الحبل بلا دنس

الحبل بلا دنس Immaculate Conception أو سيدة الحبل بلا دنس أو سيدتنا اللى حبل بيها بلا دنس، هيا عقيده مسيحيه تختص مريم العذراء، وتندرج فى إطار العلوم المريمية، ورغم وجودها فى كتابات آبائية كتيره، إلا أنها أقرت رسميا فى حبرية البابا بيوس التاسع سنة 1854، وتنص أن العذراء مريم قد اتولدت من بدون ما ترث الخطيئة الأصلية، أى خطيئة آدم وحواء اللى يرثها الجنس البشرى؛ وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل كما ينص منطوق العقيدة: باستحقاقات ابنها يسوع المسيح،[1] أى أن يسوع قد خلصها هيا التانيه كسائر المسيحيين إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك من اللحظة الأولى اللى تشكلت بيها فى بطن أمها؛[2] ولا تشير العقيده لأن الحبل قد تم دون وجود اتصال جنسي، لكن تشير لأن الروح القدس قد طهر مريم من الخطيئة الأصلية من اللحظة الأولى اللى تشكلت فيها:[1] والهدف من العقيده هو تبرئة العذراء من أى علاقة بالخطيئة؛ أى أنها طاهره تماما ليس ليها خطيه أصليه أو شخصيه من اللحظة الأولى اللى حبل بيها وحتى وجودها كإنسان، علشان للمكانة اللى ستحتلها مريم بأن تكون أم لله.[1]

الحبل بلا دنس

موضوع (فنون)   تعديل قيمة خاصية واحد من (P31) في ويكي بيانات
مختلف عن الولاده العذريه ليسوع   تعديل قيمة خاصية مختلف عن (P1889) في ويكي بيانات

أيقونة الحبل بلا دنس اللى تعود سنة 1678 بريشة بارتولومه استبان موريو وموجودة فى متحف ديل برادو بمدريد.

ترى الكنيسة الكاثوليكية كمان شوية شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيده زى نشيد الأناشيد 7/4: كلك جميلة يا حبيبتى ولا عيب فيكي. يعتقد المسيحيين أن النبؤة السابقه تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية؛[3] وكمان وصفها بالممتلئة نعمة فى لوقا 28/1 فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية كمان سوى ذلك: فى بعض الترجمات نجد «المنعم عليها» وده اللفظ يجعلنا نتسائل عن زمن بداية ده الإنعام وعن ده الامتلاء بالنعمة، فلا بد أن يمتد ليشتمل على حياة العذراء كلها من اللحظه الأولى.[3] هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من أسفار العهد القديم.[3] إضافة لكتابات آباء الكنيسة الأوائل.[1]

تعترض الكنائس الأرثوذكسية المشرقية على عقيدة الحبل بلا دنس، وتراه يتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس؛[4] الاعتراض ييجى بشكل أساسى من قول مريم فى إنجيل لوقا: تبتهج روحى بالله مخلصى لوقا 46/1 غير أن اللاهوتيين الكاثوليك لا يرون فى الآية السابقة تعارض طالما أن فعل التخليص قد تم بواسطة يسوع ابنها سواء قبل الصلب أم بعده خصوصا أن سفر المزامير يذكر أن: قدس العلى مسكنه مزمور 5/45] فكيف سيتخذ الابن جسد يحوى الخطيئة الأصلية مسكن له؛ الاعتراض التانى ييجى من الرسالة لروما حيث يذكر شمولية الخطيئة الأصلية على كل البشر، لكن اللاهوتيين الكاثوليك يرون كمان أن الرسالة لالعبرانيين تذكر أن الموت جائز على كل البشر مرة واحده، بس العهد القديم والعهد الجديد يذكر أسماء شوية شخصيات اجترحت معاهم عجائب خاصة فرجعو لالحياة و علشان كده يكونوا قد ماتوا مرتين، مش مرة واحدة، فالاستثناء دائما جائز.[1]

رفضت الكتير من الكنائس البروتستانتية عقيدة الحبل بلا دنس باعتبارها غير كتابية، رغم أن بعض الأنجليكانيين يقبلونها باعتبارها عبادة تقوى . تنقسم الآراء حول الحبل بلا دنس فى الأرثوذكسية الشرقية : شنوده التالت ، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، عارض التعليم، كمان فعل البطريرك اغناطيوس زكا الاول من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ؛ يقبله التوحيد الأرثوذكسى الإريترى والأثيوبي. ماقبلتشه الأرثوذكسية الشرقية بسبب الاختلافات فى فهم الخطيئة الأصلية ، رغم أنهم يؤكدون طهارة مريم وحفظها من الخطيئة . وصف بطريرك القسطنطينية أنثيموس السابع (1827-1913) عقيدة الحبل بلا دنس بأنها "حداثة رومانية ".

الكنائس الأرثوذكسية الشرقية رفضت العقيدة لكونها من صلب الإيمان ولا حاجه لإعلان عقيدى خاص، تماشيا مع نظرة دى الكنائس للخطيئة الأصلية، أما مارتن لوثر فقد قبل الحبل بلا دنس واستند فى برهان ذلك لالقديس أغسطينوس،[5] غير أن سائر البروتستانت فيرون أن العقيدة تدخل فى إطار المهاترات اللاهوتيه.

مصادر

تعديل
  1. أ ب ت ث ج الحبل بلا دنس، جمعية التعليم المسيحى فى حلب، 14 تشرين أول 2010. Archived 2016-03-06 at the Wayback Machine
  2. الحبل بالعذراء القديسة مريم، مؤسسة صفحات مريم، 14 تشرين أول 2010. Archived 2016-12-20 at the Wayback Machine
  3. أ ب ت عقيدة الحبل بلا دنس، موقع الأب الدكتور أوغوسطينوس موريس، 21 تشرين أول 2010. Archived 2016-03-05 at the Wayback Machine
  4. الحبل بلا دنس فى ولادة مريم العذراء، الأنبا بيشوي، 21 تشرين أول 2010. Archived 2016-03-05 at the Wayback Machine
  5. عقيدة الحبل بلا دنس فى رأى البروتستانت، كنيسة مار جرجس، 21 تشرين أول 2010. Archived 2014-08-14 at the Wayback Machine