الفلك عند اليونانيين القدماء
من اعظم انجازات اليونانيين هو علم الفلك. مش بس هما اكتشفو كروية الارض، لكن إدرُم انهم يحددو محيط الارض و بعد إلأمَر عن الارض. كمان، حطو فرضية إن الشمس هى المركزية و ان الكواكب، بما فيها الارض، بيدورو حولين الشمس.

كروية الارضتعديل
اناكزيماندِر افتكر ان الارض بتطفو بحرية و بدون ما تكون مسنودة بأي شيء. پيتاغورَس، غالبا، كان اول الي فكرو ان الارض كروية، بس اسبابه كانت (بيتهيألي) جمالية و مش علمية. بس الاسباب العلمية اتوجدت على طول بعديها. أناكزاغورِس اكتشف ان إلأمَر بيشع من انعكاس النور، و بكدا إدا النظرية الصح للكسوف. بس بينما هو كان يفتكر ان الارض مسطحة، فالپيثاغوريين شافو إن شكل ضل الارض فى كسوف إلأمَر هو الحجة الدامغة لكروية الارض. مش بس كدا، هما كمان اعتبرو الارض كواحد من الكواكب. هما عرفو، بيتئال عن طريء پيثاغورَس نفسه، إن نجم الصبح و نجم المسا هما حاجة واحدة (كوكب عطارد على فكرة).
مدارات الكواكب و الارض و النار المركزيةتعديل
الپيثاغوريين افتكرو كمان ان كل الكواكب بما فيهم الارض بيتحركو فى دوائر، مش حولين الشمس، لكن حولين “النار المركزية.” بما ان إلأمَر، زي ما هما اكتشفو، بيوجه نفس الناحية باتجاه الارض، فهما اعتبرو ان وجه الارض متوجه ناحية “النار المركزية” بنفس الطريئة. و على فكرة، منطئة البحر لمتوسط كانت فى نظرهم موجودة فى الناحية من الارض البعيدة من النار المركزية، و علشان كدا النار المركزية مش باينة. النار المركزية كانو يبئولو عليها “بيت زوُس” او “ام الالهة.” على الاساس دا، الشمس كان مفروض تبئى بتشع من انعكاس نور النار المركزية عليها (زي إلأمَر كدا). و بالاضافة للارض، الپيثاغوريين اعتبرو ان فى كوكب تاني، الارض-المضادة، على نفس المسافة من النار المركزية، بس من الناحية التانية. كان عندهم سببين لوجودها، سبب منهم علمي و التاني من الروحانيات الرياضية بتاعتهم. السبب العلمي هو الرصد الصحيح لكسوف إلأمَر ساعات لما الشمس و الئمر فوء الؤفُق. الانكسار الضوئي، الي هو السبب فى دا، ماكنش معروف ليهم، و هما افتكرو ان الكسوف فى الحالة دي هو ضل جسم سماوي غير الارض. السبب التاني هو ان الشمس و إلأمَر، الكواكب الخمسة، و الارض و الارض المضادة، و النار المركزية، بيعملو كلهم عشر اجسام سماوية، و الرقم عشرة دا رقم روحاني عند الپيثاغوريين.
النظرية الپيثاغورية دية بتنسب لفيلولاوس من ثيبا (طيبة)، الي عاش فى نهاية القرن الخامس أبل الميلاد. رغم ان النظرية دي مبهرجه و مش علمية بالظبط، فهيه مهمة جدا لانها بتتطلب جزء كبير من مقدرة الخيال للوصول للفرضية الكوپرنيكية. للوصول ان الارض مش مركز الكون بس واحدة من الكواكب، و انها مش سابتة للابد و لكن بتسرح فى الفضاء، دا يورينا تحرر غير طبيعي من فكرة مركزية-الانسان. و اول ما الرجة دي تصيب تصور الانسان الطبيعي للكون، بيبئى مش صعب الوصول للحجة العلمية لنظرية اصح.
ملحوظة: المئصود بالنظرة الكوپرينيكية هنا هو مركزية الشمس. طبعا كوپرنيكُس جه بعد اليونانيين بالفين سنة.
