مستخدم:خرياسوس المدون/الحرب على الإرهاب

خواطر

تعديل

يا ترى مين القادم منكم؟

الدور علي مين؟

مين منكم حايسيب صقيع الجبل اللي مستخبي فيه زي الفأر.. محروم من طعام نظيف.. من مياه نقية.. من دفء إمرأته، و من علاج آدمي.. عشان ينزل ويحاول يضرب الجيش المصري، و يظفر بالجحيم الابدي؟

ما تقوليش من فضلك إنك شهيد و الجنة و ربنا حاينصرك و الكلمتين اللي ضحكوا عليك بيهم و هم قاعدين في التكييف في فنادق الدوحة و أسطنبول.. كان بان عليك اي مقدمات حتى إن ربنا حاينصرك.. كان ظهرت أي بوادر إن الله بيؤيدك..

إنما أنت مذعور خائف بردان مستخبي.. مستني قذيفة تشويك حياً في أي لحظة...

دا أنت حتى مش عارف تنام كويس قرير العين...

ماتقوليش مسلمين و جهاد و كفار و العبط دا أرجوك.. مفيش مساجد "أذن الله لها أن ترفع و يذكر فيها اسمه" قد ما هو موجود في مصر...

بتعمل ايه و لصالح مين؟

و مقابل إيه؟ مين باعتك تواجه دبابات و مدرعات و سلاح جوي كامل و سلاح بحري متفوق و أنظمة رادادر و دفاع جوي و دفاعات أرضية و راجمات و فرق كوماندوز و قوات مشاة محترفة بسلاح محمول؟

ممكن تنتصر إزاي؟؟

محدش من اللي مشغلينك حاسس بيك..؟ دول بيدولك مدفع رشاش و يرموك قدام دبابة...

أنت متساويش عندهم تمن القذيفة اللي حاتحرقك حيّ...

بيربطوا فيك قنبلة و يقولولك "روح الجنة".. لو هم شايفين فعلا إنك رايح الجنة و بتجاهد و شهيد.. كانوا راحوا نسفوا نفسهم قبلك...

محدش شايفك شهيد و لا معبرك و لا شايفك بطل و لا معتبرك بني آدم.. بتموت هدر...

عايش في جوع و برد و خوف و رعب و إحباط و يأس...

إمتي تنزل قذيفة تهد الدنيا علي دماغك و تشطبك من الوجود؟ دلوقتي؟ كمان ساعة؟ كمان عشر دقايق؟ و انت نايم بنص عين؟ و انت بتقرا كلامي دا؟

من التالي؟

زي النهاردة من سنة.. نزلت من غرفة دافئة في فندق.. ووقفت علي رمال سيناء ليلاً...

البرد صديقي و بحبه.. بحب الشتاء و المناخ البارد عموما..

برد الليل بالذات ممتع دايما لما نتكلم عن راكية الحطب و الشاي اللي بيغلي علي مهل.. و الكاكاو الساخن و البالطو الكشمير و البطاطين الصوف.. و الغرف الدافئة في الفنادق.. تسترخي علي سرير وثير دافيء و تاخد في حضنك كتاب.. و تحط الكتاب علي وشه مفتوح عشان ماتضيعش الصفحة و تبدأ تتخيل لو كان خيالك واسع زيي..

يا ترى كام واحد نام علي السرير دا قبلك.. كام واحد القي بنفسه علي الفراش و تأمل السقف في سعادة بسبب خبر مبهج.. كام واحد التقي في الغرفة دي بحبيبته.. و كام واحد قطع مئات الأميال عشان يختلي بنفسه و يتكور في الفراش دا بالذات و يبكي في صمت.. كام واحد اتمدد علي الفراش و مسك التليفون و حكي سر خطير لا ينبغي أن يعرفه أحد.. كام واحد كان مريض.. و كام واحد تدثر بالغطا دا و نام في هدوء علي الفراش دا بالذات.. و.. ومات...

بس برد الليل في الشتاء في سيناء شيء مختلف...

برد سيناء بيدخل مباشرة إلي عظامك و تحس إنه جمّد نخاعك.. و إن حركة مفاصلك في حد ذاتها مؤلمة.. كأنك آلي اتركن سنين في مخزن خردة و محتاج تشحيم...

اتمشيت.. الحركة مؤلمة و دمك تحس إنه اتجمد في عروقك..

في برد شتاء ليل سيناء تبدأ تتفهم تماما إزاي ربنا سبحانه و تعالى لمّح لباب في جهنم يكون فيه العذاب بالزمهرير.. حيث تتجمد العيون في المحاجر و تتجمد الأنفاس في الصدور من شدة البرد...

بس أنا ملك البرد.. ملك الليل.. أنا البرد و الجمر و اللهب و المجهول...

في الظلام وقفت.. الجبال متراصة زي الاشباح.. النجوم في السماء اوضح مما ينبغي.. السماء نفسها في غاية الصفاء علي نحو ما يعرفهوش ابناء معظم المدن..

العيون المضيئة اللي مرت أمامي في الظلام لا يمكن إلا أن تكون عيون ثعلب.. متدثر بفرائه الثقيل الجميل بيبحث عن رزقه.. بص لي للحظات و بعدين أدرك إني مش مصدر غذاء و لا مصدر خطر.. و مضى في طريقه...

كان الظلام سيد الموقف بس تقدر بسهولة تشوف الدبابة الرابضة على بعد مائة متر تقريبا.. وحش حديدي بارد ساكن.. بس يقدر يحول الليل لنهار و السكون لزلزال و الصمت لزئير لو شاء...

علي برج الدبابة كان في جندي قابع في الظلام.. متدثر بخوذته و درعه و كلتا يديه على مدفع البرج...

البرد يضرب كل خلية في جسمي.. اقبض قبضتي فاشعر بصوت لمفاصلي.. كأنها مفصلات حديدية تئن.. أضم قبضتي و ابسطها عدة مرات.. و أأكد لنفسي اني ماتجمدتش حتى الموت.. اخطو خطوتين في بطء...

برد الجبل بينخر في أعماقي.. بس أنا قادر على مواجهته.. أنا الجبل ذاته...

الجندي الرابض علي برج الدبابة يلتفت لي.. راسه اتحركت في سلاسة و يسر.. كأن البرد لا يؤثر فيه اطلاقا.. هو بالنسبة لي كتلة سواد لا أرى ملامحها.. و أظن إن أنا كمان كنت كذلك بالنسبة له...

رأسه ماتحركتش عني.. لابد إنه ركز بصره علي شبحي في الظلام.. كما ركزت بصري عليه....

و مرت دقائق..

يا ترى دار بيننا نوع من التخاطر العقلي فعلا و للا اتهيألي؟ مش عارف...

ماعرفتش اسمه و لا سنه..

كل اللي عرفته انه قرر يحمي الأرض دي.. وراه بيت فيه أم و أب و أشقاء.. عنده فتاته اللي بيحبها و عشرات الأحلام.. و عشان كده هو هنا.. و عشان هو هنا.. البيت في أمان...

عدّا عليه ألف عدو بألف وجه.. هكسوس.. رومان.. ترك.. إنجليز.. إسرائيليين.. و كلهم ذهبوا أدراج الرياح.. و بقي هو..

- "لا.. محدش ذهب أدراج الرياح.. أنت واقف على تراب جماجمهم..."

"أنا حامي الأرض دي من آلاف السنين.. بيقولولكم انهم 7000 سنة.. بس الحقيقة هم أكتر من 33 ألف سنة..."

كنت قربت منه كتير و انا بامشي ببطء بدون وعي.. دلوقتي اقدر اشوف ملامحه و يشوف ملامحي...

ابتسمت له و حسيت وشي بيتشقق من الابتسامة من فرط البرد.. كأن أبو الهول بيبتسم.. فابتسم ابتسامة خفيفة و أومأ برأسه ايجابا في ثقة...

اتسعت ابتسامتي و استدرت ارجع الفندق..

و المرة دي كنت حاسس بدفء غريب...

مش حاسس بالبرد خلاص.. أنا الصخر ذاته.. أنا الجبل..

و تردد صوته في عقلي:

- "و أنا باحميك"...

لما تنام دافيء في بيتك النهاردة افتكر ان مصدر الدفء مش الراكية لو كنت في الصعيد.. و لا الفرن لو كنت في الريف.. و لا التكييف لو كنت في المدينة و لا المدفأة لو كنت في بيتك و لا البطانية لو كنت في سريرك...

مصدر الدفء هو ذلك القابع في البرد، في الظلام.. من 33 ألف سنة.. علي الحدود...

"النظام بيعمل تفجيرات في نفسه عشان يقلل شعبيته"...!

يعني مش كفاية إنك إرهابي قاتل.. حياتك رايحة هباء.. و حاتتمسك حاتتمسك.. لأ كمان اللي بيحاول دعمك متبحر في الغباء..

قاتل يدعمه أهبل.. اي نجاح ممكن تصوره لفريق كهذا؟

بكرة يتقبض علي الفاعلين.. و يترموا في السجن لحد ما يعفنوا.. و بعدين يتدلوا من حبل المشنقة..

