مستخدم:خرياسوس المدون/الحرب النفسية

الحرب النفسية والحيوانات

تعديل

في سياق الحرب النفسية.. و عن إيه اللي يرفع معنويات الجنود.. و إيه اللي ينزل بيها للحضيض.. النهاردة عايزين نتكلم عن قط...

القط اللي في الصورة دا قط بلدي اسمه "سايمون Simon".. كان عنده سنة لما اتسلل في الميناء لفرقاطة عسكرية تابعة للبحرية الملكية اسمها "أميثس HMS Amethyst"..

لقاه بحار اسمه " جورج George Hickinbottom".. عنده 17 سنة.. أخد القط و لاحظ انه هزيل جدا و صحته مش كويسة.. و خباه عنده في الكابينة.. و بدأ يقسم معاه الأكل و يعتني بيه لحد ما استرد قوته...

بدأ خبر وجود سايمون علي الفرقاطة يتسرب.. ووصل الخبر للقبطان اللي طلب استدعاء جورج و معاه القط.. و لما وصل جورج لقمرة الربان الغاضب.. قفز فجأة من يد جورج و انقض علي كومة أوراق في الركن.. و انتزع منها فأر ضخم.. و قتله علي الفور...

ووقع القبطان في غرام سايمون.. و سمح له بالبقاء علي الفرقاطة...

و كان سايمون ودود جدا و لطيف.. و الطاقم كله حبه.. و كان مش سايب فأر واحد علي الفرقاطة.. الفئران اللي أرقت نوم البحارة و ضايقتهم شهور.. بقت نادرة للغاية.. و كان من المعتاد إنهم يقدموا من طعامهم لسايمون و يلعبوا معاه.. وكان في المقابل بيقتل الفئران و يجيبها لحد مقاعدهم أو يحطها أمام فراشهم كهدايا..

و اتعود البحارة مع الوقت علي وجود سايمون و اعتبروه تميمة حظ..

حتى لما أتغير ربان الفرقاطة و حل محله "الربان سكينر Lieutenant Commander Bernard Skinner".. وقع في هوى سايمون بمجرد ما شافه...

كان سكينر عنده مهمة انه يتحرك لمدينة صينية اسمها "نانجينج Nanjing" اثناء الحرب الأهلية الصينية.. عشان يبدل مع مركب الخدمة هناك.. و بدأ فعلا يتحرك.. و اثناء عبوره لنهر "يانتزي Yangtze River".. القوات الصينية فتحت عليه مدفعيتها...

كان سايمون في كابينة الربان.. لما انهالت القذائف و اصيب القبطان.. و اصابت سايمون رصاصة من مدفع رشاش و عشرت الشظايا.. و بينما القبطان مات متأثرا بجراحه.. زحف سايمون لحد ما وصل لجورج.. رفيق عمره القديم...

خده جورج للقسم الطبي.. و بدأوا ينظفوا جراحه.. بس الطبيب قال لجورج ان سايمون مش حايعيش لغاية شمس الغد...

و الغريب ان سايمون عاش...

عاش و كان راقد علي جانبه في العيادة بيلهث طول الوقت.. و جسمه ممزق تقريبا.. و كان جورج بيطعمه قطرات من اللبن أو الحساء عن طريق قماشة مبتلة بيعصرها في فمه...

كانت الفرقاطة اتحاصرت و رست في النهر.. مش عارفة تتقدم و لا تتراجع بسبب نيران القوات الصينية.. و بالرغم من إنها كانت مسلحة.. بس معنويات جنودها انخفضت للغاية خصوصا مع موت القبطان...

و كان جورج بيراعي سايمون اللي فضل عايش بمعجزة ما.. بالرغم من تأكيد الطبيب يوميا ان القط مش حيعيش...

و بدأت المفاوضات مع الصينينن.. مفاوضات شوية و تبادل اطلاق نار شوية.. و كانت التعليمات لدى ضابط السفينة اللي حل محل القبطان سكينر.. حسبما قالهاله علي فراش الموت.. هي ألا يستسلم طاقم الفرقاطة.. مهما كان الثمن...

