مستخدم:خرياسوس المدون/نظرية التطور
1
تعديلالنهاردة نبدأ في نظرية "داروين" للتطور البيولوجي.. اللي اسمها "الداروينية Darwinism".. اللي عاملة قلق بين مؤيديها و معارضيها عبر العصور.. و مش عارف ليه حاسس إن كل اللي بيتكلم فيها ماقراش حرف واحد عنها.
هو الصراع منطقي الحقيقة بين الطرفين.. واحد رافض تماما إنه يكون كتلة طين اتحولت لبشري، و التاني رافض تماما فكرة إن جدّه كان سحلية.. أنا متفهم الموضوع...
مرة شفت بوست لواحد "جاب التايهة" كاتب: "لو البشر اتطوروا من القرود ليه ماشفناش قرد اتحول لبشر؟"
و رد عليه واحد أكثر ذكاء و جاب التايهة أكتر: "وليه ماشفناش طين بيتحول لبني آدم"...!
طبعا الموضوع كده اتحول لضرب من ضروب الهبل.. الموضوع في حقيقته أبسط من كده بكتير..
من الحاجات المضحكة إن الإنجليزي "داروين" عمره ما قال: "الإنسان كان أصله قرد" و لا "الإنسان تطور عن القرود"..
كانت شائعة من أعداء داروين.. و الأغرب إنها بعد كده.. اتحولت لشائعة في يد مؤيديه اللي مش فاهمين.. أنصار الداروينية اللي حاولوا ينسبوا الكلام دا لداروين بالعافية كسبيل للطعن في الأديان (مع إن الموضوع مالوش علاقة بالأديان).. و استندوا لحقيقة علمية..
إننا كبشر.. بنشترك في 96% الجينوم البشري أو الحمض النووي مع القرود...
بس احنا كبشر بنشارك 90% من الحمض النووي مع القطط...
بنشارك 85% مع الفئران.. اللي بيتجرب عليها الأدوية في المعمل قبل ما حضرتك تتعاطاها...
و بنشارك 71% من الجينوم بتاعنا مع ذبابة الفاكهة.. و 60% مع الفراخ.. و 80% مع البقر.. و 60% مع الموز.. و 57% مع الكرنب..
دا أكيد لا يعني إن الإنسان كان اصله "كرنب".. و الموضوع مش بالسطحية دي.. هو بسيط.. بس مش مسطح كده..
بالعكس.. "تشارلز داروين" اتكلم بكل وضوح و صراحة عن نقطة بتحيره في شدة.. و هي "حلقة مفقودة Missing Link" بين القرود و البشر.. و الحلقة دي حيرته و هو بيعمل أبحاثه.. و استقر على أن "الحفرية الإنتقالية Transitional fossil" دي مش موجودة...
دا أكتر من كده.. العلماء قالولنا إن "السجل الحفري Fossil record" لسه مش مكتمل.. بالتالي مانقدرش نقطع بقرابة جنس لجنس إلا في حالات ضيقة..
و عامة عدم اكتمال السجل الحفري، مايعيبش الداروينية في شيء و لا يصمها بالفشل..
و الحقيقة إن نظرية أو فكرة "الإنسان بدأ بكتيريا اتطورت لحيوان متعدد الخلايا اتحول لحشرة ثم إلي زاحف ثم إلي كائن ثديي زي الكلاب أو القطط ثم إلي قرد ثم إلي إنسان".. هي نظرية عتيقة.. جت الداروينية و ضحدتها و ردت عليها و اثبتت فشلها التام..!
الحقيقة إن "داروين".. لما وصل 22 سنه بس.. كان عالم بيولوجي محترم و معروف و له حيثية في الأوساط العلمية..
العلماء بعتواله دعوة مرة يتفرج على هيكل عظمي لحيوان برمائي منقرض.. له جسم زي فرس النهر.. و رأس شبيهة برأس القوارض.. و قالوله "دا جد فرس النهر بقي.. فرس نهر برأس قارض".. اتطور و بقى فرس النهر الحالي...
داروين قعد بحث و فحص الهيكل.. و بعدين رفض الهبل دا.. و قالهم الكائن الأول في حقيقته هو قارض بالفعل.. و مش جد فرس النهر، لأن التطور مش بيحصل بالطريقة دي و مفيش اي دليل على دا.. و سمى الحيوان الأول "توكسودون Toxodon".. و قال إنه على الأرجح.. جد حيوان قارض برمائي بجد.. و رجّح إنه "الكابيبارا Capybara"...
كلام داروين كان مثير للاهتمام.. و هو كان عالم مرموق زي ما قلنا، فالعلماء قروا ابحاثه و فهموا كلامه.. و بعدين اختاروه عشان يمثلهم في استكمال الأبحاث في الاتجاه دا.. عن طريق رحلة علمية حتقوم بيها الباخرة "بيجل HMS Beagle".. تحت قيادة الربان "روبرت فيزروي Robert FitzRoy".. يفحص ساحل أمريكا الجنوبية و يكمل أبحاثه و أطروحاته...
و الغريب إن والد داروين رفض الرحلة دي.. لأنه شافها تضييع وقت.. بس خال داروين.. أقنعه يسيبه يروح و يتعلم و يطور من نفسه أكتر و أكتر..
و راح داروين، و ركب السفينة "بيجل" سنة 1831.. كان مقدر للرحلة دي تستمر سنة و نصف.. بس طالت لمدة خمس سنين...
في الخمس سنين دول.. داروين جمع عينات و حفريات محدش يحلم بيها.. و شرّح جثث آلاف الحيوانات.. من الحشرات والطيور للزواحف للثدييات.. و زار الغابات الاسوائية في البرازيل.. و كتب بعيد عن البيولوجي يعلن استيائه من "العبودية" اللي شافها هناك...
و الحقيقة إن اللي عمله داروين و أعلنه بعد رحلته.. اثار حنق بعض رجال الدين.. فسلطوا عليه اتنين صحفيين كلجيـّـة، عملوا معاه لقاء.. و هو جاوب عليهم بصدر رحب.. عشان يفاجأ في اليوم التالي بمانشيت.. هو ما قالهوش و لا صرح بيه:
"داورين يعلن: الإنسان أصله قرد"..
و بالرغم من إن داروين حاول كتير يرد الكلام دا و ينكره مع غيره من العلماء زملاؤه دافعوا عنه كتير جدا.. بس طرافة المانشيت خلته انتشر بين العامة.. و بقى من الأخطاء اللي نفيها صعب جدا.. و بدأ الأغبياء من كل مكان يسخروا منه.. و اترسم على هيئة قرد في الكاريكاتير اللي في الصورة دا سنة 1871...
و الحقيقة إن رجال الدين اتصوروا ان "داروين" بنظريته بيدعوا للإلحاد.. و رد هو عليهم قائلا: "إن النظرية مابتشيرش بالضرورة لصحة الإلحاد أو الإيمان"...
دي نظرية علمية!
و الأصل إن اللي بدأ الحديث عنها كان جده العالم "إراسموس داروين Erasmus Darwin"، و دا كان رجل متدين.. تحترمه الكنيسة للغاية، و إن "جريجور مندل Gregor Mendel" ابو علم الوراثة و اللي التقط طرف الخيط من جده، كان أصلا واحد من الرهبان...!
