ادب مصرى قديم
ادب مصرى قديم ، المصريين القدام كان عندهم اداب متنوعه منها الدينى و منها الجنزى و منها الدنيوى. لغتهم كانت مليانه بالتشبيه و الاستعاره و الجناس اللفظى. و الادب المصرى القديم من اقدم اداب العالم لكن ما وصلش للعصر الحديث الكتير منه لإنه كان متدون على ورق البردى اللى الزمن قضى عليه و اللى وصل منه ضاعت منه اجزاء. لكن اللى وصل بيبين إن الادب المصرى القديم كان ادب مميز و غنى بالمواضيع و الاساليب الفنيه وانه كان بيجمع بين القصه و القصيده و الملحمه و موضوعاته كانت بتتراوح مابين اشعار الحب و التأمل الصوفى و الاداب العامه و حكايات الابطال. فى الادب الدينى المصرى كان فيه اناشيد كتيره بتمجد الالهه و بتوصفها. من امثلة الادب الجنزى متون الاهرام ، و نصوص التوابيت ، و كتاب الاموات.
فى الادب الدنيوى كانت فيه حكايات و حواديت بديعه زى قصة خوفو و السحارين ، و البحار الغريق ،و الفلاح الفصيح ، و سنوهى ، و نصايح الوزير بتاح حوتب ، و الملكين مرى كارع و امنمحتب الاول ، و الحكيم امنمؤبى ، و " تحذيرات العراف ايبوود ، و " الملل من الحياه " .
و جنب ده كان فيه الأغانى الجميله المليانه عواطف و حب و التمثليات الشيقه زى تمثيلية حياة اوزوريس ، و تمثيلية صراع حورس و ست.
الكتابه فى مصر القديمه
من مرحلة ماقبل الاسرات ( 5500 قبل الميلاد ) و لغاية مرحلة ( 395 ) و المصرى بيدون القصص و الحواديت و قصايد الحب و الابتهالات الدينيه و الاساطير زى اسطورة ايزيس و اوزوريس.
فيه برديه مصريه قديمه من سنة 2000 قبل الميلاد معروفه بإسم " بردية هجاء المهن " الكاتب فيها بينصح الناس من الطبقه الوسطى عن طريق نصايحه لإبنه إنه يختار مهنة الكاتب عن أى مهنه تانيه و بيقوله " مفيش مهنه مالهاش ريس عليك إلا مهنة الكاتب ".
و بيعتبر كتاب الموتى اقدم كتاب فى التاريخ و كان اسمه عند المصريين " رحلة الخروج فى النهار ". الكتاب ده بيتكون من اتناشر فصل بتتكلم عن الحاجات اللى بيحتاجها المتوفى فى رحلته للعالم الاخر و فيه أدعيه و نصايح و صلوات. فى متحف تورينو فى ايطاليا فيه نسخه كامله للكتاب ده طولها حوالى عشرين متر من ورق البردى الملفوف. كتاب الموتى زى كتب الديانات اللى ظهرت بعد كده كان منتشر جداً و عشان كده اتعثر على نسخ كتيره منه.
جنب الادب الدينى فيه قصص ادبيه و ملاحم وصلت من عصر الدوله الوسطى زى قصة " سنوحى " و عريضة الفلاح الفصيح " و قصة مغامرة البحار اللى مركبه غرقت و قصص تانيه. و من عصر الدوله الحديثه وصلت برديات مكتوب عليها قصايد حب بتوضح إن الشاعر المصرى اللى عاش فى مصر فى القرن خمستاشر قبل الميلاد هو ابو الشعر الحديث ان اشعاره كانت ما فيهاش قافيه و لا تفعيلات و لكن زى الشعر الحديث كان بيعتمد على الايقاع.
مصر القديمه عرفت كمان المسرحيات الشعريه و النثريه و كانت مواضيعها مستمده من الاساطير الدينيه زى " اسطورة ايزيس و اوزوريس " اللى بتجسد الصراع بين الخير و الشر ، و " مسرحية ابيدوس " اللى اتعثر عليها فى نص القرن العشرين و اللى وضحت ان المصريين عرفو المسرح قبل اليونانيين ، و " بردية الرامسيوم الدراميه " فيها تصوير مسرحى لتتويج سنوسرت الاول.
حب الادب و التدوين
اول ورق بردى اتلاقى كان فى مقابر الاسره الاولى فى سقاره و بيرجع تاريخه لحوالى سنة 3035 قبل الميلاد ، لكن كان ورق فاضى مش مكتوب عليه حاجه. ورق البردى فضل يستعمل فى الكتابه فى مصر لغاية ما بعد الفتره البطلميه و الرومانيه.
الكتابه و الادب كانو جزء من نسيج الحياه فى مصر و كان بيتكتب كمان على الواح الفخار و الحجر و بقو جزء من المعمار بتتنقشو على عواميد المعابد و حيطان المقابر كتخليد للانتصارات و المعارك العسكريه.