حتى لو كان الثمن حياتهم نفسها...

و كانت الجثث ملأت السفينة.. و بدأت الفئران ترجع من جديد.. و رائحة الموت في كل مكان.. و اجتمع الربان مع البحارة اليائسين.. و كان بعضهم قد قرر الاستسلام فعلا.. و بعضهم بيعارض.. و حصل انشقاق مروع علي الفرقاطة...

و بينما كان الجميع بيتباحث.. فوجئوا بسايمون بيدخل المكان في هدوء.. و بيتأمل الموقف للحظات.. و بعدين بيطارد فأر عملاق.. قبل ما يمسكه و يقتله...

بمعجزة ما.. بشكل مش مفهوم.. القط شفى...

و هتف البحارة فجأة.. بعدما اخيرا لقوا حاجة تفرحهم و لو بسيطة.. وسط كل الرعب و القتل و اصوات الرصاص..

كان سايمون في الحظة دي مش مجرد قط.. بل إشارة لهم إنهم يقدروا يهزموا الموت و إن "أميثس HMS Amethyst" لم تسقط...

و مع ارتفاع معنويات البحارة.. عادوا لتبادل اطلاق النيران مع الصينيين.. و فضلت المعركة مشتعلة بين الطرفين.. و اطلاق النار لا يتوقف..

و ظل سايمون يقوم بدوره و يصطاد الفئران.. لحد فجر 31 يوليو 1949 لما لاحت في الأفق المدمرة البريطانية "كونكورد Concord".. اللي اطلقت قذائفها علي القوات الصينية.. و قدرت تنقذ الفرقاطة المحاصرة و ترافقها إلي الوطن...

بعد عودة الفرقاطة.. اصبح سايمون شخصية عامة.. و حصل علي العديد من الأوسمة و النياشين.. من بينها "صليب الملكة فيكتوريا Victoria Cross"..

اتعين ملازم مخصوص لخدمة سايمون و تلقي الأوسمة و النياشين على شرفه و الحفاظ عليها.. كان اسمه "ستيورات هت Stewart Hett" و كان لقبه العسكري "ضابط القط cat officer"..

مع العودة للوطن.. دخل سايمون الحجر الصحي زي باقي الحيوانات عشان يتم فحصه.. بس للأسف في الحجر الصحي أصيب بعدوى فيروسية.. و تفاقمت مع انهيار مناعته بسبب جراح المعركة..

و في 28 نوفمبر 1949 غمض سايمون عينيه للمرة الأخيرة.. و مات في الحجر الصحي في هدوء..

اتعمل لسايمون جنازة عسكرية حضرها كل طاقم الفرقاطة أميثس...

سنة 1950 أهدي الكاتب الإيطالي "بول جاليكو Paul Gallico" روايته "جيني Jennie" للقط سايمون...

الإبتسامة و التحية و التقدير والأشياء البسيطة جدا اللي بتبدو لك بلا قيمة.. بترفع معنويات الجنود و تدعمهم...

ما تبخلش علي جنودك بيها..


مراجع:


1 - http://www.purr-n-fur.org.uk/famous/simon.html

2 - http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/england/devon/7072669.stm

3 - Heroic Royal Navy ship's cat remembered in new book". Staffordshire Newsletter. 12 December 2014.

4 - https://books.google.ae/books?id=Y_pHGfV-xAwC&pg=PA173&redir_esc=y&hl=en#v=onepage&q&f=false

حاجات كتير علي بساطتها بتأثر في معنويات الشعوب و الجيوش.. و بتخليها تنتصر أو تنهزم..

كنا اتكلمنا مرة هنا عن القط "سايمون" اللي اتسلل في الميناء لفرقاطة عسكرية تابعة للبحرية الملكية.. و تمر الأيام و يكون "سايمون" سبب في إنقاذ الفرقاطة نفسها من الدمار و الأسر.. قصة القط سايمون في أول مرجع للي يحب يرجع لها...

