الفرق بين النسختين بتاع: «محمد على باشا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ص روبوت: إزالة قوالب: Link FA
ص تمصير
سطر 1:
[[File:ModernEgypt, Muhammad Ali by Auguste Couder, BAP 17996.jpg|350px|تصغير|محمد على باشا (1769-1849).]]
'''محمد على باشا''' - محمد على ابراهيم أغا - اتلقب بـ عزيز مصر - و اتعرف فى [[مصر]] كمان باسم '''محمد على باشا القوللى''' (كافالا، [[4 مارس]] [[1769]] -[[القاهره]]، [[2 اغسطس]] [[1849]]) [[ولايه|والى]] مصر و مؤسس الاسرة العلويه اللياللى حكمت [[مصر]] و [[السودان]] حوالى 150 سنة من [[1805]] لحد سنة [[1953]]. محمد على باشا حكم من 17 مايو 1805 ل 1 سبتمبر 1848 و بيعتبر مؤسس مصر الحديثه و بغض النظر عن مظالمه و جرايمه و اخفاقاته كان سبب نهضتها و دخولها العصر الحديث. قال عنه المؤرخ [[عبد الرحمن الجبرتى]]: " فلو وفقه الله لشىء من العدالة على ما فيه من العزم والرياسة والشهامة والتدبير والمطاولة لكان اعجوبة زمانه وفريد أوانهاوانه ".
محمد على باشا اتولد سنة [[1769]] فى مدينة كاڤالا ( قوله) Kavala فى [[مقدونيا]] اللى كانت وقتها ضمن أراضى الامبراطورية العثمانيه ، و كان بغض النظر عن أصلهاصله اللى فى الأغلب كان [[البانيا|البانى]] بيعتبر نفسه عثمانى. بعد فشل مشاريعه العسكريه و عزله اتوفى فى [[اسكندريه]] فى [[2 اغسطس]] [[1849]] ، و اندفن فى الجامع المعروف بإسمه فوق جبل المقطم فى [[قلعة الجبل|قلعة القاهره]].
 
== بدايات حياته ==
سطر 9:
[[File:Muhamad Ali Street Kavala.JPG|300 px|left|thumb|يافطة شارع محمد على فى كافالا.]]
[[File:Muhamad Ali statue Kavala.JPG|300 px|left|thumb|تمثال محمدعلى فى كافالا.]]
محمد علي اتولد فى سنة 1769 فى قريه اسمها كاڤالا ( ‍Kavala ) فى [[مقدونيا]] على بعد 320 كم غرب [[استانبول]]، كاڤالا كانت فى الوقت ده من أملاك [[تركيا|الاتراك]] [[العثمانيين]] فى [[البلقان]]. بس بيتقال ان ابوه و امه اصلهم من [[ألبانيا|البانيا]]، ابوه اللى كان اسمه ابراهيم آغا كان بيشتغل غفير طرق و خلف 17 ابن كلهم ماتو ماعادا محمد على. أمام محمد على مش معروف اسمها أوهى مين. فى سنة 1773 اتيتم محمد على و هو عنده اربع سنين بعد مامات ابوه و حصلته أمهامه ، فأخده عمه طوسون آغا عشان يربيه و كان متسلم قرية كافالا لكن هو كمان مات بعدها بشويه بعد ما قتله السلطان العثمانى فبقى محمد على وحيد من تانى فأخده صاحب لأبوه اسمه جربتجى فى راوسطا و عيشه فى بيته مع ولاده. محمد على عاش فى مذلة اليتم و عانى كتير فى طفولته و صباه و بيتقال انه بعد مااتولى حكم مصر كان بيحكى للمقربين ليه عن المعاناه اللى شافها و هو طفل و يقول: " أتولد لأبويا سبعتاشر ولد ماعاشى منهم غيرى انا ، و عشان كده ابويا كان بيحبنى قوى و بيخاف عليا ، لكن اتوفى فبقيت عيل يتيم واتبدل عزى بذلى ، و كنت باسمعهم يقولو الجمله دى اللى عمرى مانستها طول حياتى : " ياترى مصير الواد التعيس ده حايكون ايه بعد مامات ابوه و امه ! ". فكنت بأتغافل عن الكلام ده و بيجينى إحساس غريب بيحركنى عشان اقوم من تحت المذله دى ، فكنت بأجهد نفسى فى أى شغلانه بأقدر أعملها و بهمه غريبه لدرجة انى ساعات كان بيعدى عليا يومين و انا بأسعى من غير مااكل ولا أنام غير حبه. و من الحاجات اللى قاسيتها انى كنت مره مسافر فى مركب فزادت الريح و كسرت المركب و اكمنى كنت صغير سابونى و ركبو مركبه كانت وايانا وراحو بيها على جزيره ففضلت انا اجاهد فى المايه و الموج عمال يحدف فيا و يخبطنى فى الصخر لغاية ايدايا ما اتكسرو و هم رفياعين ، و فضلت اكافح لغاية ماربنا رادلى انى اوصل الجزيره بسلامه والجزيره دى دلوقتى جزء من مملكتى. "
 
بيتحكى ان محمدعلى فى صباه كان بيزور فى كاڤالا تاجر [[فرنسا]]وى كبير اسمه مسيو ليون.التاجرالفرنساوى ده كان لما شاف محمد على حس بالشفقه عليه لمالاحظ انه فطين و نبيه فبقى يساعده و يعطف عليه لغاية ما محمد على بقى بيحبه و بيتقال ان بعد محمد على مااتولى حكم مصر بعت للمسيو ليون فى سنة 1820 دعوه عشان يستضيفه فى مصر و قبل المسيو ليون الدعوه لكن اتوفى قبل مايروح مصر فزعل عليه محمد على و بعت لأخته هديه قيمتها عشرتلاف فرنك.
سطر 21:
[[File:Muhamad Ali in Cairo.jpg|300 px|left|thumb|دخل محمد على [[القاهره]] على راس عسكر الأرناؤوط [[البانيا|الألبان]].]]
[[File:French Withdrawal Egypt 1881.jpg|300 px|left|thumb|انسحب الفرنساويه من مصر فى سبتمبر 1881.]]
[[File:El Alfi.jpg|300 px|left|thumb|الأميرالامير الألفى سافر [[انجلترا]] لطلب المساعده.]]
محمد على كان من ضمن المرتزقه الألبان اللى انضمو للقوات البحريه بعد مااتجند فى راوسطا كمعاون لعلى آغا على راس 300 مرتزق ألبانى ( ارناؤوط ). على آغا كان ابن جربتجى الراجل اللى ربى محمد على. لما وصلت المراكب [[ابو قير]] اتغلبت من الفرنساويه فرجع على آغا على بلده وساب عساكره تحت قوماندية محمد على اللى فى الغضون دى كان اترقى لرتبة بيكباشى. العثمانليه بمعاونةالاسطول الانجليزى قدرو يغلبو الفرنساويه و اتعملت اتفاقيه انسحب الفرنساويه بموجبها من مصر فى سبتمبر 1801.العسكر العثمانى كان من ضمنه جماعات من الأرناؤوط و ال[[انكشاريه]] و الغليونجيه و دول قعدو لحماية مصر السفلى و مدن فى الصعيد ، و الانجليز اللى كانو تحت قوماندية الجنرال هتشنسون نزلو فى [[اسكندريه]] عشان يساعدو فى تعيين والى عثمانى و محاربة المماليك المصرليه اللى كانو عمالين يقاومو عشان استقلال مصر.
 
اتعين محمد خسرو باشا والى على مصر بمساعدة حسين قبطان باشا حيث ان خسرو كان فى الأصلالاصل من مماليكه. و بعد تعيينه راح على القاهره و خلص على اللى كانو مواليين للفرنساويه و كان معاه اوامر سريه بالقضاء على المماليك المصرليه بأى طريقه ، فبعت تجريده على [[الصعيد]] عشان تقضى على المصرليه الموجودين هناك فلما حس المصرليه بالخطر اتصلو بالفرنساويه و استنجدو بيهم لكن الاتصالات ماجابتش نتيجه لكن تجريدة خسروباشا هى كمان ماحققتش حاجه و رجعت من الصعيد ، و استمر خسرو باشا يحارب المصرليه فى مناطق مختلفه و يشن حملات عليهم. فى حمله من دول أمرامر محمد على ، اللى فى الغضون دى كان اترقى لرتبة سرششمه و بقى قومندان على 4000 مرتزق ألبانى ، بإنه يروح يساعد الحمله لكن الحمله اتغلبت قبل مايوصل محمد على بعساكره فإتحجج قومندان الحمله بإن تأخر محمد على فى الوصول كان سبب هزيمته و بعت بلاغ لخسرو باشا. خسرو باشا اللى ماكانش بيحب محمد على صدق الموضوع و أمرامر فى السر بقتله و كتبله انه لازم يروح يقابله فى نص الليل لمناقشة شوية حاجات ، لكن محمد على مابلعش الطعم و فهم انه ناوى يقتله فماراحش و اتصل فى السر بالمماليك المصرليه واتحالف معاهم ضد خسرو باشا و قدرو انهم يطلعو خسرو باشا من القاهره فهرب على [[دمياط]] وعينو مكانه طاهر باشا، لكن طاهر باشا اتقتل و احتل محمد على [[قلعة القاهره]] فراح أحمداحمد باشا والى الشرطه منصب نفسه والى لكن قدر المصرليه انهم يطردوه من القاهره و راحو على دمياط و حاربو خسرو باشا واسروه و رجعو بيه على القاهره و سجنوه فى القلعه.
 
