ابراهيم الجوهرى

المعلم ابراهيم الجوهري رئيس كتاب القطر المصري (رئيس وزراء) فى عصر المماليك وكان ارخن (يعنى من اعيان الاقباط) ومحسن كريم وهو اخو المعلم جرجس الجوهرى اللى مسك بعده رياسة الوزراء.

ابراهيم الجوهرى
المعلم

معلومات شخصيه
تاريخ الوفاة 1795
مواطنه
مصر   تعديل قيمة خاصية الجنسيه (P27) في ويكي بيانات
الحياه العمليه
المهنه كاتب محمد بك ابو الدهب و ابراهيم بك
اللغه الام اللغه المصريه الحديثه   تعديل قيمة خاصية اللغة الام (P103) في ويكي بيانات
اللغات المحكيه او المكتوبه عربى ،  واللغه المصريه الحديثه   تعديل قيمة خاصية اللغه (P1412) في ويكي بيانات

نشأته تعديل

رجل عصامي نشأ فى القرن التمنتاشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهري كان يعمل فى الحياكة بقليوب. تعلم فى كتّاب بلده الكتابة والحساب وأتقنهما من حداثته، فكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤانس التمنتاشر (البابا 107). سرّ البابا من غيرته وتقواه وقربه إليه، وكان يقول له: "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك ل الأبد".

بدأ عمله ككاتب عند واحد من أمراء المماليك، توسط له البابا عند المعلم رزق رئيس كتّاب علي بك الكبير، فأتخذه كاتب خاص له، واستمر فى دى الوظيفة ل آخر أيام علي بك الكبير اللى ألحقه بخدمته، ولما تولى محمد بك أبو الذهب مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحلّ المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق فى مصر، لحد صار رئيس كتاب القطر المصري فى عهد إبراهيم بك، هيا تعادل رتبة رئاسة الوزارة دلوقتى.... ده المركز زاده وداعة واتضاع وسخاءً فاجتذب القلوب إليه.

تجاربه تعديل

كان له ابن يدعى يوسف وابنة تسمى دميانة، مات الاولانى بعد ما أعد له منزل بكل إمكانياته ليزوجه.... فكانت نفس الوالدين مرة اوى لحد سمّر الرجل الباب بمسامير وكسر السلم كي لا يدخل واحد من البيت، لكن تحولت المرارة ل حب شديد لمساعدة الأرامل والأيتام وتعزية كل حزين أو منكوب. و ظهر القديس أنبا أنطونيوس لزوجته كما له فى نفس الليلة وعزاهما.

حدث انقلاب فى هيئة الحكام، وحضر ل مصر حسن باشا قبطان على ايد الباب العالي فقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك واضطرا ل الهروب ل أعالي الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهري وبعض الأمراء وكتّابهم.... فنهب قبطان باشا قصور البكوات والأمراء والمشايخ واضطهد المسيحيين، وقام بسلب ممتلكات المعلم إبراهيم وعائلته وكل ما قد أوقفه على الكنائس والأديرة.

اضطرت زوجته ل الاختفاء فى بيت حسن أغا كتخدا علي بك، لكن البعض دلّ الباشا عليها، فاستحضرها وأقرت بكل ممتلكاتهما، كما استحضر كمان ابنتها دميانة اللى طلبت من الباشا مهلة، جمعت فيها بعض الفقرا لتقول له: "أن أموال أبي فى بطون هؤلاء وعلى أجسامهم".... ويبدو أن الباشا اتأثر علشان كده ل حد ما فلم يبطش بها.

عاد إبراهيم بك ومراد بك ومعهما المعلم إبراهيم ل القاهرة فى 7 أغسطس 1791، وكان المعلم إبراهيم محبوب من السلطات جدًا ومن الشعب لحد دُعي "سلطان القبط" كما جه فى نقش قديم على حامل الأيقونات ل واحد من هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي (في الأغلب هيا كنيسة الشهيد أبو سيفين بدير أنبا بولا(1) - فى أواخر القرن التمنتاشر)، و كمان فى كتابه بقطمارس katameooc محفوظ بنفس الدير.

قال عنه الجبرتي المؤرخ الشهير: "إنه أدرك بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظيم الصيت والشهرة، مع طول المدة بمصر الا اذا يسبق من ولاد جنسه، وكان هو المشار ليه فى الكليات والجزئيات، وكان من دهاقين العالم ودهاتهم لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور، ويداري كل إنسان بما يليق به من المداراة، ويفعل بما يوجب من انجذاب القلوب والمحبة إليه، وعند دخول شهر رمضان كان يرسل ل غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا، وعمرت فى أيامه الكنائس والأديرة، وأوقف عليها الأوقاف الجليلة، والأطيان، ورتب ليها المرتبات العظيمة والأرزاق الدايرة والغلال". قال عنه الأنبا يوساب الشهير بابن الأبح أسقف جرجا وأخميم إنه كان محب لكل الطوايف، يسالم الكل، ويحب الجميع، ويقضي حاجات الكافة ولا يميز أحدًا عن التانى فى قضاء الحق. فى علاقاته الطيبة مع السلاطين فى مصر والأستانة كان يستصدر فرمانات خاصة ببناء الكنائس و إصلاحها. كما قدم الكثير من أمواله أوقاف للكنائس والأديرة، واهتم بنسخ الكثير من الكتب الدينية على حسابه لتقديمها للكنائس.

