مصر فى العصور الوسطى

بيعتبر الاوروبيين إن فترة العصور الوسطى فى اوروبا بدإت حوالى سنة 500 وقت انهيار الامبراطوريه الرومانيه الغربيه و انتهت سنة 1453 لما القسطنطينيه وقعت فى ايدين الأتراك العثمانليه ، او سنة 1492 لما اكتشف كريستوفر كولومبوس العالم الجديد ، او حتى مع بدايات الثوره الصناعيه الاوروبيه. بطبيعة الحال ، بسبب الإختلافات التاريخيه و الاقتصاديه و الثقافيه، التطورات الاوروبيه و مظاهر العصور الوسطى فى اوروبا بتختلف عن مظاهرها فى مصر. فى سنة 500 كانت مصر متحده جغرافياً و سياسياً و كانت محتله عن طريق البيزنطيين و الديانه السايده فيها كانت المسيحيه المونوفيزيه مع وجود عناصر من الثقافه الفرعونيه القديمه ، على عكس اوروبا اللى كانت فى الفتره دى عباره عن مدن و مقاطعات و امارات و كانت الكنايس البيزنطيه و اللاتينيه (الكاتوليكيه) هى المسيطره ، و بالتالى كان شكل المجتمع فى مصر بيختلف عن شكله فى اوروبا. التطورات اللى حصلت فى مصر بعد سنة 500 بتختلف عن التطورات اللى حصلت فى اوروبا. فى سنة 641 غزا العرب مصر و خرجوا البيزنطيين منها و شويه شويه حل الاسلام محل المسيحيه المونوفيزيه و اتبدلت ديانة و لغة و ثقافة مصر. الفروق مابين مصر و اوروبا من حيث الخلفيه التاريخيه و الظروف الثقافيه-الاجتماعيه بيصعب تحديد فترة العصور الوسطى فى مصر خاصة ان مظاهر من العصور الوسطى من النواحى الدينيه و الاجتماعيه و الثقافيه لسه موجوده فى مصر لغاية النهارده. تجاوزاً ممكن اعتبار بداية الحكم الأموى سنة 662 هو بداية فترة العصور الوسطى فى مصر. مصر فضلت محتله و مجرد ولايه بيحكمها ولاه مهمتهم جمع الضرايب و المكوس لخلفا بره مصر فى الفتره ما بين الحكم الأموى لغاية ما بدأ العصر الفاطمى لما استقلت مصر عن الخلافه العباسيه ، و من بعده العصر الأيوبى و العصر المملوكى. الفتره مابين الحكم الأموى و الحكم الفاطمى كان فيها فترات استقلال او شبه استقلال قصيره زى فى العصر الطولونى و العصر الإخشيدى ، لكن مظاهر العصور الوسطى المصريه اللى ممكن تتوازى مع العصور الوسطى الأوروبيه هى بالذات فترة العصر المملوكى من 1250 ل 1517. الفتره دى ظهرت فيها تطورات اقتصاديه و اجتماعيه و ثقافيه و عمرانيه مهمه و اتطورت فيها نظم الإقطاعات و القلاع و الفرسان اللى نقل منها اوروبيين العصور الوسطى حاجات كتيره فمصر فى الفتره دى كانت متقدمه عن اوروبا لكن الفتره اللى انتهت فيها العصور الوسطى فى اوروبا حصل فيها تطور علمى و تكنولوجى كبير فى اوروبا على عكس مصر اللى انحدرت علمياً و ثقافياً لما احتلها العثمانيين سنة 1517 و فضلت متدهوره على الحال ده لغاية عصر محمد على باشا. لما وصل محمد على للحكم كانت اوروبا خرجت من مده من العصور الوسطى و اجتازت عصر التنوير و عصر النهضه الصناعيه بكل التطورات الاجتماعيه و الثقافيه و السياسيه و الاقتصاديه اللى لازمتهم و نتجت عنهم.

