الخواجه لامبو مات فى أسبانيا

الخواجه لامبو مات فى أسبانيا هيا قصيدة شعر عامى مصرى للشاعر المصرى الكبير عبد الرحمن الابنودى.

الخواجه لامبو مات فى اسپانيا

معلومات الكتاب
المؤلف عبد الرحمن الابنودى
اللغه مصرى
اللغه مصرى
النوع الادبى قصيدة قوميه مصريه

كلمات

تعديل

الضباب كان بات ليلتها ع الإزاز

كانت القريه اللى مات فيها الخواجة لامبو

نايمة ع الجليد

فى الصباح

اتحركت جوه المطابخ الصحون و الخدامات

و ابتدا الدق ف محلات الحديد

و المكاكيه ف حظاير الدواجن

لبست الأطفال فى إيد الأمهات من غير عناد

النهارده العيد يا كاسبر

لما سمعت ندهة الديك من بعيد

ضحكت البنت اللى واقفه

تشد فى حبال الجرس جوه الكنيسه

طالع القسيس سعيد

وبإيده بينفض عبايته م الجليد


كل أسبانيا بتصحى

عيد وعادى

والجديد

الخواجة لامبو مات

كانت القرية لدايسه عليها أسبانيا

ضلام من غير عيون

فلاحين فقرا

بلا غيط أو كانون

أسبانيين بس فى شهادة الميلاد

يندغو الأحزان مع كاس النبيت

إنما..

كان فيه كمان ناس أغنيا

ليهم بيوت

ليها سقوف طايلة السما

ممتلية باللى أسبانيا فراغ منه


و لامبو

لامبو كان شاعر مغنى

يمشى و الجيتار عشيقته

يلمسه

يملا ليل أسبانيا بفصوص الأمانى والأغانى البرتقانى

عمو لامبو قضى عمره فى الحارات و الخمارات

كان يغنى للعيال المقروضين

كان يغنى للأرامل

والغلابه

والسكارا

السكارا اللى يعودو من جحيم الحر فى المنجم

السكارى اللى المحاجر حوّلتهم زيّها

أزمة وحجارة


الجيتار يعشق زحام الأسطوات

والأغانى بتتولد فى الغلبانين والغلبانات

عمو لامبو

قضّى عمره فى الحارات والخمارات

كان يحب الشمس

والناس

والغيطان

والجيتار

وقطته

أول الناس اللى تحفظ غنوته

كان يغنى بألف صوت

يا قمر

يا رغيف بعيد

النهاردة الحدّ.. عيد

الفقير ليه مش سعيد؟!

والغناى ليه مبسوطين؟!

يا قمر يا ابو عمر لسه

العباد ع الحانة كابسة

عاوزه تنسى

عاوزه تنسى

والغناى لو يسكروا

يبقى لجل يفكروا

يسرقوا م المسروقين؟!


وجيتاره

كان عجوز زيّه تمام

إنما.. له فى الكلام

لامبو ما كانلوش سكن

الحياة فى قريته ما لهاش تمن

قلب أسبانيا برونز

قلب أسبانيا صفيح

قلب أسبانيا عطن

برد أسبانيا مراكب

اترمت فيها القلوع

واقفة فى شطوط الزمن

كل أطفال البلد كانت تحبه

كلهم كانو فى يوم كورس للامبو

فوق جبينه

قريته كانت بترمى ضل أسبانيا الغميق

وشه كان وش البلد

تبتسم.. يضحكلها

تزعل القرية

أساه يصبغ خضار ورق الشجر

وكان له قطة يعزها

واما كان البرد مرة يغزها

لامبو يضحك لما يرفعها ف إيديه

ويهزها:

"ايه يا قطة؟

يعنى عيطنا أهه

انزلي

اجري

حلاوتك

يلا بينا ع العمل"


الخواجة لامبو ماشي

دخل الخمارة

حيوه السكارى

تارة بالضحكة وبالفزيتا تارة

غنى لامبو وبرد أسبانيا مزنهر مناخيره

"يا غلابة

سيروا فى الأرض العريضة

والسعوا ال انسان بطواحين الهوا

فيه فى قلب الظلم حتة نجمة بيضا

الشغل مش حاجة ضايعة فى الهوا

برد أسبانيا استوى..."


