فروع انثربولوجية الثقافية
3-فروع الانتروبولوجية الثقافية:
*الاثنولوجيا Ethnologie:
يختص بدراسة ثقافة المجتمعات الموجودة وقت الدراسة كمان الثقافات اللى انقرضت بشرط توافر تسجيلات مكتوبة لشهود عاشوا فى تلك الثقافات. ويدرس الأثنولوجى كل ثقافة المجتمع أو المجتمعات اللى يبحثها، و علشان كده يبحث النظم السياسية والاقتصادية و الدين والتقاليد والفنون الشعبية وفروع المعرفة والفنون الصناعية كمان المثل العليا والفلسفات. و اتفق معظم العلما على إطلاق اصطلاح «اثنوغرافيا» على الدراسة اللى تقتصر على وصف ثقافة مجتمع ما، ويطلق اصطلاح «اثنولوجيا» على الدراسات اللى تجمع بين الوصف والمقارنة فالأثنولوجى يهتم بالمقارنة بين الثقافات اللى يصفها الأثنوغرافي، ويهدف الأثنولوجى من تلك المقارنات الوصول لقوانين عامة للعادات الإنسانية ولظاهرة التغير الثقافى و آ ثار الاتصال بين مجموعات أو أشكال على أساس مقاييس معينة.
*علم الآثار Archéologie:
يدرس ماضى الإنسان، ويرمى لتحديد وتتابع التغير الثقافى على مر العصور، ويهدف كذلك لإعادة بناء «عملية تصورية» الحياة الاجتماعية لمجتمعات قبل التاريخ. ويوجد اختلاف جوهرى بين علما الآثار وعلما التاريخ، فبينما يدرس علما التاريخ الفترات المسجلة كتابة للمدنيات الكبرى فى الشرق الأوسط و اوروبا والشرق الأقصى، يهتم علما الآثار بالفترات والمراحل التاريخية الطويلة اللى قضاها الإنسان قبل اكتشاف القراءة والكتابة. ويعتمد عالم الآثار فى دراساته على البقايا اللى خلفها الإنسان اللى تمثل ثقافاته. و توصل العلما لأساليب دقيقة لحفر طبقات الأرض اللى يحتمل وجود بقايا حضارية بها، وتوصلو كذلك لمناهج دقيقة لفحص تلك البقايا وتسجيلها وتحديد المواقع اللى توجد فيها وتصنيفها للتعرف عليها ومقارنتها ببعضها، ويستطيع علما الآثار عن طريق تلك المناهج استنتاج الكثير من المعلومات عن الثقافات القديمة وتغيراتها واتصالاتها بغيرها.
ويتعاون علما الآثار فى أبحاثهم مع المؤرخين والأنثروبولوجيين باختلاف تخصصاتهم، فمثلا يمدهم الأثنوقرافيون والمؤرخين بالمعلومات الخاصة بالثقافات اللى جت بعد أو نمت عن حضارات قبل التاريخ. كما أنهم يستفيدون من أبحاث ودراسات علما الجيولوجيا وعلما النبات والحيوان والمناخ فى تأريخ وتحقيق هوية البقايا اللى يكتشفونها. وكثيرا ما يستخدمون التجارب المعملية لاكتشاف خصائص ومناخ لبقايا «الأركيولوجية»، و علشان كده يحتاج عالم الآثار لمعرفة واعية بالكيمياء والطبيعيات والمهارات الدقيقة. و نجح العلما المحدثون فى اختراع وسيلة جديدة لتحديد عمر البقايا بدقة هيا طريقة «الكربون المشع» وتعرف باسم «C14»، وكثيرا ما يتعاون علما الآثار مع غيرهم من العلما المتخصصين فى انثروبولوجيا الطبيعة وذلك لكثرة تواجد الحفريات الإنسانية مع البقايا الثقافية، وتوضع البقايا اللى يكتشفها علما الآثار فى متاحف خاصة بذلك، ومن أمثلة تلك البقايا الأدوات الحجرية للإنسان القديم كمان قطع صغيرة من الأوانى الفخارية، وحراب و أقواس وسهام قديمة للغاية. وتوجد بعض الأقسام - فى الجامعات الكبيرة المتقدمة - المتخصصة فى علم الآثار وتدرس مبادئ العلم لطلبة أقسام الأنثروبولوجيا بكليات العلوم الاجتماعية، على أن يتخصص الطالب فى الدراسات العليا فى علم الآثار.
*علم اللغويات Archéologie:
يستخدم المنهج العلمى فى دراسة اللغات، ويعتبر واحد من فروع الأنثروبولوجيا الثقافية علشان اللغة واحد من عناصر الثقافةلكن هيا أهم تلك العناصر. وينقسم علم اللغويات لأقسام فرعية أهمها علم اللغويات الوصفي، وعلم أصول اللغات. ويهتم علم اللغويات الوصفى بتحليل اللغات فى زمن محدد ويدرس النظم الصوتية وقواعد اللغة والمفردات، ويعتمد عالم اللغة فى دراساته على اللغة الكلامية و علشان كده يستمع لالمواطنين و بالخصوص أن معظم دراساته تكون متعلقة بلغات كلامية لم تكتب بعد، فيقوم عالم اللغة بكتابة تلك اللغات عن طريق استخدام رموز دولية متعارف عليها. تتركز معظم تلك الدراسات فى المجتمعات البدائية اللى لم تعرف القراءة والكتابة لكن ذات لغة كلامية إذ مافيش مجتمع إنسانى مهما تخلفت ثقافته دون لغة كلامية.
أما علم أصول اللغات فيختص بالجانب التاريخى والمقارن حيث يدرس العلاقات التاريخية بين اللغات اللى ممكن متابعة تاريخها عن طريق وثائق مكتوبة، وتتعقد المشكلة بالنسبة للغات القديمة اللى لم تترك وثائق مكتوبة، وتوجد وسايل خاصة لبحث تاريخ تلك اللغات، يهدف ده القسم لتحديد أصول اللغات الإنسانية.
توجد علاقات تعاونية بين عالم اللغة والأنثروبولوجى الثقافي، وذلك علشان على الأثنولوجى والأنثروبولوجى الاجتماعى أن يدرس لغة المجتمع اللى يبحثه ولا يتم ذلك إلا عن طريق دراسة مبادئ علم اللغويات، لكن من الناحية الواقعية نلاحظ أن علم اللغويات له أقسام مستقلة فى الجامعات، والسبب فى ذلك إمكان دراسة اللغة وتحليل عناصرها بصورة مستقلة عن بقية عناصر الثقافة ويقوم المتخصصون فى تلك الأقسام بتدريس مادة اللغويات وفروعها لطلبة أقسام الأنثروبولوجيا. و تقدم علم اللغويات فى العصر الحاضر ويستخدم دلوقتى مناهج و آ لات دقيقة فى دراسة لغات العالم و علشان كده توصل لقوانين عامة دقيقة لا تقل فى دقتها عن قوانين العلوم الطبيعية.
- ↑ الانتروبولوجية الاجتماعية و الثقافية :عبد الحق منصف؛ عاطف وصفي: الأنثروبولوجيا الثقافية (2020/01/07).
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|date=
(مساعدة) والوسيط|title=
غير موجود أو فارغ (مساعدة)