مستخدم:خرياسوس المدون/تاريخ وطني

25 يناير

زي النهاردة في 25 يناير، 1952.. أنّ الاسفلت في محافظة الإسماعيلية تحت وطأة المجنزرات و المدرعات البريطانية.. اللي كانت بتتقدمها فخر الصناعة الإنجليزية.. الدبابة "سنشوريان Centurion"...

الي حصل بالضبط إن الوضع ساء.. ووصلت العلاقات لقمة التوتر بين مصر وبريطانيا.. و بدأ يتضح للإنجليز إن الشرطة المصرية مش بتكافح الفدائيين زي ما اعتقدوا و اقنعتهم السلطات المصرية.. بل إن الشرطة المصرية هي القيادة المستترة للفدائيين...

و في الفترة دي تحديداً.. كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة.. معسكرات ذخيرة اتسرقت و معسكرات اتفجرت.. و ضباط إنجليز تم اختطافهم.. و شغل احترافي عالي جدا.. أوجع القيادة البريطانية..

زاد على كل دا إن الحكومة المصرية فتحت الباب للعمال اللي بيشتغلوا في خدمة القوات البريطانية إنهم يسيبوا الشغل دا. و يلتحقوا بلعمل لدى الحكومة المصرية بأجر المثل.. ووقتها سجل أكتر من 91 ألف عامل اسمه.. في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951.. يعني في شهر و نص بس...

و زاد الطين بلة.. توقف الموردين عن توريد الأغذية و المشروبات اللازمة لإعاشة الجنود البريطانيين في منطقة القنال و كان عددهم 80 ألف جندي بريطاني تقريبا...

أدركت القوات البريطانية إن كل ما يحدث من أعمال فدائية يبدأ و ينتهي عند الشرطة المصرية.. فاتخذت قرار غريب شوية.. و قررت تجلي كل قوات الشرطة المصرية عن منطقة القنال...

و في صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952.. استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير "كينيث أكسهام Kenneth Exham"، ضابط الإتصال المصري المقدم "شريف العبد".. و سلمه إنذار بأن تسلّم قوات البوليس المصري بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها.. و تنسحب للقاهرة...

و رفضت قوة الشرطة في مبنى محافظة الإسماعيلية الإنذار.. و بلّغت وزير الداخلية المصري بالقاهرة.. " فؤاد سراح الدين باشا " وقتها.. اللي رفض برضه الإنذار البريطاني و أقرّ قوات الشرطة بالإسماعيلية علي موقفها.. و طلب منها عدم الإستسلام...

إجتمعت قوة البوليس المصري وقتها في مبنى المحافظة و كان عددهم 130 رجل.. و اتفقوا على إنهم مش حايستسلموا و لا يسيبوا سلاحهم حتى لو كان الثمن هو الموت...

و تقدم من مبنى محافظة الإسماعيلية عشرات المدرعات و مدافع الميدان.. تقودهم الدبابات السنشوريان.. و من خلفهم برز أكثر من سبعة آلاف جندي بريطاني، بكامل عدتهم و عتادهم....

و مرت لحظات ثقيلة للغاية.. و البريجادير منتظر خروج قوات الشرطة المصرية من مبنى المحافظة مستسلمين.. و منتظر إنه يتسلم سلاحهم.. لحد ما فوجيء بضابط الإتصال المصري، بيخرج من مبنى المحافظة وحيداً، و يبلغه رفض رجال الشرطة الإنسحاب...

و مش كده و بس.. ذهول البريجادير بلغ مبلغه.. لما أعلن له المقدم "شريف العبد".. إن القوات المصرية بتحذره، بإن حصار مبنى المحافظة عمل غير قانوني و غير مقبول.. و إنهم حيضطروا للإشتباك المباشر.. لو ما اتحركتش القوات البريطانية مبتعدة فوراً...

كان موقف في غاية الغرابة.. و قوة من 130 رجل مسلحين ببنادق ميزر.. بتتهدد أكتر من 7000 مقاتل بكامل تسليحهم و دباباتهم و مدرعاتهم.. و بيعلنوا لهم إنهم مش حينسحبوا و لا يستسلموا و إنهم بيفضلوا الموت...

موقف مايقلش إطلاقا عن موقف الـ300 مقاتل إسبرطي عند "البوابات الساخنة The hot gates".. اللي اتكلمنا عنه قبل كده .. الجنود المستترين بمبنى المحافظة.. 130 رجل.. كل الرتب اللي تتخيلها.. من أول عسكري.. لحد اللواء "أحمد رائف".. اللي ساب مكتبه ووقف مستتر بباب المحافظة ماسك مسدسه و في ظهره باقي القوة..

كلهم مش حينسحبوا.. كلهم مستعدين يحموا مواقعهم بأرواحهم و مايتخلوش عن سلاحهم.. كلهم مستعدين يموتوا..

كل واحد منهم.. مستعد تماما للموت...

بينادي البرجادير في الميكروفون مطالباً القوات بالاستسلام و إخلاء المبنى.. فبيرد عليه الملازم "عبد العزيز غنيم" من أحد النوافذ:

- "لن نسلم إلا جثثاً هامدة"...

ما بيصدقش البريجادير التهديد.. و بيأمر المشاة بالتحرك نحو مبنى المحافظة للإستيلاء عليه بالقوة..

