الفرق بين النسختين بتاع: «وقعة اسكندريه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ص مسح المسافات الزياده
سطر 1:
[[Image:View of Pompey's Pillar with Alexandria in the background in c.1850.jpg|left|thumb|300px|اسكندريه هاجمها بيير لوزينان فى 1365]]
'''وقعة اسكندريه''' ، غاره عسكريه شنها بيير دو لوزينان Pierre de Lusignan ( بطرس الأول لوزينان ) Peter I ملك [[قبرص]] على مدينة [[إسكندرية]] فى شمال [[مصر]] سنة [[1365]] فى عهد السلطان [[ناصر الدين شعبان|الأشرف شعبان]]. فى الغاره دى نزلت قوات بيير من المراكب فى اسكندريه و نهبتها و خربتها بالكامل و هربت بالمنهوبات و المخطوفين.
 
بعد ما الحملات الصليبيه الكبيره خلصت بهزيمة [[لويس التاسع]] فى مصر فى [[الحمله الصليبيه السابعه]] (1249 - 1250)، و بعدين وفاته وقت [[الحمله الصليبيه التامنه]] (1270) و طرد الصليبيين من [[عكا]] و من كل جيوبهم على ساحل الشام على إيد سلطان مصر [[الأشرف خليل]] (1291)، استمر الصليبيين حاطين عينيهم على مصر بإعتبارها البلد اللى قدرت بإمكانياتها الضخمه و تقدمها الحضارى و العسكرى إنها تقضى على طموحاتهم فى جنوب البحر المتوسط.
 
بعد طرد الصليبيين من عكا بشويه بقت قبرص تحت حكم أسرة لوزينان Lusignan ،Lusignan، و جزيرة [[رودس]] تحت حكم الفرسان الاسبتاريين ( [[الاسبتارية]])، و بقم الجزيرتين مراكز لنشاط الصليبيين فى البحر المتوسط اللى كان لسه بيراودهم حلم استرجاع بيت المقدس.
 
==محاولة حصار مصر==
خطة الصليبيين بعد ما مقدروش يغلبوا مصر فى الحروب كات انهم يحاصروها إقتصادياً عشان يفقروها فتضعف عسكرياً. موارد مصر أياميها كات بتعتمد على الضرايب اللى بتجيبها التجاره بين الشرق و الغرب. بابا الكاتوليك عمل قوانين تمنع مراكب الأوربيين من دخول الموانى المصريه، لكن التجار الطلاينه رفضوا الإنصياع للأومر دى لإنهم كانوا بيكسبوا جامد من التجاره مع مصر <ref>قاسم، 136-137</ref> ، فراح البابا مشكل قوه مهمتها خطف التجار الأوروبيين اللى ما بيسمعوش الكلام و ما بيتبعوش قوانينه. و اتحولت قبرص لمكان لمراقبة سواحل مصر و المراكب اللى بتدخل موانيها <ref>الشيال، 2/197</ref>.
 
بيير لوزينان ( بطرس الأول ) ابن الملك هيو الرابع قعد على عرش قبرص سنة 1359 ،1359، و كان اول ملك أوروبى من أيام لويس التاسع يتحمس للإستيلاء على بيت المقدس عن طريق حرب مقدسه، و عمل نظام للفرسان اسمه " فرسان السيف " بهدف وحيد هو استعادة بيت المقدس <ref> Runciman p.441/3 </ref>. و حارب الترك فى الاناضول. بيير لوزنيان كان متحمس جداً لحمله صليبيه جديده ضد مصر و فى سنة 1362 راح طاف أوروبا عشان يقنع ملوكها بالموضوع لكن لقى الأوربيين عايشين فى مشاكلهم و حروبهم الداخليه و مش متحمسين لمغامرات صليبيه جديده و ما أخدش منهم غير شوية وعود ضبابيه بالمساعده. الوحيدين اللى وافقوا و مدوه بشوية مساعدات كانوا جمهوريات [[ چينوا]] و [[ڤينيسيا]]، والاسبتاريه بتوع رودس <ref>الشيال، 2/197</ref>.
 