"سايمون" له قط بلدياته اسمه "توجو Togo".. القط اللي نايم في فوهة المدفع في الصورة دا.. لعب دور مماثل مع الفرقاطة "دريدنوط Dreadnought"..

كمان في قصة لدب سوري اسمه "فويتك Wojtek".. حصلت عليه قوات الحلفاء و هو رضيع.. و كبر وسط الجنود.. و بقى بيسليهم و بيساعدهم في نقل صناديق الطعام و الذخيرة...

"فويتك" كان له دور في حصار محدود حصل في معركة "مونت كاسينو Battle of Monte Cassino" لما هجم الألمان علي سرية صغيرة.. و كادوا يفتكوا بالجنود.. لولا برز فجأة "فويتك" و هو بيحمل صندوق ذخيرة بيديه و بيتقدم به علي قدميه الخلفيتين قادماً من خلف جنود الحلفاء في مشهد رهيب..

بتبقى حاجات بسيطة جدا.. فيلم سينمائي.. حيوان أليف.. صورة.. عبارة.. منشور.. بتأثر في معنويات الناس و تفرق معاها كتير في وقت الحرب..

أوعوا تفتكر إنهم بيشجعوا غانا و بوركينا فاسو و موزامبيق اعتباطاً.. و للا عشان مستنيين "مرسي يرجع" عشان يحبوا بلدهم...

دي تعليمات بينفذوها...

هو فعلا عايز الفريق التاني يكسب.. و عايز يخليك تقرا جملة "هزيمة مصر".. حتى لو في ماتش كرة.. عايزك تحسها.. و تتخلل وجدانك و تنفذ إلي أعماقك.. و تحس بمرارة الهزيمة.. و تتهزم بالفعل من جواك...

كان المفترض طبقا للخطة إن مايتلعبش ماتش إمبارح.. المفروض مكانش يبقى في أصلا منتخب..

مصر بالذات كان متحضر لها مصير يخلي الصومال جنبها جنة الله في الأرض.. دايما عبر التاريخ كل أقطار الدنيا كانت بتتهزم و تقع.. و بعدين ييجوا عند عقدة اسمها "مصر" و تفشل الخطط كلها...

و هم دارسين تاريخ كويس أوي.. و عارفين قيمة مصر كويس اوي...

و مع ذلك.. دا حصل برضه المرة دي.. محدش معاه كتالوج للمصريين...

فالحقيقة أنت كان متحضر لك "فناء".. ماتقومش بعده و لا بعد مليون سنة.. راجع كده الأحداث؟ إرهاب مع تدمير بنية مجتمعية مع حزمة أوبئة مع نيل مش موجود مع مجاعة مع ردة فكرية و مجتمعية مروعة مع تخلف عقلي مخليك تصدق أي حاجة في أي وقت مع إقناعك إنه مفيش فايدة من التعليم و لا له أهمية لأنك فاشل.. ضعيف.. مالكش لازمة.. جاهل.. و أي حاجة أو أي كلمة ممكن تحبطك و تتعسك و تدمرك و تكرهك في حياتك.. لدرجة إنهم عملوا فعالية للتشجيع على الإنتحار...

أنت مكنتش حاترجع للقبلية.. و نبقي قبائل متناحرة.. لا.. دا هو كان بيحاول يفككنا على مستوى الأسرة نفسها.. يعني مفهوم الأسرة اللي هو أقل رتبة من القبيلة مش حيكون موجود.. و الأخ يقتل أخوه و يدبح أبوه عشان دا مع داعش و دا مع النصرة و دا عايز شفيق و دا بيحب أبو الفتوح.. و دوامة قاتلة مالهاش نهاية.. أو بمعنى أدق.. هي نفسها النهاية.. و مالهاش قومة...

في سبيل دا مارس عليك كل أنواع الحرب النفسية.. و مع ذلك احنا اتحملنا الضربة تلو الأخرى.. و ردينا علي العدو بنفس سلاحه و.. و هزمناه...