فالموضوع مالوش علاقة بإيمان و لا إلحاد.. دا مش "غيب".. دا علم.. بيثبت.. و يتطور و يتعدل عليه كل يوم...
و مع ذلك فضلوا برضه زي ما هم..يسخروا منه.. و ماهتمش بكلامه إلا العلماء الحقيقيين...
طيب عمل ايه داروين في رحلته و رجع منها كتب ايه بالضبط؟ دا نكمله مع بعض لاحقاً و يكون لحديثنا بقية...
مراجع:
2 - http://www.darwinproject.ac.uk/letter/DCP-LETT-105.xml
3 - Keynes 2001, pp. 41–42
4 - Browne 2002, pp. 103–104, 379
5 - Keynes 2000, pp. ix–xi
6 - Johnson, Phillip E. (31 August 1996). "What is Darwinism?". Access Research Network. Colorado Springs
7 - Heilbron, John L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science. OUP USA. p. 203.
2
تعديللسه مع "داروين" و نظريته المفترى عليها، و مع ناس ظهرت فجأة.. بتقول إنها نظرية مالهاش أي لازمة و لا فائدة...
معرفة كيفية التطور و بيحصل ازاي و بيحصل و للا لأ.. تخليك قادر على تلافي العديد من الأمراض اللي بيورثها الأبوين للأطفال.. تخليك تعرف تتعامل مع سلالات جديدة من البكتريا، بتتطور فجأة.. و ممكن تسبب لك أوبئة و تبيد الحياة من على الأرض كما نعرفها..
مفتاح التصدي للمشاكل دي هي "نظرية التطور".. النشوء و الإرتقاء...
قبل "داروين" كان في نظرية؛ جت أصلا من الصين القديمة و الحضارة الإغريقية، أيام السحر و الاعتقاد بأن في تنانين خارقة بتصارع نمور غير أرضية للسيطرة على الكون.. النظرية دي اسمها "نظرية الإستحالة أو نظرية التحويل Transmutation"...
و بموجب النظرية دي.. فالقطط عبر الوقت و عبر مئات الملايين من السنين.. ممكن تتطور تبقى نمور.. و السحلية بتتطور إلي تمساح.. و الفئران بتتطور إلي أرانب.. و الغوريللا بتتطور إلي إنسان...
طبقاً لنظرية التحول.. فالقطة محتاجة بس مليار سنة عشان تتحول لنمر.. دا مش كائن منفصل مستقل.. لأ هم واحد.. مش عندهم مخالب و أنياب و فراء و شنبات و شبه بعض بالضبط؟؟ يبقوا هم واحد.. و بكرة القطط تكبر و تتحول و تبقي أسود و نمور..
فلو حضرتك معتقد إن "داروين" قال إن القطط بتبقي أسود.. و الأسماك بتبقي زواحف.. و القرد بيبقي بني آدم (بس محتاجين كام مليار سنة).. اسمح لي اقولك.. إن الكلام دا "عكّ"...
كلامك دا هو بالضبط النظرية اللي رفضها "داروين" و عدّلها.. و مع ذلك.. نصف المقتنعين بالداروينية النهاردة.. مؤمنين فعليا بنظرية "التحول Transmutation".. و بالتالي بيضربوا الداروينية في مقتل.. و بيتكلموا عن حاجة تانية خالص...
نظرية التحوّل لقت طريقها للقرن الـ19 زي ما قلنا.. و إن كانت طبعا اتعدلت و اتنقحت كتير عما كانت عليه مما قبل الميلاد.. و اتفرعت منها عدة نظريات.. منها التخليق الذاتي و اللاماركية...
و التخليق الذاتي دي حتلاقي لها اثر لحد النهاردة.. في ثقافات كل الشعوب.. و حتسمع من شخص مثقف جملة مفادها إن "نشارة الخشب المبلولة بتعمل صراصير"...
مش بتبقى مأوى للصراصير.. لأ "بتعمل" صراصير.. قشر الموز "بيعمل حشرات وهاموش Midges "...
طبعا دي خزعبلات صرفة.. أنكرها العلم من زمان.. مفيش حاجة "بتعمل" حاجة لوحدها.. لازم النشارة أو قشر الموز، يحوي بعض من بيض الحشرات دي.. عشان تظهر فيه لاحقاً، و نشارة الخشب المعقمة المحبوسة في علبة في المعمل.. معملتش أي حاجة و لا حاتعمل اي حاجة و لو اتسابت مليار سنة...
أما نظرية "جان لامارك Jean-Baptiste Lamarck" اللي اسمها "اللاماركية Lamarckism" فهي كانت أكتر تطوراً شوية.. قال فيها "لامارك" إن الكائن، بيطور صفات معينة عن طريق الاستخدام.. و بيورث الصفات دي لذريته، و بالتالي بتاخدها الأجيال القادمة كصفة سائدة..
و كان مثال "لامارك" الشهير هو الزراف.. فقال لنا إن الزرافة دي كانت كائن عادي.. رقبته قصيرة و أشبه بالماعز.. و بعدين جه وقت مبقاش في حشائش، و الغذاء الوحيد كان على أفرع الاشجار، فحاول الكائن دا يمد عنقه جيل بعد جيل.. لحد ما طالت رقبته و بقى يقدر ياكل من على الأشجار...
النظرية دي قابلتها ثغرة هنا.. و مافسرتلناش ليه لما مكانش في حشائش الأرانب مانقرضتش أو طالت رقبتها.. و لا فسرت الكائن دا لامؤاخذة كان بياكل ايه خلال كام مليون سنة بيمد فيهم رقبته عشان ياكل من على أغصان الشجر و عاش ازاي الفترة دي؟
النظرية دي بتصب في مصب واحد "العضو اللي بتستخدمه بينمو و يكبر.. و العضو الي بتهمله بيضمر و يتلاشى"..
قالت لنا النظرية دي برضه إن الثعابين كان لها أطراف.. و بعدين عشان بتزحف كتير و مبتستخدمش اطرافها، الأطراف دي ضمرت.. و تلاشت.. و برضه مافسرتلناش ليه في زواحف كتير زي سحالي "السقنقور skink" اللي منها "حية الرمل sandfish "، اطرافها ماختفتش مع إنها مابتستعملهاش كتير و حياتها اقرب للثعابين...
العلم جاب نظرية لامارك و أجري آلاف التجارب، اثبتت جميعا فشلها.. و جه عالم اسمه "أوجوست ويزمان August Weismann".. جاب الفئران في المعمل و قطع ذيولها.. قطعها لست اجيال متتالية.. و مع ذلك الأجيال الجديدة فضلت تتولد بذيول..
خرجوا علماء و اعترضوا و قالوا لأ.. تجارب "ويزمان" في قطع الذيل مش مثال على "عدم الاستخدام disuse" للعضو.. لازم العضو يبقى موجود و الكائن يهمله بمزاجه...! طبعا الكلام دا مالقاش صدى و لا إجماع من العلماء..
مفيش حاجة كده.. و رافع الاثقال، ابنه مبيطلعش بدراعات و أكتاف قوية.. عشان أبوه استعمل الأعضاء دي في حياته.. و مبتور الساقين ممكن يخلف بطل عدو.. حتى لو الصفات بتاعت استخدام أو عدم استخدام العضو.. تواترت 100 جيل ورا بعض...