لما السلطان العثمانلى فى استانبول عرف باللى حصل فى مصر بعت والى اسمه على باشا الجزائرلى و بعد وصوله القاهره ابتدا يكيد للمماليك المصرليه و محمد على. المماليك المصرليه كان ليهم زعيمين الأميرالامير محمد الألفى و الأميرالامير عثمان البرديسى و الاتنين كانو واقعين فى بعض و بيتنافسو على السلطه. الألفى كان راح انجلترا عشان يطلب من الانجليز انهم يقفو فى صفه ضد البرديسى ، و لما رجع مصر انتهز محمد على الفرصه و قوم غريمه البرديسى عليه فعمل للالفى مكيده لكن فلت منها و هرب عالصعيد فافتكر البرديسى ان الجو خلاله فى القاهره و هو مش دريان ام محمد على بيكيد له و بيدبر له مصيبه هو كمان. فى 1804 محمد على بمكره حرك الألبان على البرديسى و اتفق معاهم انهم يتمردو و يطالبو بماهياتهم المتأخره فثارو و هددو البرديسى اذا مادفعلهمش مرتباتهم المتأخره ، فراح البرديسى عشان يقدر يدفع المرتبات عامل ضرايب جامده على سكان القاهره و بقى يحصلها بقسوه و عنف فثار عليه اهل القاهره و خرجت مظاهرات بتنادى: " ايش تاخد من تفليسى يا برديسى " و اضطر يهرب من القاهره اللى عمره مارجعها تانى.
 
بعد ماهرب الأميرينالاميرين مافضلش من رجالة السلطه فى القاهره غير محمد على اللى راح لامم العلما والمشايخ حواليه و اتفاوضو سوا على اطلاق سراح خسرو باشا و ترجيعه لمنصبه فوافق محمد على و رجعه لمنصبه لكن ماأقعدش فى المنصب غير يوم واحد اتبعت بعده على رشيد و من هناك على الاستانه و كل ده كان بمكرو تدبير محمد على اللى بعد ما خلص من خسروباشا هوكمان اتظاهربإنمصر محتاجه والى عثمانى و اقترح تنصيب خورشيد باشا اللى كان فى اسكندريه فوافق العلما و المشايخ و على انمحمد على يكون نايبه بصفة قائمقام و بعتو للباب العالى فى الاستانه يبلغوه و يطلبو الموافقه فوافق السلطان العثمانى.
 
بعد مااتعين أحمداحمد خورشيد باشا والى على مصر لقى ان محمد على مستأثر بالنفوذ بسبب العسكر الألبان اللى تحت ايديه فخاف على نفسه و جاب عساكر [[المغرب|مغاربه]] بيتسمو الدلاتيه عشان يبقو معاه لو استدعت الأمورالامور ، و فهم محمد على قصد خورشيد باشا فراح مخلى الدلاتيه دول يعاملو سكان القاهره معامله وحشه و يقتلو و ينهبو بالإعتماد على نفوذ خورشيد باشا و بكده كره اهل القاهره فيهم و بالذات العلما و المشايخ.
 
== محمد على باشا والى على مصر ==
[[File:Sheikhs of Cairo.jpg|250 px|left|thumb|مشايخ القاهره بزعامة [[عمر مكرم]] طالبو بتنصيب محمد على والى على مصر.]]
[[ملف:Mohammed Ali By Sir David Wilkie.jpg|250 px|تصغير|محمد على باشا والى مصر.]]
فى اوائل مايو 1805 وصل لمحمد على قرار بتعيينه والى على [[جده]] فى شبه الجزيره العربيه ففرح خورشيد باشا بقرب خلاصه منه و لبسه هدوم المنصب " الفروه و القارووق " ، وخرج محمد على على انه رايح على جده لكن فى قرارة نفسه ماكانش عايز يسيب مصر ، و انتهز فرصة تمرد العسكر ومطالبتهم بالعلوفه فقالهم: " اهو الباشا عندكو طالبوه بيها " و روح هو على بيته فى [[الأزبكيه]] و قعد يرمى دهب على الناس و هو فى السكه عشان يحبب الناس فيه و يكرهم فى خورشيد باشا. ماحدش عارف ايه بالظبط اللى حصل مابين محمد على والمشايخ فى التلت تيام اللى بعد كده ، لكن اللى حصل بعدها هو ان المشايخ بزعامة السيد [[عمر مكرم]] نقيب الاشراف راحوله على بيته و هما بيهتفو بنفس واحد: " مش عاوزين خورشيد باشا والى علينا " ، فطلعلهم محمد على و سألهم: " امال عايزين مين ؟ " ، فردو عليه: " مش عايزين حد غيرك انت ". فعمل محمد على نفسه انه مش عايز المنصب و قعد يشكر فى خورشيد باشا و يهديهم لكن فضلو يلحو عليه لغاية مافى الأخرالاخر وافق ، فراحو ملبسينه الكرك و القفطان و بعتو لخورشيد باشا يطالبوه بالنزول من القلعه ، و لما ماقبلش خورشيد باشا طلبهم حاصروه فى القلعه و كتبو للباب العالى باللى حصل و فضلو على الحال ده لغاية مافى 9 يوليه 1805 وصل فرمان من السلطان العثمانى بعزل خورشيد باشا و تنصيب محمد على مكانه والى على مصر ، فخرج خورشيد باشا من القلعه و مشى من مصر و هو مقهور ومتغاظ من محمد على.
 
المماليك المصرليه كانو هما كمان متغاظين من محمد على بعد ماشافو مكره و ألاعيبه و ازاى استخدمهم لخدمة اهدافه الشخصيه فثارو عليه بزعامة الأميرالامير الألفى اللى طوالى اول ماسمع ان محمد على اتعين والى اتصل بالانجليز و طلب منهم المساعده فى خلعه لكن القنصل الفرنساوى عرف وعرقل الاتصال فدخل الألفى فى مفاوضات للمصالحه ترضى الطرفين لكن مااتوصلوش لإتفاق فإتصل الألفى بالإنجليز تانى عن طريق سفيرهم ، و فعلا اتدخلت انجلترا و قدرت تقنع السلطان العثمانى بعزل محمد على فبعت واحد اسمه موسى باشا عشان يحل محله لكن المشايخ و سفير فرنسا فى الاستانه وضحو للسلطان مقاصد المماليك المصرليه فغير رأيه و ثبت محمدعلى فى منصبه لكن أمرهامره بإنه مايتعرضش للمصرليه حيث ان فيه عفو عام عنهم صدر. لكن المقادير ساعدت محمد على حيث ان البرديسى ومن بعده الألفى اتوفو بعد شويه و اتزعم المصرليه شاهين بيك اللى ماكانش فى قوتهم فضعفت شوكة المصرليه واتقوى مركز محمد على.
 
انجلترا من جهتها شافت ان التطورات دى ضد مصالحها و نفوذها فبعتت حمله عسكريه على مصر بقيادةالجنرال فريزر لترجيع السلطه للمماليك المصرليه ، لكن فى الغضون دى المصرليه كانو اتبعترو و اتشتتو فى نواحى مصر فقعدت الحمله فتره على ساحل مصر و بعدين اتفقت مع محمد على على صلح و مشيت من مصر من غير ماتحقق حاجه. محمد على باشا عمل كمان صلح مع شاهين بك زعيم المصرليه و بكده بقت مصر فى قبضة ايده فابتدا يفرق مناصب و مراكز حكومته على قرايبه اللى بيثق فيهم. فى اخر يوليه 1808 اتنصب محمود التانى سلطان على عرش الاستانه بعد وفاة السلطان مصطفى الرابع.
 
