الموسيقى و الغناء في مصر القديمه

المزيكا و الغناء فى مصر القديمة زى ما برع المصرى القديم فى شتى نواحى الحياة من زراعة وصناعة وهندسة وطب وغيره، برع كمان فى المزيكا وخلق منها فن تميز بيه بين الأمم بألحانه المميزة وطابعه الخاص.

الموسيقى و الغناء في مصر القديمه

موسيقيون مصريين قدماء
Lute and double pipe players from a painting found in the Theban tomb of Nebamun, a nobleman of the 18th Dynasty of the New Kingdom, c. 1350 BC

عرف المصريين القدماء المزيكا فى العصر الفرعونى فى زمن مبكر جدا، ودا واضح من النقوش والصور اللى منقوشة على جدران مقابر ملوك الدولة القديمة. و كان استخدامها فى شتى نواحى الحياة وان كان اكتر شوية استخدام دينى (فى المعابد) وجنائزى فى المياتم ومراسم تشييع جنازة المتوفي. لكن كمان استخدمها فى حياته اليومية للتسلية والطرب، والعزف على رؤوس الغيطان الزراعية بألات مازالت موجودة للنهاردا زى الناى مثلا، ولعلها تكون بألحان قريبة من الألحان الحزينة اللى بيعزفها الناى فى وقتنا دا.. كمان استخدمها فى الأفراح واعلان مراسم الجواز، و كان مصحوب برقص وغناء والات مزيكا كتيرة بفصائلها المختلفة (وترية / نفخ / ايقاعية) لزوم جمع المعازيم وتسليتهم فى المناسبات السعيدة، واضفاء نوع البهجة والسرور.

الدولة القديمة تعديل

فى عصر الدولة القديمة كمان بتدل النقوش على شيوع إشارات اليد الخاصة بالغناء بين المطربين واللى لسة بنعرفها لغاية وقتنا الحالي، و كان دا فى بداية العيله الخامسة.

كمان ظهرت النقوش القديمة على جدران المقابر بتحمل اسماء بعض العازفين والمطربين واللى كانو بيحيوا الحفلات والليالى فى قصر فرعون، ودا طبعا بيدل على مكانتهم العالية فى القصر، وكانوا بيتغنوا بترانيم دينية فكانت الأناشيد بتتغنى جوه المعابد فى الصلوات الدينية والجنائزية، كمان انتشر الغناء المصاحب للرقص فى المناسبات الدينية والدنيوية فى شتى المناسبات الملكية جوه البلاط وفى الحياة الاجتماعية الخاصة بفئات الشعب.

وتكونت الفرقة المزيكا من عازف للناى وعازف للقيثارة وهازف للهارب وعازف لألة ايقاعية او اكتر زى الدف الطبلة أو (الشخليلة)، وعرفوا كمان المايسترو او القائد للفرقة المزيكا و كان مهمته مش بتقتصر على قيادة الفرقة وبس، لا وكمان الغناء وتحميس الفرقة وظبط ايقاعها و حركتها.

وبتدل الأكتشافات من عصر الدولة القديمة على ان المزيكا القديمة كان ليها سلم خاص بدائى شوية و كان بيتكون من 5 درجات وتخلو من انصاف النغمات (النص التون)، وبيؤكد دا عدد الخروم الى فى الناى المكتشف قديما او عدد الأوتار الموجودة فى الهارب وغيره، لكن فى عصر الدولة الحديثة وعلشان لأنفتاح المصرى القديم على ثقافات الامم التانية زى الفينيقيين والحيثيين وشعوب البحر فى قبرص وكريت، تطور السلم المزيكا وزاد له درجتين فوصل للسبع درجات اللى معروفين لغاية وقتنا ده، كمان زادت عليه حركات اضافية زى انصاف النغمات ودا موجود فى الألات المزيكا المكتشفة فى عهد الدولة الحديثة والعهود التانية.

ألحان الكنيسة القبطية المصرية تعديل

وزى ماكانت اللغة القبطية هيا المفتاح اللى ساعد شامبليون فى فك رموز اللغة المصرية القديمة كانت كمان ألحان الكنيسة القبطية المصرية هيا اللى حفظت لنا الألحان المصرية القديمة ومقاماتها ودرجاتها المزيكا، وعشان كدا درس علما الحملة الفرنسية فى كتابهم الشيق (وصف مصر) مزيكا الترانيم القبطية فى الكنائس والأديرة المنتشرة فى ربوع مصر. و رغم اقتصار الألحان على المزيكا الدينية فى الكنائس لكن ألحان كتير بتحمل طابع مرح أو حزين أو جنائزي، ودا اللى خلى علما الأثار يظنوا ان ألحان الكنائس اغلبها كانت ألحان قديمة أعيد استخدامها فى صياغة الترانيم. ولما درسوا مقامات الغناء (المداخل) فى الكنيسة القبطية وجدوها عشرة مقامات، بتحتوى الترنيمة على مقام واحد أو مقامين مركبين على الأكثر، و رغم ان المصرى القديم ماتوصلش للتدوين المزيكا (النوتة) لكن الكنايس والأديرة لعبت الدور دا فى حفظ الألحان الى وقتنا ده لغاية مادخل التدوين المزيكا فى صورة نوتة مزيكا فى العصر الحديث.

العصر اليونانى الرومانى تعديل

وفى العصر اليونانى الرومانياتأثرت المناطق اللى كانت منتشرة فيها الثقافة الهلينستية (اليونانية) بالمزيكا اليوناني، لكن الدلتا والصعيد فضلت بعيدة شوية عن المزيكا الغريبة ومحتفظة بصورتها القديمة اللى حفظتها لنا الألحان الكنسية بصورتها المتنوعة اللى واضح فيها اختلاف الشمال عن الجنوب، ودا واضح الى حدٍ ما فى بعض الألحان اللى بتحمل اسماء لمدن مصرية مش موجودة الايام دى زى (اللحن السنجاري) نسبة لسنجار اللى كانت فى محافظة الغربية، و(اللحن الإتريبي) نسبة لبلدة إتريب اللى كانت فى الصعيد قرب أخميم دلوقتى . كما ان الأنفصال اللى حصل فى الكنيسة القبطية عن الكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية (الروم) دا لعب دور كبير فى المحافظة على اصالة الألحان الكنسية من تأثير المزيكا الغربية، فخرجت مصر من احتلال رومانى تعدى الستة قرون محتفظة بهويتها القديمة ولغتها وموسيقاها وعاداتها بنسبة كبيرة بالمقارنة بشعوب تانية كتير. و إذا كانت المعلومة المتداولة ان المزيكا اصلها يوناني، فجاءت الاكتشافات الحديثة لتؤكد ان المصريين القدماء عرفوا المزيكا قبل ماتعرفها الشعوب الأوروبية بقرون طويلة.