و حالة "كثرة الاصابع polydactyly" اللي في صورة الاشعة اللي مع البوست دي.. مبتظهرش لأن الشخص حاول يكون له اصابع زيادة.. و لا الأصبع دا بينمو و يتورث بالاستخدام و يتلاشى في الأجيال القادمة لو أهملته.. دا عيب خلقي...
و جيل من العلماء ممكن يبقى لهم حفيد عبيط.. عادي جدا...
يعني الموضوع مالوش علاقة بالضمور و الاستخدام...
بس نظرية لامارك ممكن يكون لها معنى لو بصينا لها في نطاق آخر..
في نطاق الجينوم و الحمض النووي..
في كائنات وحيدة الخلية فعلا بتنقل صفات جديدة لذريتها.. بدليل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.. و الفطريات المقاومة للحرارة..
بس دا بيبقي في نطاق الحمض النووي.. و من غير ما تتغير صفات الكائن الأصلية ككل.. يعني مش بيتحول من بكتريا إلي فايروس.. بيفضل بكتيريا.. بس بيبقي له خصائص جديدة..
و في دراسات على جينات مختلفة بتوجد لدى الأطفال المولودين من الأم اللي بتتعرض لضغط عصبي اثناء الحمل.. أو من الأب المدخن...
يعني نظرية لامارك العتيقة ممكن تطويرها و النظر لفكرتها باهتمام بس بشكل مختلف...
و دا نوع من التطور..
و قريب جدا من التطور اللي قصده داروين...
و العلم بيبحث دا النهاردة بالفعل...
لحد دلوقتي إحنا متفقين إن التطور بين السلالات الموجودة من كائن إلي آخر مش موجود.. صحيح إنك ممكن تلاقي "تعدد الأشكال Polymorphism" في الكائن الواحد.. فتلاقي الفهد الصحراوي و الجبلي و الأسود و المرقط .. و تخرج سلالة من سلالة.. و تتطور عبر ملايين السنين و تختلف في صفات كتير عن أجداداها.. بس في النهاية هم فهود.. لازالوا فهود..
حتلاقي النسناس و القرد الجبلي و الاورانجوتان و الغوريللا و الماندرين.. و في أنواع منهم أكثر تطورا من الأخرى.. و اختلفوا عن سلالات أجدادهم و اتطوروا و اتغيروا.. بس كلهم قرود.. نفس السلالة...
وداروين في رحلته على السفينة "بيجل" توصل للحقيقة دي، و أشار كذلك إلي أهمية الوراثة بس بشكل مختلف عن لامارك..
داروين شرّح عشرات الكائنات الحية، و فكر في الموضوع بشكل مختلف...
و ملاحظات داروين و هو بيشرح الحيوانات على سطح "بيجل" سجلت شيء غريب للغاية لفت اننتباهه.. نتكلم عنه في وقت لاحق، و يكون للحديث بقية...
مراجع
2 - Secord, James A. 2000. Victorian sensation: the extraordinary publication, reception, and secret authorship of the Vestiges of the Natural History of Creation..
3 - Desmond & Moore 1994..
4 - Gould, Stephen Jay (1980). The Panda's Thumb: More Reflections in Natural History (1st ed.)..
5 - Ghiselin, Michael T. (September–October 1994). "The Imaginary Lamarck: A Look at Bogus..
6 - Weismann 1889, "The Supposed Transmission of Mutilations" (1888), p. 432 - ملف بي دي إف: http://www.esp.org/books/weismann/essays/facsimile/contents/weismann-essays-1-ch08.pdf
7 - Jablonka, Eva; Lamb, Marion J. (2008). "Soft inheritance: Challenging the modern synthesis" (PDF). Genetics and Molecular Biology. Ribeirão Preto, Brazil: Sociedade Brasileira de Genética. 31 (2): 389–395.
3
تعديل"داروين" على متن السفينة "بيجل"، و بالرغم من دوار البحر اللي كان بيفتك بالفريق.. بدأ يحط عشرات الحيوانات و الأسماك و الطيور تحت المشرط...
و هنا لاحظ "داروين" ملاحظة غريبة جدا..
لاحظ إن في بنيان تشريحي واحد، اتبنت عليه الفصائل الحيوانية.. و بنيان واحد اتبنت عليه الفصائل الحشرية و بنيان واحد للفصائل النباتية...
يعني لاحظ إن رقبة الزرافة فيها سبع فقرات.. و رقبة الفأر فيها سبع فقرات.. و رقبة السحلية زيهم.. و رقبة الإنسان زيهم..
لقى خمس صوابع في كف الإنسان.. و خمسة في كف السحلية.. و خمسة في كف الضفدعة.. و لأنه كان خبير بالحفريات.. لاحظ نفس الاصابع في كف هياكل الدولفين و الحوت..
و لقى القلب بالغرف الأربعة بتاعته موجود عند الكل.. و نفس الجهاز الهضمي.. المعدة و الكبد و الإثني عشر.. و الجهاز البولي.. و لقى أجهزتنا التناسلية مش مختلفة كتير عن القطط و الأسود و النمور..
لقى الحشرات كلها بتتنفس بـ"القصبات tracheae" بدل الرئة.. و كلها بتتقسم بوضوح لرأس و صدر و بطن.. و كلها لها هيكل خارجي، بدل هيكلنا العظمي الموجود داخلنا...
و لاحظ "داروين" إن كل واحد اتطور في بيئته بما يناسبه.. فالدرافيل اتطورت كتير عن أسلافها اللي عاشت في مصر من 45 مليون سنة.. و كان اسمهم "الحوت الأول Protocetus atavus"...
قرر "داروين" إن في طفرات حصلت، و الطفرات دي إما بتكون نافعة للكائن.. و بالتالي بتتورث جيل بعد جيل، و إما بتكون ضارة، و بالتالي مابتتورثش أو بتدفع الكائن للانقراض..
طيب ايه اللي بيخليها تتورث؟ يعني لو في دولفين صوابعه اندمجت في شكل زعانف.. و دولفين أخوه لا.. اشمعنى اللي صوابعه اندمجت هنا هو اللي يعيش و التاني يندثر؟
قالك هنا - و دا جوهر نظريته - إن الاختيار بيتم عن طريق قوانين صارمة في الطبيعة.. بيعيش بموجبها الأصلح..
"البقاء للأصلح Survival of the fittest"...
ناس كتير اعترضت على المصطلح دا.. و قالوا: "طيب لما هو البقاء للأصلح.. ليه يخرج من عائلة الجاموس البري.. كائن زي الغزال؟ و ليه يخرج من أسرة النمل و الدبور حاجة زي النحل"؟
النحل مش أقوى من الدبور.. و ليه يخرج من عائلة السنوريات شيء زي القط الشيرازي؟ القط الشيرازي مش أقوى من الفهود و النمور...
دا خلل في النظرية.. ازاي "داروين" يتصور إن البقاء كان قايم بس على صراع بالناب و المخلب و الضعيف بيموت؟؟
ناس كتير وقعوا في الخطأ دا.. منهم د. "مصطفى محمود" الله يرحمه.. منهم أساتذة كبار و علماء أجانب.. اتصوروا إن دي ثغرة خطيرة في النظرية...