== الغايه تبرر الوسيله ==
[[File:Omar Makram 2.jpg|300 px|left|thumb|عمر مكرم ساعد محمد على و كان أولاول ضحاياه.]]
[[File:Mamelucos.jpg|300 px|left|thumb|العساكر [[البانيا|الألبان]] بيقتلو أمراامرا [[مصر]] فى [[مدبحة القلعه]].]]
[[File:Amin beg 3.jpg|300 px|left|thumb|امين بيك نط بحصانه من القلعه و نجى من المدبحه.]]
[[File:Lazoghli Pasha.jpg|300 px|left|thumb|لاظوغلى باشا دبر [[مدبحة القلعه]] مع محمد على.]]
[[File:Amina Hanim.jpg|300 px|left|thumb|امينه هانم استبشعت مجزرة جوزها محمد على وامتنعت عنه طول حياتها.]]
محمد على كان راجل امى مابيعرفش لا يقرا و لايكتب و ماكانش بيتكلم بالمصرى لكن كان مكار و أميرامير من أمراامرا الدهاء الكبار و قضى السنين الاولانيه من ولايته فى تقوية مركزه و ازاحة اى حد ممكن يمثل تهديد لسلطته ، و بالغدر و الخيانه وصل لأهدافه فى تثبيت رجليه. أولاول ضحايا محمد على باشا كان عمر مكرم اللى غدر بيه محمد على مع انه هو اللى لعب دور كبير فى تنصيبه و روج لولايته على مصر. عمر مكرم اللى كان معروف بنصرة العدل و محبوب من عامة الشعب شاف ان محمد على خرج عن الخط و استأثر بالسلطه و ماوفاش بالعهد و بقى بيعمل مظالم على الناس ، و قال المشايخ بزعامته: " احنا بايعناه على العدل مش على الظلم و الجور ". ففى صيف 1808 جه الفيضان منخفض فعم مصر الغلا و القحط و عانى المصريين فى الظروف دى من الضرايب و المكوس و الأتاوات اللى محمد على كان فارضها عليهم فمالقوش حد يشتكوله غير عمر مكرم و المشايخ و لما اشتكو لمحمد على قالهم يروحو هما و القسسه يصلو صلاة استسقا فى الجوامع و الكنايس و بعد كده فى 1809 راح مزود الضرايب والمكوس و فارض ضرايب جديده على الناس لكن مافرضهاش على المشايخ عشان يكونو فى صفه فهاج المصريين بكل طبقاتهم و بعت عمر مكرم و المشايخ عريضه بتطالب بشيل الظلم عن كاهل الشعب. محمد على اللى ماكانش عايز حد ينافسه وكان عارف ان عمر مكرم ليه شعبيه كبيره و الناس بتحبه قدر بمكره انه يقلب المشايخ على بعض و عن طريق مشايخ منافسين لعمر مكرم لبسه تهم بالكدب و عزله و نفاه على [[دمياط]] ، و حزنت الناس على عمر مكرم و عيطت على فراقه. و بعد ما غدر محمد على بعمر مكرم و خلص منه جه دور المماليك المصرليه اللى كان اتصالح مع زعيمهم شاهين بيك.
 
العثمانيين شافو ان موضوع [[وهابيه|الوهابيين]] بقى بيهدد نفوذهم فى شبه جزيرة العرب فطلب السلطان محمود التانى مساعدة محمد على فى اخضاعهم. الوهابيه حركه دينيه اسسها محمد عبد الوهاب (1695-1719) وكانت فى الوقت ده تحت قيادة سعود بن عبد العزيز و مسيطره على شبه الجزيره العربيه. فى 1802 سعود كان بعت للسلطان العثمانى سليم التالت يبلغه انه فتح بلاد الحجاز و انه هدم قباب القبور و الجوامع و طلب منه انه مايبعتش المحمل تانى لإنه مش من الدين ، و طرد كل الاتراك اللى كانو فى مكه. و فى 1804 استولى الوهابيين على المدينه المنوره و استمر زحفهم فى اليمن جنوباً و على الشام شمالاً و منعو المسلمين اللى مش على مذهبهم من الحج ، و على سنة 1811 كان نفوذهم زاد فى كل شبه الجزيره العربيه. فى الظروف دى طلب السلطان العثمانى من محمد على انه يساعده ، و فى الأغلب كان عايز بالمره يبدد قوة محمد على و يشتت جيشه فى مغامرات عسكريه بره مصر ، لكن محمد على اللى كان بيعتبر نفسه عثمانى قبل أى حاجه تانيه لبى طلب السلطان و جمع القوات اللازمه للحمله و هو فى الأغلب عارف هدف السلطان العثمانى ، لكن كان عارف كمان انه لو سيطر على شبه جزيرة العرب و بقت هى كمان مع مصر فى ايده حايبقى سيطر على البحر الأحمرالاحمر و منطقه استراتيجيه فى قلب الشرق الأوسط غير طبعا ان الحجاز اللى فيه الحرمين الشريفين بيدى بريستيج دينى للى بيحكمه. عدد قوات الحمله كان 4000 عسكرى تحت قوماندية ابنه طوسون باشا و طلب محمدعلى من الباب العالى بعت اخشاب للسويس عشان يبنى بيها المراكب اللى حاتنقل العسكر و الاسلحه على الحجاز عبر [[البحر الاحمر]] فبعتله السلطان اخشاب صنع منها محمد على 18 مركب.
 
فى الوقت ده علاقة محمد على بالمماليك المصرليه كانت كويسه و ماعادوش بيمثلو تهديد حقيقى ليه و اكتفو بمكاسبهم الاجتماعيه و الماديه وعاشو فى الصعيد و القاهره و نواحى مصر و اعدادهم ماكنتش كبيره لدرجة انهم كانو ممكن يمثلو تهديد فعلى لمحمد على بالمرتزقه بتوعه. بعد وفاة البرديسى و الألفى محمد على اتصالح مع شاهين بيك اللى بقى زعيم المصرليه و اداه ارض فى منطقه مابين [[الجيزه]] و [[بنى سويف]] و [[الفيوم]] فعاش فيها فى سلام بعيد عن المنازعات. لكن رغم كده محمد على ارتكب ضدهم جريمه فظيعه فى الوقعه المعروفه باسم [[مدبحة القلعه]].
 
ففى فبراير 1811 خرج قواد الحمله من القاهره و عسكرو فى قبة العزب فى الصحرا و هناك استنو الأمرالامر بالتحرك. محمد على حدد يوم الجمعه 1 مارس 1811 يوم لتوديع طوسون باشا و عمل وليمه للإحتفال بخروجه للحجاز على راس الحمله لمحاربة الوهابيين و عزم اعيان البلد اللى كان من ضمهم امرا المماليك المصرليه اللى اتطلب منهم المجى باللبس الرسمى. اتلم الاعيان و الامرا فى القلعه و راح شاهين بيك برجالته و استقبلهم محمد على بترحاب و قدم لهم قهوه و غيرها و قعد يكلمهم و يضحك معاهم ، و لما جه وقت الوليمه امر بخروج موكب و خلى الامرا المصرليه يمشو فى أخرهاخره و لما قربو من باب العزب فى حته ضيقه مابين الباب و الحوش العالى امر بقفل أبواب القلعه و أمرامر مرتزقته الألبان ( الارناؤوط ) بمهاجمة الامرا المصرليه فجاءه فلما هجمو عليهم اتذعر الأمراالامرا وعرفو ان محمد على وضبلهم مكيده فحاولو يهربو عن طريق تسلق الجدران لكن المشاه اللى كانو وراهم فتحو النار عليهم من بنادقهم فحاول الامرانهم يهربو من طرق و مسالك تانيه لكن كان صعب عليهم بسبب ضيق المكان على الحصنه اللى كانو راكبينها ففيهم نزلو من على الحصنه وجريو على رجليهم و هما شاهرين سيوفهم لكن مرتزقة محمد على الألبان قعدو ينشنو عليهم بالبنادق من الشبابيك ومن فوق الأسطح فحاولو يلجأو للمبانى لكن ماكانش بفايده و اتقتل شاهين بيك قدام ديوان صلاح الدين و قطعو راسه و ودوها لمحمد على. قطع الألبان رووس أمراامرا مصر و سرقو هدومهم و قبضو على الامرا اللى كانو جوه القلعه و مامشيوش فى الموكب و قطعو روسهم. عدد المصرليه اللى اتعزمو على الوليمه كان 400 مانجيش منهم غير اتنين هماأحمد بيك اللى غاب بسبب سفره لبوش و امين بيك اللى وصل القلعه متأخر فلما شاف الموكب ماشى لناحية باب العزب وقف بره الباب عشان يستنى خروج الموكب لكن لما الابواب اتقفلت فجاءه و سمع ضرب الرصاص عرف ان محمد على غدر بالمصرليه فإتدور بحصانه و جرى على الصحرا فى اتجاه الشام. و بيتقال انه نط بحصانه من فوق سور القلعه فى جهة الميدان فإتقتل الحصان ونجى هو و هرب. بعد المدبحه الرهيبه نادى محمد على فى القاهره ان شاهين بيك زعيم المصرليه اتقتل فحصل اضطراب و ذعر فى نواحى القاهره و خرج العسكر و نهبو بيوت الأمراالامرا و سبو ستاتهم و جواريهم و اتبعتهم عامةالناس و نهبو البيوت و الدكاكين فى نواحى القاهره. واتنادى فى القاهره بتسليم اى مصرلى يتلاقى لكخيا بك فبقى يتقبض عليهم ويتسلمو ليه وهو يقتلهم. اللى كانو عارفين بالمدبحه الاجراميه كان نايبه الكتخدا محمد لاظوغلى باشا ، و حسن باشا قومندان الفرقه الألبانيه ، و صالح قوش قومندان المرتزقه الأرناؤوط الالبان اللى نفذو المدبحه ، و إبراهيمابراهيم أغا الحارس المسئول عن فتح و قفل باب العزب اللى كلمة السر بتاعته لقفل الباب كانت رصاصه يطلقها صلاح قوش فى الهوا ، لكن لا مرات محمد على " أمينه نوصرتلى " ولا ولاده طوسون و ابراهيم كانو عارفين بالمؤامره اللى دبرها مع لاظوغلى باشا. محمد على اتخلص من جثث الامرا المقتولين بحفر حفره كبيره رماهم فيها و ردمها. مراته أمينه نوصرتلى جاتلها صدمه من المدبحه اللى عملها جوزها و امتنعت عنه من يوميها لحد يوم مماتها. محمد على نفسه ماكانش بيجيب سيرة مدبحته لكن رغم كده و رغم استبشاع و اشمئزاز مراته نفسها منها كتاب مصر فى فترة حكم أولاده و احفاده اتكفلو بتلميع المدبحه وصاحبها و تبريرها بدوافع مفهومه لكن مشى على خطاهم لأسباب مش مفهومه كتير من كتبة مابعد العصر الملكى. لكن مؤرخ كبير زى [[عبد الرحمن الرافعى]] لخص رأيه فى مدبحة القلعه بقوله : " مذبحة القلعة كانت نقطة سيئه فى تاريخ محمد على ".
 