لامبو كان نشوان

وكل ما فيه مغني

وجيتاره بين إيديه

والعباد

منتورة زى الفحم لاسمر حواليه

الشاويش دخل عليه:

"ايه يا أسبانيا

يا بطن ما فيهش عيش"

هس.. بس

الضلام اللى فى أسبانيا ظهر

برم شنابات الشاويش

الشاويش صرخ فى لامبو

لامبو خبى غنوتو اياها فى عبه

بس ما رضيش ييجى جنبه

والفانوس اللى فى سقف الحانة متعلق رعش

الشاويش صرخ بقلبه

قلبه شايل كل دوسيهات الحكومة

لامبو ممنوع من أغانى الفقرا

غنى غير ده

الحكومة مش حمارة

لامبو بص علا السكارا

البروده اللى فى إيديهم جمدت كاس النبيت

لامبو دمع

الحياة.. عايزة جساره

والخلايق عاوزة أبطالها

يكون فيها جداره

عايزه أبطالها فى عز البرد مشحونه حراره

الجيتارة

واخده ع اللحن النضيف

الجيتاره

برضه بتنام ع الرصيف

برضه بتموت زيى علشان الرغيف

بس ليل أسبانيا فى الزنزانه له شكله المخيف

والبلاط

و السقعه

و العود النحيف

لا ما اغنّيش للفقير

والسجن لا

لا أغنى.. لأ ما اغنيش

بس أنا راجل شريف

"ايه يا أسبانيا

يا سجن فى كاس نبيت..."

آه.. و آه


لامبو من يومها وقولة آه.. غناه

قريته لمتها آه

آه.. وآه

و الناس ترد الآهة آه

الكفاح الحى بقا آه

وآه ع الكفاح لو يتقلب علا شكل آه

والنهارده لامبو مات

قتله ليل أسبانيا فى الليل ع الرصيف

قلبه كان لابس خفيف

قتلته الآه

قتلته فى الحانه شنبات الشاويش

قتلته الناس اللى غرقانه بهمومها فى النبيت

قتلته الدوسيهات فى دواليب الحكومه

قتله الطفل اللى مش لاقى الفطار

طلعت الناس النهارده للكنيسه

لقوه جنب الجدار

قطته جنب الجيتار

قاعده مش شايفه النهار

فى انتظار الليل

و أسبانيا.. و شنبات الشاويش

"لامبو مات"

لامبو ؟

يا عينى.. وتبكى الطفلتين

يمسحوا دموعهم فى إيد الأمهات

فى المناديل الجديده


"آخرة الرحله

تموت يا لامبو علا طرف الرصيف

و انتا لو جالك فقير

كنت تشوى قلبك الطيب

تحطه له فى رغيف؟!"

قطته توطي

عشان دمعتها ما تعملش ع الأسفلت صوت

لامبو مات

توصل الناس فى الشوارع

ياسلام

ده أنا سايبه وهو راجع

يدمعوا

يرسمو فوق الصدور علامات صليب

والجرس يتلوا فى حبال الكنيسه

كان حزين

حزين.. حزين

قتله الحزن

يفرشو فوقه الجرايد

يركعو الأطفال يرصو نحو جسمه الورود

و الدموع

غيمه علا عيون الوجود

"يا حبيبى يا عمو لامبو"

روحى يا ماما الكنيسه وسيبينى قاعده جنبه

يا حبيبى يا عم لامبو

امها تبكى و تاخذها من إيديها

مات شهيد

مات شهيد الليل فى أسبانيا السجينه

مات.. و كان عاوز يعيش

غيرشى بس الظلم برم له شنبات الشاويش

"الوداع يا عمو لامبو"

"الوداع يا عمو لامبو"

"الوداع يا قطته المرمية جنبه"

"الوداع يا قطته المرمية جنبه"

الوداع


عربية الأغراب شالوه زى الهوا

الوداع

دق الجرس فوق الكنيسه

غنت الناس غنوته

الضباب عمال يضيع

لجل يدى فرصة للشمس اللى هتزور الربيع.

مصادر

تعديل