و الحقيقة هي أنهم كانوا يبقوا على حق.. لو كان "داروين" قال "البقاء للأقوى" بالفعل..
خد بالك هو مقالش أبدا "البقاء للأقوى".. زي برضه ما هو منتشر بين أنصار و أعداء داروين على السواء..
لأ.. البقاء "للأصلح"..
طيب أصلح في ايه؟؟ هاجموه برضه و كان مثالهم الشهير "حيوان الكسلان".. أهو دا مفيهوش أي ميزة و كسول و بطيء.. ليه يبقى وسط النمور و الفهود و الضواري؟؟
و الحقيقة إن الموضوع أبسط من كده بكتير..
المقصود بالأصلح باختصار.. هو قدرة الكائن على التكيف و التكاثر..
يعني ايه طيب؟ يعني كل ما الكائن كان بيتكاثر بقوة و بأعداد وفيرة.. دا يخليه "أصلح"...
بالتالي الكائن اللي امتلك ميزة تطورية زي الزعانف.. دا مش كافي لأنه يبقى أصلح.. لازم يكون عنده القدرة على التكاثر.. و تحمل الظروف القاسية.. و قدر يتكاثر و ينقل الميزة دي لأجيال من بعده..
كده يبقى هو الأصلح...
الفيل الإفريقي.. خلع رداء الشعر اللي لابسه الماموث عشان يدفيه في التلج.. و بقى من غير شعر.. و تكاثر بالطفرة دي.. و بقى...
يعني باختصار الأصلح هو القادر على التكاثر..
أما اللي عجز عن التكاثر لشذوذ أو خلل.. فبيخرج من السباق و ينقرض..
الموضوع مش "صراع مخلب و ناب".. الموضوع "تكاثر"..
و استشهد العلم على دا بالخمس إنقراضات الكبرى اللي اتعرضت ليهم الأرض.. و نقلهم لنا السجل الحفري..
من حوالي 450 مليون سنة، حصل انقراض عظيم اسمة "انقراض الأوردوفيشي -السيلوري Ordovician–Silurian extinction".. و دا قضى على 70% من الفصائل الحية..
بس في 30% عاشوا و تكاثروا و كانوا أصلح للبقاء...
كان في انقراض تاني من 374 مليون سنة اسمه "الانقراض الديفوني المتأخر Late Devonian extinction".. و دا انقرضت فيه 19% من الفصائل الحية.. و فضل الباقين.. و امتلكوا القدرة على التكاثر.. فكانوا أصلح للبقاء في المرحلة دي...
و الأرض مرت من 252 مليون سنة تقريبا بما يسمى بـ"الموت العظيم Great Dying".. أو "نقراض العصر البرمي الترياسي Permian–Triassic extinction event".. و دا أفنى معظم أشكال الحياة من الكوكب.. و فقدت الأرض 96% من الفصائل الحية...
الكائنات اللي فضلت كانت أعدادها محدودة للغاية.. وكانت هي نواة عودة الكوكب للحياة و الإزدهار.. بس ببطء بسبب قلة الأعداد.. و عشان كده الحياة على الأرض خدت وقت طويل علشان تقف على رجليها من جديد.. خدت حوالي 30 مليون سنة...
الموت العظيم مهد الأرض لأشكال حياة مختلفة سمحت فيما بعد بحياة البشر، لأنه قضى على سلالات من الحشرات الضخمة و الكائنات المفصلية الأقرب للصراصير، اللي البشر مكانش حينفع يعيشوا و يتكاثروا وسطها أبداً..
تخيل نفسك عايش وسط حشرات زي الصراصير طول الواحد منها نص متر.. و بتهاجم بأعداد مهولة.. و متتشرة في كل مكان.. بتفترس أي شيء و كل شيء.. و فكوكها تقدر تمزق الأخشاب.. مع "أم 44 Centipede" السامة المفترسة؛ اللي في الصورة دي.. "اسمها Arthropleura" طولها 2 متر و نص..
و لو نزلت البحر أو عشت على جزيرة يقابلك "العقارب البحرية J. rhenaniae" بطول 3 أمتار.. بينما بيزن حوالين راسك دبور طوله 60 سنتيمتر..
قشعرت من تخيل الصورة؟ الموضوع مش قشعريرة بس.. الحشرات دي كانت قادرة على إنها تبيد البشر في وقت بسيط.. و تفترسنا أحياء.. الحشرات كائنات قوية جدا.. العلماء لقوا صراصير حية في القطب و في فوهات البراكين و في المفاعلات النووية المنفجرة...
فالحمدلله إن الموت العظيم حصل.. دا الاتقراض الوحيد اللي أباد معظم سلالات الحشرات تقريباً...
و بعدين مرينا من 200 مليون سنة تقريبا بانقراض "العصر الترياسي-الجوراسي Triassic–Jurassic extinction".. و دا قضى على 75% من الفصائل.. ابقى علي الديناصورات، و دفع بعض فصائلها للاتجاه للماء...
"انقراض العصر الطباشيري - الثلاثي Cretaceous – Paleogene extinction event"، اللي حصل من 65 مليون سنة بقي.. كان هو نهاية عصر الديناصورات.. حتى احنا بنسميه في العامية "عصر انقراض الديناصورات"...
و الانقراض دا قضى علي نص أشكال الحياة على الأرض تقريباً، ديناصورات و زواحف و ثدييات و مخلوقات برمائية و كائنات بحرية..
بس في كائنات نجت من الإنقراض دا.. حيوانات و نباتات.. و قدرت تتكاثر...
يعني كانت "أصلح" للبقاء...
و بدأت الأرض تتمهد للبشر..
البشر على فكرة ما التقوش بالديناصورات أبدا.. ولا كانوا بيلبسوا جلود حيوانات و يضربوا الديناصورات بالرماح.. دي من الأساطير اللي روجتها السينما.. دا أكتر من كده.. الديناصورات اللي بتشوفها في السينما بتتقاتل مع بعض.. معظمهم كانت المسافة بينهم و بين بعض.. زي المسافة بيننا و بين عصر الديناصورات نفسه.. ملايين السنين...
نرجع للتطور.. لو بصينا للأمور من وجهة نظر أخرى.. الصرصار النكرة الصغير يبقى "أصلح" من الدب الأسمر الضخم القوي.. مع إنه أكتر منه بدائية.. بس بيمتلك القدرة على التكاثر و التكيف أكتر بكتير..
بس القياس دا مش مضبوط أوي.. لأننا اتفقنا قبل كده خلاص.. إن مفيش حشرة اتطورت لحيوان.. و لا سمكة بقت سحلية.. و لا قرد بقي بني آدم..
يبقي القياس الصح هو إن الفأر أصلح من الدب الأسمر.. لأن قدرته على التكاثر و التكيف أكتر بكتير.. و نقدر نكون أكثر دقة و نشاور على نفس السلالة و نقول: الدب الأسمر أصلح من "دب أطلس Atlas bear".. دب أطلس انقرض سنة 1870، بينما الدب الأسمر تكاثر و تكيف..
النمر السيبيري أصلح من "النمر مسيف الأسنان Saber tooth tiger".. اللي في الصورة دا.. لأن مسيف الأسنان انقرض.. و السيبيري تكاثر..