تانى يوم بعد المدبحه نزل محمد على من القلعه و معاه ابنه طوسون و لفو فى القاهره و قعدو يهدو الناس و امر محمد على بوقف عمليات النهب والسلب بعد ماشاف ان القاهره حاتتخرب ، لكن استمر فى تحريضه ضد المصرليه و طلب من الناس انهم يقبضو على اى مصرالى يلاقوه فى اى حته فى مصر ، و فوض محمد اغا كتخدا اللى كان عارف انه بيكره المصرليه بمهمة قتلهم فى نواحى مصر فمااترحمش حد ولا حتى الفقرا و العواجيز اللى مالهمش فى حاجه ، فبقو يتقتلو فى نواحى مصر و رووسهم تتبعت من قبلى و بحرى على القاهره و تتعلق على [[باب زويله]] و باب القلعه. محمد على وزع بيوت المصرليه اللى اتقتلو و ستتاهم على خواصه و قرايبه و ادا بيت شاهين بيك لقريبه حسين اغا.
 
بمدبحة القلعه و تخلصه من الامرا المصرليه و من قبلهم من عمر مكرم و الزعامات الشعبيه خلى الجو لمحمد على و بقى مسيطر بالكامل على مصر من غير مايخاف من تهديدات من حد. بالنسبة لعامة المصريين محمد على كان عارف يتعامل معاهم ازاى ، لخصه تهديده لعمر مكرم بقوله: " و ان حصل من الرعيه أمرامر ما فليس عندى الا السيف و الانتقام ". خلى الجو لمحمد على و ابتدى يوضب مهماته التانيه و خاصة حملته على الوهابيين فى الحجاز بوصفه عثمانى مخلص للباب العالى.
 
== محاربة الوهابيين ==
سطر 63:
ابتدا محمد على باشا يجهز لخروج حملته العسكريه ضد الوهابيين فى الحجاز ، فبعت لغالب شريف مكه يفهمه انه حايبعت حمله عسكريه عشان ينقذه من الوهابيين و فتح طريق الحرمين اللى بيوصل مابين مكه و المدينه و طلب منه انه يمهد الطريق لوصول العسكر. سعود زعيم الوهابيين لما عرف بموضوع الحمله لم 15.000 محارب واستعد لمواجهتها.
 
خرجت مراكب الحمله تحت قوماندية طوسون باشا من السويس و فرغت العسكر و الاسلحه فى ينبع على الساحل الشرقى للبحرالاحمر ، و بعد الاستيلاء على ينبع راحت الحمله على صفر اللى كان فيها معسكر الوهابيين و شن طوسون هجوم فاتقهقر سعود ورجالته لكن رجعو و هاجمو قوات طوسون اللى اضطرت من قوه الهجوم انها تسيب معداتها ومؤنتها و ترتد على ينبع. لما سمع محمد على باللى حصل بعت مدد لإبنه طوسون فقاد طوسون القوتين و اقتحم المدينه واستسلمتله الحاميه الوهابيه فقبض على قائدها و بعته للأتراك فى الاستانه فأعدموه طوالى ، و ساب الوهابيين مكه و دخلها طوسون و فرح محمدعلى بأخبار الإنتصارات اللى حققها ابنه. فى صيف 1812 هجم الوهابيين على عسكر طوسون فى شرق مكه فى عزالحر واستولو على مكه وبعدين راحو على المدينه و بقت كل المنطقه مابين مكه والمدينه فى ايدهم. لما عرف محمد على بالأخبار دى خرج من مصر على راس جيش ضخم وصلبيه جده فى 28 اغسطس 1813 و استقبله غالب شريف مكه ، و بعد ماحج خلع غالب من منصبه بعد ماحس انه شخص مايعتمدش عليه و بعته هو و عيلته على القاهره ومنها وداهم على سالونيكى اللى اتوفى فيها غالب بعد اربع سنين. سعود زعيم الوهابيين اتوفى فى درعيه فى 17 ابريل 1814 و بوفاته قلت سطوة الوهابيين. اتولى زعامة الوهابيين عبد الله ابن سعود و حصلت بينه و بين محمد على مناوشات عسكريه ماجابتش نتيجه. و فى 10 يناير 1815 قامت معركه كبيره بين محمد على والوهابيين اللى كان بيقودهم فيصل أخواخو عبد الله وانتهت المعركه بإنتصار محمد على و اتقدم طوسون على نجد لكن اتوقف قبل مايوصل درعيه. محمد على رجع مصر بعد مافتح طريق الحرمين لكن ماقدرش يقضى على الوهابيين بالكامل.
 
[[File:Seliman el Faransawi.jpg|300 px|left|thumb|[[سليمان باشا الفرنساوى]] 1788-1860.]]
فى مصر ابتدا محمد على يخطط لتدخيل النظم الفرنساويه فى العسكريه. محمد على كان شاف الجيش الفرنساوى فى مصر ايام الحمله الفرنساويه و كان معجب بنظامه اللى عمله [[نابوليون بونابارت]]. فى الأيامالايام دى عسكر مصر كانو لسه على النمط التقليدى القديم مابيعرفوش تنظيمات الخطوط و المربعات و غيرها اللى كان بيستخدمها نابوليون فى معاركه و كانو بيخوضو المعارك بفرق أواو وجاقات كل فرقه منها تحت قومندان بيهجم بيها من غير تنظيم محدد. محمد على كان مدرك انه مش ممكن حيقدر يتوسع و يواجه الجيوش التركيه و الاوروبيه الحديثه بنظام جيوش [[العصور الوسطى]]. اتباحث محمد على مع الكولونيل سيف المعروف بـ [[سليمان الفرنساوى]] و طلب منه انه يدرب عسكر مصر على النظم و التحركات العسكريه الحديثه. فى يوليه 1816 امر محمد على بتدريب عسكر مصر على النظم العسكريه الحديثه ، لكن الموضوع ده ما عجبش عسكر الأرناؤوط الألبان اللى اعتبروه بدعه فاتمردو و اتجمهرو عند [[قلعة الجبل|قلعة القاهره]] و طالبو محمد على ان ما يدخلش النظم ده ، و ده لإن بطبيعة الحال تطبيق النظام ده عليهم كان معناه نهاية نفوذهم و مكانتهم ، فأخد محمد على الموضوع بالعقل و ما ضغطش عليهم و قالهم خلاص طالما انهم مش عايزين مش حايفرضه عليهم ، و استكفى محمد على بتدريب العساكر المصريين على النظم دى لوحدهم و هو طبعاً فاهم ان المرتزقه الألبان ماعادوش ينفعوه خاصة بعد ماإتأمرو عليه و انقذه منهم نايبه لاظوغلى باشا. محمد على انشأ مدرسه حربيه فى الخانكاه جنب المطريه يتعلم فيها العسكر اللغات و التنظيمات الحربيه ، و انشأ مدرسه للطوبجيه ، و حول سراية مراد بك فى الجيزه لمدرسة فرسان ، و فتح فى القاهره ورش لسكب المدافع و تصنيع احتياجات العسكر. كل ده كان تحت اشراف الكولونيل سليمان بك الفرنساوى. سليمان عمل جيش من العسكر النظامى قوامه 25.000 عسكرى استخدمهم بعد كده فى حروب الموره و الشام و غيرها
 
فى الغضون دى رجع طوسون باشا من الحجاز و استقبلته الناس استقبال حاشد فى القاهره ، و راح لأبوه اسكندريه فلقى ان مراته خلفت عيل فسماه عباس اللى اتعرف بعد كده بـ " [[عباس حلمى الاول]] ". لكن بعد شويه عيى طوسون و مات فجاءه. فى الوقت ده كان محمدعلى فى القاهره فلما سمع ان ابنه عيان خد بعضه و راح طوالى على اسكندريه عشان يشقر عليه فلما وصل و عرف انه مات اتصاب بصدمه عصبيه جامده خلته مش قادر يتحرك لمدة تلت تيام ، و اتنقل جثمان طوسون على القاهره و اندفن فى جامع الامام الشافعى ورا جبل لمقطم فى المدافن الخديويه دلوقتى.
سطر 79:
[[File:Egyptians forced to army .jpg|300 px|left|thumb|اتساق [[المصريين]] بالقماطات و الكرابيج لمعسكرات التجنيد الاجبارى.]]
[[File:Ibrahim Pasha statue.jpg|300 px|left|thumb|[[ابراهيم باشا]] قاد جيش محمد على.]]
[[File:Naval Battle of Navarino by Garneray.jpg|300 px|left|thumb|اتقتل آلافالاف المصريين فى معركة نافارين.]]
محمد على باشا حول مصر لقوه اقليميه لحسابه الخاص و اتعامل مع مصر كتاجر احتكارى جشع ، كل حاجه فى مصر بقت ملكه الشخصى ، ارضها و تجارتها و أهلهااهلها و حتى دار سك العمله اللى صادرها و نهب موظفينها. بيقول الجبرتى عن انقضاض محمد على على افندية الضربخانه : " وطمعت نفسه فى مصادرتهم و أخذ الأموالالاموال لما يرى عليهم من التجمل فى الملابس والمراكب لأن من طبعه داء الحسد والشره والطمع والتطلع لما فى أيدى الناس وأرزاقهم".
 
