الفرق بين النسختين بتاع: «مجمع خلقدونيا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ص تعديل، غير: إ ← ا (48)، التي ← اللى (11) عن طريق اوب
ص تعديل، غير: الأخرى ← التانيه، هذه ← دى (5) عن طريق اوب
سطر 7:
 
[[File:Herrera mozo San León magno Lienzo. Óvalo. 164 x 105 cm. Museo del Prado.png|thumb|150px| بابا الكاتوليك ليو.]]
استمر كفاح المصريين ضد الغزاة المحتلين [[الرومان]] و [[البيزنطيين]]. بعد اعتناق أمبراطرة [[روما]] و بيزنطة المسيحية لم يتغير الوضع ، و بقى المصريون كارهين لحكم الامبراطور البيزنطي . لما اتجه البيزنطيون للمذهب الأريوسي قامت فى مصر حركة ضد الأريوسية ، و لما نادى المسيحيون البيزنطيين بازدواج طبيعة المسيح ، الكنيسة المصرية أعلنت تمسكها بعقيدة طبيعة المسيح الواحدة ( المونوفيزية ). آريوس وهو رجل دين من [[الاسكندرية]] كان منكر أن يكون [[المسيح]] من طبيعة الأب لكن لم ينكر ألوهية المسيح ! ، لكن كنيسة الأسكندرية عارضت أفكار آريوس و قالت ان المسيح لم يكن فيه أي طبيعة بشرية و تمسكت بعقيدة طبيعة المسيح الواحدة ، و هى الطبيعة الالهية ، و هذا ضد عقيدة الكنيسة البيزنطية اللى تؤمن بان للمسيح طبيعتان ، واحدة بشرية و الأخرىالتانيه الهية. هذا هو أصل الخلاف بين الكنيسة المصرية و الكنيسة البيزنطية . كان المصريون المسيحيون ضد الحكم البيزنطي الذي أحتل مصر و كانوا يتميزون باعتزازهم بأنفسهم و بشخصيتهم و شخصية كرازتهم المرقسية ، و لم يريدوا أن تتراجع مكانة كنيسة الاسكندرية مقابل الكنيسة البيزنطية اللى تعتبر أحدث من الكنيسة المصرية.
 
فى سنة 325 شارك [[اثناسيوس]] اللى كان وقتها شماس و سكرتير البابا [[الكسندروس الاول]] فى [[مجمع نيقيا الاول]] لمناقشة المذهب الذي روج له آريوس بخصوص طبيعة المسيح ، و قدر ببلاغته و بتأييد الرهبان و الصبوات أن يقنع المجتمعين بوجهة نظر الكنيسة القبطية و رجع لمصر منتصراً ، لكن ذلك لم يمنع من الاستمرار باضطهاد للأقباط ، و من الحوادث الشنيعة اللى حصلت سنة 356 فى عهد أثناسيوس الذي هو بابا الكنيسة القبطية في نفس الوقت ، كان اقتحام العسكر البيزنطي للكنيسة العذراء في الأسكندرية في المساء وقت الغروب بالسيوف و الحراب و اثناسيوس يصلي بالناس صلاة الغروب و ارتكبوا مذبحة شنيعة في المصلين وقد قتل منهم أعداداً كبيرة داخل الكنيسة و خارجها وكذلك تعقب العسكر البيزنطي اللى استطاعوا الفرار . اثناسيوس الذي دافع بكل قوة وشجاعة عن الكنيسة القبطية والقومية المصرية نفاه البيزنطيون خمسة مرات.
سطر 15:
فى الغضون ذلك كان البطريرك اللاتيني -الجالس على كرسي الأسقفية كخليفة ل[[بطرس الرسول]] في روما- يتطلع كذلك لزعامة المسيحية و كانت كنيسته ترى ان الكنيسة البيزنطية أخطر عليها من كنيسة الاسكندرية . الكنيسة المصرية كانت مستفيدة من تنافس الكنيسة البيزنطية و الكاثوليكة لانه كان عامل توازن محافظ على وضعها. لكن هذا الوضع لم يدم كثيراً بعدما أحس [[ديوسقوروس الأول]] بابا كنيسة الاسكندرية بأن علاقة الامبراطور البيزنطي ببابا الكنسية الكاثوليكية أصبح وثيقاً و أنهما أصبحا حليفان.
 