ماسابوش حاجة لأسرهم غير العار.. و فرد في الاسرة اتحكم عليه بالإعدام عشان إرهابي قاتل...

يبدأ الجيران يعاملوا اسرة المحكوم عليه بمنتهي التقزز و الجفاء.. و يتعرضوا للأذى مرة ورا مرة.. لحد ما ميلاقوش مكان يأويهم...

عارف إزاي بيتم تنفيذ حكم الإعدام؟

إنهم يلبسونك حلة حمراء زاهية بلون الدم.. ثم يودعونك في زنزانة إنفرادية.. تعدّ الساعات و الدقائق.. تسمع صوت المفتاح المعدني في قلب قفل الزنزانة كل موعد طعام أو غيره.. و تتساءل في رعب و يأس: "هل حانت اللحظة"؟

ثم فجأة، يوقظونك ذات يوم؛ في السابعة صباحاً، دون إنذار مسبق.. و يقتادونك إلي غرفة حجرية كئيبة.. يتوسطها حبل و كوّة معدنية..

ثم يقترب منك الجلاد الشهير بـ"عشماوي".. و يضع فوق رأسك كيس قماشي أسود.. ثم يقيد يديك خلف ظهرك.. و يلف الحبل الغليظ حول عنقك.. ثم يلتفت إلي قائد السجن.. منتظراً إشارة التنفيذ..

ثواني تمر عليك كأنها سنوات.. يجذب الذراع المعدنية فتنفتح الكوة تحت قدميك.. و يسقط جسدك في الفراغ و تتحطم فقرات عنقك بمنتهي العنف و بصوت مسموع.. تسمعه أنت نفسك عبر أذنك الداخلية.. مع آلام تفوق الوصف..

يظل مخك حياً لدقيقة كاملة تقريبا.. يعاني آلاما رهيبة دون أن تستطيع الصراخ أو الحركة.. قبل أن تغيب عن الوجود...

دقائق و ساعات الإنتظار دي بتمر عليك أسوأ من ألف حكم إعدام.. بتتمنى فيها الموت ألف مرة.. بتتمنى تنام و تصحا تلاقي دا مجرد كابوس.. بس للأسف هو حقيقة رهيبة..

صدقني أنت مش قد "دولة".. و مش أشطر من اللي وقعوا قبلك..

أنت جاي للمشنقة و لحظاتها الرهيبة.. جاي.. يا ترى مين شافك؟ امتي يقتحم رجال الأمن بيتك؟

مين من معاونيك حيبلغ عنك و يعتبر شاهد ملك و ينفد بحياته؟

صدقني أنت جاي.. في شعب كامل بيدور عليك.. و حيلاقيك...

أنت مجرد حشرة حايتم سحقها عاجلاً أم آجلا...

ارهابكم_لا_يخيفنا

تنظيم "جاحش" نشر فيديو عن عملية الكنيسة البطرسية...

لو حللنا الفيديو دا بهدوء و بشكل علمي.. نلاقي إن التنظيم عمل 4 حاجات جديدة تماما..

الأولى: ماسماش نفسه خلاص "ولاية سيناء".. سمى نفسه "تنظيم الدولة الإسلامية في مصر"..

يعني باختصار بيزرع في عقول الناس إنه "مصر زي غيرها من الدول اللي حواليها".. و بيربي في عقلك الباطن الإحساس بعدم الأمان.. بيحاول يبث فيك الخوف.. و يفقدك الثقة في القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية...

بيقول لنا "انا توسعت و كبرت و انتصرت"...

بيقول للجندي اللي واقف يقاتله على الحدود بطريق غير مباشر: "انا تجاوزتك".. مابقاش اسمي "ولاية سيناء" و محصور في بقعة جغرافية معينة.. انا "دولة" جوا "مصر" كلها...

شوف تغيير بسيط في عبارة بسيطة ممكن يأثر فيك إزاي؟

معلش هو مين قالك انك انت أصلا كان اسمك "ولاية سيناء" عشان تغيره؟.. يا مولانا انت اسمك "جاحش" من أول يوم و لحد النهاردة...

الثانية: بيرفع روح رجالته المعنوية اللي انهارت بعد عملية "جبل الحلال"..

بيقول لهم: "لأ شوفوا.. افتكروا.. احنا واصلين للعمق.. عملنا عملية تقيلة و نجحنا.. إحنا حننتصر..."

الثالثة: بيقولك: "حانسقط القاهرة خلاص و نحتلها.. بيتكلم بصيغة إن "دا مؤكد".. و إنه قادر و قوي و "ماشي خلاص في السكة دي".. و النقطة دي بتساعده على تدعيم النقطة الأولى و التانية...

الرابعة: بدون قصد و بسبب الضغط عليه.. نسّق مع الإخوان بشكل مفضوح.. طول عمر تنسيقهم متداري من بعيد لبعيد.. المرة دي هي اتلعبت "طلع انت إشاعة سيناء حايدوها لإسرائيل.. و أنا أنزل بفيديو".. و التوقيتين مثيرين للريبة...

بس هو راهن على إن كم الرهبة اللي حايبثه في الفيديو مش حيخلي حد يربط الأمور...

التنظيم الإرهابي ده بارع في الحرب النفسية.. أو للأدق.. "اللي مشغله" بارع في الحرب النفسية.. التنظيم و اعضاء التنظيم مجرد حمير طبعا بتتصرف بالسليقة و بتنفذ تعليمات جيالها من جهة، و الجهة دي عارفة كويس هي بتعمل ايه...

إحنا هنا.. على السوشيال ميديا.. بنحارب أجهزة مخابرات محترفة ثقيلة.. بلا أدنى مبالغة...

الحرب النفسية علم.. و للأسف الدولة عندنا مش بارعة فيه...

بس لسوء حظ "جاحش" و اللي مشغلينها. "إحنا" موجودين..

إحنا قاعدينلك عشان نقرفك و ننزل معنوياتك الأرض و نرفع معنويات المصريين...

احنا على الجانب الآخر.. و فاكرين دايما كلمة "نابليون" اللي عرفناها مع بعض..

"الحروب تنحسم في صدور الرجال قبل أن تنحسم في ميادين القتال"...

و هزمناكم مرة ورا مرة ورا مرة.. ميت مرة.. على مدار سنين.. لحد النهاردة...

"دولة إسلامية" إيه اللي عايز تعملها في القاهرة يا مولانا؟؟ دا انت لو نزلت بكامل عدتك و رجالك و تسليحك و رحت "شبرا" بس.. و رجع منكم واحد سليم.. يبقى عمل معجزة...

نظام ايه اللي حاتغيره في القاهرة و تعمله "خلافة"؟ دا انت محصور في الجبل يا مولانا و بتنام وسط الثعابين و الأبراص مستخبي زيك زيهم..

دا النشيد اليتيم اللي عملته عشان يبقى مروع و رهيب و كده.. حولناهولك لنكتة.. دا انت مابيعيشلكش رئيس تنظيم من يوم ما عرفناك..

و نصحناك...

قلنالك هاتوا رئيس تنظيم سموه "خيشة" و لبسوه فستان بمبي و لما حد يسألكم قولوا "دا خليفة بنت".. عشان مايتحسدش و يعيش.. و ماسمعتوش الكلام...

هو بس بيانك فيه فايدة واحدة.. إنك حرقت الظهير الإعلامي الساذج المتطوع بتاع المصالحة بتاعك.. اللي شككوا في الدولة يومها و قالوا إنك بريء و إن السلطات "مدبرة الحادثة".. و "الرئيس كذاب" و"إزاي الحمض النووي بيطلع بعد ماعرفش أد ايه"...

النهاردة ظهيرك الإعلامي دول حيفكروا ميت مرة قبل ما يدعموك تاني و يشككوا في بيانات الجيش.. لأنك فضحت غبائهم فعلا...

يا ترى الدور على مين فيكم؟

مين "حبارة الجديد" اللي حيتدلى من حبل المشنقة.. و يلحق العار باسمه للأبد.. و للا مين "ابو دعاء الأنصاري الجديد" اللي التراب حيتشرب دمه الدنس و هو جيفة بتسعى إليها الحشرات على رمال سيناء؟

يا ترى الصوت الخافت البعيد اللي انت سامعه دلوقتي و انت قاعد في كهفك وسط الرمال و القوارض و الزواحف.. مش عارف حتى تولع نار و تعمل شوية شاي عشان الدخان ميكشفش مكانك.. الصوت دا قوات خاصة طالعة بتتسلل لمكانك؟

و للا طيارة من فوق السحاب بتحييك بقذيفة ترسلك للجحيم مباشرة قبل ما تخلص قراية كلامي؟

نظام ايه اللي حاتغيره في القاهرة يا مولانا؟؟ كان "هولاكو" أشطر.. دا انت مش عارف تغير فانلتك...!