بيير جمع المراكب الحربيه و المحاربين فى جزيره رودس و بعت للأوروبين فى الشام يقولهم لازم يوقفوا تجارتهم فى الشام و يرحلوا عنها ،عنها، عشان يخم المصريين ويخليهم يفتكروا انه حا يهاجم الشام <ref> Runciman p.443-444/3 </ref>.
 
==الهجوم على اسكندريه==
[[Image:Waqit Iskindriya - Masri.JPG|200px|thumb|left|[[النويرى الاسكندرانى]] حكى عن وقعة اسكندريه.]]
خرج بيير لوزينان ببتاع 70 أو 80 مركب حربى محمله بالفرسان و السلاح من غير ما حد يعرف هو رايح فين، و فى نص البحر أمر المراكب انها تروح على اسكندريه،اللى دخل مياهها يوم الخميس 9 أكتوبر 1365
الأسطول بتاع بيير كان اكتر اسطول صليبى منظم اتجمع من أيام [[الحملة الصليبية التالتة]] <ref> Runciman p.444/3 </ref>.
 
التنشين على اسكندريه كان مكر من بيير لإنها فى عقر بيت مصر حصن جنوب البحر المتوسط، و أول موانيها، و مركز تجارتها الرئيسى، فممكن بعد احتلالها انه يقايضها ببيت المقدس، او تكون نقطه انطلاق و قاعده للتوسع جوه مصر أو على ساحل الشام. و من ناحيه تانيه، بيير خمن ان المصريين مش حا يتوقعوا هجوم أوروبى على اسكندريه لإن فيها تجار أوربيين كتير عايشين فيها و متعيشين منها <ref> Runciman p.444/3 </ref>.
 
لما شاف الإسكندرانيه المراكب اللى وصلت بعد المغربيه افتكروها الأول مراكب تجاريه، لكن تانى يوم الصبح ادركوا انها مراكب حربيه، فاتخطوا اسوار المدينه و اتجمعوا فى حته خلا قدام جزيرة فاروس، و انضم ليهم شوية عربان جايين من الصحرا، و جم بياعين و سريحه و قفوا يبيعوا أكل، و اتحول المكان لشبه سوق مش منظبط. وعشان تكمل، غلط نايب والى اسكندريه الأمير جنغرا و طلع من الأسوار، و انضم ليهم. فيه ناس نصحوا نايب الوالى و الأهالى الملمومين ان اللى بيعملوه ده غلط و انهم لازم يدخلوا ورا الأسوار و يدافعوا من وراها. لكن نايب الوالى ما سمعش النصيحه، و افتكر انه حا يقدر من مكانه يواجه المهاجمين و يمنعهم من النزول من المراكب. نايب الوالى ده كان صغير و من أمرا العشرات <ref>أمير عشره يعنى أمير على عشره أو عشرين فارس. كان أمير من الدرجه التالته مش من الأمرا الكبار ( المقدمين )، اللى كان ليهم عشرات و ميات الفرسان. اسكندريه فى العصر المملوكى كان فيها كرسى سلطنه، و كان واليها نايب للسلطان و كان من الأمرا المقدمين الكبار، بيطلع فى مواكب وسط الفرسان. </ref> و ماعندهوش خبره ،خبره، و كان محطوط لإن الوالى الحقيقى الأمير صلاح الدين خليل ابن عرام كان ساعتها فى الحج.
 
الهجمة جت فى وقت مصر كات فيه فى حالة استرخا، حتى لما الأخبار وصلت من ست تشهر ان فيه مراكب حربيه بتستعد لغزو اسكندريه ما حدش اهتم، و راح السلطان [[ناصر الدين شعبان|الأشرف شعبان]] اللى كان عيل صغير عنده بتاع حداشر سنه <ref>مهدى، 139</ref> على منتزه [[سرياقوس]] عشان يستجم، و طلع الأتابك يلبغا قائد الجيوش المصريه رحلة صيد فى العباسه ،العباسه، و والى اسكندريه الأمير صلاح الدين خليل ابن عرام راح يحج ، يحج، ولما وصلت القاهره الأخبار بنزول الصليبيين على بر اسكندريه، يلبغا افتكر إن الموضوع مجرد إشاعه من تدبير الأمير طيبغا الطويل أمير سلاح، عشان يستدرجه، و كان أياميها فى مشاكل معاه <ref>المقريزى، 4/284</ref><ref>ابن إياس، ج1/ق2/22</ref>.
 
