التدبيرين Dispensationalism وهو منهج لتفسير الكتاب المقدس ظهر في إنجلترا في القرن التاسع عشر بشكل أساسي بفضل جهود جون نيلسون داربى من كنيسة الإخوة البليموث.[1] تلعب التدبيرية أو القدرين كما يسميها البعض دور رئيسي في الفكر اللاهوتي للصهاينة المسيحيين، فلفهم علاقة الله مع الجنس البشري يقسمون تاريخ هذه العلاقة إلى سبعة أقدار أو حقب زمنيه يخضع فيها الله الإنسان لتجارب تمتحن طاعته، فيقول سكوفيلد أحد أهم مفكرين هذا المذهب «كل قدر دور من الزمان يمتحن فيه البشر حسبما أوحاه الله من وحي مخصوص».و وفق للتدبيريين فنحن نعيش اليوم في الحقبة السادسة أو ما يسمى «دور الكنيسة والنعمة» بانتظار حلول الحقبة السابعه والأخيرة برجوع المسيح للأرض لتأسيس حكمه الألفي. وهكذا تفصل التدبيرية بين مفهومي إسرائيل والكنيسة، فبالنسبة للمسيحية التقليدية الكنيسة كما يقول أوغسطينوس هي وارثة الوعود اللى أعطاها الله لإسرائيل، فهي بذلك إسرائيل الجديدة اللى تسعى بشوق لبلوغ أورشليم السماوية، ففي هذا المفهوم تصبح أورشليم أو أرض الميعاد للمسيحيين ذات طبيعة روحانيه أزليه لا صله مباشرة لها مع أرض إسرائيل التاريخية، على عكس الصهاينة المسيحيين اللى يشددون على الفصل بين إسرائيل كشعب يهودي أو شعب الله على الأرض والكنيسة أو شعب الله في السماء، مؤكدين على التفسير الحرفي للكتاب المقدس. يفضي هذا بهم إلى نتيجة حتمية مفادها أن أرض فلسطين التاريخيه هي ملك أبدي للشعب اليهودي، وأن نبوءات الكتاب المقدس اللى أعلنت عن عودة اليهود إلى أرضهم قد تحققت في القرنين التسعتاشر والعشرين.
- ↑ "معلومات عن تدبيرية على موقع gameo.org". gameo.org. مؤرشف من الأصل في 2017-11-25.