الفرق بين النسختين بتاع: «حروب صليبيه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 112:
ابتدت الحروب الصليبيه سنة 1096 بخطبة البابا اوربان التانى سنة 1095 للمطالبه بإنقاذ الكنيسه البيزنطيه من الترك السلاجقه ، لكن مع نهاية الحملات الصليبيه اراضى الامبراطوريه البيزنطيه كانت خاضعه لحكم الترك. لما البابا بيوس التانى Pius II خطب للترويج لأخر حمله صليبيه الترك وقتها كانو بيعدو [[نهر الدانوب]] فى اتجاه غرب اوروبا. فى سنة 1523 وقعت [[رودس]] فى ايد الاتراك و اتدمرت قبرص على ايدين مصر و [[جنوه]] و فى الأخر ضمتها فينيسيا لنفسها فى 1570.
 
لما ابتدت الحروب الصليبيه اوروبا كانت لسه خارجه من الحقبه الهمجيه المعروفه ب[[عصور الظلام]] لكن مع نهاية الحروب كانت بتبتدى فى اوروبا الفتره ال[[برجوازيهبورجوازيه]] المعروفه ب[[الرينيسانس]] (عصر النهضه). لكن التطور الحضارى ده ماكانش للحروب الصليبيه دور مباشر فيه. الحروب الصليبيه ماكانتش سبب الأمن الاوربى اللى سمح للتجار و الدارسين بالتنقل من مكان لمكان، فقبل الحروب الصليبيه الدارسين كانو بيتنقلو بحريه و بيروحو يدرسو فى مراكز التعليم الاسلاميه فى [[اسبانيا]]. وقت الحروب الصليبيه كانت [[سيسيليا]] هى مركز التلاقى الحضارى و الثقافى بين المسلمين و اليونانيين و الاوروبيين مش المدن الفرنجيه فى الشام. ثقافياً ، المدن الفرنجيه ماضافتش حاجه للثقافه و الحضاره و لا ساهمت فى حصول النهضه الاوروبيه فى العلوم و الفنون غير بس فى فن بنا القلاع و الحصون. استمرت الحروب الصليبيه سنه بعد سنه من غير الاوروبيين مايتعلمو حاجه من غلطات الصليبيين. لكن الحروب الصليبيه كانت من مصادر الإلهام للفنانين فى اوروبا قبل ماتخلص و بعد ما خلصت و رسم الفنانيين لحات دينيه و مش دينيه من وحى الحروب دى. من الحروب الصليبيه خرج كتاب من المؤرخين الحوليين اللى كتبو عن الاحداث اللى عاصروها. فى البدايه الكتاب دول كانو رهبان و رجال دين لكن مع بدايات الحمله الصليبيه الرابعه ظهرت طايفه من الكتاب المدنيين من النبلا و الأمرا فكانت دى بداية ظهور عصر الكتاب المدنيين فى اوروبا. فى الشعر و الغنا ظهرت فى اوروبا أغانى و ألحان بتتغنى بالمعارك و البطولات الصليبيه زى [[أغنية رولاند]] La Chanson de Roland و غيرها اللى لعبت دور فى تطوير اسلوب غنا " ال[[شانسون]] ". اجزاء من الأشعار و النصوص دى فضلت لكن ألحانها ضاعت. الفنون دى ظهرت فى اوروبا نفسها من وحى الحروب الصليبيه مش فى المدن الفرنجيه فى الشرق. من ناحيه تانيه، الحروب الصليبيه كان ليها اثر على نواحى سياسيه فى غرب اوروبا حيث انها نقلت الحروب الداخليه بين البارونات و الاقطاعيين لبره اوروبا ، فده ادى فرصه لنمو نفوذ الملوك المدنيين على حساب النفوذ البابوى الدينى. لكن فى نفس الوقت الباباوات برضه استفادو ، فالبابا شن الحرب على المسلمين كحركه مسيحيه دوليه تحت قيادته و نجاح الحمله الاولى بالتأكيد قوى مركزه و اداه بريستيج حيث ان " جنود المسيح " اللى بعتهم على بيت المقدس كانو فى الواقع جنوده و انتصارتهم كانت انتصاراته ، و بالانتصارات دى بطريركيات انطاكيا و القدس و قسطنطينيه بقو تحت سلطته و بالتالى بقى زعيم المسيحيه الأكبر و مندوبيه وصلو للصين و اثيوبيا. البطريركيه المصريه اللى بتمثل [[اقباط]] مصر ماوقعتش فى ايد الصليبيين لإنهم ماقدروش يستولو على مصر لكن البابويه الكاتوليكيه حلت المشكله بإعلان ان الكنيسه المصريه كنيسة مهرطقه خارجه عن الكنيسه الكاتوليكيه الأم و منعت الأقباط من دخول بيت المقدس و فضلو على الحال ده لغاية ماصلاح