الفرق بين النسختين بتاع: «اراجوز»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 10:
إلاّ أن شهرته مازالت كما هى، بل إن الكثيرين يستخدمون لفظة أراجوز للدلالة على معان مختلفة فى معجم الحياة اليومية للمصريين. ولقد تواجد فن الأراجواز فى الحياة المصرية منذ زمن بعيد، حيث أشار الرحّالة التركي أولياجيلي فى كتابه "سياحت نامة مصر" الى احد الفنانين فى القرن العاشر الهجري الذين كانوا يلاطفون المرضى بدمى خشبيه فتتحسن حالتهم وقدم علماء الحملة الفرنسية وصفاً مفصّلاً له جاء فيه: "وقد شاهدنا فى شوارع القاهرة عدة مرات رجالاً يلعبون الدُّمى، ويلقى هذا العرض الصغير إقبالاً كبيراً، والمسرح الذي يستخدم لذلك بالغ الصغر، يستطيع شخص واحد أن يحمله بسهولة. ويقف الممثل فى المربع الخشبي الذي يمده بطريقة تمكّنه من رؤية المتفرجين من خلال فتحات صُنعت لهذا الغرض دون أن يراه احد ويمرر عرائسه عن طريق فتحـات اخرى اما عن باقي الشخصيات فهي (ابن الأراجوز – زوجته "نفوسة" (يطلق عليها البعض زنوبة) – زوجته السمراء "بخيتة" (يطلق عليها الست قمر) – الفتوة – حمودة الأقرع وأخوه – الاستاذ – البربري – الخواجة – موشي ديان – العفريت – الطبيب – الشاويش – الحانوتي – الداية – فنان بالعافية "الشيخ محمد" – الشحات ويطلق عليه لاعب الأراجوز اسم "الشيخ" – كلب السرايا – الزبون – والد زوجته - اللص). هذا بالإضافة الى عدد من الشخصيات نسمع عنها ولا نراها مثل عديلة فى "الفتوة الغلباوي" ووالد الأراجوز فى "الشحات تصنع دمى الأراجوز من الخشب إما بواسطة الفنان المؤدي او صانع محترف، وآخر هؤلاء الصنّاع "محمد الفران" الذي توفي منذ اكثر من ثلاثين عاماً. ويقدَّم فن الأراجوز من خلال عدد من الوسائط هى: عربة الأراجوز – البارفان – الباردة – الخيمة. تنحصر العناصر البشرية فى: الفنان المؤدي ومساعده الملاغي والجمهور، ويتحدد على اساس وسيط العرض المساهمات البشرية فى العروض، فالخيمة مثلاً لا يحتاج فنانها الى ملاغي او مساعد، وذلك على عكس البارفان والباردة حيث يحتاج الفنان المؤدي الى مساعد / ملاغي. اما العربة فيحتاج اداء العروض فيها الى اكثر من ذلك ( فنان مؤدٍّ – مساعد / ملاغي – عامل تذاكر / فردين لتنظيم الدخول والخروج). وأحياناً يكون هناك اكثر من فنان مؤدِّ يتناوبون العمل داخل العربة. ويلعب الملاغي دوراً هاماً فى إتمام عروض الأرجواز، فهو يشارك الفنان المؤدي بالعزف كما يردد الاغاني خلف الأراجوز ويستحث الجمهور على الغناء ويشارك الأراجوز فى الحوار، ويكرر بعض الكلمات التي تبدو غير واضحة بفعل الأمانه(الموجوده فى فمة والتي يغير بها نغمة مخارج الالفاظ) ويساهم فى خلق المواقف المضحكة سواء من خلال الكوميديا اللفظية او الحركية، وله دور هام فى استنطاق المتفرجين وإشراكهم فى العرض.