الموضوع أكبر من ماتش كورة و بطولة.. نصهم أصلا محرمين كرة القدم و مش بيتابعوها.. دلوقتي بقت حلال وبقوا بيشجعوا الفرق الإفريقية؟؟ طبعا لا.. هي تعليمات و جزء من خطة الحرب النفسية...

و لمرة تانية هو إمبارح اتهزم هزيمة مروعة.. هو شاف بعينه الملايين اللي بيشحنهم و يسمم حياتهم كل يوم بالشائعات و الكراهية و الحقد.. و هم سايبين بيوتهم في البرد و بيتفرجوا علي الماتش في الشوارع.. شافهم و هم بيحتفلوا في الطرقات.. و شاف فرحتهم بفوز بلدهم.. اللي امتدت لساعات الفجر الأولى.. و خلته عرف إن كل اللي عمله الفترة اللي فاتت راح هدر...

محدش مننا كره بلده.. و لا يأس من الوقوف خلفها.. و لا بطل يدعمها....

مليارات اتصرفت و هاشتاجات و إشاعات و كذب و حقد و طاقة سلبية.. و كل دا اتبدد في ثواني و راح على مفيش...

فالموضوع أكبر من مباراة أو بطولة.. هي حرب نفسية كاملة.. كرة القدم بالذات ليها تأثير قوي للغاية في نفسيات الشعوب وقت الحرب..

المرة دي مش حاجيبلك مراجع.. لو مش مصدق.. تقدر تبحث بنفسك عن "دور كرة القدم في الحرب العالمية الأولى Role of Football in World War One".. و شيل بعد كده كلمة "الأولي" و شوف في بحث جديد "الحرب العالمية التانية".. و الحرب الأهلية الإسبانية.. و حرب الجزائر.. و أي حرب حديثة تخطر على بالك...

يعني نقدر نقول إن لعيبة مصر دورهم مايقلش إطلاقا عن دور "الشئون المعنوية".. اللي يفترض إنها بترفع من معنويات الناس وقت الحرب.. عشان كده الكابتن "عصام الحضري" اتحول لبطل قومي في لحظات.. من غير ما الناس تعرف ليه و لا هو يعرف ليه.. بس هو دا التأثير النفسي للموضوع...

المنتخب و على رأسه عصام الحضري حرقوا دم الأعداء كارهي الوطن.. و أسعدوا الملايين.. أسعدوا آلاف الجنود على الحدود.. و رفعوا روحهم المعنوية.. و بالتالي كفاءتهم القتالية..

أيوه.. الموضوع فعلا بالأهمية دي...

إحنا انتصرنا بالفعل.. و هزمناهم هزيمة نفسية مروعة.. و بإذن الله نكمل و نحمل الكأس.. و تبقي ضربة قاضية في المعركة الحالية.. اللي بتكتب فصل جديد من فصول الحرب النفسية..

ممكن ماتكونش مهتم كتير بإنك تعرف عن الحرب النفسية و تقنياتها.. بس صدقني.. الحرب النفسية مهتمة بك...

وخليك دايما فاكر جملة نابوليون:

"الحروب تنحسم في صدور الرجال، قبل أن تنحسم في ميادين القتال"..

مجموعة من الأصدقاء بعتت تسأل عن موضوع الحرب النفسية و الحيوانات، بعدما اتكلمنا عن القط "سايمون" و بلدياته "توجو" و الدب "فويتك" قبل كده.. الكلام دا موجود فعلا؟ و يا ترى في حد لسه بيستخدم الحيوانات في الحروب؟

قصة "فويتك" و "سايمون" و القط "توجو".. موجودين في اول و تاني مرجع للي يحب يقراهم..

الحيوانات اللي استخدمت في الحروب كتير جدا.. نفتكر منها قصة شهيرة للماعز الكندي "الرقيب بيل SGT. BILL" اللي احتفظ بيه الجنود كتميمة حظ، في الحرب العالمية الأولى.. و اصيب معاهم بجروح و عشرات الشظايا و فضل حي.. و فقد مرة.. و رجع القاعدة لوحده.. و دخل الحبس مرة بتهمة إتلاف معدات عسكرية.. لأنه التهم بنطلون قائد الوحدة...