الدين استرد القدس و فتحلهم كنيسه لسه موجوده لغاية دلوقتى. لكن الحركه الصليبيه كانت حركه دينيه مش حركه سياسيه و ماكانش هدفها جنى مكاسب سياسيه لكن مكاسب دينيه ضد " الكفار ". الحمله الصليبيه الرابعه دمرت الكنيسه الشرقيه البيزنطيه فى قسطنطينيه و بعدها هاجم الكاتوليك " المهرطقين " فى جنوب فرنسا و بعدها قامت حمله صليبيه ضد الهوهينستاوفين Hohenstaufen. غير المكاسب الدينيه اللى حققها البابا الحروب الصليبيه ماكانش ليها نتايج ايجابيه على اوروبا. لكن رغم كده لما ابتدت الحروب الصليبيه كانت مراكز العلم فى الشرق فى قسطنطينيه و القاهره و بغداد ، و لما انتهت الحرب مراكز العلم بقت فى ايطاليا و مناطق فى غرب اوروبا. لكن الحروب الصليبيه ماكانتش المسئول الاول عن تدمير المراكز الحضاريه فى الشرق الاسلامى. بغداد كانت اتلاشت كمركز حضارى عباسى على ايدين الترك و من غير الصليبيين فى الاغلب كانت حاتتلاشى على ايدين الفاطميين فى مصر ، و فى 1258 هجم المغول على بغداد و دمروها و ده بيعتبر اكبر تدمير حصل للثقافه الاسلاميه فى الشرق الاوسط ، لكن الصليبيين ماكنش ليهم دخل فى الموضوع و ماهماش السبب ، لكن بطبيعة الحال المنطقه العربيه فى فترة الغزو المغولى من الشرق كانت بتتعرض لغزو صليبى من الغرب و كانت مدن الفرنج و قلاعهم فى الشام بيمثلو تهديد ، فمن غير الغزو الصليبى كان ممكن ان المسلمين يواجهو الغزو المغولى بطريقه احسن ، ده من غير نسيان ان الصليبيين و المغول حاولو يتحالفو ضد المسلمين و ده فى حد ذاته كان تهديد خطير كانت السلطات المملوكيه فى مصر متابعاه و نتجت عنه الحمله الصليبيه التاسعه الفاشله اللى اتصدى ليها الظاهر بيبرس. الحروب الصليبيه مافادتش اوروبا فى حاجه لكن ضرت المنطقه العربيه ضرر كبير. فالمعارك كانت بتدور على اراضيها و كل الجهود وقتها كانت موجهه لمواجهة الجيوش الصليبيه الغازيه و ده بطبيعة الحال اثر على تقدم المنطقه الحضارى و خرب اقتصادها. الحروب الصليبيه حولت الشرق الأوسط لمنطقة حرب. حملة بيير دو لوزينان ملك قبرص على اسكندريه سنة 1365 المعروفه ب[[وقعة اسكندريه]] دمرت اقتصاد مصر و خربت تجارة البحر المتوسط. الحروب الصليبيه اللى استمرت قرون كانت بكل تأكيد من اسباب التخلف العلمى و الثقافى و السياسى و الانكماش الحضارى اللى حل بالمنطقه العربيه و لسه بتعانى منه لغاية النهارده.
 
من ناحيه تانيه ، الحروب الصليبيه بمدابحها و فظايعها نشرت مشاعر الكراهيه ما بين الشرق و الغرب و ما بين المسلمين و المسيحيين و اليهود. رغم ان الحروب الصليبيه كان المسئول عنها الكنيسه الكاتوليكيه اللاتينيه لكن ارتباطها بالمسيحيه و الصليب كان ليه اثر وحش على المسيحيين فى الشرق الاوسط اللى لقو نفسهم محشورين بين نارين فى حرب مالهمش يد فيها. الحروب الصليبيه خلقت شكوك مابين المسلمين و المسيحيين فى الشرق الاوسط و استغلها [[تعصب دينى|المتعصبين الدينيين]] و اليمين المتطرف فى الغرب لنشر مشاعر الكراهيه بين الطرفين لغاية النهارده. قبل الحروب الصليبيه المسيحيين فى الشرق الاوسط ماكانوش بيعانو من اضطهادات حقيقيه من جهة الحكام المسلمين و كان فيه مسيحيين كتار بيشتغلو فى مراكز عاليه و حساسه فى الدوله ، و كانت فيه علاقات مش وحشه مابين المنطقه الاسلاميه و البيزنطيين المسيحيين و كانت فيه حركه تجاريه و الدارسين كانو بيتنقلو فى الناحيتين بحريه. الحروب الصليبيه خربت العلاقات دى ، أو زى مابيقول مؤرخ تاريخ الحروب الصليبيه [[ستيفين رونسيمان]] : " اللاتسامح الهمجى اللى اظهره الصليبيين اترد عليه بنمو اللاتسامح عند المسلمين. "