من ناحيه تانيه طمع محمد على وصله لإنه يحلم بإنه ممكن يورث السلطان العثمانى اللى امبراطوريته كانت بتحتضر. محمد على لخص حلمه بقوله: " انا عارف ان الامبراطوريه العثمانيه فيفى اتجاهها للانهيار ، و على انقاضها، حابنى مملكة عظيمه حدودها عند دجله و الفرات " ، و حاول محمد على تحقيق حلمه على حساب المصريين اللى حولهم لدفيعة ضرايب و مكوس ظالمه و حول فلاحينهم لعمال سخره و وقود لحروبه. فبعد ما شاف ان المرتزقه الألبان بتوعه ماعادوش ينفعوه ، و بعد مافشل فى استخدام السودانيين كعسكر لجيشه مالقاش قدامه غير تجنيد المصريين. فى سنة 1822 اصدر محمد على قرار بتجنيد المصريين اجبارى و اقتحم عساكره و الكشافين بتوعه القرى المصريه و خطفو الفلاحين و ربطوهم بالأغلال و القماطات و ساقوهم زى العبيد على المعسكرات لتجنيدهم بالعافيه عشان يبعتهم يحاربو و يحققوله حلمه التوسعى على جماجمهم. خطف الفلاحين كان بيبدأ بتكليف مدير كل مديريه بجمع العدد المطلوب و هو بدوره كان بيوزع العدد على القرى بتاعة المديريه فيروح العمد و المشايخ بمساعدة العساكر منقضين فجاءه على القرى و يقبضو على الفلاحين و يسوقوهم زى العبيد و المجرمين و هما مربوطين بالسلاسل و الأغلال و يودوهم بالمنظر ده لعاصمة المديريه من غير ما يميزو مابين العواجيز و الشبان و الصبيان و الأصحاء و العيانين و اللى فيهم عاهات. و كان اهاليهم و عيالهم و امهاتهم و ستاتهم بيمشو وراهم و هما بيصوتو و بينوحو. و بعد التجميع فى المديريه كانو بيودوهم بالمنظر ده على مراكز الفرز. فكرة التجنيد الاجبارى اللى فرضها محمد على مااتقبلهاش المصريين. الفلاحين المصريين بقو يعملو فى اجسامهم عاهات عن طريق حاجات زى قطع صوابعهم و حط سم فيران فى عينيهم عشان يتشركو و مايدخلوش الجيش ، لكن محمد على رد بعمل اورطه اسمها اورطة المعوقين حط فيها المتشركين عشان يورى المصريين انهم هيتجندو مهما عملو و سواء كانو معافين أواو معاقين. محمد على استخدم كمان الدين و رفع شعارات دينيه لتحفيز المصريين على قبول التجنيد. فى سنة 1823 هب كل الصعيد ضد استبداد محمد على و طغيانه ، و بعد الصعيد ثار المصريين فى قرى [[المنوفيه]] فراح لهم محمد على بنفسه و معاه مدافع و قمع ثورتهم بعنف و وحشيه و كسر شوكتهم هما كمان بعد ما قضى على عمر مكرم و الزعامات الشعبيه و الأمراالامرا المصرليه.
 
بعد الانتصار على الوهابيين ابتدى محمد على يفكر فى فتح [[السودان]] للتدوير على الدهب و المعادن الغاليه و الحصول على المنتجات زى الصمغ و العاج و غيرها ، فبعت عسكر على السودان تحت قوماندية ابنه التالت اللى كان اسمه اسماعيل باشا. السودان اياميها ماكانتش بلد واحده لكن كانت بتتسمى بلاد السودان و كانت بتتكون من قبايل و امارات و ممالك زى دارفور و كوردفان و غيرها. قدر اسماعيل باشا انه ياخد قريه و را قريه و منطقه ورا منطقه و يخضع قبيله ورا قبيله لغاية ماوصل للجندول الساتت و استسلمتله قبايل الشائتيه بعد مقاومه بسيطه و بقت سنار وكردوفان من املاك محمد على ، و راح اسماعيل باشا على فازوغلو وافتكر انه اكتشف دهب و بعدين ظهر الوبا و قضى على اعداد من العسكر فشيعله محمد على قوات جديده بتتكون من 3000 عسكرى بقوماندية أحمداحمد بك الدفتردار. لكن اسماعيل باشا اتقتل فى شندى بطريقه غريبه بخدعه عملها ملكها نمر بعد اسماعيل باشا ماضربه و هدده بالخازوق اذا مجابلهوش دهب. وانتقم احمد بك الدفتردار لقتله بمجزره قتل فيها اعداد كبيره و بكده اتفتحت السودان و بقت بلد واحده خاضعه لمحمد على باشا.
 
فى سنة [[1824]] السلطان العثمانى محمود التانى عين محمد علي حاكم علي الموره اليونان عشان يساعده ضد الثوار اليونانيين فى حرب الاستقلال اليونانيه اللياللى كانت دايره وقتها. ابراهيم باشا قدر يحقق انتصارات كتيره بطريقه اذهلت [[اوروبا|الاوروبين]] و فى 1827 اتفقت [[روسيا]] و انجلترا و فرنسا على ان اليونان مش تابعه للسلطنه العثمانيه و قررو ضرب الاسطولين المصرى و التركى فقامت معركه بحريه اتعرفت بإسم [[معركة نافارين]] انتهت بهزيمة اساطيل مصر و تركيا. فى معركة نافارين خسرت مصر 30.000 بحار من ال42.000 بحار بتوع الاسطول و خسرت 19 سفينه من 31 سفينه و اعداد كبيره من الناقلات و مبالغ ضخمه دفعها الشعب المصرى لتحقيق أحلام محمد على التوسعيه. انتهت الكارثه بتوقيع معاهده سمحت للقوات المصريه بالرجوع لمصر لكن السلطان العثمانى نجح فى استنزاف تابعه محمد على و اضعافه ، فمحمد على خرج من نافارين أضعف و بإمكانيات أقلاقل مما كان عليه. محمد على فى غضبه على السلطان العثمانى اللى ورطه قال: " السلطان ده اللى اثبت هو و رجالته انهم اغبى من الحمير ". لكن اكمن محمد على ساعد السلطان العثمانى فى الموره السلطان اهداه جزيرة كريت زى ما اهداه الحجاز لما ساعده ضد الوهابيين و بكده بقى محمد على معاه مصر و السودان و شبه الجزيره العربيه بما فيها اليمن و ابتدا يبص اتجاه الشام.
 
== الزحف على الشام و الاناضول و اتفاقية كوتاهيه ==
سطر 101:
محمد على كان راجل امى لكن كان تاجر و اتعامل مع مصر كتاجر. نقطة البدايه فى تحديثاته قامت على فكرة إن القوه الإقتصاديه هى الاساس الوحيد للقوه السياسيه. الاقتصاد القوى بالنسبه لمحمد على كان عشان يكون عنده دخل كبير يصرف بيه على حروبه التوسعيه.
 
محمد على باشا بقى بيملك مصر باللى فيها. لغى " نظام الالتزام " و بقت الاراضى ملكه. فى نظام الالتزام الملتزم كان بيشرف على الاراضى الزراعيه اللى الفلاحين كانو بيزرعوها لحسابهم و بيدفعو له الضرايب اللى كان بياخد منها اتعابه و بيدى بقيتها للوالى. محمد على صادر الاراضى و بقى يأجرها للفلاحين ، وضم الاراضى بتاعة الأوقاف لممتلكاته و بقى هو المسئول عن المؤسسات الخيريه و المعاهد و الجوامع اللى كان بيتصرف عليها قبل كده من الأوقاف. لكن محمد على استثنى الاراضى بتاعة الأعيان و رجالة الجيش الكبار و اعفاها من الضرايب. اتسمت الاراضى دى " ابعاديات " اكمنها استبعدت من الاراضى المصادره و ادى اهله ابعاديات كتيره اتسمت " جنالك " أواو " سفالك ". و فى 1813 عمل [[روك]] تحت اشراف ابنه ابراهيم باشا و المعلم غالى لمسح الاراضى الزراعيه وتحديد خراجها و فرض الضرايب ، و انشأ فى القلعه " الدفترخانه " لحفظ المستندات اللى بتخص الاراضى و ضرايبها و بكده ضمن دخل مالى كبير. بعد كده ابتكر و فرض ضرايب كانت بتزيد حسب ظروف مغامراته العسكريه و لما طالت حملته على الوهابيين فى شبه جزيرة العرب و زادت تكاليفها عمل ضرايب على " الأرضالارض الرزق " اللى قبل كده كانت معفيه. و عمل نظام اسمه " جمع عهده " و ده كان نظام بيدفع فيه الاعيان و المأمورين و رجالة الجيش الكبار ضرايب الفلاحين من جيوبهم مقدماً و بعدين كانو بيحصلوها من الفلاحين بالظلم و القهر. و فرض محمد على ضريبة دخل على الدكور من سن 18 سنه حسب اللى الشخص بيملكه. الضريبه دى كانت بتتلم فى القرى بالبيت و فى المدن بالراس ، و عمل ضرايب على رووس المواشى و الاغنام و النخل و مراكب النقل. و منع الفلاحين من بيع محاصيلهم للتجار و بنا فى المديريات شون لتخزين المحاصيل و بالأخصبالاخص القطن و القمح و الرز و القصب و الأفيون ، فكان بيشترى المحاصيل من الفلاحين بالرخيص بعد ما يخصم ضرايب ايرادات الارض و يبيعها للشعب و لتجار الجمله بالغالى او كان بيصدرها بأسعار عاليه و بكده بقى بيملك الارض و بيحتكر تجارة المحاصيل و قدر يجمع مبالغ ضخمه لتمويل جيشه و الصناعات الحربيه اللى بقت هى كمان ملكه. من الفلوس دى بنا اساطيل تجاريه فى البحر الاحمر و البحر المتوسط ، و بعد ماجدد و وسع مينا اسكندريه و قضى على القراصنه فى البحر الأحمرالاحمر و مهد الطرق البريه للقوافل التجاريه زاد النشاط التجارى مابين اوروبا و [[الهند]] عن طريق مصر بدل راس الرجا الصالح فى جنوب افريقيا فزاد دخله كمان و كمان.
 