الفكر الدينى فى اوروبا و مصر

العصور الوسطى الاوروبيه سيطر فيها الفكر الدينى الغيبى على الحياه و قامت صراعات ما بين الكنيسه و الملوك و الامرا السيكولاريين. فى مصر الفكر الدينى الغيبى كان برضه مسيطر لكن بدرجه اقل و ما انحدرش للمستوى اللى كان موجود فى اوروبا ، و السلطه ما كانتش متقسمه مابين سلطه دينيه و سلطه مدنيه. فى العصر الفاطمى الحاكم كان خليفه بيمثل السلطه المدنيه و الدينيه فى نفس الوقت ، و فى العصر المملوكى السلطه المدنيه المتمثله فى السلطان و الامرا كانت هى السلطه الحاكمه الوحيده و كان السلطان بطريقه او تانيه بيحاول يرضى النزعات الدينيه عند الناس. فى العصر المملوكى كان فيه خليفه عباسى مقيم فى القاهره كممثل للسلطه الدينيه لكن الخليفه ده ما كانش بيحكم و لا كان بيتسمح له انه يحكم او يتحدى السلطه المدنيه و يوم ما كان بيحاول يعمل كده كان بيتقبض عليه و يتنفى. كان فى مصر طايفتين مسيحيين هما اليعاقبه و الملكانيه و كان لكل طايفه البطريرك بتاعها. الخرافات الدينيه اللى سادت اوروبا فى العصور الوسطى ما كانتش موجوده بالشكل ده عند المسيحيين المصريين و ما حصلتش صراعات ما بين البطاركه و السلاطين. المسيحيين كانوا من رعايا الدوله زيهم زى المسلمين وكانوا بيتولوا مناصب عاليه فى دواوين الدوله و كانت الكنايس و الأديره منتشره فى مصر. مهمة البطريرك كانت تنظيم حياة المسيحيين بينهم و بين نفسهم و بينهم و بين الدوله.

مقارنة مؤرخين مصر مسلمين ( مثلاً ابن تغرى ) و مسيحيين ( مثلاً ابن العميد ) و مؤرخين اوروبا ( والمؤرخ مفكر و كاتب ) فى فترة العصور الوسطى بتوضح ان مؤرخين اوروبا كانوا قسسه بيوصفوا الاحداث بدوافع دينيه وبيخلطوا بين الحقايق و الغيبيات. مؤرخين مصر ما كانوش بوجه عام مشايخ و لا قسسه و ماكانوش بيخلطوا بين الاحداث الحقيقيه و الخرافات بالشكل اللى كان بيحصل فى اوروبا. لكن الاوروبيين قدروا يخرجوا من سيطرة الكنيسه و السلطه المستبده و حصلت تغييرات جوهريه خلقت مجتمع جديد لكن مصر اتنقلت من العصور الوسطى لمرحله منحطه ثقافياً ما ظهرش فيها حتى مؤرخ واحد و كان اول مؤرخ يظهر فى مصر من وقت الاحتلال العثمانى هو عبد الرحمن الجبرتى (1754 - 1822) و ظهر مع الحمله الفرنساويه و بزوغ نجم محمد على.

السكان و الاسواق

 

شافت مصر مع بداية العصر المملوكى نمو سكانى كان من اسبابه رسوخ النظام السياسى القايم على قوة مصر العسكريه و حالة السلام اللى امتدت لأكتر من ميتين سنه. عن طريق القوه العسكريه اللى صدت المغول و الصليبيين نجى المصريين من المدابح اللى كانت بتقترن بالغزو اياميها ، فثبت معدل النمو السكانى و عم مصر الرخاء ، فبدأ خط النمو السكان يرتفع بشكل مطرد لغاية القرن الخمستاشر. فى نفس الوقت مصر اتعرضت لحركات هجره من الخارج بسبب الضربات اللى كان المغول من الشرق و الصليبيين من الغرب بيوجهوها للمنطقه اللى حوالين مصر فكانت النتيجه هروب اعداد كبيره من سكان ميسوبوتاميا و الشام من الشرق و مسلمين و يهود من الأندلس و شمال غرب افريقيا على مصر. اللاجئين دول كان بطبيعة الحال ليهم تأثير على معدل النمو السكانى فى مصر. فيه باحثين بيقدروا عدد سكان مصر فى نص القرن الاربعتاشر بحوالى تلاته مليون نسمه و سكان القاهره بحوالى 600 الف.