و بقى...
النحل أضعف من الدبور و الدبور بيفترسه.. بس "صالح للبقاء" زيه بالضبط.. لأنه بيمتلك القدرة على التكيف و التكاثر..
يعني الموضوع مش "أقوى".. الموضوع هو "قدرة على التكيف والتكاثر"...
دا تفسير موضوع "البقاء للأصلح" اللي حوله مؤيدين الداروينية و أعدائها سواء بالعافية إلي "البقاء للأقوى"..
و على كل حال، داروين مكانش لسه حط الإطار العام للنظرية دي.. لحد ما التقى في رحلته على متن "البيجل"، بمجموعة طيور.. اسمها "عصافير جزر الجلاباجوس Galápagos finches".. اللي العلم يعرفها النهاردة باسم "عصافير داروين Darwin's finches"..
"داروين" لاحظ فيها شيء غريب جداً.. خلاه يتأكد من الي بيفكر فيه.. و يحط لنا أسس جديدة في النظرية..
و للحديث بقية...
مراجع
1 - extinction". [1].
2 - Fastovsky DE, Sheehan PM (2005). "The extinction of the dinosaurs in North America". GSA Today. 15 (3): 4–10..
3 - Sahney S; Benton MJ (2008). "Recovery from the most profound mass extinction of all time". Proceedings of the Royal Society: Biological. 275 (1636): 759–65...
4 - McGhee, G. R.; Sheehan, P. M.; Bottjer, D. J.; Droser, M. L. (2011). "Ecological ranking of Phanerozoic biodiversity crises: The Serpukhovian (early Carboniferous) crisis had a greater ecological impact than the end-Ordovician". Geology. 40 (2): 147–150...
5 - [2].
4
تعديلرحلة "داروين" على السفينة "بيجل" حصل فيها مغامرات كتير و قبطانها اللي قبل "فيزروي Robert FitzRoy" كان انتحر.. فاحنا بنحاول نختصرها هنا.. بس اللي يحب يعرف تفاصيل القصص دي و يقرا المزيد عنها، يلاقيها في كتاب داروين "رحلة السفينة بيجل The voyage of HMS Beagle".. في أول مرجع...
"داروين" في جزر الجلاباجوس لقى كنز من الحيوانات و أشكال الحياة.. "جزر الجلاباجوس Galapagos Islands" عليها حيوانات مش موجودة في أي مكان آخر من العالم.. و ممكن تلاقي فيها سلف الحيوان.. و الحيوان و ابن عمه مع بعض.. يعني تلاقي الجد.. و الأحفاد اللي تطوروا بصفة جديدة.. و وولاد عمهم اللي اتطوروا بصفة مختلفة جديدة...
كان من أول الحيوانات الي شدت انتباهه.. سحلية الإيجوانا.. و دي سحلية شكلها مخيف و بتوصل أحيانا لاتنين متر.. بس مسالمة خجول.. بتعيش على الفواكه و الخضروات.. و مبتهاجمش البشر و لا الحيوانات الأخري...
السحلية دي في العالم كله بريّة.. و بتفضل بسبب نظامها الغذائي إنها تعيش في الغابات و الأحراش و الأماكن الخضرا.. و داروين لقاها في جزر الجلاباجوس.. و مفيهاش أي اختلاف عن الإيجوانا إللي في أمريكا...
بس "داورين"، على بعد عدة أمتار بس من السحلية دي.. لما قرّب من مياه البحر.. لقى لها أخت.. شبهها بالضبط.. بس "بحرية"...
بشكل ما بقت بتمتلك القدرة على حبس أنفاسها لفترات أطول.. و بقت تغوص في أعماق البحر تاكل الأعشاب البحرية و الطحالب.. مخالبها استطالت عشان تقدر تمسك في الصخور الزلقة و ماتتزحلقش.. و فكها صغر شوية و بقي أنسب عشان تعرف تسلخ الطحالب عن الصخور..
لونها كمان أتغير شوية.. و بقى أقرب للصخور و الطحالب عشان تعرف تستخبى من الأعداء.. بينما لون أختها على البر.. فضل مزيج من الأصفر و الأخضر.. عشان تعرف تختفي وسط الغابات و الحشائش...
نقطة الخلاف الوحيدة بين العاقلين من الفريقين.. بين أنصار التطور الغير مؤمنين بوجود خالق.. و أنصار التطور المؤمنين بالخالق.. هو إن "دا حصل بالصدفة و فرضته الطبيعة و للا بتدخل رباني غير شفرة المخلوقات دي و ساعدها تتغير و تستمر".. و دا حنوصل له بعدين و نعرض آراء الإتنين وسط السياق..
طيب بما إن الجلاباجوس جزر خضراء و صخرية و رملية.. و فيها زرع وبحر و أرض.. فدا يعني إن النوعين من الإيجوانا.. البرية و البحرية.. كانوا صالحين للبقاء..
البحرية طفرت و اكتسبت صفات جديدة.. بينما البرية فضلت زي ما هي و برضه تكاثرت.. لأن الأصلح زي ما قلنا قبل كده هو "الأقدر على التكاثر".. و الاتنين كانوا أصلح.. اللي طفرت و فضلت إنها تاكل من حشائش البحر.. و البرية..
و السحليتين ليهم "جد" واحد.. هو "الإيجوانا العملاقة" اللي حفظ لنا السجل الحفري بقاياها و هيكلها..
تخيل لو خرجنا للدنيا مالقيناش الإيجوانا البرية.. و مالقيناش جدها في السجل الحفري.. كان صعب جدا تقنع ناس كتير النهاردة إن اليجوانا البحرية الموجودة دي لها أخت.. و إنها انقرضت..
من الأمثلة التانية اللي لاحظها "داروين" و سجلها، كانت عصافير جزر الجلاباجوس.. اللي الدكتور "بيرسي لوي Percy Lowe" سماها سنة 1936 "عصافير داروين Darwin's finches".. و فضل الاسم الجديد لازق فيها لحد النهاردة...
عصافير داروين دي مجموعة عصافير.. حوالي 15 نوع.. كلهم واحد.. زي بعض بالضبط.. حتى أحجامهم متقاربة جدا.. بس فيهم اختلاف جوهري حصل عبر الوقت.. وورثته الأجيال اللي جت من نسلها..
الإختلاف دا كان في "المنقار".. و ملحوظ بالعين المجردة.. فتلاقي العصفور اللي فضل يتغذى على الفواكه.. منقاره اتحول لما يشبه الببغاء.. و اللي بيتغذى على قمم نباتات الصبار.. منقاره بقى أطول.. عشان يساعده على انه يبعد قدر الإمكان عن أشواك الصبار.. و اللي بيتغذي على جذع الصبار منقاره بقى أقصر و أقوى.. لأن جذع الصبار أكثر سمكاً.. نقار الخشب بقي منقاره مدبب و قوي.. و آكل الحشرات بقى منقاره قصير ميخليش الحشرات تفلت منه.. و اللي بياكل أوراق الشجر بقى منقاره قصير و حوافه قاطعة زي شفرة الحلاقة..
