ابراهيم الجوهرى
المعلم ابراهيم الجوهري رئيس كتاب القطر المصرى (رئيس وزراء) فى عصر المماليك و كان ارخن (يعنى من اعيان الاقباط) ومحسن كريم و هو اخو المعلم جرجس الجوهرى اللى مسك بعده رياسة الوزراء.
| ||||
---|---|---|---|---|
المعلم | ||||
معلومات شخصيه | ||||
تاريخ الوفاة | 1795 | |||
مواطنه | مصر | |||
الحياه العمليه | ||||
المهنه | كاتب محمد بك ابو الدهب و ابراهيم بك | |||
اللغه الام | اللغه المصريه الحديثه | |||
اللغات المحكيه او المكتوبه | عربى ، واللغه المصريه الحديثه | |||
تعديل مصدري - تعديل |
نشأته
تعديلرجل عصامى نشأ فى القرن التمنتاشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهرى كان يعمل فى الحياكة بقليوب. تعلم فى كتّاب بلده الكتابة والحساب و أتقنهما من حداثته، فكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤانس التمنتاشر (البابا 107). سرّ البابا من غيرته وتقواه وقربه إليه، و كان يقول له: "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك لالأبد".
بدأ عمله ككاتب عند واحد من أمراء المماليك، توسط له البابا عند المعلم رزق رئيس كتّاب على بك الكبير، فأتخذه كاتب خاص له، واستمر فى دى الوظيفة لآخر أيام على بك الكبير اللى ألحقه بخدمته، ولما تولى محمد بك أبو الذهب مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحلّ المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق فى مصر، لحد صار رئيس كتاب القطر المصرى فى عهد إبراهيم بك، هيا تعادل رتبة رئاسة الوزارة دلوقتى.... ده المركز زاده وداعة واتضاع وسخاء فاجتذب القلوب إليه.
تجاربه
تعديلكان له ابن يدعى يوسف وابنة تسمى دميانة، مات الاولانى بعد ما أعد له منزل بكل إمكانياته ليزوجه.... فكانت نفس الوالدين مرة اوى لحد سمّر الرجل الباب بمسامير وكسر السلم كى لا يدخل واحد من البيت، لكن تحولت المرارة لحب شديد لمساعدة الأرامل والأيتام وتعزية كل حزين أو منكوب. و ظهر القديس أنبا أنطونيوس لمراته كما له فى نفس الليلة وعزاهما.
حدث انقلاب فى هيئة الحكام، وحضر لمصر حسن باشا قبطان على ايد الباب العالى فقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك واضطرا لالهروب لأعالى الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهرى وبعض الأمراء وكتّابهم.... فنهب قبطان باشا قصور البكوات والأمراء والمشايخ واضطهد المسيحيين، وقام بسلب ممتلكات المعلم إبراهيم وعيلته وكل ما قد أوقفه على الكنائس والأديرة.
اضطرت مراته لالاختفاء فى بيت حسن أغا كتخدا على بك، لكن البعض دلّ الباشا عليها، فاستحضرها و أقرت بكل ممتلكاتهما، كما استحضر كمان ابنتها دميانة اللى طلبت من الباشا مهلة، جمعت فيها بعض الفقرا لتقول له: "أن أموال أبى فى بطون دول وعلى أجسامهم".... ويظهر ان الباشا اتأثر علشان كده لحد ما فلم يبطش بها.
عاد إبراهيم بك ومراد بك ومعهما المعلم إبراهيم لالقاهرة فى 7 اغسطس 1791، و كان المعلم إبراهيم محبوب من السلطات اوى ومن الشعب لحد دُعى "سلطان القبط" كما جه فى نقش قديم على حامل الأيقونات لواحد من هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقى (فى الأغلب هيا كنيسة الشهيد أبو سيفين بدير أنبا بولا(1) - فى أواخر القرن التمنتاشر)، و كمان فى كتابه بقطمارس katameooc محفوظ بنفس الدير.
قال عنه الجبرتى المؤرخ الشهير: "إنه أدرك بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظيم الصيت والشهرة، مع طول المدة بمصر الا اذا يسبق من ولاد جنسه، و كان هو المشار ليه فى الكليات والجزئيات، و كان من دهاقين العالم ودهاتهم لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور، ويدارى كل إنسان بما يليق به من المداراة، ويفعل بما يوجب من انجذاب القلوب والمحبة إليه، وعند دخول شهر رمضان كان يرسل لغالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا، وعمرت فى أيامه الكنائس والأديرة، و أوقف عليها الأوقاف الجليلة، والأطيان، ورتب ليها المرتبات العظيمة والأرزاق الدايرة والغلال". قال عنه الأنبا يوساب الشهير بابن الأبح أسقف جرجا و أخميم إنه كان محب لكل الطوايف، يسالم الكل، ويحب الجميع، ويقضى حاجات الكافة ولا يميز أحدًا عن التانى فى قضاء الحق. فى علاقاته الطيبة مع السلاطين فى مصر والأستانة كان يستصدر فرمانات خاصة ببناء الكنائس و إصلاحها. كما قدم الكثير من أمواله أوقاف للكنائس والأديرة، واهتم بنسخ الكثير من الكتب الدينية على حسابه لتقديمها للكنائس.