مركزية الشمس (النظرة الكوپرنيكية) و أريستارخُستعديل
ؤنوپيدِس، و دا كان بعد اناكزاغورَس بشوية، اكتشف ميل الاكليپتيك. و علشان كدا بسرعة بئى واضح ان الشمس لازم تكون اكبر بكتير من الارض، و دي الحئيئة الي ساندت الي انكرو ان الارض مركز الكون. النار المركزية و الارض-المضادة تم توئيعهم من الپيثاغوريين بعد افلاطون علطول. هياركليدِس من پونتُس (من ٣٨٨ الى ٣١٥ أبل الميلاد و مزامن لأرسطو) اكتشف ان الزهرة و عطارد بيدورو حولين الشمس، و تبنى وجهة النظر ان الارض بتدور حولين محورها مرة كل ٢٤ ساعة. دي كانت خطوة مهمة جدا ماحدش أبلُه عملها. هياركليدِس كان من مدرسة افلاطون، و لازم كان راجل عظيم، بس ماكانش بيُحترم من ناس كتير زي ما هو مفروض؛ هو كان بيتوصف انه مغرور و تخين (نافش ريشه).
أريستارخُس من سامُس، الي عاش تئريبا من ٣١٠ ل ٢٣٠ أبل الميلاد، و كان اكبر ب ٢٥ سنة تئريبن من أرخميدِس، واحد من اهم علماء الفكل القدماء لانه طور الفرضية الكوپرنيكية للكمال: إن كل الكواكب، بما فيهم الارض، بيدورو فى دوائر حولين الشمس، و إن الارض بتدور حولين محورها مرة كل ٢٤ ساعة. بس الواحد بيُحبط شوية لما يكتشف ان أريستارخُس، (فى كتابه: عن احجام و مسافات الشمس و الئمر)، بيلزم وجهة نظر مركزية الارض. هو صحيح، بالنسبة للمشكلة الي بيحلها كتابه دا، إن مش هايعمل فرء اى وجهة نظر تتاخد، و يمكن علشان كدا هو افتكر انه من غير الحكمة تصعيب الحسابات بتعارض مالوش لازمة مع اراء الفلكيين؛ او يمكن هو وصل للفرضية الكوپرنيكية بعد كتابة الكتاب. سِير توماس هيث، فى عمله عن أريستارخُس و الي بيشمل مقتطفات من الكتاب و ترجمته، بيميل للتفسير التاني. الدليل على ان أريستارخُس اقترح وجهة النظر الكوپرينيكية دامغ تماما، فى جميع الاحوال.
اول و احسن دليل على مركزية الشمس عن آريستارخوس ادمه ارخميدِس الي كان مزامن لأريستارخُس بس اصغر منه سنَّن. فى مكتوبه لجِلون، ملك سيراكيوز، ارخميدِس بيقول ان أريستارخُس عمل “كتاب بيشمل فرضيات معينة” و ان “نظرياته ان النجوم الثابتة و الشمس مابيتحركوش، و ان الارض بتدور حولين الشمس فى محيط دايرة الشمس فى مركزها.” فى فقرة من پلوتارخ بيقول ان كلينثِس “اعتبر ان من واجب اليونانيين إدانة أريستارخُس من سامُس فى تهمة عدم احترام الالهة علشان خلى الارض تتحر، و دا علشان ينقز ظاهرة بانه يعتبر السما سابتة و الارض هى الى تدور فى دايرة مايلة، و هى بتدور فى نفس الوئت حولين نفسها.” كلينثِس كان معاصر لأريستارخُس و مات حوالين ٢٣٢ أبل الميلاد. فى فقرة تانية، پلوتارخ بيئول ان أريستارخُس أدّم وجهة نظره كمجرد فرضية، لكن خليفته سيليوكَس اصر انها رأي اكيد. (سيليوكَس اتعرف حولاي ١٥٠ أبل الميلاد). سِكتُس إمپِريكُس كمان اكد ان أريستارخُس زء فرضية مركزية-الشمس، بس مقالش انه كانت مجرد فرضية عنده. حتى لو هو عمل كدا، فمن غير المستبعد انه، زي جالاليو بعد الفين سنة، كان حريص انه ميسيئشي سوابت دينية. كوپرينيكُس عرف شوية عن فرضية أريستارخُس الي كانت شبه منسية، و دا شجعه انه لئا مرجعية أديمة لبدعته. غير كدا، فتأسير نظرية أريستارخُس فهي من الناحية العملية، منعدمة.