== تحديث مصر الاقتصادى ==
[[File:ModernEgypt, Muhammad Ali by Auguste Couder, BAP 17996.jpg|200 px|left|thumb|محمد على باشا]]
حاول محمد على باشا تحديث مصر فى مجالات مختلفه و قدر بسياساته الاصلاحية فيفى مجالات كتيره انه يكون دولة عصرية على النظام الاوروبي و جاب خبرا من فرنسا و [[ايطاليا]] علشان يساعدوه فيفى انه يبني اقتصاد قوي و حديث. ركز محمد على على تطوير مصر فى كذا مجال فى نفس الوقت.
 
محمد على عمل انقلاب فى الرى و الزراعه اللى ممكن اعتباره زى الانقلاب التكنولوجى و الصناعى اللى حصل فى اوروبا، فى محاولة للحاق بالتغيرات التاريخيه الضخمه اللى كانت بتحصل فى اوروبا. لكن نقطة الضعف فى فكرة محمد على هى انه كان عايز يخضع القوه السياسيه المنبثقه من التحديثات الاقتصاديه لأغراض عسكريه حيث ان هدفه الرئيسى كان بنا جيش جامد ممكن تمويله و تموينه من اقتصاد قوى، وده سبب انهيار التطوير الاقتصادى لما القوى الأوروبيه اجبرته على تقليص [[الجيش المصرى]].
 
نظام محمد على الاقتصادى عينه كانت على السوق العالميه فأنتج محاصيل زراعيه للتصدير بتدر عائد مالى كبير، "اقتصاد التصدير" ده كان تحول ضخم فى الاقتصاد المصرى و بيعتبر أهم ملامح سياسته الاقتصاديه، و فى نفس الوقت محمد على اتبنى مبدأ اكتفاء مصر الذاتى و اعتمادها على نفسها لضمان استقلالها و فى نفس الوقت بروزها كقوه دوليه. لكن ده سبب احتكار الدوله للإنتاجللانتاج الزراعى و الصناعى و التجارى الخارجى بحيث ان محمد على بقى الزارع و الصانع و التاجر.
 
النظام الإقتصادى المصرى الجديد جمع لاول مره تلت ابعاد رئيسيه و هى: الزراعه الكثيفه اللى بتدر مكاسب كبيره من تصديرها، و الصناعه الحديثه القايمه على اسس اوروبيه عصريه، و التجاره الخارجيه اللى بتربط مابين الزراعه و الصناعه من جهه و السوق العالميه فى الغرب من جهه. بالشكل ده اقتصاد مصر مابقاش احادى و بقى مرتبط بالإقتصاد الراسمالى العالمى.<ref name="طه عبد العليم">طه عبد العليم</ref>
سطر 116:
إكمن مصر من اقدم البلاد اللى عرفت الزراعه فى العالم و ليها اهميه و شهره و ارتباط كبير بالزراعه ركز محمد على على مجال الزراعه و تطويرها فى مصر ، فاهتم بشق الترع و القناطر. الترع و القناطر دى كان بيسخر فيها الفلاحين المصريين زى العبيد و بيتقال ان ترعة المحموديه مدفون تحت طينها هياكل 20.000 فلاح مصرى من اللى استعبدهم محمد على ببلاش لتحقيق مشاريعه.
 
و عشان ينفذ سياساته فى تطوير الاقتصاد الزراعى احتقر فلاحين مصر و احتكر كل الاراضى الزراعيه ، و من اشهر قصص النجاح فيفى المجال الزراعي هى ازاي قدر يدخل زراعة القطن طويل التيلة و بعد كدة يبيعه للانجليز بتمن غالى اللياللى وفرله سيولة مادية للصرف على مشاريعه التانيه.
 
التطوير الزراعى بدأ بالزراعه الكثيفه عن طريق ادخال الرى الصيفى الدايم و الزراعه المستمره بدل الرى و الزراعه الموسميه (الحوليه) و بكده زادت الاراضى المزروعه من اتنين مليون فدان ‏ سنة 1805 لحوالى اربعه مليون فدان سنة 1840. مرحلة الزراعة الحديثه اللى دشنها محمد على بتحويل الرى الحوضى للرى الدايم كانت انقلاب زراعى فى مصر.‏ معظم الأراضى اللى اتضافت دى كانت فى [[دلتا النيل|الدلتا]] و كانت قايمه على الزراعه الدايمه. و من ناحيه تانيه محمد على دخل زراعة الدره الشامى، و نوع المركب المحصولى عن طريق زراعة محاصيل صيفيه. اهم المحاصيل دى كان القطن و بعده القصب و كانت البدايه بالقطن طويل التيله و نط انتاج القطن من اقل من 50 ألفالف فدان سنة 1820 ل 213 فدان سنة 1845. و النقطه المهمه ان ده ماحصلش على حساب المنتجات الزراعيه التانيه اللى كانت موجوده قبل كده. اتحول اقتصاد مصر من السوق المحلى و الأسواق اللى فى المنطقه العربيه لأسواق اوروبا ففى سنة 1845 مثلاً صدرت مصر لأوروبا 345 قنطار قطن مقابل 80 ألفالف قنطار راحوا للمصانع المصريه.<ref name="طه عبد العليم"/>
 
== تحديث التعليم ==
[[Image:Rifa'a Rafi'a el-Tahtawi.jpg|thumb|left|300px|[[رفاعه الطهطاوى]] راح فرنسا كواعظ دينى و رجع مصر كقائد لحركة النهضه و التنوير.]]
[[Image:Ali Mubarak 2.JPG|thumb|left|300px|[[على مبارك]] من أعمدةاعمدة التعليم و التحديث فى عهد محمد على.]]
اللى عايز يتعلم حاجه و يجيدها لازم يتعلمها على ايدين اساتذتها. اوروبا سادت العالم بالحريه الفكريه و العلم Science ، و عشان كده اتوجه محمد على لاوروبا ففتح مدارس على الطرق الاوروبيه و عين فيها مدرسين اوروبيين و بعت طلبه مصريين لتلقى العلم فى اوروبا. محمد على مع انه كان امى لكن عوض نقصه ده بتعليم المصريين و نقل مصر من بلد متخلفه عايشه فى ظلمات الجهل و الخرافات لبلد حديثه فيها مهندسين و دكاتره و علما و كتاب و فنانين. محمد على بكل تأكيد هو أبوابو النهضه المصريه و النهضه اللى قدر يحققها فى وقت بيعتبر قياسى قامت على التعليم الحديث.
 
