ادب العالم
مصطلح ادب العالم يستخدم للإشارة لمجموع الأدب الوطنى العالمى و تداول الأعمال فى العالم الأوسع بره بلدها الأصلي. زمان ، كان المصطلح يشير فى المقام الاولانى لروائع الأدب الأوروبى الغربى ؛ بس، بقا يُنظر لالأدب العالمى اليوم بشكل متزايد فى سياق دولي. و دلوقتى بقا بإمكان القراء الوصول لمجموعة واسعة من الأعمال العالمية فى ترجمات مختلفة. باحثين كتير بييؤكدو أن اللى يخللى العمل أدب عالمى هو انتشاره بره بلده الأصلي. على سبيل المثال، يقول ديفيد دامروش : "يدخل العمل الأدب العالمى من خلال عملية مزدوجة: الاول ، من خلال قراءته باعتباره أدب ؛ وثانى، من خلال تداوله فى عالم أوسع يتجاوز نقطة نشأته اللغوية والثقافية".[1] وعلى نحو مماثل، يعتقد الباحث فى الأدب العالمى فينكات مانى أن "عولمة" الأدب تتحقق من خلال " نقل المعلومات " اللى يتولد لحد كبير نتيجة للتطورات فى ثقافة الطباعة. وبسبب ظهور المكتبة، "الناشرين وبياعين الكتب اللى يطبعون ويبيعون الكتب بأسعار معقولة، والمواطنين المتعلمين اللى يقتنون دى الكتب، والمكتبات العامة اللى تجعل دى الكتب متاحة لدول اللى لا يستطيعون شراءها، يلعبون بشكل جماعى دور مهم اوى فى "صنع" الأدب العالمي".
| ||||
---|---|---|---|---|
ادب | ||||
تعديل |
تاريخ
تعديليوهان فولفغانغ جوته استخدم مفهوم ادب العالم فى الكتير من مقالاته فى العقود الأولى من القرن التسعتاشر لوصف التداول الدولى والاستقبال للأعمال الأدبية فى اوروبا، بما فيها الأعمال ذات الأصول غير الغربية. انتشر ده المفهوم على نطاق واسع بعد ما نشر تلميذه يوهان بيتر إيكيرمان مجموعة من المحادثات مع جوته سنة 1835. وتحدث جوته مع إيكرمان عن الإثارة اللى يشعر بيها عند قراية الروايات الصينية والشعر الفارسى والصيربي، فضل عن إعجابه برؤية كيفية ترجمة أعماله ومناقشتها فى الخارج، و بالخصوص فى فرنسا. و أدلى بتصريح مشهور فى يناير/كانون التانى 1827، تنبأ فيه بأن الأدب العالمى هايحل محل الأدب الوطنى باعتباره النمط الرئيسى للإبداع الأدبى فى المستقبل:
"أزداد اقتناع أن الشعر ملكية عالمية للبشرية، ويكشف عن نفسه فى كل مكان وفى كل الأوقات فى مئات ومئات الرجال... علشان كده أحب أن أنظر حولى فى الدول الأجنبية، و أنصح الجميع بفعل الشيء نفسه. إن الأدب الوطنى بقا دلوقتى مصطلح لا معنى له لحد ما؛ اقترب عصر الأدب العالمي، و لازم على الجميع أن يجتهدوا فى تسريع اقترابه.".[2]
انعكاس لفهم اقتصادى أساسى للأدب العالمى باعتباره عملية تجارة وتبادل، استخدم كارل ماركس وفريدريك إنجلز ده المصطلح فى البيان الشيوعي (1848) لوصف "الطابع العالمي" للإنتاج الأدبى البرجوازى ، مؤكدين أن:
"بدل الاحتياجات القديمة اللى يتم إشباعها من خلال إنتاجات البلاد، نجد احتياجات جديدة تتطلب إشباعها منتجات بلاد ومناخات بعيدة... و زى فى الإنتاج المادي، كذلك هو الحال فى الإنتاج الفكري. و الإبداعات الفكرية للأمم الفردية تصبح ملكية مشتركة. ويصبح التعصب القومى و ضيق الأفق مستحيلين اكتر و أكثر، ومن الآداب الوطنية والمحلية الكتيرة ينشأ أدب عالمي.