جماعة شرف البوليس

تعديل

الموضوع يحوم حول عقلى ضاغطا عليه بشدة، غير أننى كنت أتمكن من الإفلات منه مقنعا نفسى بأنى لا أمتلك معلومات كافية عن "جماعة شرف البوليس" التى أنشأتها الشرطة فى فرنسا فى مرحلة التسعينيات وما قبلها..

ترى ماذا هى حكاية هذه الجماعة؟

هى مرحلة فى تاريخ فرنسا، عصابات المافيا كانت تمارس عمليات القتل ضد خصومها فى الشارع، وعندما تتابع الشرطة الواقعة وتقدم مرتكبيها للقضاء كانت هذه العصابات تقتل الشهود، عندها بالطبع كان القضاء يحكم ببراءة القتلة. مساحة الاستهانة والخسة اتسعت لتشمل كل مخلوق فى المجتمع، خاصة رجال الشرطة. كانوا يقتلونهم بلا حساب، تماما كما تفعل العصابات المصرية المكلفة من السماء بقتل من فى الأرض فى بلدنا مصر...

هنا يبدأ رجال الشرطة فى الإحساس بأنهم لم يدافعوا عن شرفهم كما يجب، فيتخذون القرار بإنشاء "جماعة شرف البوليس"....

هذه الجماعة سيكون لها أجهزة التحرى الخاصة بها، وتشكيلاتها القضائية، ثم وحدة تنفيذ الأحكام. الواقع هم سيكونون فى حاجة لتنفيذ حكم واحد، هو إعدام شخص بعد محاكمته محاكمة عادلة وذلك بغير تحويل أوراق سيادته إلى مفتى الديار المصرية. الهدف هو إيصال رسالة مؤكدة إلى القتلة بأن لحظة قتلهم قد حانت.

إن وجود جماعة من الشرطة تعمل فى سرية مطلقة، ستكون لديها قدرات أكبر على الحصول على المعلومة المطلوبة، البشر يميلون إلى مساعدة الأقوياء بشرط أن تكفل لهم السلامة. المهم فى نهاية الأمر أن كل من يحرق مدرعة للشرطة سيتم حرق بيته فى نفس الليلة بواسطة مجهولين. أن تراقب تحركات ضابط شرطة لكى تقتله، عليك وعلى أهلك أن يعرفوا أنك ستقتل فى نفس الليلة.

هل أنا أقوم بتحريض الشرطة على أن تقوم بتقليد إخوة لهم من فرنسا لحماية أنفسهم والدفاع عن شرفهم الشخصى؟.. نعم أنا أقوم بتحريضهم على ذلك.. أنا أقوم بتحريض رجال الشرطة المصرية على قتل كل قاتل خسيس يتصور أنه لا يوجد من سيطارده ويقتص منه.

وهل ما أطلبه فيه عدوان على القانون؟.. نعم من فضلك.. ارفع صوتك قليلا لكى أسمعك.. نعم ما أطلبه ليس قانونيا ولكنه عادل بكل المقاييس.. أعظم حق من حقوق الإنسان وأعظمها قداسة هو حقه فى الدفاع عن نفسه، وكل ما أطلبه هو السماح لرجال الشرطة، وكان أبى واحدا منهم، أن يدافعوا عن حياتهم وعن شرفهم كأصحاب مهنة من أشرف المهن، ولتأخذ الصيغ القانونية التقليدية حقها بعد ذلك.

أنا شخصيا سأطالب بعقابهم، على الأقل لابد أن يُعاقبوا بلفت نظر، أو خصم يومين، أو حرمانهم من إجازة الخميس والجمعة.

على كل قاتل خسيس فى هذا البلد أن يعرف أن القرار بقتله قد اتخذ بالفعل.

بقلم: علي سالم... http://www.almasryalyoum.com/news/details/456121

ليه ذوي المؤهلات العليا بيكونوا إرهابيين

تعديل

في مقال أجنبي نشرته من فترة.. و انتشر على السوشيال ميديا إنتشار محدود.. كان بيوضح "ليه الإرهابيين بيكونوا في كتير من الأحيان من ذوي المؤهلات العليا".. دا تلاقيه في آخر مرجع لو تحب ترجع له...

كنا دايما نسمع من مؤيدي الجماعة الإرهابية عبارة "إرهابي إزاي دا دكتور" و "إرهابي إزاي دا مهندس".. "معاه ماجستير".. و مؤخرا.. الست اللي تطوعت عشان تفجر نفسها في محاولة إغتيال الرئيس السيسي في السعودية اتضح إنها "طبيبة بشرية"...

خد بالك دي كانت حاتفجر نفسها عشان "تلهي قوات الأمن".. حتى مش في هدف.. موتة عبثية مالهاش أي معنى...

سنة 1969، "شكري مصطفى" عضو جماعة الإخوان أسس جماعة التكفير و الهجرة.. اللي ناس كتير ماتعرفوش عن "شكري" إنه كان "مهندس".. شكري قتل و فجر و حرق في مصر.. فلما سألوه ليه مافكرش يروح يعمل دا في إسرائيل قال لهم بالحرف:

"إذا اقتضي الأمر دخول اليهود أو غيرهم إلي مصر.. فإن الحركة حينئذ لا ينبغي أن تقوم بالقتال في صفوف الجيش المصري.. و يجب الهرب إلي أي مكان آمن.. إذ خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماماً وليس مواجهته"...

أما الفلسطيني الأردني "صالح سرية".. صاحب تنظيم الفنية العسكرية اللي عمل على اغتيال السادات و قلب نظام الحكم، فكان معاه دكتوراه من جامعة "عين شمس".. "الظواهري" بيشكر في "صالح سرية" و يمجد فيه دايماً.. حتى إنه قال عنه مرة:

"ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس كما كان متطلعاً في علي العلوم الشرعية"..

أما "يحيى هاشم" اللي كان مع صالح سرية في تنظيم الفنية العسكرية، فكان "وكيل نيابة" حاصل على ماجستير في القانون.. "يحيى هاشم" كان بيدعم فكرة "حرب عصابات طويلة الأمد" ضد المصريين.. و كان شايف إنه حلال قتل المدنيين طالما ارتضوا حكم عبد الناصر.. ممكن تبحث عن باقي أعضاء التنظيم.. و حتتفاجيء إن معظمهم من كليات الطب و الهندسة و الحقوق و التربية...

أما "محمد عبد السلام فرج".. اللي وضع أول سطر في شهادة وفاة السادات قبل اغتياله بعدة أعوام عن طريق كتابه "الفريضة الغائبة".. اللي قنن فيه القتل و الإغتيال و لبسه ثوب شرعي.. فدا كان "مهندس كهرباء" خريج جامعة القاهرة.

زي ما كل الناس عارفة.. "أيمن الظواهري" الذراع الأيمن للإرهابي "أسامة بن لادن" و خليفته فيما بعد.. كان طبيب بشري..

أما "عبد الله يوسف عزام" اللي خرج من عباءته "أبو مصعب السوري" الأب الروحي للسلفية الجهادية في سوريا، فقد كان حاصلا على دكتوراه في أصول الفقه من جامعة الأزهر.. بينما "أبو مصعب السوري" نفسه.. كان معاه ماجستير في الهندسة الميكانيكية...

أبو مصعب السوري بالمناسبة تلميذ "سيد قطب".. و من خبراء الحرب الإليكترونية.. و أستاذ في قواعد ضم الشباب للجماعات الإرهابية عن طريق الإنترنت...

ممكن تندهش لو عرفت إن الإرهابي "مختار علي الزبير" أو "أحمد عبدي جوداني" قائد حركة الشباب المجاهدين في الصومال.. صيدلي.. حصل علي شهادة الصيدلة من لندن.. أما "أسامة بن لادن".. زي ما احنا عارفين كان معاه بكالوريوس في الإقتصاد من جامعة الملك فهد...

ثروة أسرة بن لادن على فكرة مقدرة بسبعة مليار دولار.. عشان الناس اللي بتقول "الفقر بيحول الناس لإرهابيين" بس..

العلماء قرروا إن في علاقة بين دراسة الهندسة بالذات و الإنضمام للجماعات الإرهابية.. لا عجب إن الجماعات دي محترفين في التكنولوجيا و الميكانيكا و الكمبيوتر.. و فيهم دكاترة بتعمل لهم مستشفيات ميدانية و صيادلة و كيميائيين بيحضروا متفجرات..

أنا مش بقول كل حملة المؤهلات العليا إرهابيين.. و لا كل المهندسين و لا كل الدكاترة إرهابيين.. انا نفسي حاصل على مؤهل عالي و مستمر في دراسة الطب البشري.. بس الموضوع بيحاول يكشف العلاقة أو السبب بين النقيضين دول..

في خبراء قالوا إن دا بسبب المادة العلمية نفسها.. و إنها بتدرس بطريقة جافة فظة.. و بتعمل فجوة بين الطبيب و المهندس و العلم الحقيقي.. خد بالك.. إحنا بنتكلم عن عموم الفئات دي.. مش عن المتميزين فيها.. يعني في فرق بين طبيب و بين "طبيب عالم".. و مهندس و "مهندس عالم".. لأن العادي غير العالم.. العادي بيبقي في فجوة حقيقية بينه و بين العلم.. و كتير جدا بيبقي مش فاهم و لا يعرف شيء عن النظريات العلمية.. اللي ورا اللي بيطبقه في المجال العملي..

