جرجس الجوهرى
المعلم جرجس الجوهرى هو اخو المعلم ابراهيم الجوهرى و كان كبير كتبة مصر فى عصر المماليك، باشر أمور الحكومة فى أربع عهود وعاصر المعلم جرجس الجوهرى اثنين من البطاركة هم البابا يؤنس 18 والبابا مرقس الثامن من باباوات الكنيسة القبطية
| ||||
---|---|---|---|---|
المعلم | ||||
معلومات شخصيه | ||||
تاريخ الوفاة | 1810 | |||
الحياه العمليه | ||||
المهنه | كاتب محمد على باشا | |||
تعديل مصدري - تعديل |
حياته
تعديلهو شقيق المعلم إبراهيم الجوهري، و مش شهرته بس فى علو المنصب وعظم المكانة،لكن لِما امتاز به من العقل وكرم الأخلاق وعمل المعروف للجميع بدون تمييز بين مسلمٍ ونصرانيٍ وعدم التدخل فيما لا يعنيه وعظم النفس والصدق، لحد نال ثقة الجميع على اختلاف أجناسهم ومشاربهم. و باشر أمور الحكومة فى 4 عهود مختلفة واحتك بكثير من حكام متباينين فى العادات والأخلاق والدين.
مدة حكم المماليك
تعديليذكر التاريخ أنه لما مات أخوه المعلم إبراهيم الجوهرى قلده إبراهيم بك منصبه ف بقا كبير كتبة مصر. اقتدى ب اخوه فى كل شيء لحد نال ثقة المصريين، مسيحيين ومسلمين.
كان بين الكتبة اللى تحت إدارته رجل سورى الأصل اسمه يوسف كسّاب سوّلت له نفسه أن يوشى به عند إسماعيل بك اللى غضب عليه وعزله من منصبه، لكن بعد مدة وجيزة اكتشف إسماعيل بك كذب يوسف وخيانته، فأمر بتغريقه فى نهر النيل، و أعاد المعلم جرجس لمنصبه.
مدة الحملة الفرنسية
تعديلمع أن الحملة الفرنسية تمثل فترة قصيرة اوى بالنسبة لتاريخ مصر (1798-1801 م) لكن تمثل دور هام فى تاريخ الأقباط.
كان الأقباط فى موقف لا يُحسدون عليه. فمن ناحيةٍ جه نابليون بونابرت لمصر لُيقيم إمبراطورية فى الشرق الوسطانى تحت دعوى الدفاع عن الإسلام، فلم يترك فرصة إلا و أظهر ودّه للمسلمين والإسلام، فكان يلبس الزيّ الشرقى ويصحب قادته لالجامع ومعه مائة شيخ ليتلو التواشيح، ويحرك رأسه متظاهر بالتقوى، لكن المسلمين أدركوا ما فى أعماقه أنه لا يؤمن بالدين.
ومن الجانب التانى يروى لنا يعقوب بك نخلة أنه لما شاع الخبر أن الجنود الفرنسيين قادمون، واشتغل الأمراء بالاستعداد لمقابلتهم اختل النظام وسادت الفوضى، وكثر الحرامية وقطّاع الطرق فى البلاد، وهاج سكان القاهرة على بيوت النصارى الأقباط والسوريين والإفرنج والأروام بدعوى البحث عما فيها من الأسلحة. واتخذ أهل الفساد والطمع ده ذريعة، فنهبوا بيوت اللى لا قدرة لهم على المقاومة. و أشار البعض بقتل كل النصارى عن آخرهم. فعارضهم فى ذلك إبراهيم بك وقاومهم ومنعهم، واحتمى بعض النصارى الإفرنج وغيرهم فى داره... وهجم رعاع الناس على بيوت البكاوات والأمراءاللى فروا قدام الفرنسيين ونهبوها.
لكن شعر بونابرت بحاجته لخبرة الأقباط خاصة فى جمع الضرائب كما يظهر من رسالته لالجنرال كليبر Jean Baptiste Kléber فى 22 اغسطس 1700 م.
لقد تعرف على المعلم جرجس، وكما يقول توفيق إسكاروس:
"لما قُضى الأمر وانتصر نابليون بجيوشه على المماليك فى إمبابه ووصلو لبولاق كلف (مراد بك) المعلم جرجس بإعداده لنزول نابليون فيه ففرشه وجهزه، ولما دخل القاهرة أقام به. ومن ذاك الحين عرفه نابليون وكليبر ومنومن بعده وتحققوا فيه سداد الرأى والحكم. فكان فى نظرهم عميد الأقباط واحترموه غاية الاحترام".
