الروك(1) كلمة قبطية[1]، من روش[2] (بالقبطى: ⲣⲱϣ)[3][4]، معناها قياس الارض بالفدان وتثمينها يعنى تقدير درجة خصوبتها لتقدير الخراج عليها. وبيقابل الروك فى وقتنا الحاضر عملية المساحة العامة (المسح العقارى) وعملية تقدير الضرائب. وفى مصطلحات الإدارة المعاصرة بيتسمى فك الزمام وتعديله.[2]

والمقريزى بيذكر عمل الروك فى باب «ذكر قبالات أراضي مصر» وفيه بيذكر عمل الخراج وازاى بيتحصل، فبيذكر التالى: «فإذا مضى من الزمان ثلاثون سنة حوّلوا السنة، وراكوا البلاد كلها، وعدّلوها تعديلاً جديداً، فزيد فيما يحتمل الزيادة من غير ضمان البلاد، ونقص فيما يحتاج إلى التنقيص منها.»، وفي نفس الباب: «فخاطب الأفضل ابن أمير الجيوش: في أن يحل الإقطاعات جميعها ويروكها وعرفه أن المصلحة في ذلك تعود على المقطعين والديوان لأنّ الديوان يتحصل له من هذه الفواضل جملة يحصل بها بلاد مقورة، فأجاب إلى ذلك، وحل جميع الإقطاعيات وراكها.».

وكانت عملية مسح الأراضى بتتم فى مصر بشكل دورى بسبب فيضان نهر النيل سنويا، ففى جغرافية سترابو بيذكر: «أن النيل يغمر الأرض ويزيل الحدود ويغير المظاهر، كما أنه لا يصل إلى الأرض فتبور أو يظل الماء في الأرض المنخفضة فلا تزرع، كما أنه في بعض الحالات يرتفع إلى أن يغمر أرضاً جديدة فتدخل في نطاق الأرض الزراعية.»، ونتيجة لكدا بتبقى عملية المسح ضرورية لمعاينة التغيرات الحادثة على الزمامات الزراعية وتسجيلها بالدواوين، وبكدا بتمثل نتائج الروك وثائق مهمة لمعرفة النواحى العمرانية والوحدات الزمامية وكدا تصنيف الأرض المزروعة طبقا لدرجة خصوبتها ومقدار الخراج والعبرة المقررتين على كل وحدة.

وعمل الروك مكنش بس مقتصر على الديار المصرية لوحدها، بل تم عمله فى الديار الشامية زى ما اتذكر فى «السلوك لمعرفة دول الملوك»: «وفيه كان روك المملكة الطرابلسية على يد شرف الدين يعقوب ناظر حلب، فاستقر أمرها لاستقبال رمضان سنة عشر وسبعمائة الهلالي، ومن الخراجى لاستقبال مغل سنة سبع عشرة. و تو بهذا الروك إقطاعات ستة أمراء طبلخاناه، وثلاثة إقطاعات أمراء عشروات، وأبطل منها رسوم الأفراح، ورسوم السجون، وغير ذلك من المكوس التي كان مبلغها في كل سنة مائة ألف درهم وعشرة آلاف درهم، وقدم شرف الدين بأوراق الروك إلى القاهرة.»

اعمال الروك فى مصر

تعديل
  1. على ايد ابن رفاعة عامل الخراج فى خلافة الوليد وأخوه سليمان بن عبد الملك، حوالى سنة 97 هجرية.
  2. على ايد ابن الحبحاب فى خلافة هشام بن عبد الملك، حوالى سنة 110 هجرية.
  3. على ايد ابن مدبر في خلافة المعتز بالله، حوالي سنة 253 هجرية.
  4. الروك الأفضلي على ايد الأفضل ابن أمير الجيوش فى عهد الآمر بأحكام الله، حوالي سنة 501 هجرية.
  5. الروك الصلاحى فى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى، حوالي سنة 572 هجرية. ذكره المقريزى فى الجزء الأول في باب «ذكر قبالات أرض مصر».
  6. الروك الحسامى في عهد المنصور حسام الدين لاجين، حوالى سنة 697 هجرية.
  7. الروك الناصرى فى عهد الناصر محمد بن قلاوون، حوالى سنة 716 هجرية. وبالرغم من أن ابن الجيعان بينسب فى مقدمة كتابه «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية» هذا الروك للأشرف شعبان، الا ان الرأى الغالب أنه الروك الناصرى.

شوف كمان

تعديل

ملحوظات

تعديل

1 في معجم تيمور للألفاظ العامية: «والرُّوك عندهم - أي العامة : الأرض المشاعة بين الشركاء لم تقسم.[5]»

المصادر

تعديل
  1. ابن مماتي: قوانين الدواوين. تحقيق د. عزيز سوريال عطية. مكتبة مدبولي. ص. 455
  2. أ ب د. محمد عمارة: قاموس المصطلحات في الحضارة الإسلامية. دار الشروق 1993. ص. 261
  3. W. E. Crum, A Coptic Dictionary, Oxford, 1939, p. 308
  4. معوض داود عبد النور: قاموس اللغة القبطية للهجتين البحيرية والصعيدية – قبطي عربي. ص 332
  5. أحمد تيمور: معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية. تحقيق: د. حسين نصار. الجزء الثالث.مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة. 2002. ص 346