وداعته تعديل

قيل أن أخاه المعلم جرجس الجوهرى جاءه يوم يشتكي له من بعض الشبان إنهم أهانوه فى الطريق، سائل إياه أن يتصرف فى سلطانه، فقال له أنه سيقطع ألسنتهم.... وفي اليوم اللى بعد كده إذ كان أخوه يسير فى نفس الطريق وجد الشبان يحبونه ويكرمونه جدًا. فلما سأل أخاه عما فعله معهم، أجاب أنه بعت لهم عطايا وخيرات قطعت ألسنتهم عن الشر.

قيل عنه كمان إنه إذ كان يصلي فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، وكان متعجل بعت ل القمص إبراهيم عصفوري -من علماء عصره- يقول له: "المعلم يقول لك أن تسرع قليل وتبكر فى الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان". أجابه الكاهن: "المعلم فى السماء واحد، والكنيسة لله لا لأحد. لم يعجبه فليبن كنيسة تانيه". إذ سمع المعلم إبراهيم تقبل الإجابة بصدر رحب دون غضب أو ثورة، ولكنه حسب ذلك صوت من الله إذ بنى كنيسة باسم الشهيد أبي سيفين بالجهة البحرية لكنيسة السيدة العذراء.... (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا فى موقع الأنبا تكلا فى أقسام السير والسنكسار والتاريخ). أما الكاهن فجاء يهنئه على بنائها، قائلًا: "حمدًا لله اللى جعل استياءك سبب فى بناء كنيسة تانيه فزادت ميراثك وحسناتك".

حبه لخدمة التانيين تعديل

عاد المعلم إبراهيم بعد قداس عيد القيامة المجيد ليجد أنوار بيته مطفأة كلها، و إذ سأل زوجته عن السبب أجابته: "كيف نستطيع أن نبتهج بالنور، ونعّيد عيد النور المنبثق من القبر الفارغ و حضرت عندي فى المساء مرات قبطي سجين هيا وأولادها فى حاجة ل الكسوة والطعام؟! و ساعدني الله، فذهبت ل مرات المعلم فانوس اللى نجح فى استصدار الأمر بإطلاق سراحه". فذهب المعلم إبراهيم وأحضر الرجل وزوجته وأولاده ل بيته لكي يضيء الأنوار ويبتهج الكل بالعيد أما ما هو أعجب ده السجين اللى أكرمه المعلم فى بيته إذ قدم له عملًا، قال للمعلم بأن هناك صديق له هو أولى منه بهذه الوظيفة واكتر منه احتياجًا، ففرح المعلم إبراهيم باتساع قلب ده الرجل ومحبته، وقدم عمل لصديقه.

محبة غالبة للموت تعديل

انتقل المعلم إبراهيم فى 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك اللى كان يعزه جدًا، و سار فى جنازته، ورثاه البابا يؤانس.

لم تنته حياته بموته فقد قيل أن رجل فقير اعتاد أن يأتيه (يمكن من بلد تانيه) بطريقة دورية يطلب معونة، و إذ جه كعادته وبلغ داره عرف إنه تنيح فحزن جدًا. سأل عن مقبرته، وانطلق ليها يبكي ذاك السخي بمرارة، لحد نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم يقول له: "لا تبكِ، أنا لي فى ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بنادقة، فسلّم عليه مني وأطلبها منه فيديها لك". إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب ل المدين. بالليل ظهر له المعلم تانى فى حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر.... لكنه كمان تردد فى الأمر. وفي المرة التالتة قال له: "لا تقلق، اذهب كما قلت لك، وسأخبره بأمرك". فقام الفقير وذهب ل الرجل بدون ما ينطق بكلمة. تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروي له ما حدث معه. و إذ روى له ذلك، قال: "بالحق نطقت، علشان المعلم إبراهيم تراءى لي أنا كمان ، وأبلغني بالرسالة اللى أمرك بها. فإليك ما فى ذمتي، وهوذا مثلها كمان مني".

محبة بلا تغصُّب تعديل

يروي لنا توفيق إسكارس فى كتابه: "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم فى القرن التسعتاشر" أن عيله سريانية أرثوذكسية من حلب لسه تقيم قداسات إلهية باسم ده الراحل، ذلك أن عائلهم وجد ضيق شديدًا ونُهبت أمواله فى حلب فجاء ل مصر واهتم به المعلم إبراهيم وسنده فى عمل التجارة فأنجح الرب طريقه واقتنى ثروة ضخمة ورجع ل عائلته يروي لهم ما فعله ده القبطي به، فرأوا أن يقيموا قداسات باسمه اعتراف بفضله.

شوف تعديل