و هنا بتتفتح أبواب الجحيم.. و بتنطلق الرصاصات من الأبواب و النوافذ.. دي كانت مفاجأة حقيقية لأنه - لآخر لحظة - البريجادير تصور إن رسالة اللواء أحمد رائف اللي وصلته مع المقدم شريف العبد.. مجرد تهديد.. القوات البريطانية بترد بإطلاق النار.. بس عنصر المفاجأة كان مش في صفهم...

بيحاول البريطانيين يقتحموا مبنى المحافظة من الباب الخلفي.. بس بيفاجئهم وابل من النيران.. بيضرخ "إكسهام" و يتوعد الضباط المصريين بالأسر و العقاب.. بس كلامه مابيثيرش عندهم سوى الضحك و هم بيتبادلوا النظرات.. عشان ياسرهم لازم يقبض عليهم أحياء.. و هم كانوا خلاص قرروا يفدوا مواقعهم بارواحهم...

نبخس موقعة الإسماعيلية حقها لو حصرناها في مبنى المحافظة.. لأنه كان في حوالي 800 شرطي مصري آخرين بيكافحوا هجوم مشابه في الثكنات.. بس يبقي مبنى محافظة الإسماعيلية في الوقت دا رمز مهم.. و لو سقط حتنهار معنويات باقي الجنود في بقية الأماكن...

البرجادير "إكسهام" كان عارف دا كويس اوي.. و عشان كده تواجد بنفسه عند مبنى المحافظة.. لازم المبني دا يسقط بأي تمن.. المبني اللي بقى عامل هو و المنطقة اللي حوالي زي "ستالينجراد" في الحرب العالمية.. ستالينجراد مكانش ليها أهمية قصوى جغرافية لو سقطت.. مش أهم من باريس يعني.. بس كان اسمها على اسم "ستالين".. "ستالين - جراد".. مدينة ستالين.. لو سقطت يبقي انتهي كل شيء..

الحروب تنحسم في صدور الرجال قبل أن تنحسم في ميادين القتال.. و يبدو إن "إكسهام" شعر بالخطر مع تساقط الجنود البريطانيين أمام رصاص قوة البوليس المصري، كأنها حفنة ذباب رشيتها بمبيد حشري قوي.. فأمر المشاة بالإنسحاب و قرر يدك مبنى المحافظة بالدبابات...

و مع قذائف الدبابات، توقع الجميع استسلام مباشر للقوة المصرية.. لكنها للغرابة.. فضلت تقاتل.. تقاتل دبابات و مدافع ميدان ببنادق ميزر..

و حتى آخر طلقة...

بعد ساعتين من القتال المستمر بتنفد ذخيرة القوة المصرية.. و بيدخل الجنود البريطانيين و بيفاجئوا بخمسين شهيد و 80 جريح.. كلهم مسابوش مواقعهم.. و كلهم فضل متمسك بسلاحه حتى و هو خالي من الذخيرة...

لما بيخرج الجرحي و خلفهم طابور جثث الابطال.. بيقدم لهم البريجادير "كينيث إكسهام" تحية عسكرية و بيأمر جنوده بتحيتهم.. و بيقول للمقدم شريف العبد: "لقد قاتل هؤلاء الرجال بشرف.. و قضوا نحبهم بشرف.. ووجب علينا جميعاً احترامهم"...

تاني يوم بالمناسبة.. يوم 26 يناير.. بتنتقم إنجلترا بأنها بتسرّح صبيانها من جماعة الإخوان الإرهابية علي دراجات بخارية و 30 سيارة.. يحرقوا أكتر من 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادي في شوارع وميادين وسط المدينة، عن طريق متفجرات بمؤقت...فيما عرف بـ"حريق القاهرة"...

المهم إن موقعة الإسماعيلية.. حولت يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة بتحتفل مصر به كل عام، كما أنه أصبح عيداً قومياً لمحافظة الإسماعيلية، وفي سنة 2009 صدر قرار جمهوري، باعتبار يوم 25 يناير من كل عام.. عطلة رسمية في مصر...

قناة السويس الجديدة ومستشفى يناير الخيري

لما بدأت مصر مشروع "قناة السويس الجديدة".. أهل مصر و وولادها المخلصين وقفوا وراه..

مش كتير كانوا عارفين إن المشروع مش إقتصادي بس.. و إنه كان ضربة لإسرائيل في مشروعها "ميد ريد Med-Red".. ذلك الخط الحديدي اللي كان حيبدأ من "إيلات Eilat" بالعقبة و يمتد حتى ميناء "أشدود Ashdod".. و يهدد قناة السويس القديمة نفسها ملاحياً...

و مع ذلك دعمنا المشروع ووقفنا وراه و هو مجرد كلام على ورق.. و بعدين قطعنا من دخولنا و دفعنا مليارات في مشروع غامض.. مش عارفين إيه الصعوبات اللي ممكن تواجهه..

و بعدين بدأ المتشككين يستعينوا بشهادات بعضهم.. مهندسين و جيولوجيين و غيره.. و يفهمونا إنه مستحيل.. و احنا مستمرين بندعم المشروع.. اللي حتى لو مكناش عارفين حاجة عن "ميد ريد".. بس كنا عارفين إنه "مهم لأمننا القومي" و بس..

بصلابة و حماس وقفنا ورا المشروع.. بإيمان قوي وقفنا ورا المشروع دا.. و تصدينا للشائعات و التكذيب و الإحباط بكل صرامة.. لحد ما المشروع خرج للنور...