كتير جدا من المهندسين ممكن ينفذ مبني أو يصمم عربة.. و كتير من الأطباء ممكن يوصف علاج.. و هو مش عارف إيه النظرية العلمية اللي بتدعم اللي بيعمله دا.. كتير من مهندسين الإليكترونيات أو الكمبيوتر مايعرفوش اي شيء علي الإطلاق عن قانون "مور Moore's law".. مع انهم بينفذوه في حياتهم كل يوم.. كتير من أطباء العيون مايعرفوش الضوء ذو طبيعة ذرية و للا موجية.. و مش مهتمين يعرفوا..

الفجوة دي و نظام تعليم "هو كده و خلاص" بيخلق مع الوقت شخص خاوي العقل.. عرضة لأن أي حد يملا رأسه بأفكار متطرفة...

في مدارس تانية بتبقي إرهابية بالكامل.. زي المدارس اللي أنشأها جماعة الإخوان.. و بتشتغل تحت سمع و بصر الدول دونما حد يحس.. و بيودوا فيها أولادهم و معارفهم و قافلين الدايرة عليهم.. و بيدرسوا علي ألسنة المدرسين كلام غير اللي في الكتب.. عن إحتقار الوطن و الفكر الجهادي.. المدارس دي موجودة من المحيط للخليج.. و الأطفال الي فيها قنابل موقوتة بتتجهز لتدمير الأوطان بكرة..

في خبراء تانيين قالوا إن البحث عن الثراء السريع أو الشهرة أو البحث عن الذات هو السبب.. و في ناس عزت دا للطفولة الصعبة اللي قضاها بعض حملة المؤهلات دول.. طفولة جافة خالية من الإبتكار و السعادة.. "ذاكر عشان تطلع دكتور" بالتهديد و العنف.. و دا بيخلق جوا بعضهم عبر الوقت حالة مقت للحياة و بيخليه مشوه نفسيا...

في علماء برضه قالوا لأ.. السبب هو "طريقة التعليم".. و الفكرة اللي بتغرسها في عقول الناس دي إنهم "صفوة" أو "يفوقوا البشر العاديين".. دا مع الوقت بيخلق جواهم فكرة إنهم الأحق بحكم الناس و فرض رؤيتهم عليهم.. و دا السبب إن الأطباء و المهندسين بيبقوا جزء من أي جماعة متطرفة.. مش شرط دينية.. المهم تكون متطرفة متشددة..

متنساش إن عالم الرايخ الثالث أيام النازية ضم نخبة من عباقرة الهندسة و الطب.. "ألبرت آينشتاين Einstien" نفسه كاد إنه يكون واحد منهم.. لولا خلافه مع السلطات الألمانية وقتها...

دا خلا مجلة "فورين بوليسي Forign policy" في 2013.. تنشر مقال عن "ليه معظم الإرهابيين مهندسين".. حتلاقيه تحت في تالت مرجع..

المهندسين بالذات.. قابليتهم للتحول إلي أرهابيين تفوق أي حد تاني بـ"تسع مرات".. زي ما هو موضح في رابع مرجع.. طبعا الكل فاكر نقابة المهندسين اللي كان الإخوان محتلينها.. و كانت تحت الحراسة...

ماتنساش إن أول عملية قرصنة تقنية في التاريخ كانت علي يد المخترع و العبقري "نيفيل ماسكليان Nevil Maskelyne".. سنة 1903، لما عن طريق العبث بالأسلاك و ارسال نبضات كهربية.. عرض رسالة مهينة بشفرة موريس Morse Code" من خلال البروجتكور.. للفيزيائي و المخترع "جون أمبروز فلمنج John Ambrose Fleming" و هو بيعمل عرض عام للناس عن التلغراف...

يعني بشكل ما.. في علاقة بين الظاهرة الشريرة دي.. و المؤهلات العليا.. تاني بنكرر "بعضهم".. مش كل المهندسين و الأطباء و الصيادلة و حملة المؤهلات العليا إرهابيين بالضرورة...

التعليم التفاعلي النقدي الذكي.. اللي بيعتمد على الفهم و التجريب و الإبتكار.. هو أول سلاح للقضاء علي الظاهرة دي.. مش تعليم "احفظ عشان تنجح".. و الطالب يخرج من الإمتحان بعدما "يتقيأ" شوية معلومات في راسه.. من غير ما يفهم أي حاجة.. و ينجح و يدخل كلية طب أو هندسة...

الإعلام.. دور الإعلام حيوي جدا في توعية الناس.. و تصحيح المفاهيم اللي "تم مسخها".. من فترة كان لي صديقة متفتحة الفكر.. مابتتكلمش غير عن الإنسانية و الحرية.. بس أحيانا بمفاهيم ممسوخة شائهة.. يعني الإنسانية هي إنك ماتحكمش علي الإرهابي بالإعدام.. و الحرية هي حرية حرق أقسام الشرطة..

مسخ المفاهيم دا جذب ناحيتها و حواليها عناصر إرهابية و متطرفة كتير علي السوشيال ميديا.. لحد ما فوجئت منها منها برسالة من فترة بتقولي فيها في حزن "مش عايزة أقولك ربنا يحشرك مع فلان"...

نفس لهجة الجماعات اللي ملكت صكوك الجنة و النار و عارفة مين رايح الجنة و مين حيدخل النار و بقوا آلهة باسم الدين.. البنت المتفتحة صاحبة آراء الحرية و التسامح بقت منهم و بتتكلم زيهم و بلغتهم.. وقعت في الفخ.. و قصتها انتهت...

تحول مروع...

كمان فكرة "أنت دكتور يعني كريمة المجتمع و صفوته" و اصدقائي من الأطباء عارفين إن الجملة دي بتتقال من الاساتذة بالحرف في بعض كليات الطب.. بتخلق جوا الشخص مع الوقت فكرة "أنا استحق أفضل من كل الناس دي".. دي مع الوقت بتجيبله احباط.. لما تقوله "عيش زي الناس العادية و اركب مترو و اقف في طابور".. و الإحباط في أعماق المرء فرصة ذهبية لأي إرهابي بيحاول يجند أفراد...

نفس الفكرة دي "انتوا كريمة المجتمع و الصفوة" بتولد في نفس الشخص فكرة "أقرا ليه أنا دكتور".. بالتالي بيكون دكتور أو مهندس و عديم الثقافة تقريبا و سهل أي حد يلعب في راسه.. التعليم مالوش علاقة بالثقافة.. زي ما شفنا.. بن لادن معاه بكالوريوس.. و الأستاذ "العقاد" كان معاه إبتدائية...

المنطق و التفكير المنطقي من الملكات اللي لازم تنميها عند طفلك من صغره.. بالحث على التفكير و طول البال و الإجابة علي أسئلته و الألعاب الذكية.. في النهاردة على السوشيال ميديا متعلمين مفتقرين للتفكير المنطقي.. بتسمع منهم ترديد لإشاعة "مصر قبل الأخيرة على مستوى التعليم في العالم".. و بدون منطق.. مافكرش إنه مستحيل مصر تكون تحت الصومال و غينيا و تشاد و عشرات الدول.. بس هو التقط الإشاعة.. و عشان مفيش منطق بيرددها...

مبدأ تغييب المنطق دا اتبعته جماعة الإخوان زمان لما قلبوا على الملك فاروق.. فطلعوا عليه شائعتين عكس بعض تماما.. إنه زير نساء و كل شوية واحدة حامل منه سفاحاً.. و إنه عاجز جنسيا في الوقت ذاته...

الإرهابي عايز "المتعلم" خد بالك مش المثقف و لا العالم.. عايز المتعلم هندسة و طب عشان حينفعه في تكوين ميليشياته..

حرب نفسية قاتلة.. لتغييب العقول و انتاج قطيع من المخربين المتطرفين.. مستترين خلف مؤهلات عليا و شهادات قيمة.. و ألقاب براقة...

الحرب النفسية لازم تواجه بالحرب النفسية المضادة.. و الحرب النفسية المضادة بتكون عن طريق التوعية و التعليم و تفعيل التفكير المنطقي.. اعرف مين أصحاب ابنك.. اشتريله كتب و اتكلم معاه و حاوره بالهدوء و لعقل و المنطق.. علمه يعني ايه منطق و ثقافة و فكر..

صلح مفاهيمه اللي مسخها الإعلام.. ماترميش إبنك قدام الآي باد و اللابتوب 24 ساعة طالما مرتاحة منه.. النهاردة بيلعب بس.. بكرة حيدخل موقع داعش.. بعده حيبتدوا يجذبوه.. و بعده حيسافر و ينضم لهم..

