اسماعيل باشا المفتش

إسماعيل باشا صديق، المعروف باسم إسماعيل باشا (المفتش) (1830 ـ اختفى فى 18 نوفمبر 1876) هو سياسي مصري تولى منصب وزير المالية فى عصر الخديو إسماعيل؛ اللي كان أخاه فى الرضاعة بحكم إرضاع أم إسماعيل صديق للخديو.

اسماعيل باشا المفتش
معلومات شخصيه

حياته تعديل

اتولد إسماعيل صديق المفتش فى عزبة أبيه بأسيوط (على أرجح الأقوال) سنة 1830، وكان والده «دونالى مصطفى أغا باشا» من قادة الجيش، أما أمه فكانت كبيرة وصيفات القصر وصديقة شخصية لخوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل، وكان له أخوان هما إبراهيم صائب بك ونشأت بك؛ كما أن الابنة بالتبني لل مرات التالتة للخديوي إسماعيل جشم آفت (فايقة هانم افندى) قد اتجوزت من (مصطفى باشا صديق) ابن إسماعيل باشا المفتش ورزقت منه ب حسن بك، إبراهيم بك، فهيمة هانم، سيزا هانم، فاطمة هانم، بهية هانم، روحية هانم.[1]

عمله الحكومي تعديل

كانت أول وظيفة رسمية تولاها المفتش «مُسيّر الركائب» (أي رئيس الاسطبلات) للوالي عباس باشا، بعدين صار مفتشا بالدايرة السنية بمديرية الشرقية، وبلغت أملاكه 130 فدان، بعدين انتقل ل مدينة السنطه، ومنها صار مفتش عموم الدايرة السنية لحد مارس 1863، وأُنعم عليه برتبة الباشوية، ونال النيشان العثماني من الدرجة التالتة، ووصلت أطيانه ساعتها ل 805 أفدنة.[2]

كان الصعود الحقيقي لإسماعيل المفتش مع تولي اخوه فى الرضاعة الخديو إسماعيل حكم مصر؛ إذ عينه إسماعيل مفتشًا دلتا النيل، فنجح فى إدارة تفتيشها وظبط كشوفه ل درجة أثارت إعجاب الخديو فبعت نموذج من تلك الكشوف ل كل مديريات الوجه القبلي علشان تكون مثال يُحتذى فى ظبط وتنظيم الكشوف؛ بعدها غلب عليه مسمى وظيفته (مفتش) على لقبه الأصلي (صديق)؛ ده ما كان شائعاً ورائجاً فى زمانه. توسعت سلطات المفتش بعدين، فمنحه الخديو إسماعيل حق فصل وتعيين المستخدمين فى المديريات الواقعة فى إدارته لحد منصب الوكيل، وكان ذلك من سلطة الخديو بس، وصار من حق المفتش تعيين وفصل العمد ومشايخ البلاد والمأمور والناظر. وقام بإجراءات واسعة لصالح الأهالي، فقد عمل الأطيان بجهات الشرقية ودمياط على الأهالى بلا تميز، رغم أن الأوامر السابقة كانت عدم توزيعها على الأهالي حفاظًا عليها من البوار، كما ظبط كل أطيان وعقارات الأوروبيين فى مصر؛ إذ طلب من كل المديريات الواقعة فى نطاق تفتيشه تحرير كشوف بما امتلكه الأجانب. لأجل المرا بيره والتأكد من موقفهم من العوائد والرسوم المقررة، منع للتهرب اللى حدث من بعضهم وحفاظًا على المال العام. وكان بعض الأوربيين ينشئون كتير من وابورات حلج الأقطان دون الحصول على ترخيص من الحكومة، فمنعهم المفتش من ذلك، لما يترتب عليها من روائح كريهة وحرائق لقربها من المساكن وشكوى الأهالي، ووضع شروطا للموافقة على الترخيص لهم. و كانت شروطا تعجيزية مثل موافقة الحكومة وموافقة مفتش الهندسة وغيرها من الجهات، و أتاح ذلك للمصريين إقامة وابورات الحلج.[2]

كُلف إسماعيل المفتش بالإشراف على إنشاء سكة حديد بنها - قليوب ومحطة كفر حمزه، وقام بتنظيم الأمور الخاصة بعمليات السخرة، فاستبعد المتوفين والمهاجرين من تعداد سكان القرى، واستبعد «أرباب الكارات والحرف والتجار» وأعفى خُدام المساجد والكنائس والشيوخ المتقدمين فى السن والأولاداللى تقل أعمارهم عن عشر سنين ، والكتاب والأنفار المخصصين للأبعاديات والأطيان، كما أصدر أمر باستبعاد جاوز الأربعين من السخرة.[2]

عمل المفتش كمان على توطين العربان، والقضاء على تمرداتهم وما كانو يقومون به من نهب وسرقة، وقتل وخطف، بمصادرة أسلحتهم تارة وبمنحهم الأراضي تارة تانيه، وأقره الخديو إسماعيل على ذلك. كما أنشأ المفتش مصنع للورق لسد حاجة الحكومة منه، مستغنى عن الورق المستورد، وأشرف على إنتاج المصنع وجودته لحد استطاع أن يصدر الورق ل الخارج، كما اهتم بإنشاء المدارس وجمع التبرعات لده الغرض، واستغل سلطته فى فصل وتعيين المستخدمين وغيرهم، فتخلص من بعض الموظفين الأتراك وعين مصريين مكانهم.[2]