حتى بعد ما خرج المشروع للنور.. قالولنا الجماعة إياهم "دا فنكوش".. حتى و هو شايف بعينيه بواخر عملاقة بتعدي.. مصمم برضه علي رأيه اللي كان دايما غلط.. من البداية للنهاية...

بس إحنا عندنا إيمان "بالدولة".. إحنا ولاد الأرض دي.. و شاربين منها و مخلوقين من طينها و عارفين إمتي الدولة المصرية بتبقي ضعيفة.. و إمتي بتمر بـ"صحوة".. و عارفين إمتي و إزاي ندعمها و نقف جنبها...

عملنا نفس اللي عملناه مع مشروعات الكهرباء.. و العشوائيات.. و القمح.. عارفين إن بلدنا في صحوة و بتنهض و تنفض عن كتفها غبار السنين.. و بعدين تتحرك ببطء و تزحف و تقف و تمشي و تسرع و ترمح بسرعة جنونية... و محدش يقدر يحصلها و لا يقدر عليها...

إيمان غريب.. بدولة شبه منهارة.. حواليها حصار من كل جانب.. بتمر وسط كل دا بأزمة ورا أزمة ورا أزمة و بتعدي منهم كلهم.. و لعله جزء من الإيمان اللي ورثناه عن أجدانا بالله.. لما كانوا بيصلوا لرع شكرا عشان بعد عنهم الشيطان "أبو بيس" ملك الظلام.. اللي كل هدفه إنه يغرق مصر في ظلام دامس و فوضى أبدية و يشرب النيل..

إيمان الناس اللي استقبلت العذراء و المسيح و هم بيبحثوا عن مخبأ.. أو إيمان أهل البلد اللي أكرموا آل البيت بينما كان يطاردهم الجميع.. برب آل البيت...

إيماننا بالدولة كان جزء من الإيمان دا.. و لا زال.. و حانعدي و عارفين إننا حانعدي...

إيمانك مش بيتقاس بلحظات الرغد.. إيمانك بالقضية أو بالشخص بيبقي في أكثر لحظاته ضعفاً.. هنا بيتقاس الإيمان الحقيقي و هو دا الإختبار الحقيقي...

إيمان غريب و ثقة في أمنا.. أم الدنيا.. مخليانا عارفين إنها حتعدي.. إيمان و ثقة بالله إنه مش حيضيعنا.. حتى و إحنا كلنا عصاة مذنبين.. بس عارفينه و بنحمده.. إيمان و ثقة بنفسنا.. إننا لو مامعناش سلاح ممكن نمزق أي معتدي بالأظافر و الأسنان.. لو لزم الأمر...

كل حاجة اتقال لنا إنها فنكوش و سممونا و أحبطونا.. عملناها و نجحنا و شفناها بعنينا...

و اهل الفنكوش لسه بيرددوا نغمتهم المحبطة.. لناس مش شايفة و لا عايزة تشوف قريبا...

طيب يا جماعة الخير.. المفروض إننا نشهد بكرة افتتاحكم لمستشفي "25 يناير الخيري" اللي هو "الصرح الطبي العملاق المجهز باحدث الأجهزة" و "أكبر مستشفي في الشرق الأوسط".. و بتلموا له تبرعات بقالكم 7 سنين...

صح و للا أنا غلطان؟

حانشوف الإفتتاح و الأجهزة الحديثة أم ملايين و التقنيات الرهيبة و الأطباء المهرة و المعدات المتقدمة و المستلزمات الطبية الكافية؟

في حاجة حتحصل بكرة و في افتتاح بتعدوا له فعلا النهاردة و مش حتناموا؟

و للا هو دا اللي فعلا "فنكوش"...؟

و يا ترى الفلوس اللي بتلموها بقالكم 7 سنين.. راحت فين؟

إحنا في الإنتظار..

أليس الصبح بقريب؟

مصر بتنتصر

إفتكر كنا فين من سبع سنين...

يا إما كنت من الشرفاء المحترمين اللي "اتعمل بيهم ثورة".. تبدو في أهدافها إنها عظيمة رائعة.. بينما الداعين لها لهم أجندة أخرى خفية.. عرفتها لوحدك مع مرور الوقت..

يا إما كنت قاعد تحت بيتك مع جيرانك حول النار ليلا.. ماسك خشبة و رابط في آخرها سكينة مطبخ بالشيكرتون على سبيل الرمح.. مش ناقص غير تقلع بلبوص و تلبس ريش حوالين وسطك و ترقص بالرمح المرتجل دا حوالين النار.. عشان نقولك مبروك.. أنت رجعت للعصر البرونزي.. أو خدت العضوية الشرفية لقبائل البوشمن..

كل شوية شايف مبنى حكومي بينهار و مكتبة بتتحرق و جثث في الشوارع و بتنام و تصحى علي صوت الطلقات.. لما بابك يخبط فدا مجرم محتمل.. و لما بتنزل تشتري حاجة.. فدي مغامرة خطرة.. و يمكن ما ترجعش منها...

رجل الأمن بقي بلطجي بيتقتل.. و البلطجي هو اللي سيطر.. البلطجي هو اللي بيوقفك و يشوف أوراقك في الشارع.. و ممكن يضربك سكينة لو شكلك مش عاجبه..

مفيش دخل.. مفيش دواء.. مفيش عيش..