<br />
يختلف فنانو الأراجوز أنفسهم فى تحديد عدد نمر الأراجوز، فعندما سألت "صابـر المصري" ، أجاب: "بتاع الأراجوز اللى بجد ممكن يخش البارفان ميطلعش منه إلاّ تاني يوم"، كناية عن كثرة النمر. ويقول "سمير عبد العظيم" : "عدد لوحات عربة الأراجوز 18 لوحة، بما يعني أنها 18 نمرة او تمثيلية" ، وفي ذات الوقت سألت "حسن سلطان" فأجاب : 164 نمرة، وحددها "صلاح المصري" بـ 24 نمرة. ولقد قام د نبيل بهجت بمحاولةوغيره رائدةمن الباحثين في هذا المجال بمحاولة فى تقديمة لأول توثيق كامل للاراجوز صدر فى افلام فيديو وكتابين بالعربي والانجليزي حدد من رصده عدد النمر التي ظلت باقية حتي الان فى 19 نمرةبحصر نمر الأراجوز التي جمعها من سبعة فنانين هم: صلاح المصري – صابر شيكو – محمد كريمة – سيد الأسمر – سمير عبد العظيم – حسن سلطان – عم صابر المصري، فلم تخرج عن النمر الآتية: جواز بالنبوت " و" الاراجوز ومراته " و" الست اللى بتولد " و" الاراجوز ومراته السودة " و" حرامي الشنطة " و" البربري " و" الشحات " و" فنان بالعافية " و" الحانوتي النصاب " و" كلب السرايا " و" حمودة وأخوه " و" جر شكل " و" الفتوة الغلباوي " و" الاراجوز فى سوق العصر " و" اراجوز فى الجيش " و" حرب اليهود " و" حرب بورسعيد " و" العفريت " ، ويضيف بعض اللاعبين اسماء لنمر مثل "حرب النصارى، وحرب 6 اكتوبر"ارتبطت عروض الأراجوز بشكل اساسي بالشارع، كما أن الرافد الاساسي المشكِّل لعقلية الفنان المؤدي هو ممارسات الحياة، ومن ثم فإن دورة الحياة هى احد أهم الروافد التي شكلت موضوعات عروض الأراجوز، وكانت من العناصر الاساسية لجذب جمهور الشارع، فالموضوعات المطروحة تشكل جزءاً من حياته، وتدور هذه الموضوعات حول الولادة، والتعليم، والتجنيد، والزواج، والعمل، والموت، وجميع هذه الأفعال تشكل ما يُعرف بدورة الحياة ويمكن أن نستخلص سيرة الاراجوز حتى نهايته فى نمرة "العفريت" وعلاقاته مع مختلف الأطراف من خلال النمر إذا نظرنا إليها فى سياق ترتيبي معين.
<br />
وترتبط صناعة العروض بخلق مساحات تسمح للجمهور بالتدخل فيه، ومنها البداية الغنائية التى تعتمد على محفوظات مشتركة بين الفنان المؤدي والجمهور، وتتغير حسب انتشار اغاني معينة او علمه بميل جمهوره لنوعية معينة من الغناء، وربما كان ذلك سبباً فى عدم وجود اغان خاصة بالأراجوز، ويوظف فنان الأراجوز الاغاني تبعاً لتنوع الحدث الدرامي ، فيبدأ "صلاح، فالمساحة المشتركة بين الفنان الفاعل والجمهور تحوله الى فاعل من نوع اخر، وتخرجه من مفاهيم التلقي السلبي حيث يتحول الى ما يمكن أن نسميه بالمتلقي الفاعل، الذي تقع عليه بعض مسؤوليات صناعة العرض وربما تعتمد نهاية العرض على مشاركة الجمهور كما فى نمرة " حرامي الشنطة". ويأتي التداخل بين عالم الانسان ممثلاً فى الملاغي والجمهور وعالم الدمى كأحد أهم مفردات صناعة العرض، ويتمثل هذا التداخل فى الدور الذي يلعبه الملاغي وحالات الملامسة المستمرة بل وضرب الدمية له وخوفه منها وعبث الدمية به.