اعتبره الفرنساويين عميد الأقباط، فأجلّوه واحترموه، واستصحبه نابليون بونابرت فى واحدة من المهام، كما استصحبه الفرنساويين فى عبورهم للنيل عند بولاق عقب وصول الجيش العثمانى لأبى قير بصحبة حلفائهم الإنجليز. و فضل المعلم جرجس محافظًا على رئاسة الكتاب والمباشرة وحائز على ثقة الفرنسيين ورضاء أعيان المصريين وكبار المشايخ والسادة، لحد تم جلاء الفرنسيين عن مصر فى سنة 1081 م.
مدة حكم الأتراك
تعديلحينما دخل الأتراك والمماليك القاهرة على أثر انسحاب الفرنسيين، ساد الاضطراب وهرب عدد كبير من الأقباط لمصر القديمة والجيزة.
يصف الجبرتى ما عاناه الأقباط فقال:
"أما أكابر القبط زى جرجس الجوهرى وفلتيوس وملطى فإنهم طلبوا الأمان من المتكلمين من المسلمين لكونهم انحصروا فى دورهم، وهم فى وسطهم، وخافوا على نهب دورهم إذا خرجوا فارين. فبعتوا ليهم الأمان فحضروا وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء و أعانوهم بالمال واللوازم".
وفى أول سنة 1803 م. ثار الجنود الأتراك وزحفوا على حارة النصارى ونهبوا بيت المعلم جرجس الجوهرى و أخذوا منه حاجات نفيسة.
يقول الجبرتى بأنه فى يوم ال واحد من 15 صفر سنة 1219 هـ. أشيع بأن فرمان صدر ضد النصارى أنهم لا يلبسون ثياب ملونة، ويقتصرون على لبس الأزرق والأسود بس. فبمجرد الإشاعة وسماع ذلك ترصد جماعة من الغوغاء لمن يمر عليهم من النصارى ولمن يجدوه بثياب ملونة يأخذون طربوشه ونعله الأحمر ويتركون له الطاقية والحزام الأزرق. وماكانش القصد من كده الانتصار للدينلكن السلب و أخذ الثياب؛ بعدين أن النصارى صرخوا لعظمائهم فسمعوا لشكواهم، ونودِيَ بعدم التعرض لهم.
مدة حكم محمد على
تعديليقول الجبرتى أن محمد على باشا ابتدا تصرفاته بالعمل على تعزيز كلمته و إظهار سلطانه وتأييد مقامه واسترضاء الجند وصرف المتأخر من مرتباتهم، ففرض على قبط مصر وعلى عظمائهم جزية.
قال صاحب الكافي:
"قبض على المعلم جرجس الجوهرى معلم مصر يومئذ وصاحب خِراجها (الضرائب)، وعلى جماعة من عظماء القبط وسجنهم ببيت كتخدا، وطلب من المعلم جرجس الجوهرى حسابه عن سنة 1215 م.".
بعد ما تولى محمد على الحكم نال عنده المعلم جرجس المقام الاولانى لِما يسديه ليهم من الهدايا والعطايا، لحد كانو يسمونه جرجس أفندي. و كان عظيم النفس ويعطى العطايا ويوزع على كل الأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع والسكر والأرز والبن والملابس. غير أن الوالى بسرعه انقلب عليهبعد كده مختلق سبب و هو عدم مبادرته لجباية كل ما كان يطلبه من الضرائب، ولعل ذلك كان شفقة من المعلم جرجس على الأهالي، فقبض عليه ومن معه من الأقباط بحجة أن فى ذمته مبالغ متأخرة من حساب التزامه.
يقول توفيق إسكاروس:
"فى يوم الأربعاء 17 جمادى الأولى سنة 1220هـ. قبض محمد على باشا على جرجس الجوهرى ومعه جماعة من الأقباط، فحبسهم ببيت كتخدا، وطلب حسابه من ابتداء سنة خمسة عشرة، و أحضر المعلم غالى اللى كان كاتب الألفى بالصعيد و ألبسه منصبه فى رآسة الأقباط...
وفى يوم الأربعاء (24 منه) افرجوا عن جرجس الجوهرى ومن معه على 4 آلاف وثمانمائة كيس و أن يبقى على حاله. فشرع فى توزيعها على باقى الأقباط وعلى نفسه وعلى كبرائهم وصيارفهم ما عدا فتيوس وغالي، وحوّلت عليه التحاويل وحصل لهم كرب شديد وضج فقراؤهم واستغاثوا.
اضطر المعلم جرجس لبيع كثير من أملاكه فى الأزبكية وقنطرة الدكة، بعدين لجأ لالصعيد ويُقال أن محمد على قد نفاه هناك.
قبل رحيله لالصعيد جمع كل حجج أملاكه وسلمها لالبطريركية كوقفٍ ليها لتنفق من ريعها، و صُرح له بالرجوع لالقاهرة بعد أربع سنين فعاد سنة 1809 م. وقابل الباشا فأكرمه، بعدين نزل بيته اللى كان المعلم غالى قد أعده له، وتقاطر وجوه المدينة من كل الملل للترحيب به، لكن المنية عاجلته فتنيح فى سنة 1810 م. ودفن بدير مار جرجس بمصر القديمة بجوار اخوه المعلم إبراهيم الجوهري.