هيپّارخُستعديل
النظرية الكوپرينيكية بعد ما تقدمت، سواء بأصد او بتردد عن طريء أريستارخُس، فهي تم تبنيها عن طريء سيليوكَس، بس مش بأي حد من الفلكيين الاقدمين التانيين. السبب العام للرفض يرجع لهيپّارخُس، الي بزغ من ١٦١ ل ١٢٦ أبل الميلاد. هيث وصف هيپّارخُس ب”اعظم الفلكيين فى القِدم.” هو كان اول واحد كتب بشكل منظم عن التريجونونمِتري، هو اكتشف دوران الإكوينْكس، هو أآس طول الشهر الامَري بدقة أأل من السانية، هو حسن تئديرات أريستارخُس لحجم و بعد الشمس و الامَر، هو عمل كاتالوج لتمنمية و خمسين نجمة سابتة باحداسياتهم. اما بالبنسبة لرفضه مركزية الشمس عند أريستارخُس، فهو تبنى و حسن نظرية المدارات اللامركزية الي اخترعها أپولُنيُس، الي بزغ حوالي ٢٢٠ أبل الميلاد؛ و النظرية دي الي اتعرفت بعد كدا كالنظام الپتولمي، على اسم الفلكي پتولُمي الي ازدهر فى منتصف القرن التاني ميلادي (فى الاسكندرية).
احجام و مسافات إلأمَر و الشمستعديل
الفكليين القدماء فى محاولة إياسهم لاحجام الارض، الامَر، و الشمس، و مسافة الشمس و الامَر عن الارض، استخدمو طرق صحيحة من الناحية النظرية بس كانت ضعيفة من ناحية الدقة. رغم كدا، كتير من نتايجهم كانت كويسة بطريئة مدهشة. إراتوسثينِس أدّر قطر الارض ب ٧٨٥٠ ميل، و دا مجرد خمسين ميل أئصر من الحئيئة. پتولُمي أدّر متوسط مسافة الامَر من الارض ب ٢٩ و نص مرة قطر الارض، بينما المسافة الفعلية ٣٠،7 مرة. لكن محدش منهم أرّب من ححجم و مسافة الشمس، الي كانت كلها تئديرات اصغر. تئديراتهم كمضاعفات قطر الارض هى:
أريستارخُس ١٨٠، هيپّارخُس ١٢٤٥، پوسِدونيُس ٦٥٤٥. الرقم الصحيح ١١٧٢٦.
عامة، من الواضح ان التئديرات كانت بتتحسن بالتدريج.
نظرة الفلكيين اليونانيين عامتنتعديل
تفسيرات الفلكيين اليونانيين كانت چيومترية، مش ديناميكية. تفكيرهم عن حركة الاجسام السماوية إنها منتظمة و دائرية، او مركبة من حركات دائرية. ماكانش عندهم مفهوم القوة. كان فى كورة بتتحرك و متسبت عليها اجسام سماوية مختلفة. مع نيوتن و الجاذبية نشئت وجهة نظر جديدة أأل چيومترية. المسير للضول انه بئى فى عودة للنظرة الچيومترية مع نظرية النسبية العامة لأينِشتَين.
نهاية الفلك اليونانيتعديل
فى رجلين عظام بيكملو لِستة الرياضياتيين اليونانيين من الطراز الاول: أرخميدِس و أپّولونيُس (كان عايش فى اسكندرية من شبابه). للاسف هما ماكانش لهم تأسير كبير على الفلسفة بعد كدا. بعد الرجلين العظام دول، يعتبر العصر الدهبي للفلك الأديم انتهى، رغم الانجازات المحترمة فى اسكندرية. تحت الحكم الروماني، اليونانيين خسرو السِقة فى النفس الي كانت مرتبطة بالحرية السياسية، و بالخسارة دي بئى عندهم احترام للسابئين ليهم يشل. الجندي الروماني الي أتل ارخميدِس بئى رمز لأتل روما للتفكير الابداعي فى العالم الهيليني.
—Masri2wi (مناقشه) 15:17، 13 يونيه 2015 (يو تى سى)
‘' المقال دا مقتبس من كتاب بِرترَند رَسِل، تاريخ الفلسفه الغربية