المدن و الأسواق

المدن المصريه وقتها كانت مدن كبيره و واسعه مليانه مبانى اجتماعيه و دينيه و ده بيوضحه وصف الرحاله الشرقيين و الغربيين اللى زاروا مصر فى الفتره دى. النمو السكانى و اتساع المدن كان طبعاً ليه انعكاسته على الأسواق و الحركه التجاريه فى مصر ، فكانت فيه حركه و نشاط و الاسواق كانت مكتظه بالبضايع. الأسواق كانت ممتده من اسكندريه لمدينة مصر لغاية اسوان. كل مدينه كان ليها اسواقها الخاصه بتزيد او بتقل اعدادها تبعاً لحجم المدينه. فى الصعيد كانت اسواق أخميم و اسنا و غيرها مزدهره و فى الوجه البحرى كانت فيه اسواق كبيره فى المحله و قليوب اللى كانت بتمد القاهره بالخضار و الفاكهه و منتجات الألبان. نظام الاسواق فى القاهره و الاقاليم كان تقريباً واحد لكن القاهره كان فيها اسواق متخصصه فى بيع انواع معينه من البضايع زى سوق السلاح و سوق المهامزيين. فى الأرياف كان فيه اسواق دوريه بتتعمل مره او مرتين فى الاسبوع زى الحال النهارده. كان فيه كمان اسواق مؤقته بتتعمل فى المناسابات زى اسواق الأعياد و المولد و اعياد القديسيين المسيحيين و خميس العهد اللى كان بيحتفل بيه المسيحيين و المسلمين سوا ، وكمان وقت بنا كبرى او مبنى او شق ترعه.

من ناحيه تانيه الأسواق المصريه عرفت نوع من التخصص. فى القاهره كل طايفه حرفيه كانت بتسكن حاره او حى بيتنسب لحرفتها فكان فيه حارة برجوان اللى كانت متخصصه فى بيع اللحوم و كان فيه الزياتين و الخبازين و الطباخين و الشوايين و العطارين و غيرهم. الفراخ و الوز و طيور الزينه كانوا بيتباعوا فى " سوق الدجاجين " و كان فيه سوق للفاكهه اسمه " دار الفاكهه " و اسواق تانيه كتيره. الأسواق دى لما كانت بتتأسس كان بيتراعى ان يكون ليها منافذ بحيث ان الزباين يقدروا يدخلوها من كذا نقطه او اتجاه. و كان فيها مخازن خاصه بيها و دكاكين صيارفه مهمتهم تبديل العمله للمتسوقين. بالإضافه للأسواق كان فيه كمان البياعين السريحه و دول يا إما كانوا بيلفوا الشوارع ببضاعتهم على عربيات او بيفرشوا فى الارض و يقعدوا فى مكان واحد. اهم الشوارع التجاريه فى القاهره اياميها كان " شارع القصبه " و ده كان زحمه ليل نهار.

من جهه تانيه الأسواق كانت بتلعب دور كبير فى نقل الأخبار ، الناس ماكانتش بتروح السوق للفسحه و الشرا بس لكن كانوا كمان بيتبادلوا الأخبار و بيناقشوا المواضيع السياسيه و الإجتماعيه و الإقتصاديه ، فكانت الأسواق زى مراكز لتكوين الرأى العام.

المحتسب

موظف الدوله اللى كان بيشرف على الأسواق كان اسمه " المحتسب " و دى كانت وظيفه ليها رنه و شنه . كان فيه تلت مناصب للحسبه فى مصر : حسبة القاهره (و الوجه البحرى) ، و حسبة الفسطاط (و الجه القبلى) ، و حسبة اسكندريه و محتسب القاهره كان اعلاهم من جهة المركز و كان بيقابل السلطان فى دار العدل. المحتسب كان مسئول عن مراقبة الاسعار و المكاييل و غش البضايع و المأكولات الفاسده و كان له موظفين تحت ايديه بيمروا على الاسواق. الموظفين المهمين التانيين اللى ارتبطوا بالأسواق كانوا موظفين الضرايب.

الستات و السوق

معظم زوار الأسواق كانوا ستات. الست المصريه فى العصور دى ماكانتش منغلقه او منزويه لكن كانت بتخرج تشترى و تتفسح و كانت بتكلم البياعين الرجاله و تهذر معاهم و تساومهم بطريقه عاديه ، و ساعات جوزها كان بيروح معاها و يسيبها تتسوق براحتها و يروح هو يشترى احتياجاته ، و العاده ان الست المصريه هى اللى كانت بتشترى لجوزها هدومه. و عادة الراجل ما كانش بيقدر يمنع مراته من الخروج للتسوق و لو حصل " لوقع التشويش بينهما، وقد يئول الامر الى الفراق " زى ما كتب المؤرخ ابن الحاج.