فى هذهدى الظروف انعقد مجمع خلقدونيا سنة 451 بايعاز من بابا الكاتوليك ليو الاول Pope Leo I لمناقشة موضوع مونوفيزية المسيح الذي أُخذ فيه سنة 449 فى أفسوس بضغط من الكنيسة المصرية ، و راح البطريرك المصرى ديوسقوروس و معه رهبانه و " الباربولانى " <ref>الباربولانى parabolani وكانواكأنهم ذاهبون للشجيع ويسافروا مع البابا لأجل أن يهتفوا له و يعضدوه فى الغربة</ref> للمشاركة فى المجمع رغم أن أعوانه حذروه من الذهاب لخلقدونيا و طلبوا منه عصيان أمر الامبراطور . و فى خلقدونيا لقي ديوسقوروس الكنيسة الكاثوليكية بزعامة البابا ليو الاولانى والكنيسة البيزنطية بزعامة الامبراطور مركيانوس Marcianus متحدين و متحالفين ضده لسحق الكنيسة المصرية.<ref name="حسين فوزى، 159-160 و 162"/>
 
== انعقاد المجمع ==
فى 8 اكتوبر 451 بدأ انعقاد مجمع خلقدونيا فى كنيسة آيايوفميا St Euphemia فى مدينة خلقدونيا فى الجزء الأسيوي من الامبراطورية البيزنطية أمام مدينة [[القسطنطينية]]. كان البابا ليو يريد اقامة المجمع في [[ايطاليا]] لكن الامبراطور مركيانوس قرر اقامته في [[نيقيا]] ، وفي آخر لحظة تقرراقامته في خلقدونيا بدل نيقيا بسبب هجمات قبائل الهون. لم يحضر البابا ليو المجمع مثلما طلب منه مركيانوس لكنه أرسل وفد لكي يمثله . كان عدد المشاركين كبيراً ووصل عدد الأساقفة اللى شاركوا أكثر من 600 أسقف.
 
وبناء على طلب الامبراطور مركيانوس بدأ المجمع مباشرة بمناقشة موضوع مونوفيزية المسيح الذي أقره مجمع افسوس التانى سنة 449 بناء على ضغوط الكنيسة المصرية ، و هو المجمع الذي سماه بابا روما " مجمع الحرامية Latrocinium ". رفض مندوب الكنيسة الكاثوليكية باشاسينوس Paschasinus أن يفسح مكاناً لديوسقوروس بطريرك الكنيسة المصرية ولذلك اضطر ديوسقوروس أن يجلس في مكان منزوي في الكنيسة . و في اجتماع اليوم التانى قُرِأ كتاب البابا ليو ( Tomus ) و هتف المؤدون ب " [[القديس بطرس|بطرس]] هو الذي يقول عن طريق ليو. هذا ما نؤمن به كلنا. هذهدى عقيدة الحواريين. ليو و كيرلس يعلما نفس الشيء ". و استمرت محاكمة ديوسقوروس لكنه رفض المثول أمام هيئة المحاكمة . هناك قصة تذكر أنهم عندما حاولوا اجبار ديوسقوروس على الموافقة على مذهب الامبراطور قال لهم : ا"ن عمل الملك هو تدبير مملكته وليس هذهدى المواضيع الدقيقة وان الأجدر به أن يترك هذهدى المواضيع للكهنة" فردت عليه الامبراطورة بولكيريا : بأنه فى أيام أمها كان هناك رجل عنيد هكذا و انه انتهى بأنهم حرموه و نفوه ( وكان قصدها [[يوحنا فم الدهب]] ) فذكرها ديوسقوروس بمصير أمها فقامت بلطمه على وجهه فسقطت من أسنانه اثنتان ! ثم تجمعوا عليه ونتفوا شعر ذقنه . وفي كل الأحوال فقد تمت ادانة ديوسقوروس وسُحبت منه كل ألقابه و امتيازاته لكن لم يعاقبهم بحرمان كنسي ، و طُلب من الجميع التوقيع على كتاب تعاليم البابا ليو لكن الأساقفة المصريين رفضوا . وبعد مشاورات و تعديلات و مناقشات عنيفة و تهديدات بانسحاب المندوبين الكاثوليك وثهديدهم باقامة مجمع آخر فى الغرب بدلاً من هذا ، أُجبر الأساقفة الذي شاركوا فى مجمع افسيوس التانى على التوقيع على قرارات مجمع خلقدونيا ، ووافقت الأغلبية على التعريف الكاثوليكي لطبيعة المسيح المزدوجة مجتمعة فى جسد واحد ، و انتهى المجمع باصدار قرار بان " المسيح و الأب من طبيعة واحدة في ألوهيته، و ان المسيح و البشر من طبيعة واحدة في انسانيتة ".
 