"بيل" أنقذ مرة أرواح 4 جنود دفعة واحدة.. لما نطحهم فجأة بدون سبب و ألقاهم في خندق و قفز وراهم.. قبلما تنفجر قذيفة في المكان اللي كانوا فيه من ثواني.. و دا خلاه خد وسام "نجمة 1914 - 1914 Star" ووسام النصر.. و اتعمل له فيلم مخصوص اسمه "الرقيب بيل الذي لا يقهر The Invincible Sgt. Bill" يعرض مايو القادم..

أما البطة "سيواش Siwash" فدي كسبها جندي بحرية في لعبة بوكر في نيوزيلاندا.. و سافر بيها علي المركب المتجهة إلي "جزر مارشال Gilbert Islands" في بداية "معركة تاراوا Battle of Tarawa".. و قبيل الرسو كان الجنود محبطين للغاية و روحهم المعنوية منخفضة.. لكن "سيواش" نزلت معاهم و مجرد ما وصلت للشط.. دخلت فجأة في صراع عنيف مش مفهوم مع ديك ياباني.. و قتلته..

المعركة الصغيرة دي رفعت معنويات الجنود.. و اترفع بيها للقيادة تقرير رصين للغاية.. اتكرمت على إثره "سيواش" و اتعمل لها بيت مخصوص في حديقة الحيوان.. و اتقرر صرف حصة من البيرة لها طول حياتها.. نظراً لأنها كانت مدمنة بيرة.. لحد ما ماتت سنة 1954 بفشل كبدي بسبب الكحول...

أما الرقيب "ريكليس Reckless".. فدي كانت فرسة شابة.. باعها ولد كوري لقوات المارينز سنة 1952، عشان يجيب بثمنها طرف صناعي لأخته الصغيرة اللي فقدت ساقها بسبب لغم أرضي...

و في مارس 1953، خلال معركة "نقطة فيجاس Battle for Outpost Vegas".. "ريكليس" قامت بـ51 رحلة للجبهة، بإجمالي 90 كيلومتر تقريبا.. شالت خلالهم أكتر من 4 أطنان من الذخيرة للجنود بلا مرافق.. و بالرغم من إنها أصيبت و اتضربت بالرصاص.. بس فضلت تؤدي مهمتها..

بعد المعركة اتعمل احتفال لريكليس و جابوالها ورد و عملولها تورتة عيد ميلاد.. و احتفلت "ريكليس" و أكلت التورتة و.. و الورد...

"ريكليس" تقاعدت و ماتت في سلام سنة 1968 في معسكر من معسكرات الجيش...

و بينما الفيل الهندي " لين وانج Lin Wang".. حارب في صفوف اليابانيين و الصينيين معاً و كان بيبيع مجهوده لأي حد من الفريقين يلوح له بلبشة قصب، في "الحرب اليابانية الصينية الثانية Second Sino-Japanese War".. باعتباره لا صيني و لا ياباني.. فعلى العكس.. كان الكلب الوولف "نيمو Nemo A534".. اللي دافع بحياته عن شفرة الإتصال الأمريكية في فيتنام.. لما كان مع الجندي اللي بيعتني به، و كان جندي إشارة.. و حاصرهم مجموعة من الأعداء عشان يحصلوا على اللاسلكي.. وصديق "نيمو" اصيب و فقد الوعي.. و زميله هرب عشان يستدعي مساندة.. و نيمو وقف فوق جسد رفيقه يدافع عنه و عن اللاسلكي...

فقد نيمو عينه اليسري.. و اتكسر فخده و أصيب بعشرات الجروح بس فضل يدافع عن اللاسلكي لمدة ساعة تقريبا.. لحد ما وصلت النجدة..

لما وصلت النجدة اعتبرهم "نيمو" من الأعداء برضه... و رفض يسلمهم اللاسلكي أو يسمحلهم بالاقتراب.. لدرجة إنهم اضطروا يخدروه عشان يعالجوا صاحبه.. "نيمو" لما أحيل للتقاعد بدأ يكتئب و يمتنع عن الأكل.. فاضطروا يرجعوه للخدمة.. و كان مبسوط و استرد صحته.. وفضل يشتغل طول حياته...