الست المصريه كان ليها مكانه محترمه فى المجتمع المصرى و كانت هى المسئوله عن بيتها و بتديره من غير تدخل الراجل. من اسماء الستات اللى كانت منتشره أياميها أسامى زى " ست الكل " و " ست الناس " و " ست الخلق ".

اسواق المناسبات و الأعياد

فيه اسواق ارتبطت بالمناسبات و الأعياد زى " سوق الحلاويين " اللى كان متخصص فى بيع الحلويات. السوق ده كان بيتزحم فى موسم اول رجب و نص شعبان و العيد الصغير و كان المصريين بيشتروا هناك عرايس مصنوعه من السكر بتتسمى " علاقات " لإنها كانت بتتعلق على ابواب الدكاكين كانوا بيهدوها للاطفال و القرايب و المخطوبين و كانت على شكل حيوانات زى الحصنه و السباع. مصر فى القرن التلتاشر كان فيها حوالى 56 نوع من الحلويات منها الكنافه و القطايف و الزلابيه و ده ينفى ان الحلويات دى دخلت مصر مع الأتراك او غيرهم و الاصح ان الأتراك اتعلموها فى مصر. و كان فيه " سوق الشماعين " و ده كان متخصص فى بيع انواع كتيره من الشموع و كان بيزدهر فى رمضان و فى عيد الغطاس اللى المسلمين كانوا بيحتفلوا بيه مع المسيحيين.

المطابخ و الشرايحيه و الافران

العاده اياميها ان المصريين فى المدن ماكانوش بيطبخوا فى بيوتهم لكن كانوا بياكلوا بره فى المطاعم اللى كان عددها بالالاف. كان فيه " مطابخ " و دى كانت مطاعم بيتطبخ فيها و الناس تاكل فيها ، و كان فيه محلات " الشرايحيه " و دى كانت دكاكين الناس تودى فيها اللحمه و الفراخ و الخضار و غيرهم و " الشرايحيه " يتبلوها و يطبخوها ليهم و بعدين يبعتوهالهم مطبوخه على بيوتهم. " الخباز " اياميها كان اللى بيخبز عيش و يبيعه فى السوق و " الفران " كان اللى بيخبز للناس عيش خاص فى البيوت.

بطبيعة الحال الأسواق كانت بتزدهر و بتتملى بالبضايع و البياعين و المشترين وقت الإذدهار الإقتصادى و ده كان الحال عادة فى النص الأولانى من العصر المملوكى فى النص التانى ( عصر المماليك البرجيه ) الإقتصاد كان بينعرض لأزمات من وقت للتانى بسبب الإضطرابات السياسيه و الفساد الإدارى و العوامل الخارجيه زى الحروب المكلفه و الحصار التجارى اللى كان الغربيين بيفرضوه على مصر من وقت للتانى.

طبقات المجتمع

 