ابنك اللي شايفك النهاردة بتقول على الإرهابي "معارضة معتدلة".. بكرة يكبر في بلدك و يقرر يشيل على أهله السلاح و يروعهم و يبقى "معارض معتدل" برضه.. حاتقول له إيه ساعتها؟ حاتغير اللي علمتهوله و هو الصغير و نقشته علي أحجار عقله إزاي؟

ماتسمحش لحد يلوث حياتك و حياة أولادك بالإرهاب و الثراء السهل و الشر و الموت.. بينما الكفاح الحب و الجمال في كل مكان...


مراجع


1 - Marks, Paul (December 27, 2011). "Dot-dash-diss: The gentleman hacker's 1903 lulz". New Scientist. Retrieved January 11, 2012.

2 - Terror groups attract university graduates – Study Wagdy Sawahel11 November 2016 Issue No:436...

3 - http://foreignpolicy.com/2013/07/11/theres-a-good-reason-why-so-many-terrorists-are-engineers/

4 - https://science.slashdot.org/story/15/11/25/1326242/engineers-nine-times-more-likely-than-expected-to-become-terrorists

5 - Engineers of Jihad: The Curious Connection between Violent Extremism and Education is published on 23 March by Princeton University Press...

6 - http://press.princeton.edu/titles/10656.html

7 - د. محمد الجندي | لماذا ينجذب ذوي المؤهلات العليا للتطرف؟ - 2015

8 - https://www.washingtonpost.com/news/monkey-cage/wp/2015/11/17/this-is-the-group-thats-surprisingly-prone-to-violent-extremism/?utm_term=.eb3050216eba

تفجير الكنيسة البطرسية

تعديل

بالنسبة للناس اللي بتتساءل إزاي الطبيب الشرعي ممكن يوصل لهوية الضحية بالسرعة دي..

في الطب الشرعي التوصل لهوية الضحية هو الهدف الأول.. و منه بنعرف نوصل للقاتل.. أول سؤال لازم تجاوب عليه هو "مين الضحية"؟

عندك ست أسئلة لازم تجاوب عليها بالترتيب: ماذا.. مين.. و امتي.. و فين.. و إزاي.. و لم؟

بنسميها "الأسئلة الستة The six Ws" و هي بالترتيب "ًWho - When - Where - How - Why- What"..

و بالنسبة للناس اللي بتتساءل عن سرعة تحديد هوية الضحية أو المشتبه فيه بالحمض النووي.. هو ممكن.. بس لو عندنا في مصر قاعدة بيانات كاملة للحمض النووي لكل مواطن.. بس للأسف مفيش..

الولايات المتحدة و بريطانيا بالمناسبة لسه ماعندهمش القاعدة دي كاملة و بدأوا يشتغلوا عليها من 2012.. عشان كده لسه عندهم جرايم بتقيد ضد مجهول.. و ضحايا مابيتمش التعرف عليها...

تحليل "الحمض النووي DNA" بياخد في بعض المعامل من 3 إلي 12 أسبوع.. بينما في معامل أخرى مجهزة جيدا زي معامل القوات المسلحة.. ممكن ياخد من 20 ساعة إلي يومين...

و مش أول شيء بيلفت انتباه الطبيب الشرعي و يبحث عنه هو الحمض النووي.. القاعدة هي إنك بتدور على أقرب الطرق لأثبات الهوية.. الأبسط فالأصعب فالأصعب.. و لما بلاقي دليل يثبت الهوية.. بادعمه بغيره.. مش بتدور على أصعب طريقة و تنفذها أولا...

يعني لو حصل إنفجار في كنيسة.. و لقيت ضمن القتلى أشلاء واحد اسمه "محمود" عليها أكبر قدر من آثار المادة المتفجرة.. عامل أكونت اسمه "أبو دجانة"، بيدعم عليه داعش 24 ساعة.. و اتمسك قبل كده في أعمال إرهابية و حيازة سلاح.. و صفحته مليانة عبارات لطيفة من طراز "الموت للمجتمع المرتد" و "سنسحقكم"..

فهو غالبا مكانش رايح الكنيسة يعمل نص إكليل.. علي الأرجح هو دا القاتل.. دا اسمه "أدلة ظرفية Circumstantial evidence".. هنا بمسك الجثة دي و أركز عليها.. بتشتغل وتدعم الدليل الظرفي بدليل تاني يوصلك لهويته.. و تدعم دا بدليل ثالث.. و هكذا...

الطبيب الشرعي هنا في الغالب بعد الدليل الظرفي.. درس الاشلاء ووصل لهوية القاتل "بدليل مادي مباشر direct evidence".. عن طريق "بصمات الأصابع finger prints" من الأشلاء اللي لقاها..

وصل إلي إصبع بصمته سليمة ماتشوهتش في الإنفجار.. و طابق البصمة على قاعدة بيانات الداخلية..

ماتنساش إن الحيوان دا اتقبض عليه سابقا.. يعني اتعمل له سجل جنائي و عمل "فيش و تشبيه".. و بصماته لدى رجال الأمن...

نتيجة الحمض النووي بتبقي دليل تأكيدي هنا ممكن نشتغل عليها بالتوازي.. يعني زميلي بيفحص عينة الحمض النووي للمشتبه فيه و انا بوصل لهويته ببصمات الأصابع.. و هكذا..

تحاليل الحمض النووي مبتبقاش هي أول خيط إلا في حالات معينة...


تعديل:


بالنسبة للرسايل اللي بتجيلي بخصوص "كيفية التوصل لهوية القاتل" من ناس زعلانين جدا.. و بيتساءلوا السؤال العبقري "هي الداخلية عرفت صفحته علي تويتر من الجثة إزاي"..

1 - لما بتلاقي آثار المادة المتفجرة علي أشلاء معينة.. دا اسمه "دليل ظرفي".. دا غالبا اللي كان معاه المتفجرات..

2 - لما بتلاقي للأشلاء دي بصمة سليمة.. و بيكون صاحب الأشلاء زي صديقكم اللي بتدافعوا عنه ماشاء الله إرهابي وسوابق.. بيبقي معمول له صحيفة حالة جنائية و بصماته علي الكمبيوتر..

3 - لما بيكون اتقبض عليه من قبل بيبقي بصماته و كل المعلومات عنه بما فيها صفحته الشخصية عند رجال الأمن.. فلما بيدرسوا المعلومات دي و يتضح إنه أحد عناصر داعش.. مفيش حمار هنا حايقول إنه كان رايح الكنيسة يقول للقسيس "سامحني يا أبونا.. أنا أخطأت كتير".. هو دا القاتل.. حتى لو محصلش اختبار حمض نووي...


- لازم الكنيسه ترد وتوضح ازاى رجل دخل مكان النساء ولو انا فهمه غلط حد يوضح

- يا افندم حضرتكلو دخلتى الكنيسة من جوة هتلاقى نصها اليمين للسيدات والنص الشمال للرجال الفاصل ممر بين الجزئين ومفتوح ما فيش اسوار او عوائق وممكن حد يتحرك من جهة للتانية لاى سبب كان يودى حاجة او يجيب حاجة ... اب بيودى طفل لامه او العكس بتحصل يعنى

لما بدأت أدرس الطب الشرعي أعتدت الجثث، و أحيانا بنبقي بنتدارس في المشرحة وسط الجثث و نتعشى عادي أو نشرب قهوة أو عصير.. إلا في وجود جثث لأطفال.. حقاً موضوع "وفاة طفل" بيهزني و يزعزعني من الأعماق لحد دلوقتي و أظنه حيفضل كده للأبد.. لذلك بافضّل الصمت...

مرة اتخانقت هنا مع أصدقاء مصريين مسيحي الديانة؛ بالجملة.. و هدفي الوحيد وقتها "مفيش حاجة اسمها (مسيحية) اتضربت.. في (مصرية) اتضربت..."

وقتها ارتفع صوت العناد من الطرفين و خسرت بعضهم للأبد.. بينما عادت المياه الي مجاريها عبر الوقت مع بعضهم...

من ضمن الاصدقاء اللي استرديت صداقتهم كان Michel Micho

و فوجئت برسالة منه اليوم بيهنئني بالمولد النبوي الشريف.. كعادته في كل مناسبة دينية.. حتى لما كنا متخانقين.. فقلت له "البقاء لله في شهداء الكنيسة"...

لاحظ إني ماقلتش "مسيحيين" أصلا.. و بشير للكنيسة على اعتبارها "مكان حادث".. مش بوصفها مكان يتبعه الضحايا.. بس فوجئت به بيرد في حزم:

"البقاء لله في شهداء مصر"

فهمت الرسالة النقية النظيفة اللي عايز يقولهالي و مؤمن بيها حتى النخاع.. كان ممكن أشرح له وجهة نظري و ندردش.. لكن فهمت و آثرت الصمت...

خدت جولة في الصفحات بتاعت الأصدقاء.. جورج و بطرس و ميخائيل و بيتر و "الشيخ أندرو".. و فوجئت بتعليقات من طراز "اسمهم ضحايا مصريين".. "مفيش حاجة اسمها انا مسلم و انت مسيحي.. عزينا في ضحايا الوطن".. إلخ...

بالرغم من المأساة و الألم و بالرغم من كل شيء.. أثلج صدري رد الفعل و مستوى الوعي...