و في عصرنا الحالي في "برنامج البحرية الأمريكية للثدييات البحرية United States Navy Marine Mammal Program".. اللي بدأ من الستينات.. و دا بيدرب الدرافيل و كلاب البحر عشان تبقى جنود مقاتلة أو قوات استطلاع بحرية.. بيستعملوها لمهاجمة الضفادع البشرية المعادية، لأن الدولفين ذكي مش بهيم زي القرش.. و فرصة إنك تنجو من قرش بيهاجمك أضعاف فرصة إنك تنجو من دولفين بيعمل الشيء ذاته...

بيستخدموها كمان لمراقبة الغواصات و مرافقة القوات الخاصة و الكشف عن الألغام و انقاذ الغواصين وغيرها.. روسيا عندها برنامج شبيه بالمناسبة اسمه "دلافين القرم Dolphins of Crimea"...

قصص الحيوانات اللي ساعدت الجيوش كتير.. معظم الحيوانات دي اتكرمت.. كرمتها بلادها و عملت لها تماثيل و منحتها نياشين.. بينما ماكرموش أي حد من جواسيسهم اللي خان بلاده من أجلهم.. بيعتبروه خائن و قبض الثمن.. و خلاص...

الموضوع بيخليك تتساءل عن موضوع ذكاء الحيوانات بشكل أكبر.. أو عن غباء بعض البشر اللي بيخونوا أوطانهم أو يسعوا إلي خرابها.. و تديهم مكانتهم الحقيقية.. كمخلوقات أدنى من الحيوان...

مش حتلاقي تمثال لـ"حسن البنا" و لا "أبو بكر البغدادي" و لا "أردوغان" في الولايات المتحدة.. بس حتلاقي كذا تمثال للكلب "نيمو"...


مراجع


3 - http://www.dailymail.co.uk/news/article-2011621/Meet-dolphins-sea-lions-war-U-S-Navy.html

4 - http://www.tsna.org/7thafnews/aug091967.html

5 - https://www.facebook.com/SergeantBill/videos/2032923023600308/

6 - http://www.veterans.gc.ca/eng/remembrance/information-for/students/tales-of-animals-in-war/2013/goat

7 - Animals in War: Jilly Cooper: http://www.jillycooper.co.uk/books/book_animals.html

8 - https://en.wikipedia.org/wiki/Lin_Wang

الحرب الإعلامية

تعديل

ممكن خصمك في إطار الحرب النفسية "يبدو" لك إنه معاك.. و يبدو إنه حليف..

و تلاقي أكونته على السوشيال ميديا "يبدو" مؤيد و داعم للدولة.. بس غالبا حتلاقيه باسم وهمي "الصقر المجنح".. "بطل ماعرفش ايه".. "الجندي المجهول".. "أبو جلمبو".. اي نيلة.. و مالوش صورة شخصية.. و دايما بينشر كلام من دا.. و غالبا الأكونت جديد بقي له سنة أو اتنين بس..

"العميد شعراوي في إرهابي هاجمه عند بيته بس ماشاء الله.. البطل تمكن في لحظات من تدمير الإرهابي.. عاش البطل.. برافو يا شعراوي.. عاش يا سيادة العميد..."

الكلام دا ضدك و نشره يضرك و يضعف معنوياتك من غير ما تشعر...

الرسالة الأولى اللي بيوصلهالك: "إحنا عارفين بيوت رجال الحرس الجمهوري.. و هم و أسرهم مش في أمان"..

طبعاً دي رسالة مزيفة.. بس عايز يوصلها لرجال الحرس الجمهوري و لجنود الجيش من خلالك..

الرسالة التانية "إحنا قربنا أوي من الرئيس"..

و دا طبعا يخليك كمتابع قلقان و متوتر طوال الوقت..

الكلام اللي في الصورة دا مش صحيح.. محدش ينشر الهبل دا..