الفرق بين النسختين بتاع: «روايه»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ص تزويد قوالب توماتيكى و/او تظبيط، شال وسم تقاوى عن طريق اوب (12176)
not in Masri
وسم: استبدل
سطر 1:
الرواية نوع من انواع سرد القصص، تحتوي على العديد من الشخصيات لكل منها اختلاجاتها وتداخلاتها وانفعالاتها الخاصة. تمثل النوع الاحدث بين انواع القصة، والأكثر تطوراً وتغييراً فى الشكل والمضمون بحكم حداثته وما لهُ صلة بالرواية او ما شبيه بها كفن السيرة وفن المقامة وإنْ كانا يعدان اساساً واحداً من الاسس التي قامت عليها الرواية العربية اليوم ذلك إنَّ ما احتواه هذا الفن من قواعد فنية يرجع الى عهد قريب حين تعرف العرب هذا النوع الادبي وأصوله كما ظهر مع بدء القرن الماضي إذ ترجم الكثير من القصص والروايات العالمية من الشرق والغرب.
 
'''اصل الرواية:'''
 
نوع من القصص يتفاوت فى الطول ويكتب بالنثر. استخدمت هذه الكلمة لأول مرة فى [[انجلترا|إنجلترا]] فى القرن 16، عندما عرفت فيها القصة [[الايطالية]]، ومنها قصص الديكاميرون التي كتبها بوكاشيو. اما الرواية الحديثة، فيرجع تاريخها الى القرن 18، وإلى الروايات التي كتبها كل من [[دانيل ديفو]]، وصمويل ريتشاردسون. ولما كانت الرواية تختص بقدر كبير من الحرية، من حيث الصياغة والموضوع، كان من الصعوبة بمكان الوقوف على تعريف دقيق لهذا النوع من التأليف. نجد أمثلة من النثر القصصي فى قصص " الف ليلة وليلة " وفي قصة " الحمار الذهبي " لأبوليوس، وفي قصة " دافني وكلوي " لبترونيوس، وفي أساطير [[اسكندر الأكبر|الاسكندر الأكبر]] التي وضعها مؤلفو عصر ما قبل حكم كاليسثينس، وهذه الأساطير التي كتبت عن الاسكندر – الى جانب تلك القصص التي تناولت حرب طروادة – لاقت جميعاً رواجاً طوال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]. وكذلك راجت القصة الإغريقية المعروفة باسم "أبولونيوس الطروادي" التي ترجمت الى الأنجلو – ساكسونية فى القرن ، وأسطورة الملك آرثر التي سرعان ما تبلورت فى القصة النثرية المسماة " موت آرثر "، والتي كتبها مالوي وطبعت (1485). ولعب اختراع الطباعة دوراً هاماً فى تقدم هذا النوع من التأليف الذي أدى الى زيادة جمهور القراء، وتشجيع الاتجاه الى تحويل القصص الشعري الطويل الى قصص نثري، فضلاً عن إتقان كتابة القصة النثرية القصيرة. ونجد القصص النثري فى القرن 16 ممثلاً فى " جارجنتوا وبانتاجرول " لرابليه، و" دون كيشوته" لسرفانتس، و" أركاديا" لفيليب سدني، و" يوفيوس" لجون ليلى، ونجدها ايضاً فى مؤلفات توماس ناش. وفي فرنسا اشتمل التأليف الروائي فى القرن 17 على رواية " لاستريه" لأونوريه دورفيه، و"اميرة كليف" لمدام دي لافاييت، والروايات التي كتبتها مدموازيل دي سيكيوديري اما فى إنجلترا، فيمكننا أن نشهد طلائع التأليف الروائي فى الصور التي اتخذت موضوعها من الشخصيات الادبية، والتي شاعت فى اوائل القرن 17، وأشهرها شخصية سير روجر دي كوفرلي التي ابتكرها كل من أديسون وستيل (17- 1712). وكثيراً ما اعتبرت رواية " أورونوكو" لأفرابن من اوائل الروايات فى الادب الإنجليزي. ومن المؤلفات النثرية الكبرى التي سبقت ظهور الرواية فى الادب الإنجليزي " رحلة الحاج" 1678 لجون بنيان، و" رحلات جليفر" 1726 لجوناثان سويفت. ولقد اختلف مؤرخو الرواية بشأن "روبنسون كروزو" 1719 و"مول فلاندرز " 1722 اللتين كتبهما دانيل ديفو، وله يمكن اعتبارهما ضمن التأليف الروائي، وإن كانوا