كنا كده من سبع سنين.. فاكر؟ فاكر الاسلاك الشائكة في كل مكان و رائحة الدم.. و إحساسك و أنت مش عارف تروح تحمي بيت أختك و للا أمك و للا بيتك؟

فاكر الخلق الملخفنة اللي نصبوا لنا محاكم التفتيش و كرهونا في حياتنا.. لما خرجوا علينا أحقر مجموعة إرهابيين عرفها التاريخ الحديث، بأقذر السباب و التهديد المباشر على الفضائيات.. باعتبارهم "شيوخ" و "بتوع ربنا" و "رفقاء ميدان"..؟

فاكر لما حكموا و اتصورت إن البلد دي راحت و مالهاش قومة؟

فاكر لما نزلوا لنا بالسيوف و الخرطوش عشان يرفعوا صور بن لادن و أعلام القاعدة في قلب القاهرة؟

طيب.. فاكر بعدها.. لما نزلنا لهم.. و شلناهم و رميناهم في السجون.. والبلد المنهارة اللي بدأت تنهض.. ببطء.. بس بثقة..

كنا فين؟؟

فاكر روسيا و هي بتتودد لك و تهديك سلاح.. "هدية"...؟

فاكر الصين و هي بتوقع معاك اتفاقات و اليابان و هي بتقولك: تعالى اغير لك نظام التعليم؟

فاكر يوم افتتاح قناة السويس الجديدة عملنا ايه؟ فاكر فرحنا ازاي؟

فاكر اللحظات دي؟

فاكر احساسك بالقوة و الإنتصار؟

فاكر الاسمرات؟ فاكر السوفالدي؟ فاكر مؤتمر الشباب؟

كنا فين ووصلنا لفين؟

دي مقدمات و خطوات قطعناها على مدار سبع سنين...

النهاردة في 2017.. عملتنا بتشم نفسها و تقوى و ترتفع..

و الدولار بينزل..

و ينزل..

عرفت ليه كنت واثق في يوليو اللي فات إن الدولار حينزل في سنة 2017.. و يحصل 7 جنيه مع آخرها بالتقريب.. و بعدين يتذبذب شوية لحد ما يستقر علي سعره العادل 9 - 10 جنيه باختلاف بسيط في الوقت أو السعر ايجابا أو سلبا؟

دا بالعكس.. دا ممكن ساعتها أنت تخفض أو ترفع عملتك أمامه على حسب ما تحب و حسب احتياجاتك.. تخليه يرتفع أكتر أو ينزل أكتر..

حتى بعد التعويم.. سعر الدولار مكانش عادل و لا طبيعي.. فضل ماشي بالقصور الذاتي فترة..على أساس إن "دي عملة غالية" و "التجارة فيها مربحة".. و دا خلا مع التعويم حتى.. في سوق موازية.. بس علي خفيف أوي.. و ربحها مش كبير زي الأول..

الأول كان بيشتري الدولار بـ11 جنيه و يصحي يبيعه بـ15.. و يشتري بـ15.5 و يبيع على 18... و كان عندهم أمل يوصل لـ25...

الموضوع حرب نفسية مش أكتر..

ارتفاع سعر الدولار بالطريقة دي "عملية نفسية".. إشاعات و بروباجاندا.. و أي سبيل، يخلوا بيه الدولار يطلع.. فيخربوا البلد و يكسبوا قرشين...

ما تستهونش بالأمر.. الحرب النفسية بتوقع إقتصادات كبرى و دول عظمى.. ياما جبنا هنا أمثلة و نماذج من التاريخ..

الدولار "عملة" مش سلعة..

العملة هي شيك في مقابل عمل أو بضاعة أو خدمة.. مش هي لوحدها سلعة أو بضاعة للتجارة فيها...!

بالتالي سعر الدولار دا.. حتى سعره الحالي اللي انحدر لحد ما بقى مقرب من 15 جنيه.. سعر "وهمي".. مش سعره الحقيقي قط...

و علشان هو "سعر وهمي" واقف على "لا شيء".. لسه يتحرك و ينزل..

و ينزل..

و لسه حينزل...

طيب ليه كنت متأكد إنه حاينزل من ست شهور؟

عشان الإصلاحات اللي بنوريها للناس عشان يتفائلوا.. و بيخرج علينا المحبطين يقولولنا "دا فنكوش و الخ".. اللي رفضوا يشوفوه.. و اعتبروه مش موجود.. و لما شافوه موجود حاولوا يحاربوه...

في وفد إنجليزي زار مصر و محور قناة السويس.. بهدف الإستثمار..

في بنك اتأسس اسمه "بنك الإستثمار الآسيوي".. أكيد سمعت عنه.. أعضاء البنك دا 35 دولة لحد دلوقتي.. منهم "مصر و روسيا و الصين و الكوريتين و الهند والبرازيل و إنجلترا وألمانيا و سويسرا"...

الدول أعضاء البنك فيما بينهم حيتعاملوا بعملاتهم المحلية.. مش الدولار.. يعني حتشتري و تبيع بالجنيه و اليوان و الروبل و اليورو و الروبية...

عندك سلاح بتشتريه من روسيا بمليارات.. اقمار صناعية.. غواصات ألمانية.. بتبني مفاعل.. كل دا كنت بتحتاج له دولار.. و دلوقتي مش محتاج.. حاتسدد بالعملات المحلية...

معظم الواردات عندنا من الصين.. حجم التبادل التجاري بيننا و بين الصين مقرب علي 15 مليار دولار...

حجم تبادلنا مع روسيا 5.5 مليار دولار..