كان من ضمن المراكب الحربيه أربعه و عشرين مركب من ڤينيسيا من النوع اللى كانوا أياميها بيسموه " غراب " <ref>الغراب كان نوع من الشوانى المطوره عشان تتناسب مع أساليب القتال الحديثه على أياميها. و كان فيه نوع منها مزود بقاذفات نار.-(علاء طه رزق، 157)</ref>، و من چينوا اتنين، و من رودس عشره، و من [[فرنسا]] خمسه و الباقى كان من قبرص <ref>المقريزى، 4/283</ref>.
 
بعد ما الصليبيين اللى كانوا منظمين ما عملوا شوية مناوشات و مناورات قدروا ينزلوا ع الشط و يطيحوا فى اللمه اللى كات موجوده هناك، فانذعر الأهالى و جريوا و أولهم نايب والى المدينه اللى ساب اسكندريه و فلسع على [[دمنهور]].
 
==المدبحه==
سطر 33:
قعدوا ينقلوا المنهوبات لمدة تلت تيام على الحصنه و الجمال، من يوم الجمعه ليوم الحد، لغاية ما عرفوا ان فيه جيش جى من القاهره فقتلوا الحصنه و الجمال اللى نقلوا عليها المنهوبات، و نطوا فى مراكبهم و خدوا معاهم اللى نهبوه و 5000 راجل و ست و عيل خطفوهم مسلمين على مسيحيين على يهود <ref>الشيال، 2/198-197</ref>. و من كتر اللى نهبوه بقم يرموا حاجات فى البحر عشان تخفف الحموله.
 
وبيحكى المؤرخ [[النويرى الاسكندرانى]] <ref> المؤرخ [[النويرى الاسكندرانى]] ( محمد بن قاسم النويرى المالكى السكندرى ) عاصر أحداث غزوة اسكندريه، و سجلها فى كتاب، اسمه " الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في وقعة الإسكندرية " ، وهو مش المؤرخ و الكاتب المصرى التانى شهاب الدين النويرى مؤلف " نهاية الأرب فى فنون الأدب "</ref> اللى حضر الواقعه و كان من ضمن اللى هربوا ،هربوا، ان اهالى اسكندريه اللى هربوا من الصليبيين طلعت عليهم قبايل العربان اللى كانوا عايشين فى مصر جنب اسكندريه و قطعوا عليهم الطريق و نهبوهم و هما شاردين. و فى الليل وقت رجوع الصليبيين لمراكبهم دخل العربان اسكندريه و نهبوا بيوت المصريين و علق بقوله : " فاستغنى من العرب من كان فقيرا، و افتقر من اهل البلد من كان غنياً " <ref>النويرى الاسكندرانى ،الاسكندرانى، 82</ref>.
 
خطة پيير لوزينان كات مش غزوة كر و فر، هو كان ناوى يقعد فى اسكندريه و يطور الهجوم جوه مصر لكن بعد ما شاف طلايع الجيش المصرى الواصل من القاهره قرر انه ينفد بجلده بالمنهوبات و المخطوفين. الفرسان الفرنساويه و الإنجليز اللى كانوا معاه قالو له كمان انهم مش مستعدين يدخلوا معركه و عايزين يمشوا. على يوم التلات 16 كان معظم المحاربين الصليبيين فى المراكب. بيير شاف ان بعد نقل المنهوبات لقبرص ممكن يقنع الحلفا بالإشتراك فى حمله صليبيه جديده. ونايب بابا الكاتوليك اللى كان معاه قال له لما يرجعوا حا يبقى يعمل جوله فى أوروبا عشان يلم محاربين جداد.
 