قد أجمعوا على اعتبار " باميلا" او " انتصار الفضيلة " 1740 لصموييل ريتشاردسون اول رواية فى الادب الحديث. فهنا رواية فريدة كتبت فى شكل رسائل حيث تعرض اراء الناس وأعمالهم عرضاً أميناً، وعلى الرغم من أنها رواية غرامية من الطراز التقليدي، إلا أنها تمتعت بشهرة فائقة، لا فى إنجلترا فحسب، بل فى القارة الأوروبية أجمع. وربما كتب هنري فيلدنج، بدافع السخرية من ريتشاردسون، رواية " جوزيف أندروز " 1742، ورواية " توم جونز" التي تلتها 1742، ولاقت نجاحاً أكبر. وفي كلتيهما لمن يستعمل فيلدنج شكل الرسائل فى معالجة الموضوع، وإن جنح الى تنويع الشخصيات والأحداث والمناظر. وبعدهما جاءت روايات توبياس سمولت، وأوليفر جولد سميث. اما اشهر الروايات فى الادب الفرنسي فى القرن 18، فقد كانت تلك الرواية التي كتبها روسو بعنوان " الوان الجديدة "، ورواية " بول وفرجيني " لمؤلفها برنادين دي سانت بير، ورواية " كورين" لمدام دي ستايل. وكانت اشهر الروايات فى ألمانيا: روايتا " آلام فرتر" و"فيلهلم ستر " لجوته. وأخذت الرواية تنافس فني الشعر والمقال رويداً رويداً، حتى أصبحت فى القرن 19 اكثر فنون الادب أهمية. واتسع نطاق الرواية من حيث الموضوع اتساعاً كبيراً، فظهرت الرواية التاريخية عند والتر سكوت، والرواية التي تعالج سلوك الناس وطباعهم عند جين أوستن، والرواية التي تتخذ موضوعها من المسائل السياسية عند كل من وليم جودوين وبنيامين دزرائيل، والرواية العاطفية عند الاختين شارلوت وإميلي برونتي. وفي أواخر القرن نفسه ظهر عنصر المغامرة فى الروايات التي كتبها روبرت لويس ستيفنسون، ورديارد كبلنج. ويمكننا أن نقع على معظم هذه الموضوعات لدى كبار كتاب الرواية فى الادب الإنجليزي، من أمثال تاكري، وديكنز وجورج أليوت. وفي أواخر القرن 19 ظهرت الروايات التي يغلب عليها الطابع الواقعي عند كل من جورج مريديث، وتوماس هاردي. ويزخر الادب [[الفرنسي]] فى القرن 19 بروايات ستندال، وبلزاك، وفلوبير، كما يزخر بالروايات التاريخية التي كتبها دوما، وهوجو، والتي يغلب عليها طابع المغامرة، وكذلك كان يزخر الادب الروسي فى القرن 19 بالروايات الكبرى التي كتبها جوجول، وتورجنيف، ودستويفسكي، وليو تولستوي. وتعتبر رواية " قوة الحنان " 1789، التي الفها وليم هيل براون، اول رواية فى الادب الامريكي. وتلتها روايات البطولة والمغامرة التي الفها جيمس فنيمور كوبر ثم رواية " الشارة القرمزية" 1850 لناثانيل هوثورن، ورواية " موبي ديك " 1851 لهيرمان ملفيل، وكلتاهما ترجم الى العربية. وفي العقدين الاخيرين من ذلك القرن كان مارك توين، ووليم دين هولز، وهنري جيمس، هم ابرز الشخصيات فى ميدان الرواية. ومنذ أواخر القرن 19 و20 نجد أن فن الرواية – فى كل من جانبيه جانب الشكل وجانب المضمون – قد غطى على غيره من فنون الادب، وظهر عدد كبير من الروايات التي تصور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تصويراً دقيقاً، والتي تكشف عن مدى تأثير هذه الأوضاع فى تحديد مصير شخصيات الرواية. وكانت البشائر الأولى لهذه المدرسة هى روايات إميل زولا فى أواخر القرن 19، وأرنولد بنيت فى إنجلترا، وفرانك نوريس، وتيودور دريزر، فى امريكا. ومن الكتاب من اتخذ الرواية وسيلة لمناقشة المشكلات القائمة، كما فعل هـ. ج. ويلز، والدوس هكسلي، وكما يفعل جان بول سارتر فى فرنسا فى الوقت الحاضر. اما أبتون سنكلير، وجاك لندن، فقد كانت رواياتهما أقرب ما تكون الى الكتب السياسية