مارتن بوخنر صرح أن جوته كان عنده حس قوى تجاه الأدب العالمى باعتباره مدفوع بسوق عالمية جديدة فى الأدب. و سعى ماركس و إنجلز لده النهج القائم على السوق سنة 1848 من خلال وثيقة البيان اللى نشرت بأربع لغات وتم توزيعها على الكتير من البلاد الأوروبية، وبقت من ساعتها واحدة من اكتر النصوص تأثير فى القرن العشرين. فى حين اتبع ماركس و إنجلز جوته فى النظر لالأدب العالمى باعتباره ظاهرة حديثة أو مستقبلية، زعم الباحث الأيرلندى إتش إم بوسنيت سنة 1886 أن الأدب العالمى نشأ الاول فى الإمبراطوريات القديمة، زى الإمبراطورية الرومانية، قبل وقت طويل من ظهور الأدب الوطنى الحديث. اليوم، يُفهم أن الأدب العالمى يشمل الأعمال الكلاسيكية من كل الفترات، بما فيها الأدب المعاصر المكتوب لجمهور عالمي. فى فترة ما بعد الحرب، تم إحياء دراسة الأدب المقارن والعالمى فى امريكا. كان الأدب المقارن يُدرس على مستوى الدراسات العليا، فى حين كان الأدب العالمى يُدرس فى السنة الأولى من التعليم العام. و فضل التركيز منصبا لحد كبير على الكلاسيكيات اليونانية والرومانية و أدب القوى الأوروبية الغربية الحديثة الكبرى، لكن مجموعة من العوامل فى أواخر التمانينات و أوائل التسعينيات وصلت لزيادة القدرة على الوصول لالعالم. و وصلت نهاية الحرب الباردة، والعولمة المتنامية للاقتصاد العالمي، والموجات الجديدة من الهجرة لبذل الكتير من الجهود لتوسيع نطاق دراسة الأدب العالمي. يتجلى ده التغيير فى توسعة مختارات نورتون للروائع العالمية ، اللى تضمنت طبعتها الأولى سنة 1956 أعمال من اوروبا الغربية و أمريكا الشمالية بس، ل"طبعة موسعة" جديدة سنة 1995 مع مختارات غير غربية. وتضم مختارات المسح الكبرى اليوم، بما فيها تلك اللى نشرتها شركات لونجمان وبدفورد ونورتون، أعمال شوية مئات من المؤلفين من عشرات البلاد.
المفاهيم المعاصرة
تعديلالنمو الهائل فى نطاق الثقافات اللى تمت دراستها تحت عنوان ادب العالم ألهم مجموعة متنوعة من المحاولات النظرية لتحديد المجال واقتراح أساليب فعالة للبحث والتدريس. فى كتابه الصادر سنة 2003 بعنوان "ما هو الأدب العالمي؟" يرى ديفيد دامروش أن الأدب العالمى ليس مجرد مجموعة ضخمة من الأعمال بل هو مسألة تداول واستقبال. واقترح أن الأعمال اللى تزدهر كأدب عالمى هيا تلك اللى تعمل بشكل جيد وتكتسب معنى من خلال الترجمة. نهج دامروش يظل مرتبط بالقراءة الدقيقة للأعمال الفردية، فقد اتخذ الناقد فى جامعة ستانفورد فرانكو موريتى وجهة نظر مختلفة فى مقالتين قدمتا "تخمينات حوالين الأدب العالمي". يعتقد موريتى أن حجم الأدب العالمى يتجاوز ما ممكن استيعابه بالطرق التقليدية للقراءة الدقيقة، ويدعو بدل ذلك لنمط من "القراءة عن بعد" اللى ينظر لالأنماط واسعة النطاق كما ممكن تمييزها من سجلات النشر والتاريخ الأدبى الوطني.