النهاردة كل دا مش حتدفعه بالدولار.. حاتدفع بالعملة المحلية...

شركة منجم السكري، بعد توقف سنين من العمل في المنجم، بدأت في 22 أكتوبر اللي فات، حصتنا في المنجم دا سنويا 200 مليون دولار...

عندك مناجم دهب تانية.. حصرها السيد "محلب" مستشار رئيس الجمهورية.. شغل و تعدين و استثمارات بمليارات الدولارات...

قناة السويس بتحقق أرباح.. أيوه بتكسب و بتكسب كويس.. و محول القناة جاذب استثمارات هائلة.. و ماتصدقش أي متخلف يقولك العكس.. لو مش مصدق تقدر تبحث بنفسك...

عندك غاز في "حقل ظهر" بدأ انتاجه في النصف الأول من 2017.. حيدخل لك مليار يورو شهريا.. يعني 13 مليار دولار سنويا...

عندك طريق إسكندرية جنوب إفريقية.. اللي اسمه "محور الإسكندرية - كيب تاون".. و دا أول خط بري مباشر بين اسكندرية و كيب تاون..

دول كتير في إفريقية حبيسة.. ملهاش مطل علي أي بحر.. بتزرع فواكه و تنتج معادن و بتبيعها بسعر قليل عشان مشتريها بينقلها بتكلفة عالية.. أو مش بتبيعها أصلا.. مالهاش متنفس تتحرك فيه...

أنت بقيت منفذها الوحيد و الميناء الوحيد المباشر ليها.. و علي فين؟ علي المتوسط.. علي أوروبا و آسيا و شمال إفريقية و الشرق الأوسط...

عندك سياحة علاجية لفيروس سي النهاردة.. لسه في بدايتها و متوقعة بحملة إعلانية ناجحة.. توصل لقمتها في الربع الأول من 2017...

عندنا بير غاز جديد في المحلة زي حقل ظهر...

كل دا دولار.. كل دا دخل.. كل دا يخلي سعر الدولار يقل أكتر و أكتر مع وفرته.. حسب قانون العرض و الطلب اللي بقيت انت ماشي بيه النهاردة...

كل دا يعني استثمار.. يعني آلاف الشركات.. يعني تصدير.. يعني فرص عمل بالأسعار الجديدة.. يعني زيادة حركة و تجارة و دخل...

"ترامب" عايز يعمل عملية تخفيض للضرائب على الشركات وتقليل الإنفاق على القطاع الصحي والتسليح..و تخفيض الدين العام الذي وصل إلى 20 تريليون دولار.. عايز يرفع الرسوم الجمركية إلى 45% على بعض الدول التي تشكل الجزء الأكبر من العجز التجاري..

عايز يصدر.. و عشان يصدر و عملته مرتفعة الارتفاع الجنوني دا.. فدا صعب و مش حينفع...

في تقرير صادر من مكتب الدراسات الاستراتيجية لشركة "إي.دي.إس سيكيوريتيز ADS Securities" شايف إن الدولار بيشهد أكبر موجة هبوط لسعره من سبتمبر اللي فات.. الأمر الذي أدى إلى موجة بيع مكثفة من قبل المستثمرين، و لما يحصل بيع.. يقل السعر أكتر.. فتراجع مؤشر الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسة .. بسبب الدول اللي خفضت عملتها أمام الدولار.. زي الصين و اليابان...

سياسات ترامب عامة لسه مش واضحة أوي.. و دا مسبب توتر في الدولار.. العملة القوية بدأت تهتز و الثقة فيها تقل.. بينما احنا في مصر تصنينفنا الإئتماني بيرتفع.. و عملتنا بتستقر.. الجنيه قيمته بترتفع...

عايز تفهم أكتر ازاي بننهض اقتصاديا.. تابع الصفحة الباحث الإقتصادي "محمد نجم Mohamed Negm".. الأستاذ محمد نجم"" مابيكتبش حاجة إلا و بيدعمها بمراجع.. بالتالي بيقول كلام متزن واقعي له سند.. و بيقول اللي لينا و اللي علينا...

ماتخليش حد يضحك عليك و يلعب في قوتك و دخلك بإشاعات و حرب نفسية و بروباجاندا.. و من غير مصادر و لا مراجع...

خليك صاحي...

إخواننا بقي إياهم اللي مش عاجبهم حاجة.. الدولار يعلى يفرحوا و ينخفض يزعلوا.. نخسر يفرحوا و نكسب يزعلوا..

مش كفاية بقي؟

انتوا كبرتوا ما شاء الله مش عيال على السخف ده...

عايز تدعم بلدك بجد أقف جنبك و كفاية إشاعات و كلام فاضي مالوش قيمة..

كفاية خلاص.. قوم و ابني بدل ما تهدم..

عايز بقى تعيش في فراغ: "الصين أجازة و موزامبيق بتصيف".. و تبني تحليلاتك و ترتب أمورك المالية على الأساس دا.. فأنت حر.. علي كيفك...

بس مصر بتنتصر.. دا واضح لأي حد..

سيادة مصر على أراضيها

إنك تكون مواطن قطري.. دا يعني إنك بتتبع لأغنى دولة في العالم رسمياً..

يعني إنك تقدر تتحصل على دخل 50 او 60 ألف ريال قطري شهريا و أنت قاعد في بيتك.. بمجرد إنك تمضي ورقتين و يبقى اسمك "كفيل"..