المصرى القديم كان بيحب الادب و الشعر لدرجة انه كان بيدونه على حيطان مقبرته زى ما كان بيكتب الابتهالات الدينيه ، فمثل على حيطان مقبرة الملك انتف التالت ( حوالى 2060 قبل الميلاد ) موجود رسم غائر لعازف قيثاره اعمى و القصايد منقوشه جنبه و اللى من ضمنها ابيات بتقول : " خليك ورا قلبك و هواك .. لغاية ما تيجى لحظة الرحيل .. على ارض الصمت ".
انتشار الكتابه فى مصر القديمه بيرجع لإن المصرى كان بيعتبر إن الثقافه و المعرفه شرط ضرورى من شروط الحياه السعيده الناجحه ، و كان بيعتبرهم مفتاح الحريه و التطور ، فمثل تعاليم الوزير " بتاح حتب " اللى كتبها سنة 2300 قبل الميلاد بتقول من ضمن اللى بتقوله : " العلم و المعرفه نعمه على اللى يستجيب ليهم و نقمه للى يبعد عنهم ". و فى حوالى سنة 1500 قبل الميلاد بنلاقى الكاتب " آنى " بيقول : " الناس حايعملو اللى تقول عليه لو عرفت النصوص المكتوبه ، إدرس الكتب و إحفظها فى قلبك تبقى كل كلماتك فعاله ".
المكتبات
لإن الكتاب فى مصر القديمه كانو بيعتبرو اساتذة اللغه و اصحاب المعارف فكان ساعات بيتطلب منهم انهم يكونو مكتبات كامله للاغنيا و الأكابر ، فى وقت كانت المطابع لسه ما اخترعتش ، فكانت بتتكتب على ورق البردى و بتتحفظ فى صناديق مخصوصه اتعثر منها على نماذج فى المقابر انها كانت بتتحط كمان مع المتوفى عشان ما يتحرمش من القرايه و الاطلاع على المعارف و التمتع بالشعر و القصص و هو فى العالم الاخر.
مكتبة اسكندريه فى العصر البطلمى ما كانتش غير زى للى عرفته مصر على طول تاريخها ، المكتبات كانت معروفه فى مصر قبل العصر البطلمى و كانت بتتسمى " بير-عنخ " perankh يعنى " بيت الحياه " و كانت موجوده فى ممفيس و فى تل العمارنه و اماكن تانيه ، و فى معبد حورس فى ادفو فيه صاله فوقيها لوحه مكتوب عليها " مكتبة حورس ".
اشهر ملحمه شعريه اتعرفت فى مصر القديمه كانت ملحمة " بنتاؤر " اللى كتبها عن معركة قادش اللى خاضها رمسيس التانى ضد الحيثيين و الملحمه دى مدونه على جدران معبد الكرنك. و فيه كمان " نشيد تحتمس التالت " اللى كتبه " تحانونى " و خلد فيه تحتمس التالت اللى كون لمصر اول امبراطوريه ممتده فى الشرق و الغرب و الجنوب و فى اوقات كتيره بتتقارن ملحمة " بنتاؤر " و " نشيد تحانونى " بقصايد اوفيد و الإلياذا و الاوديسا اللى كتبهم هوميروس.
الكلمه عند المصريين القدام
المصريين القدام كانو بيدركو القوه الموجوده فى الكلمه و كانو بيؤمنو بإن الرموز الهيروغليفيه لأسامى الالهه و البشر و الحيوانات فيها نفس القوة اللى بترمز ليهم لدرجة ان فيه اسامى كانت بتختصر لما تتكتب فى المقابر من الخوف من قدرتها الهايله. و المصريين بيعتبرو اول الشعوب اللى إدو للكلمه قدسيتها و كانو بيؤمنو بإن الله خلق الكون بالكلمه إن الكلمه الالهيه هى وحدها القوه الخالقه ، و كان الله فى عملية الخلق بيتصور الكون فى قلبه و بعدين بيحققه عن طريق الكلمه.
فى المتحف البريطانى فى لندن فيه لوحه حجريه مصريه طولها 137 سم و عرضها 92 سم اتطمس جزء من المكتوب عليها لإنها فى العصر الحديث استخدمت كحجر طاحونه ، لكن الجزء اللى فضل سليم اتكتب عليه : " و بكده بتتحول الرغبه الالهيه لفكره و بعدين بيصدر ليها امر فتكون ، فبتاخد كل كلمه من كلمات الاله شكل تبع اللى اتصوره فى قلبه و زى ما نطق لسانه " ، و فى حته تانيه من اللوحه مكتوب : " و بقى الاله بتاح مبسوط بعد ما خلق كل حاجه بفضل الكلمات الالهيه ".
مصادر
- محمد سلماوى ، الاهرام ، العدد 44984 ، 3 فبراير 2010
- الموسوعة الثقافية ، فرانكلين للطباعة والنشر نيو يورك - القاهرة 1972.
- The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher, 1973-1974