الفرق بين النسختين بتاع: «حنانيا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 6:
هو ابن شيث وقد عينه رئيساً للكهنة، [[كيرينيوس]] حاكم سوريا في السنة السابعة الميلادية، فقد كان التعيين في هذا المركز والطرد منه في ذلك الوقت، يتوقفان على أهواء الولاة الرومانيين.وقد خلع " فاليرويوس جراتوس " حنَّان في السنة الخامسة عشرة بعد الميلاد، ولكن رغم خلعه من رئاسة الكهنوت رسمياً، ظل يمارس نفوذاً كبيراً كأعظم رأس في الكهنوت، واستطاع أن يستخدم أفراداً من عائلته لتحقيق أغراضه. وتبدو حنكته الدبلوماسية في أنه استطاع أن يولى خمسة من أبنائه تباعاً، وصهره [[قيافا]]، رياسة الكهنوت، ولو أنه لم يعش إلى أن يرى ابنه الخامس ـ " حنَّان الثاني " ـ يشغل هذا المركز.
 
و[[حنان بن حنان|حنان الثانيالثانى]] هذا هو الذي أمر برجم يعقوب ـ أخي الرب ـ حتى الموت في 62م. ومما يدل أيضاً على استمرار نفوذه القوي ـ بعد زمن من خلعه من رياسة الكهنوت رسمياً ـ أنه ظل يُطلق عليه لقب " رئيس الكهنة ". وأول مرة يظهر فيها اسمه في الكتاب المقدس، هي عندما اجتمع رؤساء الشعب وشيوخه في أورشليم " مع حنان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والاسكندر وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة " (أ ع 4: 6) والأرجح أن " حنان " هذا هو رئيس الكهنة المذكور في [[انجيل]] يوحنا (18: 19و22) رغم ذكر قيافا أيضاً رئيساً للكهنة (يوحنا 18: 13و24).
 
ومما يستلفت النظر بشدة ما ذكره لوقا البشير :" في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا " (لو 3: 2) وكأنهما كانا شريكين في رياسة الكهنوت. ويبدو أن التفسير المعقول لذلك، هو أن تقدم حنان في السن وقوة شخصيته، جعلا منه رئيس الكهنة الفعلي، بينما لم يكن لقيافا سوى اللقب .
 
كان حنان من [[الصدوقيينالصدوقيون]] الأرستقراطيين، فكان مثلهم في الغطرسة والدهاء والطموح وسعة الثراء، كما كان هو وأسرته مضرب المثل في الجشع والطمع. ويبدو أن المصدر الرئيسي لثرائهم، كان المتاجرة في ما كان يلزم الهيكل من الذبائح والتقدمات من خراف وحمام وخمر وزيت، التي كانوا يجمعونها في المظال الأربع الشهيرة التي كانت تعرف " بمظال أبناء حنان " على جبل الزيتون، مع وجود " فرع " لهم في دائرة الهيكل نفسه. ففي مواسم الأعياد كانوا يحتكرون هذه التجارة ويفرضون أسعاراً باهظة. وهذا يفسر لنا العبارة الشديدة التي وجهها الرب لهم قائلاً: " بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (مرقس 11: 15-19). وقد جاءت عنهم هذه اللعنة في التلمود:" ويل لبيت حنان ! ويل لمن يفحون فحيح الأفعى"!.
 
أما عن الدور الذي قام به حنان في محاكمة الرب يسوع المسيح، فإن كان لا يبرز بروزاً واضحاً في قصة الإنجيل، إلا أنه ـ على ما يبدو ـ لعب أهم دور في توجيه الأحداث. وقد صدق رينان ـ في كتابه " حياة يسوع " ـ في قوْله : " لقد كان حنان هو الشخصية الرئيسية في تلك الدراما، فهو يتحمل أكبر نصيب من لعنة تلك المأساة، أكثر جداً مما يتحمل قيافا أو بيلاطس".لقد كان قيافا ـ كرئيس الكهنة الرسمي ـ رئيساً للسنهدريم الذي حكم على يسوع، لكن حنان العجوز الماكر هو الذي كان يوجه الأحداث.