نظارة المالية تعديل

في أول أبريل 1868، تولى إسماعيل صديق، نظارة المالية، وظل بيها ثمان سنين انتهت لما فُصل من الخدمة فى 8 نوفمبر 1876. وفي فترة توليه للمالية أضيفت ليه لمدة سنة نظارة الداخلية والدايرة السنية، وأسندت ليه كمان وظيفة مفتش العموم لمدة 27 شهرًا، كما كان من أعضاء المجلس الخصوصي، لحد سُمي ساعتها «الخديو الصغير».[2]

مكانته تعديل

كان المفتش هو الرجل التانى فى الدولة، لحد أن أمراء الاسره العلويه كانو يغارون منه،[2] و كتب إسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق فى مذكراته اللى صدرت سنة 1950:

{{ولدتُ فى 15 يونيه 1875، وكان إسماعيل صديق باشا فى أوج مجده وسلطانه، فسماني والدي باسمه ـ زى ما هو فى العاده الناس حين يسمون ولاد هم بأسماء العظماء والوزراء المشهورين ـ وهو اسم يجمع بين الخديو وناظره. و بعد ما وقعت الواقعة وذهب صديق باشا ولم يُعرف ل أين ذهب ، خشى والدي أن يكون فى اسمى وقتئذ ما يُشعر بولائه للوزير المنكوب، فأسرع بتحويره من إسماعيل صديق ل إسماعيل صدقي.[1]}}

قصر الزعفران تعديل

كان إسماعيل صديق يمتلك قصر الزعفران، فاشتراه منه الخديو إسماعيل سنة 1872 وأهداه ل والدته خوشيار هانم.[1]

الخلاف مع الخديوى تعديل

انتهى أمر إسماعيل المفتش بالخلاف مع الخديو والإطاحة به. وكان العرابيون وأنصار الحركة الوطنية يرون أن الخديو أبعد المفتش لأنه رفض سياسة الاستدانة ورفض الانصياع للتدخلات الاجنبية، وكان رأيه أن مالية البلاد تتحمل تسديد الديون مع بعض التنظيم، لكن المهم التصدي للتدخلات الأوروبية، وهو ما ماكانش الخديو إسماعيل يريده، كان الخديو ـ اللى كان مقدم على صراع مع السلطان العثماني ـ عايز أن يتقرب ل الأوروبيين ويضمهم ل صفه.[2]

اختفاؤه الغامض تعديل

لا يُعرف الكثير عن نهاية إسماعيل المفتش، غير أن الثابت أن الخديو زاره فى منزله صباح يوم الجمعة واصطحبه ل مقره بالجزيرة (فندق ماريوت دلوقتى )، وهناك حُبس المفتش لحد آخر النهار بعدين حُمل إلي سفينة منفى ل دنقله، وقبل حلوان اتقتل بطريقة بشعة؛ إذ جذبه القاتل من خصيتيه بعنف وظل يضغط عليهما لحد لفظ أنفاسه فأُلقي فى النيل، ولم يُعثر له على جثة مش له قبر لحد دلوقتى . و توقف المحللون قدام قرار الخديوي إسماعيل بالتخلص من المفتش؛ ف بعد ما اصطدم المفتش بالمراقبين الاوروبيين بسبب موقفه الرافض لسياسة الإستدانة قرر الخديوي دعوة المجلس الخصوصي للإنعقاد لإدانة المفتش؛ وكان بالمجلس كبار المسؤولين والأمراء المصريين فحكموا بخيانة المفتش وقالوا انه كان يدبر لإنقلاب على الخديوي إسماعيل، وماكانش شييء من ذلك صحيحا. أراد المجلس الخصوصي محاكمة المفتش، لكن لم ينتبهوا ل مسألة هيا ان المفتش كان يحمل النيشان من السلطان العثماني، وبكده ماكانش يحق للخديوي ان يحاكمه داخل مصر فقرر الاستباق و إزاحة المفتش بهذه الطريقة،[2] علشان كده تمت عملية إلقاء جثة المفتش فى النيل لإخفاء معالم الجريمة وللحؤول دون دفنه فى مقبرة خاصة به، لذا مهما تعددت السيناريوهات والروايات حول مقتله، سيظل الإختفاء غامضاً فى الكثير من جوانبه لإتصافه بالجريمة المنظمة اللى يصعب إكتشاف كافة تفاصيلها وملابساتها. أما الرواية الرسمية فتزعم أن المفتش وصل ل دنقلة، وأنه مات هناك من شدة السُّكْر، حسب لشهادة الوفاة اللى حررها طبيب إيطالي.[3]

المراجع تعديل

  1. أ ب ت موقع الملك فاروق: إسماعيل باشا المفتش: شخصية تاريخية جنى عليها التاريخ Archived 2017-12-30 at the Wayback Machine
  2. أ ب ت ث ج ح خ د حلمي النمنم: إسماعيل المفتش من قمة السلطة ل قاع النيل. جريدة الاتحاد، 20 يناير 2006. Archived 2016-03-06 at the Wayback Machine
  3. محمد القدوسي: القاتل العميل، والمفتش القتيل. الدستور الأصلي، 9 يوليه 2010. Archived 2017-10-14 at the Wayback Machine