أعداء التطور لما اتعرضت عليهم "عصافير داروين".. قالوا دا مش "تطور Evolution".. دا "تكيّف Adaptation".. زي ما انت تسافر لدولة خليجية.. و تبقي حران و مش مستحمل الجو.. و عبر الوقت تتكيف و يبقى الحر بالنسبة لك عادي..
بس لو الحر زاد عن المعتاد بتحس بيه و تضايق.. و بعدين تتكيف..
و لو زاد تاني بتحس بيه...
يعني قدرتك على التكيف نفسها بتتطور..
يعني "التكيف" جزء من التطور.. مش عكسه و لا بينفيه..
خلينا نكتفي بالمثالين دول من رحلة "البيجل".. و نرجع مع داروين.. اللي بدأ يكتب كتابه و سماه:
"حول أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة On the Origin of Species by Means of Natural Selection, or the Preservation of Favoured Races in the Struggle for Life"
اللي احنا بنسميه "حول أصل الأنواع On the Origin of Species"..
"داروين" قعد يكتب في الكتاب دا و ينقح في النظرية حوالي عشرين سنة.. من 1838 لحد ما نشره في 1858.. علي مضض.. و هو حاسس إن النظرية لسه ماكتملتش.. و مش مستعد ينشرها...
طبعا عشان احنا بنتكلم عن قرنين فاتوا.. القرن التاسع عشر.. و الناس كانت في معظمها جاهلة مابتقراش و لا تفكر.. الكتاب وقع في إيد المؤمنين و الملحدين.. اللي شافوه وسيلة يكيدوا بيها بعض.. ووقع في إيد القلة الموجودة من العلماء...
حصل اللي قلناه في الأول.. و الصحافة لبست "داروين" إنه قال "الإنسان أصله قرد" و "بينكر وجود الإله".. مع إن "داروين" ماتعرضش للمواضيع دي أصلا...
و بدأت المأساة...
في علماء للأسف وقعوا في الفخ.. و خدوا كلام العامة.. لأن الأهواء الشخصية و التعصبات المسبقة سيطرت عليهم.. لدرجة إنه حصلت مناظرة اسمها "مناظرة 1860 بجامعة أسكفورد حول التطور 1860 Oxford evolution debate".. و فيها وقف رجل الدين الكبير القس "صموئيل ويلبيرفورس Samuel Wilberforce" يخاطب عالم البيولوجي العظيم "توماس هكسلي Thomas Henry Huxley".. و يقول له:
- "يعني أنت تقبل أن جدك يبقي قرد؟"
و العالم البيولوجي يرد عليه:
- "أيوه اقبل إنه يبقي قرد.. أحسن ما يبقي جدي راجل كذاب بيستغل الدين عشان ينصب على الناس!"
رجل دين وقور و عالم كبير بيردحوا لبعض عشان واحد ينفي وواحد يدافع عن شيء ماحصلش أصلا و ماتقالش..
مناظرة حول شيء مش موجود على الإطلاق...
و الأظرف أن اللي بيتهاجم و يتدافع عنه.. صاحب النظرية.. مش حاضر المناظرة أساساً و محدش دعاه يتكلم...!
كل اللي قاله "تشارلز داروين" كان ببساطة.. إن سلسلة الأحياء على الأرض كلها تقرب لبعض في التكوين البيولوجي.. و دا حقيقي فعلا و شفناه قبل كده في كف الإنسان.. و كف الدولفين الي بقى زعنف.. و العصفور اللي الكف عنده بقى جناح.. و كف الأسد و النمر و الذئب و الكلب.. خمس صوابع و نفس الجهاز الهضمي و نفس الجهاز التناسلي و الدورة الدموية و غيرهم...
و إن الأنواع دي ليهم "مجموعة أجداد".. و الأجداد دي ليها علاقة ما ببعض.. بعضهم له جد مشترك مباشر.. زي الدب الاسمر و الدب القطبي.. و زي الإيجوانا البحرية و البرية.. و زي عصافير داروين.. و جدهم شفناه و قابلناه في السجل الحفري..
و ساعات بيبقي الجد لسه موجود و عايش.. زي أقرب جد للتماسيح.. و هو تمساح النيل.. اللي موجود و عايش وسط أحفاده من تماسيح البحر و تماسيح الكايمان القزمة و تمساح كوبا و خلافه..
و بعضهم في بينهم صلة قرابة بس غير مباشرة.. يعني قرايب.. بس من بعيد.. زي القط و الكلب..
و في النهاية.. كل الأجداد دول ليهم جد مشترك..
شكله إيه الجد المشترك ده؟؟
هل كان كائن وحيد الخلية.. زي الخلايا المنوية.. انطلق بالملايين في رحلة الحياة و التقي بخلايا أخرى و بدأ يتكاثر في كذا اتجاه لعديد الخلية.. يبقي جد للبشر.. و عديد الخلية يبقي جد للقرد.. و زيه للكلب و زيه للضبع.. و هكذا؟
و للا ايه اللي حصل؟ كان ايه شكل الجد دا...
هنا تكمن مفاجأة.. و مش كتير برضه للأسف يعرفوها..
داروين ماوصفش الجد دا و لا اتكلم عنه بالتفصيل أبدا.. و تحاشى النقطة دي بالكامل في كتابه و دراساته...
أحنا و الأحياء اتطورنا؟ أيوه.. و في علاقة بين أجدادنا و بعضها؟ أيوه.. شكلها إيه الأجداد دي و الجد المشترك دا كان شكله إيه و عامل إزاي؟ ما قالش داروين أي شيء..
و بدأ الصراع حول "الجد" دا..
خرج وقتها الجماعة اللي مش مؤمنين بإله و مؤمنين بالتطور فقط و اسمهم "التطوريون Evolutionists" و قالك: "لأ.. الإنسان ماهو إلا شوية عناصر و أملاح و معادن.. اتجمعت بالصدفة و عملت خلية أولية.. انقسمت مع الوقت و تكاثرت.. و عملت الإنسان الأول.. اللي فضل يتطور مع الوقت.. فيفقد معظم الشعر عن جسمه.. و فقد التحكم في عضلات الأذنين.. ووصل للانسان المتحضر الحالي..."
وخرج الجماعة المؤمنين "بقى اسمهم لاحقاً: الخلقيون أو أصحاب نظرية الخلق Creationists" يقولك "لأ.. الإنسان اتخلق من طين فجأة.. على نفس شكله و هيئته دي...
و ظهرت جماعة تالتة.. حاولت توفق بين النظريتين.. و ناظروا الجماعة اصحاب التطور الصرف.. و قالولهم.. "الإنسان اتعمل من مجموعة من العناصر.. مواد و أحماض و املاح و معادن.. اندمجت في ظروف معينة..و عملت خلية حية بدأت تنقسم و اتسوت و كونت شكل بشري"
قالوا: أيوه حصل عبر ملايين السنين..
قالولهم "طيب هو ايه تعريف الطين؟ مش هو مجموعة عناصر و أملاح و معادن برضه؟ يعني النظريتين مش متناقضتين.. في قوة معينة جمع العناصر دي و خلقت خلية و خلاها انقسمت لعدة خلايا.. و سواها و بقت جدنا الكبير آدم"
الجماعة دول اسمهم "أنصار تطور الخلق Creative evolution".. و دول بيجمعوا بين البيولوجي و الفلسفة مع بعض..