هي دي كارثة العدو الكبرى.. "الإلتفاف حول الوطن".. الوطن هو بطاقة تعريفي.. انا "مصري"..

اما الطريقة اللي بصلي بيها و باتقرب بيها لله.. و صيامي و ابتهالاتي و عباداتي فهي لا تخص أحد في شيء.. الكل يتقرب لله بطريقته.. و هو شيء شخصي بينه و بين الله وحده.. مش بطاقة تعريف...

و في 30 يونيو كنت في الشارع و مسألتش حد من اللي جنبي عن دينه و لا سألني عن ديني.. و لما اتعزل الجاسوس الإرهابي.. حضنّا بعض و احنا أصلا مش عارفين أسماء بعض..

30 يونيو.. الحلف الرهيب و اجتماع الشعب علي قلب رجل واحد..

المشهد اللي أرّقهم و أقلقهم للغاية.. و منعهم يبعتولكم الديموقراطية علي أجنحة طائرات الناتو زي ما عملوا في دول أخرى جنبنا...

أنت تقدر تهزم جيش.. لكن مستحيل تهزم جيش وراه شعب كامل بكل أطيافه و فئاته...

عشان كده بدأت خطة تفتيت كتلة 30 يونيو...

بس مستوى الوعي رائع..

و أكثر من رائع.. الناس فهمت و انتبهت...

هنا في اللحظة دي أقدر اقولكم اننا دلوقتي منتصرين.. حتى لو بنحضن بعض فوق أطلال محترقة.. حانقدر نبنيها..

بينما لو اتفككنا قبائل و ديانات و اعراق و كل واحد يضرب في التاني.. يبقي نقدر نحول دولة زي سويسرا إلي خرابة و أطلال محترقة في ظرف أسبوع..

إحنا النهاردة انتصرنا على القنابل و المتفجرات و الأسلحة و الإرهاب و الحرب النفسية و أجهزة المخابرات المعادية.. "بالعقل"..

و هو دا سلاح المعركة من اللحظة دي.. التروي و الهدوء و التعقل و الوحدة.. أيا كان خصمنا.. ساعتها نقدر نهزمه...

السلاح لرجال الأمن.. هم بيتعاملوا بيه و يردوا بيه و احنا بندعمهم "بالعقل"..

إحنا النهاردة انتصرنا في حربنا.. و اتطور الصراع و خد منحنى جديد.. بيننا و بين عقول الشر..

صراع بين عقل..

و عقل...

الإرهابي اللي عمل الجريمة سنه 22 سنة.. يعني وقتما قامت ثورة يناير كان لسه يا دوب طالع من الإعدادية.. لا شاف "ظلم" و لا "قمع".. و لا جمال مبارك شاركه في أملاكه بالعافية.. و لا قدم أوراقه في وظيفة و اترفض عشان مفيش واسطة.. و لا حب بنت و سابته و اتجوزت وزير خارجية بوليفيا.. ولا بيفهم في تخصيب اليورانيوم و القهر خلاه يشتغل سواق تاكسي.. و لا اي قصة من قصص النشطاء إياها..

و أنا صغير كانت الأم بتربي.. أنا فاكر أول ما فتحت عيني لقيت عندنا مكتبة كبيرة.. ولقيت فيها كتب و قصص أطفال.. مافهمتش وقتها هي ليه موجودة...

مكانش وقتها الأمهات بترمي عيالها في الشارع أو تستني يبقي عنده سنتين و توديه حضانة انترناشيونال يتسحل فيها من 6 الصبح لـ6 المغرب مع ناس غريبة و تخلص منه.. لا.. كان دخول الحضانة علي خمس سنين.. و قبلها كانت الأم بتقعد مع الطفل تعلمه يكتب.. "أ.. ب A - B - C" , و يكتب الأرقام من واحد لعشرة..

كان في مجلة إماراتية اسمها "مجلة ماجد".. لقيت عندنا منها حوالي 10 مجلدات في كل مجلد أكتر من عشرين عدد.. مجلة ماجد للأسف بقت ضعيفة المستوى دلوقتي.. و أشبه بمجلة كاريكاتورية ساذجة.. بس زمان كانت شيء مختلف.. كان فيها شخصيات ثرية جدا.. نقيب الشرطة الذكي "خلفان" و مساعده "فهمان" محدود الذكاء.. كانوا تنويع علي "هولمز وواطسون" في الأدب العالمي.. و في شكل قصة مصورة طريفة.. النقيب خلفان بيوري المساعد فهمان إزاي يتوصل لحل لغز جريمة و يتقصى الأثر و يعرفه إن موجات الراديو بتتحجب في منجم أو و انت بتمر باللاسلكي من تحت جسر.. و كان الثنائي دا منطلق لا محدود.. بيسافروا سويسرا في أجازة فيقعوا مع عصابة لتهريب الماس.. ووانت بتقرا تتعرف على سويسرا و ثلوجها و جبالها.. بيسافروا أسبانيا و يقابلوا مصارع ثيران محتال.. و كان في المجلة باب للأسئلة الدينية اسمه "حمدان يسأل ووالده يجيب".. ماقريتش فيه سطر عن وجوب قتل حد.. قريت سطور عن الرحمة و التعاطف و الرفق بالحيوان و طريقة الأكل بأدب و معاملة الأم و الرحمة بالضعيف...

قريت في المجلة دي معلومات عن الأسمالك المهاجرة و النسور و الصقور و الثعابين و السلاحف و الديناصورات قبل ما تظهر ناشيونال جيوجرافيك في حياتي...

و بعدين كان في قصص "تان تان" الصحفي الشاب اللي كل يوم في مغامرة في بلد مختلف.. مع القبطان منحرف المزاج "أرشي هادوك" و كلبه اللطيف الصغير "مايلو".. و العالم العبقري ضعيف السمع الظريف الأستاذ "برجل".. لفوا العالم.. و راحوا مصر و السعودية و المكسيك و جبال التبت و غاصوا في أعماق البحر و طلعوا القمر...

الغريب إن أمي مكانتش من الطراز الأمريكي اللي بيحكي حواديت قبل النوم للأطفال من كتب.. كانت بترتجلها ارتجالا.. مع ذلك لقيت كتاب جاهز اسمه "حكايات المساء".. لسه عندي لحد اللحظة دي.. فيه حوالي 100 قصة عالمية قصيرة للأطفال.. بتتعلم منها ازاي تحب الآخرين و تساعدهم و تعطف علي الضعيف.. و إزاي حتقابلك مشاكل في حياتك و إزاي تتغلب عليها..

دا التمهيد اللي فتحت عيني و لقيته جاهز و مستعد لي.. مسابليش أي فرصة اسمع لشيخ مختل.. و كان في وقتها مشايخ مجانين على المنابر.. بدأت موضة "الدرس في المسجد".. اللي مكانتش إلا حلقة تطرف مقنعة.. خرجت جيل كامل من الإرهابيين كارهي الحياة..

و مسابليش فرصة لما كبرت شوية اجرب كمراهق سيجارة حشيش مع حد.. و بدأت القفزات بالتدريج من قصص الأطفال لألغاز المراهقين زي "الشياطين الـ13" للأستاذ " محمود سالم".. نفس مؤلف المغامرين الخمسة.. و بينما المغامرين الخمسة لم تستهويني.. كنت بحب الشياطين الـ13.. مع مجموعة "روايات عالمية" أكثر نضجا لكن مبسطة..

و بعدين اتعلمت إن الكتاب دا "هدية قيمة".. لما استقبلت أول هدية في مناسبة مش فاكرها و كانت قصة "ليوجين سوو Eugène Sue" اسمها "اليهودي التائه".. من 3 أجزاء.. القصة دي للأسف ضاعت مني و مش لاقيها في أي مكتبة لحد النهاردة..

و كانت القصص و الكتب دي محطوطة في مكتبة غريبة لها ضلفتين.. و مع بدء موسم الدراسة.. بتتقفل بالمفتاح... ممنوع خلاص.. دا وقت الدراسة.. و تتفتح تاني في نص السنة و أجازة الصيف.. بتبقي قاعد طول الدراسة مستني اللحظات دي.. و مبيبقاش تحت ايدك أي قصص أو كتب إلا اللي بتهربه للبيت بالاستعارة من أصحابك.. و لو اتمسكت متلبس.. فدي جريمة كأنك جندي نازي وقع حي في إيد قوات الحلفاء.. أما أجازة نهاية الأسبوع فدي لممارسة الرياضة أو الهواية لو حاتروح تلعب كرة قدم أو تصطاد سمك بقصبة صيد بامبو بدائية.. مع صديقك الدكتور المهندس "أحمد عثمان Ahmed Osman".. اللي النهاردة أحد علماء مصر المنسيين كجنود الظل في الجامعات الكندية.. و اللي خرجت بيه من الدنيا كصديق مقرب وحيد...