بعد [[الاحتلال العثمانى لمصر]] سنة 1517 انحدر التعليم فى مصر و اختفى الكتاب و العلما. لما مسك محمد على ولاية مصر كان التعليم فى مصر مقتصر على [[كتاب (مدرسه)|الكتاتيب]]. كان فيه كتاتيب للمسلمين و كتاتيب للمسيحيين بيتعلم فيها الاطفال مبادىءالدين و القرايه و الكتابه و الحساب. كتاتيب المسلمين كانت مفتاح دخول الأزهرالازهر للمحظوظين اللى عندهم قدره على الهجره على القاهره. الأزهرالازهر نفسه كان يادوبك بيعلم قشور علوم الدين و [[اللغه العربى]] عن طريق شروح و تعليقات على كتب الأسلاف و ماكانش فيه فى مصر حركة تأليف و إبداع زى ما كان الحال فى [[العصر المملوكى]] قبل 1517. محمد على اختار من الأزهرالازهر العناصر القادره على استوعاب العلوم الحديثه بالمعنى الأوروبى Science. اول حاجه فكر فيها محمد على كان انشاء مدرسه لتعليم الهندسه ، و ده بيبين انه كان راجل عملى بيبص لبنا مصر و تعميرها. فى سنة 1816 انشأ محمد على مدرسة الهندسه فى حوش السرايا فى القلعه و اتسمت " مهندسخانه " و اشرف عليها حسن افندى بمشاركة راجل تركى اسمه روح الدين افندى و مدرسين اوروبيين. محمد على زود المدرسه بالادوات الهندسيه الاوروبيه. و فى 1834 فتح مهندسخانه جديده فى بولاق تحت اشراف أرتين افندى و بعده الارمنلى [[يوسف هاككيان]] افندى اللى دخل زراعة ال[[سفندى]] فى مصر و اتسمى على اسمه " يوسفندى ". المشرفين دول كانو من خريجين البعثات العلميه اللى بعتها محمد على على اوروبا عشان يتعلمو العلم الحديث. بعد يوسف هاككيان اشرف على المهندسخانه [[على مبارك|على باشا مبارك]] و اتخرج من المدرسه دى مهندسين كتار شاركو فى بنا القناطر و السدود و غيرها. بعد المهندسخانه فتح محمد على مدرسة الطب سنة 1837 و كان مقرها فى ابو زعبل اكمن المستشفى العسكريه كانت هنا. مدرسة الطب خرجت دكاتره للجيش و بعدين خرجت دكاتره لعلاج عامة الناس. فى الاول دخل المدرسه 100 طالب من الأزهرالازهر و كانت الدراسه تحت اشراف كلوت بك اللى جاب مدرسين فرنساويين فى التشريح و الجراحه و الامراض الباطنيه و الصيدله و غيرها ، و جاب كمان مدرسين فرنساويين لتعليم الطلبه اللغه الفرنساوى عشان يقدرو يفهمو الدروس و يروحو بعثات على فرنسا. بعد ما اتخرجت أولاول دفعه بعد خمس سنين اتوزع الدكاتره على المستشفيات و معسكرات الجيش ، و من اللى اتفوقو اتعين تمانيه معيدين فى المدرسه و اتبعت اتناشر على فرنسا للتبحر اكتر فى علم الطب. بعد كده اتضافت مدرسه للصيدله و مدرسه للدايات و الولاده و جاب محمد على سودانيات و [[اثيوبيا|حبشيات]] اتعلمو [[لغه مصرى|مصرى]] و فن التوليد و اتضافت للمدرسه مدرسه لأمراض النسا.
 
بعد كده فتح محمد على مدارس عليا تانيه كان منها : مدرسة الألسن فى [[الأزبكيه]] ، مدرسة المعادن فى [[مصر القديمه]] ، مدرسة المحاسبه فى السيده زينب ، مدرسة الفنون و الصنايع ، مدرسة الزراعه فى دبوره ، مدرسة الطب البيطرى ، المدرسه التجهيزيه ( الثانويه ) فى ابو زعبل ، المدرسه التجهيزيه فى اسكندريه.
 
بعد فتح المدارس العليا انتشرت المدارس الابتدائيه فى مدن مصر و بقى فيها 24 مدرسه عليا و خصوصيه و 47 مدرسه ابتدائيه. بعد كده ابتدا محمد على يبعت الطلبه على اوروبا لتلقى العلم على ايدين اساتذته عشان يقدر الجيل الجديد من المصريين المتعلمين انهم يتخصصو فى مجالات العلم و المعرفه اللى كانت بتتدرس فى اوروبا و لما يرجعو مصر ينقلو اللى اتعلموه لغيرهم فتستقل مصر علمياً و ما تحتاجش تستورد مدرسين اجانب طول الوقت. مع ان اول بعثه راحت على [[ايطاليا]] ، لكن محمد على اتحول بعد كده لفرنسا و معظم البعثات المصريه راحت على فرنسا. محمد على عين مسيو جومار رئيس للبعثات المصريه فى فرنسا و غيرها ، و مسيو جومار ده كان من ضمن علما الحمله الفرنساويه و شارك فى تأليف كتاب " فى وصف مصر ". البعثه الاولانيه اللى راحت على ايطاليا سنة 1813 كانت لدراسة فنون العسكريه و بنا السفن و الطباعه و الهندسه و غيرها ، و من اللى انضمو للبعثه دى كان نقولا مسابكى افندى اللى راح ميلانو عشان يتعلم فن سبك حروف الطباعه و لما رجع مصر ادار المطبعه الاميريه فى بولاق. من 1819 ابتدا محمد على يتجه لفرنسا و كان مهتم شخصيا بالمبعوثين و بيتابع اخبارهم و سلوكهم بنفسه و كان بيكتب لهم جوابات و بيديهم نصايح و ارشادات زى الأبالاب . بعثة فرنسا الاولانيه فى صيف 1826 كان فيها 40 طالب مسلمين و مسيحيين و كان فيها 3 شيوخ هما الشيخ أحمداحمد العطار اللى اتخصص فى علم الميكانيكا و الشيخ محمد الدشطوطى اللى اتخصص فى الطب و الجراحه و التشريح و التالت كان اشهر مبعوث مصرى و هو الشيخ [[رفاعه رافع الطهطاوى]] اللى راح كإمام و واعظ دينى للبعثه و رجع مصر كمصلح تنويرى معاه أفكارافكار جديده كانت هى الاساس اللى قامت عليه النهضه المصريه الحديثه فى الفكر و السياسه و انظمة الحكم الدستوريه و بقى من أهم رموز التنوير فى تاريخ مصر الحديث. و ده كان حال المصريين اياميها حتى لو كانو شيوخ دين ، فرغم الجهالات اللى كانت سايده فى مصر اياميها عقولهم كانت منفتحه ومتفتحه و اتقبلو بسهوله حاجات كانت غايبه عنهم بسبب الجهالات اللى كانت محاوطاهم و مااعتبروش العلم الحديث و التطور كفر. الكل كان مهتم بنقل مصر للعصر الحديث مش ترجيعها لعصر الاسلاف اللى عاشو فى مجتمعات بدائيه.
 
من الأمثله المبهره اللى خرجت من بعثات محمد على كان ابراهيم باشا النبراوى دكتور محمد على باشا الخصوصى و فاميليات مصر اللى كان من ضمن البعثه الاولانيه اللى راحت فرنسا. ابراهيم النبراوى كان فى الأصلالاصل ابن فلاح فقير بيزرع بطيخ فى قرية نبروه و بعد ماخلص الكتاب حاول يساعد ابوه ببيع بطيخه فى حى الجماليه فى القاهره لكن فشل. دخل الأزهرالازهر و بعده سافر فرنسا مع البعثه التعليميه و لما رجع مصر اتعين مدرس فى مدرسة الطب و بعدين بقى وكيل المدرسه بعد استقالة كلوت بك و بقى أكبر دكاترة مصر.
 
محمد على بعت كمان اسطوات عشان يتعلمو الصنايع و الفنون التطبيقيه. فى سنة 1823 بعت 15 واحد على اوروبا تحت اشراف أدهم بك كان منهم 4 راحو انجلترا عشان يتعلمو تعدين الفحم و غيرهم عشان يتدربو فى ورش صناعة الحرير. فى اول يناير 1830 وصلت اوروبا بعثه مصريه بتتكون من 58 تلميذ عشان يتعلمو فنون الماكينات ( الصنايع ) راح منهم 34 على فرنسا و 4 راحو [[النمسا]] و 20 راحو انجلترا. التلاميذ دول اتعلمو كمان حاجات اضافيه زى الرياضيات و الرسم و اللغات.
 
المدرسين و الطلبه فى المدارس اللى فتحها محمد على و فى البعثات التعليميه اللى بعتها على اوروبا كان فيهم مسلمين و مسيحيين و اعداد من المصريين اللى كانو من اصول اجنبيه زى الأتراك و الأرمن و غيرهم و ده إكمن محمد على ماكانش مهتم بالتمييز الدينى أواو العرقى و كان بيعتبر كل سكان مصر رعيته و عمل قوانين فيها مساواه ما بين الافراد و بتأمن حريتهم المدنيه و الشخصيه على اساس المواطنه مش على اساس الدين و العرق. المواطن الصالح فى دولة محمد على ماكانش المواطن المسلم أواو المسيحى لكن كان المواطن اللى ممكن يفيد مصر. محمد على ماكانش بيعانى من [[التعصب الدينى]] و كان صدره واسع مع غيرالمسلمين و كان بيأدى طقوس الدين من غير مبالغه و من غير مايؤمن بالخرافات و الخزعبلات.
 
== تحديث الاسطول البحرى ==
سطر 148:
[[Image:Palmerston addressing house of commons.JPG|thumb|left|300px|[[هنرى بالمرستون|بالمرستون]] وزير خارجية بريطانيا حذر من مغبة استقلال محمد على.]]
[[File:Battle of Nezib.jpg|300 px|left|thumb|الجيش المصرى دمر الجيش التركى فى [[معركة نزيب]].]]
محمد على بالإمكانياتبالامكانيات اللى حققها عن طريق توسعاته العسكريه و اقتصاده القوى و تحديث التعليم فى مصر بقى ليه امبراطوريه واضحه المعالم. وده سبب اشكال للاوروبيين كمان من الناحيه الاقتصاديه حيث انه بقى بينافسهم فى تصريف المنتجات فى الوقت اللى هما فيه محتاجه اسواق خارجيه لبيع منتجاتهم اللى زادت بالثوره الصناعيه ، و بقى هدف الاوروبيين المهم هو ان محمد على يفتح السوق المصريه لتصريف المنتجات الاوروبيه. فى اغسطس 1838 عمل الاوروبيين اتفاقيه تسمح بفتح السوق المصريه لكن محمد على رفض الاتفاقيه ، فادوله سنه مهله لكن فضل قافل السوق ، فعملو عليه حصار اقتصادى لكن برضه ماجابش نتيجه ، فطلبو منه انه مايستعملش العمله العثمانيه فماهمهوش و ضرب فلوس فى مصر. و فى مايو 1838 محمد على استدعى قناصل اوروبا فى قصر راس التين فى اسكندريه و بلغهم انه ناوى يستقل عن الدوله العثمانيه. الحكومات الاوروبيه حست بخطورة الموضوع اللى ممكن يغير موازين القوه فعملو اجتماعات كتيره فى العواصم الاوروبيه لحط خطط لتحجيمه. وزير خارجية بريطانيا " [[هنرى بالمرستون|لورد بالمرستون]] " شاف ان استقلال محمد على عن الدوله العثمانيه حايتبعه قيام حركات استقلاليه فى الشام و بغداد ممكن توصل لإنهيار الدوله العثمانيه و بالتالى ممتلكات بريطانيا فى [[الهند]] حاتبقى فى مهب الريح و ان [[روسيا]] طوالى حاتزحف فى اتجاه الجنوب و حاتقوم حرب كبيره فى أوروبا. بالنسبه للعثمانيين استقلال محمد على بحكم مصر كان مسألة حياه أواو موت.
 