الصراع كله بقى حول "دا حصل بالصدفة"؟ و للا "حصل عن طريق قوة عاقلة بتتحكم في الكون"..
الجماعة دي خرج منها لاحقاً واحد اسمه "هنري بيرجسون Henri-Louis Bergson".. صقل النظرية دي.. و صاغها بشكل علمي فلسفي.. و قال لنا "لازم يكون في قوة في الكون.. دفعت عجلة التطور و اتحكمت فيه"..
و سمى القوة دي "قوة الخلق أو دافعة الحياة".. و قال زي ما قال إخناتون في مصر القديمة "إن القوة دي.. هي اللي بتتحكم في قرص الشمس.. و بترسل دفقات قدراتها عبره"..
الكلام دا قابله التطوريين باستخفاف.. و قالوا إنه كلام فلسفي ساذج..
بس نظرية "بيرجسون" الفلسفية دي خدت نوبل في 1927...
ولكن التطوريين اصروا على وجهة نظرهم.. إن كل دا حصل بالصدفة.. ودخلوا بينا في فرضية القرد و الآلة و الكاتبة...
و فرضية "القرد و الآلة الكاتبة Infinite monkey theorem".. بتقول باختصار إنك لو أديت قرد آلة كاتبة.. لوقت غير محدود.. و سبته يخبط عليها أي كلام.. حتلاقيه كتبلك أعمال شكسبير كلها عبر قانون الصدفة بس.. و دي الفرضية اللي طرحها "هكسلي" في مناظرة أكسفورد...
يعني الخلية ممكن تكون بالصدفة...
طبعاً الكلام دا مفاتش كده محبّة.. و علماء الرياضيات بالذات مابيفوتوش أي حاجة.. و لا بتفوت عليهم حاجة..
فجه علماء الرياضيات في العصر الحديث التقطوا الفرضية دي.. و جابوا بالفعل مجموعة قرود.. حوالي 6.. و حبسوها شهر.. مع أجهزة كمبيوتر.. بعدما علموها انها تطرق علي لوحة المفاتيح و تحاول تكتب كلمات..
بعد الشهر.. اتضح إن القرود كتبت 53 صفحة.. بس مفيش و لا صفحة فيها حرف واحد مفهوم.. فعلماء الرياضيات قاموا بحسبة معقدة للغاية - أنا مش فاهمها كويس الحقيقة - و ضربوا الشهر في عدد القردة في الصفحات في مليارات السنين و قسموهم و شقلبوهم..
و خلصوا من حساباتهم إن عشان دا يحصل بالصدفة.. فاحتماليته إنه يحصل مرة واحدة بس هي 1 علي 10 "دوسنتليون Ducentillion" و الدوسنتليون دا رقم 1 و جنبه 603 أصفار..
باختصار و بحسبة تانية.. دا يفوق عمر الأرض كلها ..
فعلماء الرياضيات قالوا للإخوة التطوريين و الإخوة بتوع الخلق.. إن موضوع القرد و الآلة الكاتبة و الصدفة دا في الكنافة.. قولوا اللي انتوا عايزينه و اطحنوا بعض زي ما تحبوا بس بعيد عن الرياضيات من فضلكم..
و لأن محدش من الأطراف معظم الوقت بيفكر بشكل علمي.. و عمال يكيد في بعضه في سبيل الدين أو الإلحاد و بس.. رجعوا في كلامهم و قالوا لأ ماقلناش كده.. و"هكسلي" مطرحش الفرضية دي.. و الآلة الكاتبة مكانتش لسه أخترعت أصلا سنة 1860 لما اتعملت المناظرة..
بس الآلة الكاتبة اخترعها الإيطالي "رامبزيتو Francesco Rampazzetto" سنة 1575.. و طورها الإنجليزي "هنري ميل" في 1714....
دا بقى كان "المناخ العلمي" لمناقشة التطور من القرن الـ19 و اللي مستمر لحد النهاردة للأسف.. جو من السباب و الكيد و الخطأ و عدم الإعتذار عنه و الإصرار عليه.. عشان فرق بتحاول تثبت أو تنفي الغيب.. بنظرية علمية.. ووسطهم علماء حقيقيين صوتهم مش مسموع بتقول لهم "و الله العظيم داروين ما قالش كده أصلا"...
الجماعة التطوريين قالوا: لأ حتي و لو.. دا "داروين" نفسه فقد إيمانه و ألحد بعد ما أكتشف و حط أسس نظريته.. اللي مفيهاش و لا في كتابه "حول أصل الأنواع" حرف واحد خطأ.. و دا دليل على صحة كلامنا..
بس "داروين" كان محضر للجميع مفاجأة مذهلة أثبتلهم بيها إنهم شغالين شغل أطفال بيكيدوا بعض.. و إن محدش دقق كتابه صح.. نتكلم عنها لاحقاً إن شاء الله و يبقى للحديث ختام...
مراجع:
1 - http://www.gasl.org/refbib/Darwin__Beagle.pdf
2 - Lack, David. 1947. Darwin's Finches. Cambridge University Press (reissued in 1961 by Harper, New York..
3 - B. Rosemary Grant and Peter R. Grant 1989. Evolutionary dynamics of a natural population: the large cactus finch of the Galápagos. ..
4 - Grant, Peter R. 1999. Ecology and evolution of Darwin's finches. Princeton NJ.
5 - "Huxley, Wilberforce and the Oxford Museum" - American Scientist...
6 - Jensen, J. Vernon (1991). ""Debate" with Bishop Wilberforce, 1860" - https://books.google.ae/books?id=GINeLJUueCoC&pg=PA63&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false
5
تعديلشفنا إزاي إن مفيش حاجة اسمها "قرد أتطور لإنسان" .. و إن كل سلالة ليها أجدادها المستقلة في شجرة التطور.. و أحيانا سلالتين أو أكتر بيشتركوا في جد مشترك..
و شفنا إن مفيش حاجة اسمها "البقاء للأقوى".. البقاء "للأصلح".. يعني للأقدر على التكاثر...
و شفنا إزاي الجماعة الماديين قالوالنا "كتاب داروين أثبت عدم وجود خالق و مفيهوش حرف واحد غلط"..و المتدينين قالولنا "الكتاب كله غلط و كلام فارغ.. و في خالق و مفيش تطور".. و إزاي الفريقين خبطوا في بعض..
الماديين قالوا لـ"داروين": "أنت ملحد.. برافو عليك.." والمتدينين قالوا له "أنت ملحد.. حاتروح النار و تحل عليك اللعنة"..
و "داروين" الحقيقي.. تاه بينهم في النص...
بس "داروين" كان محضر للفريقين مفاجأة في كتابه "حول أصل الأنواع".. لما اتضح انه ختم الكتاب بفقرة في آخر صفحة بتقول:
"هناك عظمة في رؤية الحياة.. بكل قواها المتعددة، والتي نفخها الخالق في الأصل.. في شكل أو عدة أشكال"
"There is grandeur in this view of life, with its several powers, having been originally breathed by the Creator into a few forms or into one"..