نهج موريتى جمع بين عناصر نظرية التطور وتحليل الأنظمة العالمية اللى أسسها إيمانويل والرشتاين ، و هو النهج اللى ناقشته إيميلى أبتر من ساعتها فى كتابها المؤثر "منطقة الترجمة" . ويرتبط بمنهجهم فى التعامل مع النظم العالمية عمل الناقدة الفرنسية باسكال كازانوفا، الجمهورية العالمية للآداب (1999). استناداً لنظريات الإنتاج الثقافى اللى طورها عالم الاجتماع بيير بورديو، يستكشف كازانوفا الطرق اللى لازم تنتقل بيها أعمال الكتاب المحيطيين لالمراكز الحضرية علشان تحقيق الاعتراف بيها باعتبارها أدب عالمى.
مجال الأدب العالمى لسه يثير الجدل، حيث يزعم النقاد زى جاياترى تشاكرافورتى سبيفاك أن دراسة الأدب العالمى المترجم فى كثير من الأحيان تخفف من الثراء اللغوى للأصل والقوة السياسية اللى ممكن أن يمتلكها العمل فى سياقه الأصلي. على النقيض من كده، يؤكد علما تانيين أن الأدب العالمى ممكن وينبغى دراسته مع الاهتمام الوثيق باللغات والسياقات الأصلية، لحد لما تكتسب الأعمال أبعادًا ومعانى جديدة فى الخارج.
سلسلة من الأدب العالمى تنشر دلوقتى فى الصين و إستونيا، اتعمل معهد جديد للأدب العالمي، يقدم دورات صيفية لمدة شهر فى النظرية والتربية، و كانت دورته الافتتاحية قداتعملت فى جامعة بكين سنة 2011، فى الوقت نفسه ستقام دوراته اللى بعد كده فى جامعة إسطنبول بيلجى سنة 2012 وفى جامعة هارفارد سنة 2013. من نص العقد الاولانى من القرن الجديد، وفّر سيل متواصل من الأعمال المواد اللازمة لدراسة تاريخ الأدب العالمى والمناقشات دلوقتى . تتضمن المجموعات القيمة من المقالات ما يلي:
- مانفريد شميلينج ، أدب العالم هيوت (1995)
- كريستوفر برينديرجاست ، مناقشة الأدب العالمي (2004)
- ديفيد دامروش ، تدريس الأدب العالمي (2009)
- قام ثيو داهين بتحرير مجموعتين : "رفيق روتليدج للأدب العالمي" (2011) و "الأدب العالمي: قارئ" (2012).
الدراسات الفردية :
- موريتي، الخرائط، الرسوم البيانية، الأشجار (2005)
- جون بيزر، فكرة الأدب العالمي (2006)،
- مادس روزندال تومسن ، رسم خرائط الأدب العالمي (2008)
- ثيو داهين، تاريخ الأدب العالمى الموجز من دار نشر روتليدج (2011)
- توتسى دى زيبيتنك ، ستيفن، وتوتون موخرجى ، محرران. رفيق الأدب المقارن والآداب العالمية والدراسات الثقافية المقارنة (2013).
شوف كمان
تعديللينكات برانيه
تعديل- دومينغيز، سيزار ، محرر. قاموس الأدب العالمي
- قائمة مختارة من مجلات الأدب المقارن والعلوم الإنسانية المقارنة
- موقع معهد الأدب العالمي
- منتدى الأدب العالمي – مجتمع الأدب العالمي
- ↑ Damrosch, David (2003). What Is World Literature?. Princeton University Press. p. 6. ISBN 978-0-691-04986-1.
- ↑ Eckermann, p. 132