==نتايج الغزوه==
[[Image:Assassinat Pierre de Lusignan, roi de Chypre.jpg|210px|thumb|left|پيير لوزينان قتله فارس 1369]]
لما وصلت أخبار المذبحه و النهب أوروبا، الناس فى الأول اعتبروا الموضوع نصر كبير اتحقق ،اتحقق، و فرح بابا الكاتوليك، و قال ان پيير لازم يرجع اسكندريه تانى بسرعه بقوات أكبر و يحتلها، و وعد تشارلز ملك فرنسا بإنه حا يمدهم بجيش من عنده. لكن بعد شويه بدت النتايج السلبيه بتاعة الغزوه تظهر فى أوروبا. الڤينيسيين لقوا ان الغزوه ضرت مصالحهم التجاريه فى مصر و دمرتهم كقوه تجاريه فى البحر المتوسط. و ارتفعت اسعار التوابل و الحرير و المنتجات الشرقيه التانيه اللى اتوقف توريدها لأوروبا. و فى قبرص نفسها بدأت الناس تتذمر من مغامرات پيير العسكريه اللى بدأت تاكل موارد الجزيره <ref> Runciman p.447-448/3 </ref>.
 
فى سنة 1369 اتخانق فارس مع پيير و قتله و ما حدش اتحرك عشان ينقذه، و بعد موته بسنه اتعقدت اتفاقيه بين قبرص و مصر و اتبادلوا الأسرى.
 
قدر پيير لوزينان يخرب اسكندريه بالكامل و يضر إقتصاد مصر، لكن ما قدرش يقعد فيها و يطور هجومه، و هرب أول ما شاف طلايع الجيش المصرى، و قال عنه النويرى المؤرخ الاسكندرانى : " جه المدينه حرامى و خرج منها حرامى ".
 
وكتب شهاب الدين بن أبى حجله شعر قال من ضمنه : " أتاها من الافرنج سبعون مركبا .. و حاطت بها الفرسان فى البر و البحر. وصير منها أزرق البحر أسودا .. بنو الأصفر الباغون بالبيض و السمر. أتوا اهلها هجما على حين غفلة .. و باعهم فى الحرب يقصر عن فتر " <ref>ابن إياس، ج1/ ق2/24</ref>.
 
محرقة اسكندريه، اللى ما كاتش فى صالح حد لا مصر و لا أوروبا، كات اخر محاوله صليبيه لأخد بيت المقدس.
 
بعد الغزوه مباشرة ردت مصر بتجريده عسكريه على قبرص ،قبرص، لكن مصر استنت 60 سنه لغاية ما انتقمت انتقامها الكبير من قبرص. فى سنة 1426 فى عهد السلطان [[الأشرف برسباى]] رد الاسطول المصرى زيارة پيير لوزنيان و فرسانه ودمر مدن قبرص واحده ورا التانيه ،التانيه، و رفع رايات مصر عليها، و أسر ملكها چانوس لوزينان Lusignan Janus اللى اتنقل على مصر و هو مربوط بالسلاسل و اتحبس ( شوف : [[غزوة قبرص]] ).
 
==فهرست وملحوظات==
سطر 55:
 
==المراجع ==
*[[ابن إياس]] : بدائع الزهور في وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
*[[جمال الدين الشيال]] (أستاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.
*شفيق مهدي (دكتور): مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
سطر 63:
*المقريزى: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار, مطبعة الأدب, القاهرة 1968.
*نور الدين خليل: شجرة الدر، حورس للنشر والتوزيع، الأسكندرية 2005، ISBN 977-5245-43-5
*[[النويرى الاسكندرانى]] ، وقعة الاسكندرية ،الاسكندرية، تحقيق [[سهيل زكار]] ، دار التكوين للطباعة و النشر ،النشر، دمشق 2008
 
==مصادر مش عربية==
*Runciman, Steven, A history of the Crusades . Penguin Books, 2002. ([[ستيفين رونسيمان]])
*The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher,1973-1974.