يعني داروين كان مؤمن بوجود خالق بينفخ الروح و يبث الحياة.. و مؤمن بالتطور في نفس الوقت؟
خرج علينا الجماعة التطوريين و على رأسهم في عصرنا الحالي الدكتور "دوكينز".. و قالوا لنا
"لأ.. هو مراته بس كانت متدينة شوية.. فكتب السطر دا عشان ماتقولوش حاجة"..
يعني باختصار بيقولوا لنا إن داروين قعد يكتب كتاب لمدة 20 سنة.. ينفي وجود الإله.. و بعدين هدمه بآخر فقرة عشان خاف من "المدام"..
بعد شوية هم نفسهم لقوا كلامهم عبيط.. فرجعوا قالوا "لأ هو عمل ده عشان يتقي شر الكنيسة"..
مع إن "داروين" ما أبرزش الفقرة دي للي كفروه من رجال الكنيسة و لا حاول يتناقش معاهم من الأصل.. كان كل هدفه هو و مجموعة من اللي فهموا نظريته إنهم ينقذوا الناس و العلماء من فخ الصراع الديني - اللاديني اللي حاصل.. و يوجههوهم لأن دي نظرية علمية.. مش نظرية لإثبات وجود الله أو نفيه...
يعني في الواقع "داروين" سجل أسس التطور و بحثها 20 سنة.. و فضل مؤمن..
و في نفس اللحظة في علماء رياضيات زي ما شفنا قالوالنا "فرضية إن خلية واحدة تتكون بالصدفة.. دي علمياً فرضية مستحيلة"..
يعني علماء الرياضيات دول عرفوا إن الحياة لم تنشأ صدفة.. و مع ذلك أنكر كتير منهم وجود الإله...
و أراهنك إن كتير من رافضي نظرية التطور علشان معتقدين إن داروين كان ملحد.. مش حيقبلوها برضه.. بعدما عرفوا إنه كان يؤمن بوجود إله...
إذن المسألة مش حكاية تطور.. و لا داروين.. و لا العلم أثبت و لا العلم نفى.. موضوع الإيمان من عدمه.. موضوع داخلي و مالوش علاقة بالنظريات العلمية اللي بيتمحك فيها المتدينين و الملحدين..
المثير للغيظ إن بعد وفاة "داروين".. طبعات كتابه الجديدة بدأت تتحذف منها كلمة "الخالق".. مش عارف دا عناد و للا إيه بالضبط و ايه فايدته.. بس بقت الجملة "الحياة التي تم نفخها"..
دا شيء أنا مش فاهمه إطلاقاً.. تؤمن و للا تنكر.. أنت حر.. إيه الفكرة إنك تزيف في تاريخ عشان تثبت إنك صح؟ و تثبت لمين؟؟
و للدرجة دي قضيتك مهتزة.. سواء إيمان أو إلحاد.. و محتاج تثبتها طول الوقت و تأكد على صحتها؟
مقبول عند المتدين إنك تقول له "كل المخلوقات من طين واحد".. بس بيرفض تماما تقول له "من أصل واحد".. و مقبول عند المادي إنه يقولك: "الطبيعة كونت نفسها بنفسها و المخلوقات و الخلايا المعقدة اتعملت بالصدفة".. بس لو جبتله صورة جبل منحوتة على شكل .قطة.. حايقولك "دا فوتوشوب يا عبيط.. إزاي الشكل المعقد دا يتعمل لوحده"..
........!
اللي عمله الفريقين عبر الوقت سبب خلل رهيب.. لأن بقى فيه النهاردة طلبة في كليات علمية.. مش فاهمة بتدرس إيه.. و شايفة اصطدام وهمي بين العلم اللي بتدرسه و الدين اللي بتعتنقه.. دفعها دفعاً لأنها ترتمي في أحضان الإرهاب.. لأن في رأيهم "الشيطان سيطر على العالم".. و "العلم بقى كفر"...
أنا مش عارف العبط دا حينتهى إمتي.. حتى المدارس بتدرس الداروينية غلط في معظم دول الشرق الأوسط...
عموماً... إيمان "داروين" أو إلحاده مايشغلنيش.. هو مش جاي يخطبني.. اللي يهمني نظريته و علومه..
و المهم إن النظرية خرجت للنور.. و شفنا بالفعل أجداد مشتركة في السجل الحفري.. لأنواع كتير.. زي السحالي و الثعابين.. و الدولفين و الحوت.. و التماسيح و الديناصورات.. و عرفنا إن في أجداد مشتركة داروين ماتكلمش عنها.. و ماتكلمش عن جد الإنسان و لا صفاته.. و سار على حافة الموضوع دا و تفاداه تماما...
بنكرر اللي طرحته النظرية: أنت ماتطورتش لابن عمتك.. انتوا الاتنين قرايب ليكم أصل واحد و أسلاف مشتركة..
بييجي العام 1882.. و بيتوفى "داروين" بفشل في القلب.. و جرى الزمن و دخلنا عصر الميكروسكوب الإليكتروني و الحمض النووي.. و اكشتفنا حاجات أكتر.. و اكتشفنا إننا احتمال مانعرفش شكل الأجداد دول أبدا..
الحقيقة إننا عبر القرون.. فقدنا اجزاء من شفرات حمضنا النووي.. واستبدلناها بغيرها و اتغيرت شفرتنا.. و اتعدلت و اتطورت.. و بقت النهاردة مختلفة كتير عن الأصل.. و جه العلماء في 2015 قالوا لنا: إن عندنا جينات غريبة.. ماورثناهاش عن الأجداد...و إن عندنا حلقة ناقصة بين حمضنا النووي و بين شجرة التطور..
و العلم لسه بيبحث الحلقات المفقودة في كل الأجناس في الجينوم أو في السجل الحفري.. و بيدور عليها.. و يحاول يكمل الشجرة...
من تطبيقات نظرية التطور النهاردة، دراسة البكتيريا اللي طورت مناعة للمضادات الحيوية.. دراسة الآفات الزراعية اللي اتطورت أصبحت بتقاوم المبيدات.. تخليق الإنزيمات..
زرع سلالات العفن و الطحالب اللي بتنتج المضادات الحيوية في المعامل.. و تخليق المضادات الحيوية نفسها في المعمل..
عرفنا إن التدخين و الإشعاع و السموم بتغير ضفيرة الحمض النووي بتاعتنا و بتورث تشوهات لأولادنا.. عرفنا فيروس زي الإيدز بينسخ نفسه و يتكاثر إزاي و بندرس إيه الطرق اللي ممكن نستعملها لمنع عملية دخوله للخلية.. أو وقف عملية النسخ..
صناعة و تخليق النكهات و الألوان الطبيعية اللي بتتحط على أكلك كل يوم.. زراعة الخضار و الفواكه صيف شتا.. القضاء على السرطانات و الفيروسات والتلقيح الصناعي..
وتطبيقات مالهاش حصر في البيولوجيا الجزئية و الأمراض الوراثية...
كان لسه قدام "داروين" كتير يتعلمه و يعرفه.. بس هو اتكلم في حدود علوم عصره.. و نجح.. و حطلنا نواة نبدأ نتحرك منها و نوصل للي وصلناله النهاردة...
مراجع
1 - http://apologeticspress.org/apcontent.aspx?category=9&article=1111
4 - http://www.inf.fu-berlin.de/lehre/pmo/eng/Dennett-Darwin'sDangerousIdea.pdf