المجتمعات الأوروبيه فى العصور الوسطى كانت مجتمعات طبقيه، كان فيها طبقة النبلا و الامرا و طبقة رجال الدين و طبقة عامة الناس اللى كان منهم تجار اغنيا و صنايعيه و فلاحين و فقرا. المجتمع المصرى فى عصوره الوسطى كان برضه تقريباً بالشكل ده فكانت فيه طبقة الامرا و هى الطبقه الارستقراطيه ، و طبقة رجال الدين ( المعممين ) ، و طبقة عامه من التجار و الصنايعيه و الفلاحين. طبقة رجال الدين فى اوروبا اللى كان منها القسسه و الاساقفه و الرهبان كان ليها نفوذ جامد و كانوا بيتحكموا فى كل صغيره و كبيره فى حياة الناس بعكس مصر اللى كان رجال الدين فيها بالأحرى بيخدموا النظام السياسى المدنى و تحت سيطرته. النظام السياسى فى مصر كان نظام إقطاعى عسكرى. طبقة الامرا الارستقراطيه عن طريق الإقطاعيات كانت بتسيطر على الأراضى الزراعيه و تجارة المرور و ساعات عن طريق الإحتكار كانت بتتحكم فى التجاره الخارجيه. الحرف اللى كانت بتمارسها الطبقه العامه كانت عادة مرتبطه بالإحتياجات اليوميه للمجتمع زى الأكل اللى كان فيه حوالى سبعتاشر حرفه مرتبطه بيه زى الجزاره و الطبخ و صناعة الحلويات ، و الاسواق المنتشره اياميها و تخصصاتها بتوضح مدى اذدهار المجتمع المصرى فى النص الاولانى من العصر المملوكى ، و بيوضح كلام المقريزى عن معدل الاستهلاك اليومى للمواد الغذائيه مدى رفاهية المجتمع المصرى. الاستهلاك الترفى كان سيمه اجتماعيه واضحه فى مصر. و من الصناعات الحرفيه اللى كانت مذدهره فى مصر صناعة الموبيليا و الأقمشه و الهدوم. كان فيه خياطين و رفايين ، عادة أجرة الخياطه كانت على اساس وزن القماش. و من الحرف التانيه كانت فيه حرف " المزين " و " الحلاق ". المزين كان بيعمل حاجات غير اللى بيعملها الحلاق و كان منها مثلاً خرم الودان و عمليات الطهور ، بعكس الحلاق اللى كان بس بيقص الشعر و بيحلق الدقون و بيوضب الشنبات. عادة الناس كانت بتحلق قبل ما تدخل الحمامات العامه اللى كانت اعدادها كبيره جداً و كان فيها مايه سخنه.

النقل و الموصلات

فى النقل الداخلى عامة الناس كانت بتستعمل الحمير ، الطبقه الارستقراطيه كانت بتستخدم عادة الحصنه. الحمير كانت الناس بتأجرها من " المكاريه " اللى كانوا بيقفوا فى الشوارع. فى النقل الخارجى كانت الجمال بتستخدم لإنها كانت بتقدر تشيل البضايع و المنقولات و قدر المايه. المراكب و السفن كانوا كمان بيستخدموا فى النقل النيلى و النقل البحرى. انتشرت فى مصر الموانى على النيل و على البحرين الابيض و الاحمر. و كانت فيه ترسانات لصناعة السفن كانت بتتسمى " الصناعه ". عرفت مصر انواع كتيره من المراكب و السفن البحريه و النيليه ، و كان فيه اهتمام كبير بالأشجار اللى من أخشابها كانت بتتصنع المراكب و السفن و الشوانى، و كان عادة بيتمنع قطع الاشجار من غير امر من الدوله. الأخشاب كانت كمان بتستورد من لبنان و اسيا الصغرى.

ابن بطوطه اللى زار مصر فى عهد الناصر محمد بن قلاوون انبهر من منظر المراكب اللى شافها فى النيل فنزل عليه وحى الشعر و قال :

شاطىء مصر جنة .:. ما مثلها من بلد والفلك كالأفلاك .:. بين صادر ومصعد

الفن و الترويح

 

مصر كان فيها مغنيين كتير منهم مشاهير و العاده ان الناس كانت بعد المغربيه تخرج تدور على اماكن بيغنى فيها مغنيين و يقضوا سهراتهم فى السمع و الفرجه و أكل الجبنه المقليه و الزلابيه. المغنى " ابن رحاب " اللى عاش فى عهد السلطان الأشرف قايتباى كانت ليه شهره كبيره و كان بيحييى الحفلات و الافراح. من الفنون اللى انتشرت كمان كان " خيال الضل " اللى كان بيوازى المسرح دلوقتى. خيال الضل كان بيتعرض فى مسارح و فى الجناين و كمان فى الافراح و الاحتفالات. جنب خيال الضل كان فيه كمان الأراجوز و عروض الحيوانات و عروض عسكريه موسيقيه و العاب ناريه. القهاوى كانت كمان من اماكن الترفيه و بالذات قهاوى " الحكاواتيه " اللى كانت متخصصه فى الحواديت الشعبيه زى " سيرة الظاهر بيبرس " فكانت الناس بتروح تقعد فيها تشرب مشاريب و تسمع حكايات " الحكاواتى ".

النيل بطبيعة الحال كان بيلعب دور كبير فى الترفيه عن المصريين فكانت الناس بتخرج تتفسح على شطه و يركبوا مراكب و يغنوا و يطبلوا و يرقصوا. جزيرة الروضه كانت من الاماكن المحببه عند المصريين.