دخل مش حتتحصل عليه طول حياتك مهما مققت عينك في كتب الطب و شديت شعرك مع معادلات "بور" و "نلسن" و "شرودنجر".. و مش حييجي عليك وقت آخر الشهر "تتزنق".. و تضطر تفطر في رمضان بصحن فول و رغيف.. أو تحاول تدور على شغل بعد الضهر..

يعني إنك تبقى عندك عربية مفيش زيها.. و بيت مالوش حل.. و تتفسح كل سنة في بلد مختلف..

بس إنك تكون مواطن قطري.. دا برضه بيعني شيء آخر خطير..

إنك "منتهك السيادة"..

أيوه هي الكلمة ليها نفس الوقع اللي أنت حسيته.. و ليها نفس المعنى..

هي في الحقيقة "كلمة عيب"..

حتى في الحروب.. الطرف اللي بيضطر ينسحب من بعض أرضه أو يتهزم أمام محتل أقوى مش بيتسمى "منتهك السيادة".. طالما بيقاوم و بيعد العدة لهجوم مضاد..

لحد ما يسترد أرضه بيبقى اسمه "فاقد السيادة ".. و الآخر اسمه "محتل"..

الفرق بالضبط بين فاقد السيادة و منتهك السيادة.. هو إن الأول طلعوا عليه بلطجية.. قاومهم بكل استطاعته.. لكن اطلقوا عليه النار و خطفوا زوجته و هربوا.. بينما هو بيحاول ينهض و يوقف نزيف جراحه.. و يسعى خلفهم لاستردادها و الثأر لشرفه..

بطل..

أما "منتهك" السيادة.. فدا البلطجية بتدخل بيته.. و تتناول طعامه.. و تنام في أوضه نومه.. و تغلق بابها عليها مع زوجته.. و بعدين قبل ما ينصرفوا بيمدوا إيديهم في جيبه.. و ياخدوا مقابل زيارتهم.. و ينصرفوا..

و منتهك السيادة إما راضي أو خائف..

لكن في الحالتين ساكت..

و صلاح الدين الايوبي فقد السيادة على "عسقلان".. كجزء من مواجهة مباشرة.. استمرت مدة.. ثم عاد و استردها..

و جمال عبد الناصر فقد السيادة على سيناء..

و لكن أيا من صلاح الدين أو عبد الناصر لم يكونا "منتهكي" السيادة..

عبد الناصر بالذات كان في 67 و ما بعدها نموذج مثير للحيرة.. لدرجة إن بعض الخبراء الاستراتييجيين قالوا إنه حتى لم يفقد السيادة على سيناء.. بس خسر من تلك السيادة جزء..

و تخيل عدوك بعدما ضربلك سلاحك الجوي بالكامل على الأرض.. و احتل جزء من أرضك.. يبدأ يعمل مانع مائي رهيب.. و خط دفاعي هائل.. عشن يحمي نفسه منك..!

حتى في أحلك ظروفك.. عدوك كان خايف منك.. مش عارف يدوق طعم الراحة ثانية واحدة..

و كان في استنزاف..

و مقاومة..

محدش استسلم ثانية..

أما إنك تبقى "منتهك السيادة".. فدا شيء مختلف..

دا يعني إن يمر من قدام بيتك جندي تركي.. فيخبط الباب و يتمطع باقصى امتداد دراعه و بعدين يريّح على قفاك.. و انت ماتقدرش تتكلم.. عشان دي القوات اللي بتحمي "الأمير" تميم.. اللي ماستنضفش حد من الشعب نفسه، عشان يوكل له مهمة حمايته.. و حماية أرضه..

و دا معنى "انتهاك السيادة"..

و "هولاكو" اسقط دولة "المستعصم" الثرية.. و استولى على كنوزها و ثرواتها.. و تأمل كميات الذهب الرهيبة في خزائن المعتصم و قال له:

"لو سلّحت بهذا المال جيشك لكان حماك مني"..

"المستعصم" طلب من "هولاكو" إنه يترك له "حريمه".. يمشي بيهم لحال سبيله.. بس "المستعصم" نسى وقتها حاجة مهمة..

إنه كان خلاص "منتهك السيادة"..

مش راجل..

و في النهاية أثبت هولاكو دا عمليا.. و استولى على نساء "المستعصم" لنفسه.. و قام بلف "المستعصم" في سجادة.. و قتله ضربا بالركلات..

ساعتها كانت مصر لسه متخلصة من الحملة الصليبية السادسة.. و تعبانة إقتصادياً و إجتماعيا و عسكرياً من الحملات المتكررة عليها.. كان جيشها منهك في اضعف حالاته.. و كانت متوترة سياسياً مع وفاة أقطاي و أيبك و شجرة الدرّ.. و كانت بلا حاكم فعلياً...

كانت مصر فقيرة أوي..

بس "ذات سيادة"..

عشان كده لما حضر رسل "هولاكو" إلي مصر.. "سيف الدين قطز" مكانش عنده غير رد واحد..

قطع رؤوس الرسل و علقها على باب زويلة..

دا لأن الرسل كانت جاية برسالة "تهديد"..

و لو سمحت بدا تبقى "منتهك السيادة"..

و "هولاكو" فهم دا كويس..

و عشان كده كان في خيارين بس مالهمش ثالث....

يا إما يفوز بمصر..

يا إما يفوز الموت بروحه..

على أرض مصر..

و جه هولاكو لمصر بمعظم قواته...

و فازت مصر..