بينما كانت روايات أديث وارتون صوراً صادقة لحياة الطبقة الراقية فى نيويورك. ولقد أصبحت الرواية الغامضة، او القصة البوليسية – وهي التي لا تتحلى غالباً بأية فضيلة ادبية – أصبحت وسيلة من أهم وسائل المتعة والتسلية. وفي الوقت نفسه حاول بعض الكتاب أن يخلعوا على رواياتهم ما فى الشعر من عمق وغموض. ومن أهم هؤلاء الكتاب جيمس جويس، الذي لم يكتف فى روايتيه " يولسيس " 1922، و"يقظة فينيجان "، بتقديم وسائل روائية جديدة. بل أجرى تعديلات فى اللغة نفسها. ونجد محاولة تقديم مجرى الشعور او تيار الوعي، بالنسبة الى شخصيات الرواية فى روايات فرجينيا وولف فى إنجلترا، ومارسيل بروست فى [[فرنسا]]، كما نجدها فى روايات جيمس جويس. وعلى الرغم من وجود هذه الاساليب التي تأثر بها كثير من الكتاب، ظلت الرواية وحدة فنية متماسكة، تصور شخصيات وحوادث مستمدة من واقع الحياة. ومن اشهر كتاب الرواية [[الأوروبيين]] فى القرن 20: سلمى لاجرلوف، ونوت هامسون، وكافكا، وفيرفل، وجاكوب فاسرمان، وتوماس مان. ورولاند، وجيد، ومالرو. اما فى إنجلترا وأمريكا، فهناك الى جانب من ذكرنا من الكتاب: سومرست موم، ود. هـ. لورنس، وسكوت فيتزجيرالد، وسنكلير لويس، وتوماس وولف، وهمنجواي وويللا، ودوس باسوس، ووليم فوكنر. والاتجاه الملاحظ فى روايات هؤلاء الكتاب جميعاً هو محاولة تقديم افكار الناس وأعمالهم تقديماً مباشراً، دون ادنى تأويل او تفسير يحمل معنى أخلاقياً من جانب الكاتب. والرواية فى الادب العربي فن محدث، وإن كنا نستطيع أن نجد لها اصولاً فى قصص " الف ليلة وليلة " كما سبق أن ذكرنا وفي حكايات "كليلة ودمنة "، وفي " مقامات الحريري " وفي بعض كتابات الجاحظ. على أن القصة التي يمكن اعتبارها كاملة العناصر مكتملة البناء. رغم ما يغلب عليها من طابع فلسفي، هى قصة " حي بن يقظان " للفيلسوف ابن طفيل. اما الرواية العربية الأولى المستوفية للمقومات كافة، فقد ظهرت فى الادب العربي الحديث بظهور رواية " زينب " 1914 لمحمد حسين هيكل، وبعده يجئ محمد تيمور ينادي بضرورة خلق ادب مصري محلي صادق، لا يرتد الى الصحراء ولا يقتبس من أوروبا، بل يستمد مقوماته من واقع المجتمع المصري. اما أخوه محمود تيمور، فقد كتب بالفصحى كما كتب بالعامية، واستلهم الشرق كما استلهم الغرب، واتخذ موقفاً وسطاً بين مذهب " الفن للفن " والمذهب القائل بأن "الفن للمجتمع". ويشغل طه حسين فصلاً هاماً فى تاريخ الرواية العربية برواياته التي صور فيها قطاعات مختلفة من المجتمع، ومنها: " الحب الضائع" و" دعاء الكروان "، و" شجرة البؤس" وإذا كان جميع هؤلاء قد تأثروا بالادب الفرنسي، فقد ظهر من رواد القصة من تأثر بالادب الإنجليزي، ومنهم: عباس العقاد فى روايته الفريدة "سارة". والمازني فى روايتيه " ابراهيم الكاتب " و" ابراهيم الثاني". وبين أولئك وهؤلاء ظهرت " المدرسة الواقعية الحديثة " التي غلب عليها التأثر بالادب الروسي، ومن اعضائها: طاهر لاشين، وحسين فوزي، وحسن محمود، وإبراهيم المصري، ويحيى حقي. ثم ظهر توفيق الحكيم بروايته " عودة الروح " وغيرها، فإذن بمجئ عهد جديد، عهد ارتفاع الرواية من الوطن الى العالم ومن الرجل الى الانسان، وعهد استيفائها جميع العناصر الفنية. وبذلك اصبح الرائد الحقيقي للرواية الذي عبد الطريق أمام غيره من الكتاب المعاصرين، أمثال نجيب محفوظ، وعبد الحليم عبد الله، وعبد الرحمن الشرقاوي، ويوسف السباعي وغيرهم، رغم ما بين الجميع من اختلاف.
 
[[تصنيف:روايات]]