المصريين كانوا شعب مرح بيحب البهجه و الفرحه بعكس الشعوب المتجهمه المبلمه اللى كانت عايشه عيشه ضنك فى ضلال التابوهات و العنف حوالين مصر و كانت مصر بالنسبه لها جنه و دى حاجه لاحظها الرحاله اللى زاروا مصر اياميها و منهم ابن بطوطه. النيل نفسه كان ساعات بيتحول لحبيب فكانت الناس بتغنى له بالطبل و الزمر و تقول :

النيل أوفى فى ابيب .:. خش يا حبيب و بقينا فى هنا .:. يا فرحنا

الاحتفالات بالافراح و الطهور كانوا منتشرين فى مصر و كانت الافراح بتتعمل فى صالات بتتأجر و كان بيحييها المغنيين و العوالم ، و كانت بتتعمل زفه للعرسان ، و كانت بتتغنى للعرايس اغانى مرحه كان من كلماتها : " انجلى يا ست العرايس .:. يا عزيزه فى الأهالى ". و لغاية النهارده لسه فى مصر كلام كان بيتقال فى الافراح و حفلات الطهور فى العصور الوسطى زى " شوبش " و " عقبال عندوكوا " و " برجالاتو برجالاتو .:. حلق دهب فى وداناتو ".

الفنون الشكليه زى العماره و التصوير و النحت و الزخرفه برع فيها الحرفيين المصريين فى العصور الوسطى ، و بيظهر فى الاثار اللى لسه موجوده فى مصر مدى التنوع و التناسق و الإتقان فى مختلف العناصر المعماريه. بوجه عام المعمار و الفنون الشكليه فى مصر كانت مصريه صميمه منبثقه من الثقافه و التراث المصرى و بيتميزوا عن أى طراز فنى كان سايد فى العالم اياميها سواء بيزنطى او غيره.

بصفه عامه مصر فى عصورها الوسطى كانت متطوره و متقدمه اكتر عن اوروبا العصور الوسطى و فضلت على الحال ده لغاية ما بدأ نظامها السياسى ينحدر فى اواخر العصر المملوكى و بعدين غيمت الدنيا و دخلت فى عصر مظلم يشبه عصور الظلام بعد احتلال العثمانليه ليها سنة 1517 و فضلت فى كبوتها لغاية عهد محمد على فبدإت تنهض من جديد ، و لسه لغاية النهارده بتكافح و بتناضل عشان ترجع لنفسها.

المراجع

  • ابن إياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى - جمعية المستشرقين الألمانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982.
  • ابن بطوطة : رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، دار الكتب العلمية، بيروت 1992.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • ابن الحاج، المدخل الى الشرع الشريف، مكتبة دار التراث ،القاهرة
  • ابن دقماق، الإنتصار لواسطة عقد الأمصار، فولر، بولاق 1314هـ
  • بدر الدين العينى : عقد الجمان فى تاريخ اهل الزمان ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1992.
  • جاستون فييت، القاهرة مدينة الفن و التجارة، عين للدراسات والبحوث الانسانية و الاجتماعية، القاهرة2008
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامى) : تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف ، القاهرة 1966.
  • جمال الغيطانى، المصرى اليوم، مؤسسة المصرى اليوم للصحافه و النشر، عدد 1898 ، 24 أغسطس 2009.
  • حسن الرزاز ، عواصم مصر ، دار الشعب، القاهرة 1995
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • المقريزى : المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الاثار, مطبعة الادب، القاهرة 1968.
  • نور الدين خليل: شجرة الدر، حورس للنشر والتوزيع، الاسكندرية 2005، ISBN 977-5245-43-5
  • قاسم عبده قاسم (دكتور) : عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى و الاجتماعى, عين للدراسات الانسانية و الاجتماعية, القاهرة 2007.
  • شفيق مهدى ( دكتور) : مماليك مصر و الشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
  • علاء طه رزق ، دراسات فى تاريخ عصر سلاطين المماليك، عين للدراسات والبحوث الانسانية والإجتماعية، القاهرة 2008
  • Doris Behrens, Cairo of the Mamluks, I.B. Tauris, London, New York 2007 ISBN 978-1-84511-549-4
  • George Holmes, Medieval Europe,Oxford University Press, Oxford New York 1988