فى صيف 1839 عدا الجيش العثمانى نهر الفرات فى شمال سوريا بقيادة حافظ باشا و اصطدم بالجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا فى [[معركة نزيب]] ، و انتصر ابراهيم باشا و دمر الجبش العثمانى للمره التانيه. قبل اخبار هزيمة العثمانليه فى معركة نزيب ماتوصل الاستانه اتوفى السلطان محمود التانى. ادميرال الاسطول التركى اخد اسطوله على اسكندريه و سلمه بالكامل لمحمد على و بقى الموضوع كارثى بالنسبه للأتراك و بطبيعة الحال للقوى الاوروبيه اللى كانت خايفه من اختلال موازين القوه، فبعد ما خلصو من نابوليون بونابرت طلع لهم محمد على. محمد على اتفاوض مع الاتراك على اساس انه يحتفظ بالشام و ينسحب من اراضيهم فى [[الاناضول]] و الاتراك فى الظروف دى كانو مبدئياً موافقين على الاقتراح ده لكن الاوروبيين رفضو الكلام ده و بلغو الاتراك انهم مايتفاوضوش مع محمد على من غير وساطتهم. بريطانيا و فرنسا و روسيا اللى عمرهم ماكانو على وفاق مع بعض اتحدو ضد محمد على و اتفقو على ضربه. الاوروبيين حركو اساطيلهم و حاصرو السواحل المصريه و الشام ونزلت قوات انجليزيه و نمساويه فى الشام بغرض تخويف محمد على مش للإشتباك بجيشه ، فغرض الاوروبيين كان احتواء محمد على مش تدميره. من الوقت ده مطلب محمد على الاساسى بقى الاستقلال بمصر و ضم السودان و الشام و الجزيره العربيه لملكه.
سطر 154:
== هدم الهرم الأكبر و نهاية محمد على ==
[[File:Mohammed-ali-basha-mosque.jpg|300 px|left|thumb| جامع محمد على.]]
من الأفكارالافكار الغريبه اللى جت فى دماغ محمد على و هو عنده 77 سنه انه يهد الهرم الأكبر فى [[الجيزه]] عشان يستعمل حجارته فى بنا القناطر الخيريه. لكن اكتشف ان فراعنة مصر كانو اكبر من انه يهد اعظم اثارهم و اعجوبتهم الكبرى اللى وقف تحتها اعظم ملوك و اباطرة العالم عبر التاريخ. إكتشفاكتشف محمد على انه مش فى قدرته هد الهرم و ان اسهل له و اوفر له انه يجيب الحجاره بالسخره من محاجر جبال طرا و المعصره و المقطم.
 
انتهى حلم محمد على التوسعى بتحالف دول اوروبا ضده لصالح تركيا و ارغموه على انه ينسحب من الأماكنالاماكن اللى استولى عليها فى اسيا فى مقابل انهم ضمنو له من السلطان العثمانى ان مصر تكون ليه و لولاده من بعده عن طريق فرمانين ادهومله فى 13 فبراير 1841 ، فقنع بكده اكمن ماكانش فيه قدامه غير كده. طوالى قفل معظم المدارس و المصانع اللى كان فتحهم لخدمة احتياجاته العسكريه و زار السودان المنطقه اللى اتبقتله بره مصر. و لما اخترعت اوروبا المراكب البخاريه و السكه الحديد اشترى لنفسه مركب بخارى كان بيسافر بيها فى [[النيل]] لكن لما حاول ينتفع بالسكه الحديد و هى اختراع انجليزى عارضته فرنسا فخاف منها و ساب المشروع. بعدين دعاه السلطان العثمانى لزيارة الاستانه عشان يهديه وسام الصداره العظمى فسافر تركيا و بعد ما زار الاستانه راح على كافالا المدينه الصغيره اللى اتولد و قضى فيها طفولته واستقبلوه اهلها استقبال كبير و بعدها رجع على مصر و عيى فنصحوه الدكاتره بإنه يروح يغير جو فى [[مالطا]] فراح ومعاه ارتين بك يوسفيان ، لكن تغيير الجو ماجابش نتيجه و رجع مصر عيان اكتر و بيعانى كمان من ذهول عقلى. فى الظروف دى ابنه ابراهيم باشا مسك الولايه و سافر على الاستانه عشان السلطان يسلمه مصر رسمى لكن بعد مارجع بكام يوم اتوفى فمسك الولايه [[عباس حلمى الأولالاول]] اللى بيعتبر من اسواء [[حكام مصر]] على مر التاريخ. محمد على فى الفتره دى كان منزوى عن العالم و هو ذاهل و مش دريان باللى بيحصل حواليه فكان بيقضى وقته مابين سراية راس التين فى اسكندريه و قصره فى شبرا فى القاهره.
 
فى صيف 1849 محمد على ساب القاهره لأخر مره فى حياته و راح على اسكندريه و هناك اتوفى فى سراية راس التين فى 2 اغسطس 1849 بعد ما اتولى حكم مصر لحوالى 48 سنه. اتحط جثمان محمد على فى وسط صاله واسعه فى القصر و استقبل اصغر ولاده [[محمد سعيد باشا]] المعزيين من القناصل و الأكابر و بعدها اتنقل جثمانه للقاهره و اتدفن فى الجامع الرخامى اللى بناه فى حرم [[قلعة الجبل]].
سطر 163:
الوثايق بتقول ان محمد على باشا اتجوز 29 ست رسمى لكن فيه مؤرخين بيقولو انه اتجوز عدد اكبر من كده بكتير. اياميها كانو الستات اللى بيتجوزهم الوالى رسمى او شرعى بيتسمو " زوجات الوالى " الباقيين كانو بيتسمو " مستولدات ". محمد على خلف 35 فى كافالا و مصر منهم 17 ولد و 13 بنت ، أصغر الولاد كان [[محمد سعيد باشا]]. من ستاته المتسجلين :
 
* امينه هانم بنت على باشا نوصرتلى: خلف منها ابراهيم باشا و طوسون باشا و الامير اسماعيل كامل و كلهم اتولدو فى كافالا ، و بنتين هما الأميرهالاميره توحيده هانم و الأميرهالاميره نازلى هانم.
* ماء دوران هانم أواو قمش قادرين : ماخلفش منها.
* أمام نعمان بك : خلف منها الأميرالامير نعمان.
* عين الحياه قادرين : خلف منها محمد سعيد اللى بقى والى مصر.
* ممتاز قادين :خلف منها الأميرالامير حسين.
* ماهوش قادين : خلف منها الأميرالامير على صديق بك.
* نام شاز قادين : خلف منها الأميرالامير محمد عبد الحليم.
* زيبده خديجه قادين : خلف منها الأميرالامير محمد باشا الصغير.
* شمس صفا قادرين : خلف منها الأميرهالاميره فاطمه هانم و الأميرهالاميره رقيه هانم.
* شمس نور قادين : خلف منها الأميرهالاميره زينب هانم.
* نايله قادين : ماخلفش منها.
* جلفدان قادين : ماخلفش منها.
سطر 182:
|-
! width="العرض%" |<center>''' مسك قبله'''</center>
! width="العرض%" |<center>''' [[أسرةاسرة محمد على]]'''</center>
! width="العرض%" |<center>''' مسك بعده'''</center>
|-
سطر 192:
 
== شوف كمان ==
* [[أسرةاسرة محمد على]]
* [[حكام عيلة محمد على باشا]]
 
سطر 199:
 
== مصادر ==
* [[الجبرتى]]، تاريخ عجائب الأثارالاثار فى التراجم و الأخبار، دار الجيل، بيروت.
* الجبرتى، مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس، العربى للنشر و التوزيع، القاهرة 1998.
* [[حسين فوزى]]، جولات فى رحاب التاريخ، دار المعارف، القاهرة 1990
* د.طه عبد العليم، الانقلاب الاقتصادى المصري فى عهد محمد على، الأهرام،الاهرام، العدد 45263، 9 نوفمبر 2010.
 
== لينكات برانيه - أفلامافلام تسجيليه فيديو ==
* [http://www.facebook.com/video/video.php?v=139791832708644#!/video/video.php?v=140023042685523 محمد على - فيلم تسجيلى...]