وداعته
تعديلقيل أن أخاه المعلم جرجس الجوهرى جاءه يوم يشتكى له من بعض الشبان إنهم أهانوه فى الطريق، سائل إياه أن يتصرف فى سلطانه، فقال له أنه سيقطع ألسنتهم.... وفى اليوم اللى بعد كده إذ كان أخوه يسير فى نفس الطريق وجد الشبان يحبونه ويكرمونه جدًا. فلما سأل أخاه عما فعله معهم، أجاب أنه بعت لهم عطايا وخيرات قطعت ألسنتهم عن الشر.
قيل عنه كمان إنه إذ كان يصلى فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، و كان متعجل بعت لالقمص إبراهيم عصفورى -من علما عصره- يقول له: "المعلم يقول لك أن تسرع قليل وتبكر فى الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان". أجابه الكاهن: "المعلم فى السماء واحد، والكنيسة لله لا لأحد. لم يعجبه فليبن كنيسة تانيه". إذ سمع المعلم إبراهيم تقبل الإجابة بصدر رحب دون غضب أو ثورة، ولكنه حسب ذلك صوت من الله إذ بنى كنيسة باسم الشهيد أبى سيفين بالجهة البحرية لكنيسة السيدة العذراء.... (ستجد المزيد عن دول القديسين هنا فى موقع الأنبا تكلا فى أقسام السير والسنكسار والتاريخ). أما الكاهن فجاء يهنئه على بنائها، قائل: "حمدًا لله اللى جعل استياءك سبب فى بناء كنيسة تانيه فزادت ميراثك وحسناتك".
حبه لخدمة التانيين
تعديلعاد المعلم إبراهيم بعد قداس عيد القيامة المجيد ليجد أنوار بيته مطفأة كلها، و إذ سأل مراته عن السبب أجابته: "كيف نستطيع أن نبتهج بالنور، ونعّيد عيد النور المنبثق من القبر الفارغ و حضرت عندى فى المساء مرات قبطى سجين هيا و أولادها فى حاجة لالكسوة والطعام؟! و ساعدنى الله، فذهبت لمرات المعلم فانوس اللى نجح فى استصدار الأمر بإطلاق سراحه". فذهب المعلم إبراهيم و جاب الرجل ومراته و أولاده لبيته لكى يضيء الأنوار ويبتهج الكل بالعيد أما ما هو أعجب ده السجين اللى أكرمه المعلم فى بيته إذ قدم له عمل، قال للمعلم بأن هناك صديق له هو أولى منه بهذه الوظيفة واكتر منه احتياجًا، ففرح المعلم إبراهيم باتساع قلب ده الرجل ومحبته، وقدم عمل لصديقه.
محبة غالبة للموت
تعديلنقل المعلم إبراهيم فى 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك اللى كان يعزه جدًا، و سار فى جنازته، ورثاه البابا يؤانس.
لم تنته حياته بموته ف اتقال أن رجل فقير اعتاد أن يأتيه (يمكن من بلد تانيه) بطريقة دورية يطلب معونة، و إذ جه كعادته داره عرف إنه تنيح فحزن جدًا. سأل عن مقبرته، وانطلق ليها يبكى ذاك السخى بمرارة، لحد نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم يقول له: "لا تبكِ، أنا لى فى ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بنادقة، فسلّم عليه منى و أطلبها منه فيديها لك". إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب لالمدين. بالليل ظهر له المعلم تانى فى حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر.... لكنه كمان تردد فى الأمر. وفى المرة التالتة قال له: "لا تقلق، اذهب كما قلت لك، وسأخبره بأمرك". فقام الفقير وذهب لالرجل بدون ما ينطق بكلمة. تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروى له ما حدث معه. و إذ روى له ذلك، قال: "بالحق نطقت، علشان المعلم إبراهيم تراءى لى أنا كمان ، و أبلغنى بالرسالة اللى أمرك بها. فإليك ما فى ذمتي، وهوذا مثلها كمان مني".
محبة بلا تغصُّب
تعديليروى لنا توفيق إسكارس فى كتابه: "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم فى القرن التسعتاشر" أن عيله سريانية أرثوذكسية من حلب لسه تقيم قداسات إلهية باسم ده الراحل، ذلك أن عائلهم وجد ضيق شديدًا ونُهبت أمواله فى حلب فجاء لمصر واهتم به المعلم إبراهيم وسنده فى عمل التجارة فأنجح الرب طريقه واقتنى ثروة ضخمة ورجع لعيلته يروى لهم ما فعله ده القبطى به، فرأوا أن يقيموا قداسات باسمه اعتراف بفضله.