و اتهزم الرجل اللي روع بجيشه نص الكوكب و سحق دول كاملة تحت سنابك خيوله..

و انسحب التتار..

و اندثروا..

و تلاشوا..

دا الفرق بين "صاحب السيادة".. حتى لو فقدها لبرهة زمنية..

و بين "منتهك السيادة"..

و من سخرية القدر إن "منتهكي السيادة" و مؤيديهم و داعميهم.. بيتهمونا احنا بالتطبيل.. بينما هم احترفوا القوادة باللقمة.. بلا مقابل حقيقي.. و انتهكت سيادتهم بلا أي سبب أو زلفى..

فرق كبير انك في يوم ما تقول لابنك: انا كنت "راجل" فقير..

و بين انك تقول له "كنت ثري بلا عرض منتهك الشرف"..

فرق بين شعب.. ستاته بتتصدى للإرهاب.. و شعب.. رجاله بتنحني لجيش أجنبي...

لو حابب تفوز بمزايا كتير و تبقي "منتهك السيادة".. قطر موجودة.. روح خد جنسيتها..

يمكن في مصر ماتكونش في أغنى بلد في العالم.. ماتكونش مليونير.. و ماتكونش "كفيل".. و ماتملكش عربية 6 متر.. و لا بتصيف في بلد شكل كل سنة...

بس بتمشي رافع راسك.. و لك سيادة على كل شبر من أرض بلدك..

محدش محتلك و كاسر عينك تحت اسم انه "بيحميك"..

عندك تاريخك و بتملك حاضرك و الغد ملكك..

الحمدلله على نعمة مصر.. و على جيش مصر.. و على نعمة كل رجل أمن في مصر..

الحمدلله "على السيادة".. و على الكفاح من أجل السيادة و على الحرب من أجل السيادة و على نعمة "الوطن"..

وعلى كل شبر من تراب مصر..

في 36 شهر

مرة كنت في اسطنبول.. قبل الهطل التركي و هوجة "الربيع العربي".. وأنا لما أسافر بحب "أتوه" و أمشي و على حسب ما رجلي توديني.. و أركب أوتوبيس لآخر الخط.. و آكل من أكل البلد نفسها.. مبحبش البرامج السياحية و الجداول.. لأن السفر متعته في المغامرة..

المهم مرة.. فالظاهر دخلت حتة غلط.. زقاق كده.. فراح متصدر لي شاب فاتح لي كيس نايلون مليان أعشاب و قاللي:

- "ماريجوانا"؟

- لا شكرا..

رجع يجري ورايا و فتح لي علبة سجائر.. مرصوصة قوالب بنيّة لامعة:

- طيب حشيش..

- ماتحرمش.. مابشربوش..

- طيب معايا بودرة..

مردتش عليه و بدأت أسرع شوية في المشي و أحاول أخرج من المكان دا بأي ثمن.. آخر حاجة في الكون ممكن تقنع بيها قاضي من دولة تانية عن طريق مترجم.. أنك اتمسكت في حي من أحياء المخدرات عشان "لما بتسافر بتحب تتوه لأن السفر متعته في المغامرة"...

و أنا ببعد عنه سمعته بينادي:

- "طب ست جميلة"؟

اللي هو أي مصيبة يبيعهالك و يلبسهالك و يطلع منك بأي مصلحة و خلاص...

دا بالضبط كان النظام القطري مع الربيع العربي...

كل واحد جه بمشروعه.. المشروع الأمريكي الصهيوني.. المشروع العثماني.. المشروع الفارسي..

أمريكا و إيران و إسرائيل و تركيا و إنجلترا..

كل واحدة من دول كان لها مشروع في الشرق الأوسط بيخدّم عليه "الربيع"...

و قطر كانت موجودة زي الأخ بتاع زقاق تركيا دا.. جاية في أي حاجة.. و معاهم كلهم بشرط.. اللي يكسب و للا لما تقسموا التورتة.. تسيبوني أحكم الخليج.. و طبعا توهمت إن في حد ممكن يوفي بوعده ليها.. و صدّقت إنها دولة...

طبعا مصر كان عندها مفاجأة.. و عملت ثورة في 30 يونيو 2013.. و شالت الإخوان الإرهابيين من كرسي الحكم...

و دا مكانش يعني إن مصر انتصرت..

بس كان يعني حاجة تانية مهمة..

إن مصر رجعتهم كلهم لنقطة الصفر..

بعد 3 سنين تقريبا.. و مليارات اتصرفت لسقوط أنظمة و تجهيزات و غيره..

كله رجع تاني ألف خطوة للوراء...

دا كان يعني إن مصر قدامها معركة طويلة.. عشان تقنن وضعها.. خاصة و إن الولايات المتحدة، اللي المفروض فيها أساتذة اساتذة العالم في العلوم السياسية مكانوش عارفين "ثورة دي و للا إنقلاب".. لحد سنتين فاتوا...

حرب طويلة إنها تقضي علي الإرهاب اللي أنتشر في كل شارع من شوارعها علي إيد جماعة الإخوان الإرهابية...

حرب طويلة عشان تأمن حدودها.. و تضبط موازنتها.. و تكفي احتياجات شعبها الأساسية.. و تدخل حرب فكرية..

الأسوأ إن مصر ابتدت تنقذ اللي حواليها كمان!

الحكاية مابقتش "مصر محافظة على حدودها" و خلاص.. لأ بقت بتدخل هنا و تضرب هناك.. و تعمل عمليات نوعية هنا..

