الاصلاح الضريبى فى عهد الناصر محمد بن قلاوون

الاصلاح الضريبى فى عهد الناصر محمد بن قلاوون هى حركة اصلاح عملها فى مصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون (1288-1341) رفع بيها المظالم الضريبيه عن كاهل المصريين.

الناصر محمد بن قلاوون كان تاسع سلاطين الدوله المملوكيه فى مصر و حكم مصر تلت مرات ، المرتين الاولانيين كان لسه فيهم طفل. فى فترة حكمه التالته ( 1309-1341) عمل اصلاحات داخليه كتيره و حارب الفساد بكل قوه و شافت مصر نهضه حضاريه و عمرانيه كبيره ماشافتهاش من ايام الفراعنه ، فقال المؤرخين عنه : " لم يل من ابناء الملوك قاطبة مُلك مصر أعظم من الملك الناصر محمد ".

لما مسك الملك الناصر الحكم لقى الفساد مستشرى فى مصر و لقى ضرايب و مكوس كتيره مفروضه على المصريين بالظلم ، فابتدا يحارب المفسدين و اخدهم بجرايمهم مش بالجور و التلفيق ، و لغى مناصب فى الدوله ، و صادر فلوس و ممتلكات الفاسدين اللى كونو ثرواتهم على حساب الناس بالرشاوى واستغلال المناصب ، و فى سنة 1315 لغى ضرايب و مكوس كتيره كان بيدفعها عامة الناس من غير وجه حق ، و عين الامير ابن الوزيرى رئيس لدار العدل و الاوقاف و ده كان راجل امين معروف بالذمه و النزاهه وكراهيته للفساد و المفسدين ، و بقى الناصر محمد كل يوم اتنين يروح دار العدل عشان يسمع بنفسه شكاوى عامة الناس ضد الامرا و موظفين الدوله.

المصريين لقرون نهبهم المستعمرين و فرضو عليهم جزيه و ضرايب و مكوس ظالمه. لكن فى عصور استقلال مصر اللى ابتدت بحكم احمد بن طولون سنة 877 انتهت عمليات نهب غلة مصر و فلوس شعبها لروما و قسطنطينيه و الجزيره العربيه ونهضت مصر نهضه كبيره و ماعادتش مستعمره بتتنهب غلتها و ثرواتها و تتبعت لحاكم عايش فى بلده بره مصر.

الملك الناصر لقى ضرايب و مكوس غريبه فى مصر كان منها ضريبه بيدفعها اللى بيركب مركب فى النيل سواء كان صاحب المركب او نوتى او راكب ، و ضرايب و غرامات بيدفعها الأحياء نيابه عن قرايبهم الأموات و الغايبين ، و ضرايب بتتدفع للنضافه و لم الزباله من الشوارع و الحمامات ، وضرايب بيدفعها الكيالين و الكتاب ، و ضرايب لحماية الطريق ، و ضريبه على سلخ الجلود ، و اتاوات بتتدفع للعربان ، و سمسره بتتدفع لوسطا البيع و الشرا ، و ضرايب على بيوت الدعاره ، و ضريبه على اللى عنده بغل ، و على اللى بيربى فراخ ، و ضرايب زائد غرامات بيدفعها المحكوم عليهم بالحبس فى القضايا ، و ضرايب على النخل ، و ضرايب على اللى بيزرعو قصب او عندهم معاصر قصب ، و ضريبه على اللى بيعملو افراح جواز ، و عدد تانى من الضرايب و المكوس الجايره اللى كان بيدفعها الناس للدوله و غيرها ، فطلع مراسيم اتبعتت لكل نواحى مصر برفع كل الضرايب و المكوس دى عن كهول المصريين ففرحت الناس و دعت له.

وصف المقريزى الضرايب و المكوس دى بقوله : " و كان الناس منها فى انواع من الشدائد لكثرة المغارم والتعب والظلم ".