كان في عقوبات.. و كان عقاب زي "اتفضل روح اوضتك".. معناه انك تقعد باصص في الفراغ وحيدا أو تراقب عنكبوت شارد علي حافة الشباك.. مكانش في بلاي ستيشن و آي باد و خمسين جهاز تقفل علي نفسك و تقعد تلعب عليهم ألعاب جرافيكس و تدهس ناس بالعربيات لحد ما يجيلك هستيريا و تخلف عقلي..

و بعدين بدأ الأمر ياخد منحنى جديد.. فكنت تلاقي روايات أجاثا كريستي و شيرلوك هولمز.. منزوع منها في آخر الصفحات.. حل لغز الجريمة اللي أمك أخفته عمدا عشان تخليك تفكر.. و تقعد تلف حوالين نفسك و أنت عايز تعرف حل لغز جريمة "علامة الأربعة".. و لغز "كلب عائلة باسكرفيل".. و تحاول و تفكر لعدة أيام و تفشل عشرات المرات..

و أحيانا تنجح...

و تترك بوارو و هولمز و انت عندك منهج للتفكير المنطقي العلمي.. من قبل ما تعرف أصلا يعني إيه منطق..

و يبقي اصدقائك كلهم معروفين لأسرتك و معروف هم مين و هواياتهم ايه و ارقام تليفونات أهاليهم موجودة.. و يدخلوا بيتك و تدخل بيتهم.. و يبقي معروف مين كويس و الأهل يدفعوك تقترب منه.. و مين مش كويس و بشتى الطرق بيبعدوك عنه...

و تدخل الجامعة.. فيقابلك أسر مكوناها جماعات إرهابية.. و يقابلك مندوبين شباب لجماعات متطرفة.. و يلتقوا بيك و تستمع لكلامهم اللامنطقي.. اللي ممكن يقنع عشرات غيرك.. بس بالنسبة لك أنت.. ميلاقيش أي صدى عندك.. و تنظر لهم باستخفاف و تمضي في طريقك..

و تكبر.. و تقابلك صدمات كتير.. صدمات فيمن تحب.. في شغلك.. في أحلام تمنيتها و انهارت.. و آمال تطلعت إليها و ماتحققتش.. زي أي حد في الحياة.. و تقع و تحس بالهزيمة و الفشل.. و بعدين قوتك ما تسمحلكش إن وقعتك تطول و تقوم و تكمل طريقك...

محدش عرف يلعب بيك و لا ينفذ لعقلك...

ربوا عيالكم كويس..

ربوهم كويس بدل ما يحملوا في يوم من الأيام السلاح عليكم....

لأول مرة من مدة طويلة.. الدولة تتصرف التصرف الصحيح 100% بدون أي أخطاء.. في التعامل مع أزمات معينة...

تخيلوا معي لو كان حصل موضوع تفجير البطرسية دا من سنة أو أكثر.. كان زماننا سامعين عن "إحالة ماعرفش مين في وزارة الداخلية للتحقيق".. و "إحالة مين في الطب الشرعي و إيقافه عن العمل"..

ليه؟ عشان نرضي المتربصين للدولة و نرضي الإخوانجية.. و نبدو إننا حبوبين لذاذ.. بنرضي جميع الأذواق و كل الأطراف...

مع إن اللي حصل المرة دي في عدة أزمات هو الصح تماما.. و اللي كان ينبغي يطبق من أول يوم.. ما تدوسش علي رجالك و اللي بيشتغلوا و مؤيديك عشان ترضي حد عمره ما حايفهم و لا يرضى عنك...

أيوه حصل تفجير.. إحنا في حرب و الحرب مستمرة و حروب العصابات صعبة.. و الأمن المصري مش بيأمن الكنائس.. بالمناسبة دا كان طلب من طلبات السادة النشطاء بعد 25 يناير هو "رفع الأمن من على دور العبادة"... "ليه حطين أمن على الكنائس و عاملين تفرقة و احنا وطن واحد و نسيج واحد و دي فزاعة من مبارك و إلخ".. و لما حصل تفجير جروا يصرخوا "فين الأمن على الكنائس"...

و أيوه وصلنا للقاتل.. و آه رممنا جيفته.. و أيوه عملناله تحليل حمض نووي في ساعات.. و آدي شغلنا على الملأ.. و اللي مش عاجبه وبيستنطع يشرب من الأطلنطي..

دا الصح...

وأيوه حبارة مجرم قاتل إرهابي حقير.. مايساويش قيمة نعل حذاء قديم لأي جندي من الجنود اللي اغتالهم غدرا.. و ماهواش "عمو حبارة" و لا "جدو حبارة" و لا "شيخ" و لا سانتا كلوز و لا "شهيد" و لا "صوته بيحرر وطن" و لا هو بني آدم أساساً..

مجرد قاتل ارهابي خسيس حقير أدنى من الحيوانات و أحط مرتبة من البهيمة.. و أيوه صدقنا على إعدامه و تدلى من حبل المشنقة.. و اقتصينا لأولادنا...

مش حانرد على ناس "بتهذي" و لا نعمل مؤتمرات صحفية عشان نقنعهم... خلاص...

مش حنأجل القصاص و لا حنتنازل عنه عشان ندردش مع ناس معتقدة إن البذاءة ديموقراطية و إن حرق المعارضين "حرية رأي"...

و آه اشترينا غواصات.. و لسه حانشتري سلاح.. إنشالله نجوع و ناكل عيش حاف.. بس نسلح نفسنا و نحمي أرضنا.. مش حنبطل نسلح جيشنا و لا نفهم حد إن "السلاح أهم من السكر و البسبوسة و براغيت الست"..

و أيوه مصر بتدعم سوريا.. بندعم أي دولة عربية في إنها تحافظ علي كيانها و مؤسساتها كدولة.. و مصر اللي عمرها يفوق عمر التاريخ مش بتدعم عصابات مسلحة و لا إرهابيين مرتزقة و لا مافيا رقيق أبيض.. و عمرها ما بتسمي الأشياء بغير مسمياتها و عمرها ما حتقول على الفأر "أسد".. و عمرها ما حتدعم الخراب و الدم و ذبح الأطفال و تفخيخهم و تسميه "معارضة معتدلة"...

مش حنرفع على أرضنا علم الإنتداب الفرنسي بدل علم سوريا.. و مش حنرفع علم الأحواز بدل علم تونس...

آه إحنا بندعم كيان الدولة و المؤسسات.. و اللي مش عاجبه يتفلق... إحنا بنعمل الصح و ما يمليه عليه ضميرنا... بنعمل اللي يعمله أي حد سوي على الفطرة.. و على فكرة خدها مني معلومة.. كان بيننا و بين التدخل عسكرياً بشكل كامل في سوريا "تكة" صغيرة.. مصر تاريخيا ما اتدخلتش في سوريا إلا لو سوريا فقدت جيشها تماما.. و دا محصلش و مش حايحصل المرة دي...

و يشرفنا إننا نتعاون مع سوريا أمنيا و نسلح الجيش الليبي و ندعم الجيش العراقي.. و مش جريمة و لا عار إنك تحط لي صورة "صواريخ صناعة مصرية" موجودة في سوريا و تقولي: لقيناها مع بشار..

آه بندعم الجيش السوري.. و أيوه بنسلح الجيش الليبي.. و آه بنساعدهم في ليبيا بعمليات الكوماندوز و الضربات الجوية... آه.. في حاجة؟؟؟

و آه علي فكرة حلب اتحررت مش بتحترق و لا تباد و لا حاجة.. اتحررت.. اتحررت بعدما قعدت سنين تحت احتلال الكلاب القتلة.. قتلة الأطفال اللي بيتعالجوا في تل أبيب و قادتهم سهرانين في بارات و علب ليل لندن.. اتحررت بعدما صرفتوا مليارات و عملتوا فيديوهات و أجرتوا ممثلين و صرفتوا دم قلبكم على الآلة الإعلامية العالمية الرهيبة.. و عملتوا هاشتاجات و اطلقتم علينا كلابكم المسعورة برا و جوا.. و بوظنالكم كل دا و اتحررت رغماً عن أي حد...

مش حانرضي حد عايز "لا دولة" و مش حنعمل خاطر لمغالط منافق كذاب بعد كده...

اللي قبض الثمن عشان يخرب بلده و يقيء علينا غباء و تخلف و يرجعنا قرون للماضي مالوش عندنا أي اعتبار و لا حيثية...

كل التحية للدولة المصرية على تناولها للأزمات الثلاثة بالشكل دا.. و بإذن الله يبقى هو دا التوجه دائما...

جبل الحلال

تعديل

الدايرة الخضرا اللي على الخريطة دي هي "جبل الحلال" في شمال سيناء. و الخط الأحمر المرتجل دا هو الحدود المصرية الإسرائيلية...

جل الحلال نقطة ارتكاز مهمة جدا للإرهابيين.. لأنه تقدر توصل منه لأي حتة في سيناء.. تقدر توصل للعريش في نص ساعة...

طبيعة الجبل دا مخلياه مخبأ ممتاز للإرهابيين.. كهوف و دهاليز محدش يعرف عنها حاجة.. و كان الدكتور "درويش مصطفى الفار" رئيس الجيولوجيين بهيئة المساحة الجيولوجية المصرية، أيام الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" أشار إلي كهوف و شقوق في الجبل دا عمقها يصل لـ500 متر..