دي مصر بتنضف حواليها..

و كله هنا اتوجه ناحية مصر...

في اللي أدرك إن مصر مش سهلة و بدأ يسترضيها زي الروس و الكوريين و الإيطاليين و الصينيين و غيرهم.. و في اللي صمم يسقطها بأي ثمن زي الترك و الفرس و القطريين و الإنجليز...

و في سبيل دا اتصرفت مليارات.. و اتحطط خطط لتدمير الخليج العربي بالكامل.. في سبيل إن مصر تسقط..

إتوجه لمصر شوية شائعات و ضربات.. تكفي لأنها تحول قارة كاملة زي أوروبا إلي خرابة.. في اقل من سنة..

و اثناء محاولتهم إسقاط مصر.. اتفاجئوا بحلف مصر واليونان وقبرص بيقفل مجال البحر المتوسط...

حلف مصري ليبي إماراتي..

حلف مصري عراقي..

حلف مصري روسي..

حلف مصري صيني..

حلف مصري هندي...

و هنا ظهرت المصيبة للعيان..

إن مصر لها مشروع!

مشروع خفي محدش خد باله منه اصلا إلا بعدما قطع شوط طويل ووصل لنقطة اللارجعة...

و مشروعها دا.. مختلف عن مشاريع الجميع..

مفيش تقسيم...

مفيش حروب و لا مجاعات.. مفيش إرهاب..

في حماية و دفاع عن النفس و نهضة و صحة و تعليم و حق لكل شعب في تقرير مصيره...

و بعدما كان بيسعي عدوك لتنفيذ مشروعه.. رجع إلي ما تحت الصفر و بقى بيسعى لوقف مشروعك انت...

من أوائل الناس اللي أدركوا دا و فهموه كان "أردوغان" بالرغم من حموريته.. و دا اللي خلا تصريحاته ضدنا متبقاش تصريحات رئيس دولة بيدعم نظام معين في دولة أخرى.. لأ.. تبقى تصريحات واحدة ضد ضرتها الأحلى منها...

حرب إعلامية رهيبة.. الجزيرة شغالة على مصر 24 ساعة.. و عاملة لها قناة باسمها..

السي إن إن و الواشنطن بوست و الإيكونوميست.. وقت ما الشرطة و المحتجين الأمريكيين كانوا بيقتلوا بعض في الشوارع بالرصاص الحي و الأسلحة البيضاء.. في 2016، كانوا ناقلين من بعض مانشيت عن "السيسي و السجادة الحمرا"..

كنا بنبقي بنفتتح مشروع زي الاسمرات.. و الواشنطن بوست بتعتم عليه و عاملة حوار مع "سواق التوكتوك"...!!

متخيل الكوميديا؟

سيبك من الصحف البريطانية بتاعت الطيار اللي تفادى الصاروخ بطيارة مدني.. و غيرها و غيرها...

حرب اقتصادية و حصار مستتر و تحذيرات من السفارات للسياح من السفر و محاولة ضرب سمعة المنتجات المصرية زي الخضروات و غيرها..

و جه ترامب وسط كل دا.. و سحب المشروع الأمريكي..

ترامب عكس أوباما.. فكر بعقلية رجل الإقتصاد الذكي.. أنا عايز ايه؟؟ فلوس؟

طيب لما انزل بقوات و احارب و تقسيم وخراب.. و حرب عصابات و ضحايا و معدات.. دا تكلفته قد ايه؟؟ طيب ما اروح اجيب الفلوس دي مجانا...

و هو دا اللي عمله..

خلاص هو مش عايز حاجة.. بالعكس حيتعاون معاك إن المنطقة تستقر عشان كل ما تستقر كل ما حتقدر تدفع أكتر...

ترامب مش ضد اسرائيل بالطبع.. بس مش مع مشروع التقسيم.. و لا الحروب بالوكالة و حروب العصابات.. و مابيفهمش فيها.. هو عايز فلوس و بس..

بالتالي يبقي حيبيع النظام القطري..

و إنجلترا كانت بتنفق على مشروعها حتى آخر ريال قطري..

يعني خلاص..

بح..

كل دا حصل و النشطاء بتتكلم عن السجاد الأحمر و الجرجير الأخضر و ضاربين بوست بيتنحنحوا بيه على بعض عن رئيس وزراء الهند و هو بيقول للسيسي "يمكنك أن تقتل الثوار لكن لا يمكنك أن تقتل الثورة".. و بيطبلوا للجيش التركي.. و بيلعقوا أحذية النظام القطري.. و بيقبضوا و يجيلهم تمويل.. و يقولوا علينا لجان.. و يناموا مبسوطين..

و في نفس الوقت.. إحنا في بلدنا جففنا العشوائيات اللي كانت نبع من منابع الجريمة..

بقينا قبلة لعلاج فيرس سي على مستوى العالم..

سلحنا نفسنا..

عملنا أسطول جنوبي.. يعني بقى عندنا أسطولين بحريين.. كل واحد منهم لوحده هو الأول إفريقيا و شرق أوسطيا...

حفرنا قناة..

عملنا مدارس يابانية...

مزارع..

مدن سكنية..

مدن صناعية...

شبكة طرق..

مستشفيات..

مطارات..

كهرباء.. طاقة.. مفاعل نووي..

بعد بكرة.. يكون بقى 8 يونيو..

فأقدر يومها أقولك إننا عملنا كل دا في 36 شهر...

بالضبط...