المجمع أصدر 28 قانون ، و نص القانون الأخير على موضوع خطير و هو : " ان المدينة اللى تتشرف بالسيادة و بوجود مجلس الشيوخ فيها ، اللى بتملك كل الامتيازات مثل مدينة روما القديمة العظيمة لابد أن يعلى قدرها في الأمور الكنسية مثل روما بحيث يبقى ترتيبها المركز التانى فى قائمة الشرف الكهنوتي بعد كنيسة روما ". هذا القانون هو الذي جعل الكنيسة البيزنطية فى القسطنطينية في المركز التانى بعد الكنيسة الكاثوليكية فى روما وقد نسف هذا القانون السادس لمجمع نيقيا المسكوني الذي أكد على الحقوق التاريخية لبطريركية الاسكندرية و بطريركية [[انطاكيا]]. القانون الخلقدوني رفع كنيسة بيزنطة للمركز التانى على حساب كنيسة الاسكندرية اللى في الواقع أقدم وأعرق . و أكمن الكنيسةالكاثوليكية أخدت مبدأ ازدواجية طبيعة المسيح فبطبيعة الحال وقف فى صفها الأساقفة النسطوريين و أساقفة انطاكيا و عُزلت الكنيسة المصرية القبطية ، و تم اذلال بطريرك الاسكندرية بطريقة مهينة جداً.
 
وختم المجمع أعماله فى 1 نوفمبر 451 بهذهبدى القرارات اللى فصلت بين كنائس أوروبا الشرقية و الغربية من ناحية و الكنيسة المصرية القبطية من ناحية أخرى . وفضلت كنيسة روما و مؤرخيها وصف الكنيسة القبطية بـ" الانفصاليين " و " المنشقين " و هذا منافي للحقيقة والواقع حيث أن كنيسة الأسكندرية لم تكن تابعة للكنيسة الكاثوليكية لكي تنشق و تنفصل عنها .<ref>عزيز سوريال، 73-75</ref>
 
وفي أثناء ذلك ، أكد الأساقفة المصريون انهم لايستطيعوا الرجوع لمصر ومعهم خبر عزل بطريرك الكنيسة القبطية . وعندما وصلت الأخبار لمصر ثار شعب الاسكندرية و هاجم الحامية البيزنطية فى المدينة و قتل عساكر كثير ، لكن المحتلين استطاعوا أن يفرضوا على المصريين بطريرك ملكاني خلقدوني هو برتارس وأجلسوه على كرسي الاسكندرية بدل ديوسقوروس الذي نُفي ألى جزيرة جنفرة في أقليم بفلاجونيا أمام ساحل [[أسيا الصغرى]] سنة 454 و يقال انه أرسل الى مصر الأسنان اللى خلعتهم بولكيريا و شعر ذقنه الذي نتف ، وقال: " هذا ثمرة تعبي على الأمانة ". و بقي برتارس الملكاني جالس على كرسي الاسكندرية لغاية وفاة الامبراطور ماركيانوس سنة 457 فهجم أهل الاسكندرايه عليه في يوم الجمعة الحزينة و قطعوا جسده في صحن كنيسته ووضعوا [[تيموثاوس الثاني]] الذي كان على مذهب الكنيسة المصرية ، لكن بعدما جلس ثلاث سنوات على كرسي الاسكندرية أرسل البيزنطيون قوات عسكرية فاعتقلته و نفته ووضعت مكانه سوريس الملكاني . ودخل الأقباط فى عصر مفزع من عصور الاضطهاد و قُتل منهم اعداد كبيرة قد تتجاوز من قتل على يد الرومان الوثنيين ، لكن المصريون قاوموا المحتلين وألتفوا حول كنيستهم وعقيدة الطبيعة الواحدة اللى بقيت مذهبهم القومي ، وقام المصريون بالتهرب من دفع الضرايب اللى فرضها البيزنطيون ، و لجؤوا للأديرة اللى ظهرت فى مصر على أيدي قديسين أقباط كوسيلة للهروب من الاضطهاد البيزنطي و الالتفاف حول عقيدة كنيستهم.