و المصيبة إننا مادخلناش الجبل دا من حوالي 37 سنة.. من أيام ما وقعنا كامب ديفيد، لأن الجبل على حدود المنطقة "ج" اللي مينفعش قوات الجيش المصري تتواجد فيها...

الجبل موقعه متميز جدا.. و ارتفاعه حوالي 1800 متر عن سطح البحر.. و بينه و بين تل أبيب نفسها 200 ميل فقط...

بقعة استراتيجية في غاية الخطورة...

دا يفسر لنا ليه هجوم قوات الجيش المصري على "جبل الحلال" قابل الأوركسترا الحميري اللي سمعناها مؤخراً.. فخرج علينا الوزير الإسرائيلي "أيوب كارا Ayoob Kara" - الي محدش عارف و لا في إسرائيل نفسها هو وزير إيه بالضبط - و قال لنا: "سيناء وطن بديل للفلسطينيين"..

و بعدين تلاه وزير الدفاع الإسرائيلي، في تصريح غريب جدا.. مش فاهم إزاي يصدر من رجل عسكري و قال لنا؛ إن الطيران الإسرائيلي قصف مواقع في سيناء..

دا باعتبار إن السماوات المصرية دي "زريبة".. أي طيارة من أي حتة ممكن تيجي تقصف فيها مواقع في اي وقت.. و الدولة مش بتمتلك سلاح دفاع جوي مصنف خامس أقوى دفاع جوي على مستوى العالم و لا حاجة.. أو إن مصر مابتملكش سلاح جو، أتلف خطط اسرائيل نفسها في العمق الليبي، و روعها تحديث ذلك السلاح بالرافال و غيرها، لدرجة إنها جرت تشتري الفانتوم الأمريكية المعيبة و تعمل لها دعاية رخيصة إنها بتختفي زي أفلام الخيال العلمي على لسان "أفيخاي أدرعي" ...

طنشنا كل الهبل دا.. و فجأة لقينا قصص "مسيحيين و مسلمين" بتطفو للسطح.. و معاها جوقة النشطاء الحمضانة إياها مدمني أدوية الكحة...

و فجأة برضه.. لقينا وزير خارجية إنجلترا جاي مصر في زيارة مفاجئة.. و الغريب إن الراجل جاي يكلمنا عن عظمة مصر و جمال مصر.. و إن السياحة البريطانية رجعت من مدة.. و إنه جده و جدته التقوا زمان على صفاف النيل.. و كان ناقص بس يغني لنا "مصر هي أمي.. نيلها هو دمي"..

http://www.youm7.com/story/2017/2/25/وزير-خارجية-بريطانيا-جدى-وجدتى-التقيا-على-النيل-ولولا-مصر/3118643

بعدها.. خرجت المستشارة الألمانية اللي مكانش عاجبها حاجة تقول لنا: "لأ المسيحيين في مصر كويسين و دي أزمة و حاتعدي".. http://www.almasryalyoum.com/news/details/1095138

ممكن نفهم سر طوفان المشاعر الفياضة دي تجاه مصر.. اللي كانت بريطانيا بتضرب سياحتها من تحت لتحت لوقت قريب.. و ألمانيا اللي مكانش عاجبها حاجة.. لو عرفنا إيه الكنوز اللي خرجت من جبل الحلال..

الكنوز هنا مش أجهزة حديثة و لا وسائل اتصال و لا أسلحة..

الكنوز هي "المعلومات"...

ايه المعلومات اللي جابت القوتين دول على ملا وشهم.. يخطبوا ودنا؟

كان في إيه و "مين" في جبل الحلال و اتقبض عليه في العمليات الأخيرة؟

ماعرفش.. و المكتوب في الصحف و السوشيال ميديا مالوش مصدر.. بس يبدو إن الموضوع موجع.. موجع للإسرائيليين جدا.. و بيشكل خطورة على دول أخرى..

دول كتير أوي مش من مصلحتها مصر تقوى.. تدخلات مصر فرقت في سوريا و ليبيا و في كل مكان حواليها و هي منهكة.. ما بالك لو فاقت و اصبحت أقوى؟

مصر حطمت أحلام دول كتير ووقفت قطار الخريف العربي الرهيب و هي منهكة جريحة، وبتستلف.. يحصل إيه لو مصر بقت أقوى؟

السيطرة على جبل الحلال نصر مبين، و خروج من قوقعة معاهدة قيدت أمننا القومي كتير جدا.. و هزيمة ساحقة للإرهاب..

نقدر نقول النهاردة، إن عمليات جبل الحلال، هي بداية النهاية الحقيقية للي بيحصل من إرهاب في شمال سيناء...

غارات مصر في ليبيا 2017

تعديل

"مصر" بتحارب بقالها 11 يوم برا حدودها..

خلف خطوط العدو...

11 يوم بتنفذ ضربات جوية و عمليات نوعية و إبرار جوي و بتنزل كوماندوز و تاخد أسرى من الإرهابيين..

إرهابيين مدربين.. من كل جنسيات الدنيا.. و مجموعة من أحقر المرتزقة في التاريخ.. ماتتورعش عن حرق طفل رضيع حياً.. بدون رحمة.. عشان تنفذ تعليمات اسيادها.. و تحصل على المقابل..

و "مصر" اللي كانوا بيحاولوا يقنعوك إنها إنهارت.. و بقت زي دول تانية حوالينا.. أنت مش حاسس فيها أساسا إننا في حرب..

من فرط قوة بلدك ووقوفها على رجلها في ثبات.. أنت مش حاسس اصلا.. و قاعد تتفرج على "رامز كلب البحر".. و تنبسط.. و تاكل و تحلي بكنافة.. و تمزمز بقطايف و تحبس بشاي.. و آخر عظمة..

أكبر همومك "حانفطر إيه بكرة".. و أقصى اللي بتعمله إنك بتدخل المطبخ ترازي مراتك قبل الفطار و "تكتشن" على اللي بتطبخه.. و تشوف ابن غادة عادل صام و للا لأ..

كل دا و "مصر" بتحارب عبر الحدود في دولة تانية.. وسط مئات الضربات الجوية والعمليات النوعية و المخابراتية.. دون ما تعطل أو تسقط داخليا لحظة واحدة...

يمكن بتعرف أسماء شهداءنا اللي سقطوا أو أصيبوا فوق اسلحتهم و هم بيحموك.. من غير ما تشعر..

و لا حتعرف إنهم قدموا أرواحهم أو أصيبوا أصلا.. بينما أعدائك بيسقطوا أمامهم زي الذباب.. أو بيهربوا.. "كأنهم حُـمر مُستنفرة.. فرّت من قسورة"...

مش حتعرف إلا بالصدفة..

لما تشوف جنازة حد منهم في وسائل الإعلام.. أو تقرا خبره.. و تشوف نعش ملفوف بالعلم.. لرجل كان له حبيبة و أحلام و آمال.. أو زوجة و بيت و ابن.. و قدموا حياتهم مع ذلك عشان يحموا التراب اللي بنمشي عليه..

تراب الوطن..

وفي أبطال تانيين في أجهزة المخابرات المصرية.. ما نامتش من سبع سنين تقريبا.. و أنت ماتعرفش عنهم اي شيء..

و لا حاتعرف عنهم شيء أبدا..

حتى أسمائهم...

بيشتغلوا في صبر و سرعة و دقة.. وماسكين خيوط العالم كله، و الغلطة الصغيرة لها ثمن..

و أي ثمن!!

في مهندسين عسكريين بتصون الطائرات..

خبراء رادار.. و ضباط دفاع جوي..

خبراء تخطيط و استراتيجية..

ضباط..

و جنود..

و العشرات من رجال القوات الخاصة..

كل دول بيشتغلوا في صمت و هدوء و حر و صيام.. عبر الحدود...

بدون غطاء إعلامي.. إعلامنا العبيط مش بينقل حاجة.. و لا شايف شغله.. و عن عمد..

أيوه عن عمد.. لأن محدش بيتجاهل موقف زي دا..

و إحنا مش دريانين.. و بنفطر و نعزم بعض و نروح القهوة والدنيا زي الفل.. بينما غيرك في بلد تانية.. مش عارف أصلا يفتح شباك بيته.. و لو اتأخر برا للعصر... أهله بياخدوا عزاه..

دا الفرق بين "الدولة" القوية.. و الدولة الضعيفة..

أو "اللا دولة"..

لازم نفتكر كل الرجالة دول..

رجل المرور اللي واقف ينظم المرور في جحيم الشمس.. و رجال الأمن الداخلي اللي بتهاجم الأوكار الإجرامية.. و قوات الجيش بأفرعها المختلفة.. و الرجال اللي حطت أوراحها على كفوفها.. و راحت تحمينا وتثأر لنا..

خلف خطوط العدو..

و الجندي المجهول.. رجل المخابرات.. اللي بيشتغل من غير ما يعرفه أحد..

لازم نقول لهم "شكرا"..

شكرا...