى بالعاصى، و عمل دموعه ندماً، وكان يذرفها عبرة صافية فها هو أجراها بما سفكناه فيه دماً.

و ختم كلامه بقوله :

و كتابنا ده يتضمن البشرى لك بما وهبك الله السلامة، وطول العمر بكونك ماكانش لك فى أنطاكية فى دى المدة اقامة، وكونك ما كنت بيها فتكون اما قتيلا واما أسيرا واما جريحاً واما كسيراً، و سلامة النفس هى التى يفرح بيها الحى اذا شاهد الأموات ، و لعل الله ما اخرك الا علشان تستدرك من الطاعة والخدمة ما فات و لما لم يسلم احد يخبرك بما جرى خبرناك، ولما لم يقدر احد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك، وهلاك ما سواها باشرناك بدى المفاوضة وبشرناك، لتحقق الامر على ما جرى، و بعد دى المكاتبة الا ينبغى لك أن تكذب لنا خبراً، كمان أن بعد دى المخاطبة لازم لا تسأل غيرها مخبراً.

.[2][3]

لما قرا بوهيموند الجواب اتغاظ غيظ جامد لانه كان لسه ماعرفش باللى حصل لمملكته الا من الجواب ده.

فى مارس 1287 استولى السلطان قلاوون على اللاذقيه و بعدها بسنتين وقعت طرابلس فى ايد الجيش المصرى و بكده انتهى عصر حكام سوريا النورمان اللى بدا من سنة 1098 من ايام الحمله الصليبيه الاولى اللى كانت دعوه للدمار و الخراب و كان من نتايجها مدابح و مآسى اتسببت فى قتل 6 مليون انسان.

 

لينكات برانيه تعديل

مصادر تعديل

  1. داماتك ( من دام ) يعنى ستاته
  2. ابن عبد الظاهر، 309-313
  3. مؤلف الجواب هو كاتب الديوان محيى الدين بن عبد الظاهر
  • بسام العسلي : الظاهر بيبرس و نهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس ، بيروت 1981.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1961.
  • محيى الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر 1976
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ( 8 اجزاء)، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • عز الدين بن شداد : تاريخ الملك الظاهر، دار نشر فرانز شتاينر، فيسبادن 1983
  • (ستيفين رونسيمان) Runciman, Steven, A history of the Crusades 3vl. Penguin Books, 2002
 
غزو انطاكيا (1268) على مواقع التواصل الاجتماعى