كتب المؤرخ الجبرتى عنه قائل أنه نافذ الكلمة، واسع الصدر، عظيم النفس، أما خدماته للأقباط فلا تقل عما فعله أخوه المعلم إبراهيم الجوهري، فكان شريكه فى تعمير الكنائس والأديرة ووقف العقارات عليها لغير ذلك من وجوه البر والإحسان.
لما مات أخوه المعلم إبراهيم الجوهرى قلده إبراهيم بك منصبه، فسار على نهجه واقتدى بشقيقة فى كل شيء لحد نال ثقة كل المصريين، و كان بين الكتبة تحت يده كاتب مسيحى من أصل سورى يدعى (يوسف كساب) سولت له نفسه الشديدة أن يسعى عند مخدومه إسماعيل بك بوشاية ضد المعلم جرجس واتهمه بما هو مش فيه، ولأن المعلم جرجس كان من أتباع على بك الكبير خصم إسماعيل ده، صدق إسماعيل وشاية يوسف، وغضب على المعلم جرجس، و أنزله من درجة الوظيفة وعين بدله رئيس آخر للدواوين، لكن بعد فترة ظهر له كذب يوسف كساب، فأمر بإغراقه فى النيل و إعادة المعلم جرجس الجوهرى لمنصبه مرة تانيه.
علاقة جرجس الجوهرى بنابليون
تعديللما غزت الحملة الفرنسية مصر وانتصر الفرنساويين على المماليك، ووصلو لبولاق كلف المعلم جرجس رئيس المباشرين بأن يعد بيت الألفى لنزول نابليون فيه، فجهزه وفرشه و أقام فيه نابليون، ومن هنا عرفه نابليون، و أهداه جبه مزركشة بالنصب ليلبسها فى أيام الشريفة، ولما سافر نابليون لالسويس متبعا إبراهيم بك استصحب معه بعض الأعيان والمديرية وفى مقدمتهم المعلم جرجس اللى كان يعتمد عليه فى المهام الكبيرة، كما رافق الفرنساويين هو وبعض أعيان القبط لالوجه البحرى لإقرار الصلح بين المقاتلين ويذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى أنه (لما احتفل الفرنساويون ب واحد من أعيادهم دعوا أعيان المصريين كان المعلم جرجس بينهم لابس ملابس الافتخار، ولما حصلت الثورة ضد الحملة الفرنساوية طلب المعلم جرجس وبعض أعيان الأقباط من مقدمى المسلمين الأمان لأنهم انحصروا فى دورهم وهم فى وسطهم وخافوا نهب بيوتهم إذا خرجوا فارين، فبعت ليهم الأمان، وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء، و أعانوهم بالمال واللوازم).
ولما تولى محمد على باشا الحكم سنه 1805 نال المعلم جرجس الجوهرى فى عهده المركز الأول، لكن الأمر انقلب ضده لما طالبه محمد على بأموال كثيرة، و كان يستحمله فى الوفاء بها، ولما لم يف بما طلبه منه قبض عليه ومعه بعض المباشرين الأقباط بحجة أنه تأخر عن دفع ما عليه الأموال، وحجزوا فى بيت كتخدا، وعين بدله المعلم غالى اللى كان كاتب عند الألفى عدو محمد على باشا.
وظل جرجس مسجون سبعة أيام و أفرج عنه بشرط أن يدفع 4 آلاف وثمانمائة كيس، فدفع جزء عظيم منه ووزع الباقى على الكتاب والصيارفة ما عدا المعلم غالى والمعلم فيلوتاؤس، و أخطر جرجس أن يبيع أفخر أملاكه بجهة الأزبكية وقنطرة الدكة وباع لمحمد على كل ما كان يملك، وقيل أنه نفى لالصعيد بأمر محمد على، وقبل هروبه لالصعيد جمع كل حجج أملاكه الباقية وسلمها للبطريركية لتنفق من ريعها، فوضعت البطريركية اليد عليها و فضلت فى حوزتها، و فضل هو منفى فى الصعيد أربع سنين عفى عنه بعدها ليرجع لالقاهرة المحروسة فى سنه 1224 هـ، وقابل الباشا فأكرمه وعاد لبيته بحارة الو نديك و كان المعلم غالى قد جهزه له و فضل به لأن مات سنه 1225 هـ ودفن بمصر العتيقة أسفل كنيسة كان قد بناها هو و أخوه باسم مارجرجس وله صورة عليها و هو يلعب على الناى اللى كان يجيد الترتيل عليه.