الوحده العربيه (بالإنجليزي:Pan-Arabism) هيا ايديولوجيا بتنادى بالوحده بين الدول العربيه و ضمها فى دوله واحده من المحيط الاطلنطى لغاية الخليج العربى , و هيا ايديولوجيا وثيقة الصله بفكرة القوميه العربيه اللى بتنادى بالاعتزاز بالمكون العربى ف ثقافات الشعوب العربيه , و السعى للوحده السياسه و التكامل الاقتصادى بين الدول العربيه , و مقاومة التأثير الغربى على الثقافه و السياسه العربيه. فكرة الوحده العربيه انتشرت فى الخمسينات و الستينات , و ف العاده انصارها كانو من لاشتراكيين و المناهضين للتدخل الغربى فى سياسات الدول العربيه. الوحده العربيه اتحولت مع الوقت من مجرد فكره لعدد من المشروعات السياسيه بهدف توحيد الدول العربيه فى دوله واحده, لكن اغلبها فشل.[1]

العروبه
ايدلوجيا سياسيه ، وحركه سياسيه   تعديل قيمة خاصية واحد من (P31) في ويكي بيانات
قومية عربية   تعديل قيمة خاصية صنف فرعى من (P279) في ويكي بيانات
خريطة العالم العربى

اصل الفكره

 
جرجى زيدان رائد فكرة الوحده العربيه (1861 - 1914)

اغلب المؤرخين فى العاده بيردوا اصل فكرة الوحده العربيه لجرجى زيدان مؤسس "حركة النهضه" . زيدان كان له تأثير مهم على الفكر العربى , و بشكل خاص على اعتناق اللغه العربيه الحديثه Modern Standardized Arabic كلغه موحده لكل الشعوب الناطقه بلهجات مشتقه من اللغه العربيه , بدل الفكره اللى كانت رايجه وقتها باعتماد اللغات و اللهجات المحليه فى كل دوله و خلاص. زيدان اشتغل على تحويل فكرته لرأى سنة من خلال كتابة روايات ادبيه باللغه العربيه بتحكى عن الابطال المحليين فى البلاد العربيه المختلفه و وضعهم فى سياق تاريخى عربي.

اول سياسى اهتم بفكرة جرجى زيدان كان الشريف حسين بن على شريف مكه اللى كان بيحاول يستقل بعرب المشرق عن الامبراطوريه العثمانيه و يكون دوله عربيه مستقله تضم العراق و الشام و شبه الجزيره العربيه مع بعض .

فى 1915-1916 اتعقد اتفاق بين الشريف حسين و بين السير هنرى مكماهون المندوب السامى البريطانى على مصر فى الوقت ده . الاتفاق تم من خلال مجموعه من الرسايل اتعرفت بعد كده بإسم مراسلات حسين-مكماهون . المراسلات بتنص على ان بريطانيا هاتدعم مطالب عرب المشرق فى الانفصال عن الامبراطوريه العثمانيه بشرط ان عرب المشرق يساعدوا بريطانيا فى حربها ضد العثمانيين عن طريق انهم يعملوا ثوره شعبيه ضد العثمانيين.[2] لكن فى 1916 بريطانيا وقعت اتفاقية سايكس-بيكو مع فرنسا , بهدف تقسيم المشرق العربى بعد جلاء العثمانيين لمناطق نفوذ فرنساويه و انجليزيه . بعد استسلام العثمانيين فى 1918 , بريطانيا رفضت الالتزام بتعهداتها للشريف حسين . و فرنسا و بريطانيا قاموا بفرض الانتداب الاجنبى على الشام و العراق و سواحل شبه الجزيره العربيه. بريطانيا ادت للشريف حسين امارة الحجاز و صحرا جنوب شبه الجزيره اللى مالهاش اهميه استراتيجيه , و بعدها بفتره قصيره تمت الاطاحه بالشريف حسين فى انقلاب القبايل النجديه بزعامة ال سعود , اللى اسسوا المملكه العربيه السعوديه بعد كده.

فكرة الوحده العربيه اتطورت و نضجت بعد كده على ايد عدد من المفكرين السوريين فى التلاتينات زى قسطنطين زريق و زكى الارسوزى و ميشيل عفلق اللى كانو هما نفسهم الرموز المؤسسه لأول حزب سياسى قومى عربى هو حزب البعث السورى .[3] افكار القوميه العربيه عند البعثيين السوريين كانت مرتبطه بدرجه كبيره بالماركسيه فى اواخر القرن التسعتاشر و اوائل القرن العشرين . كتابات زكى الارسوزى بعد كده كان فيها اتأثر واضح بأفكار النقاء العرقى عند النازيه و الشوفينيه الوطنيه اللى كانت سايده فى اوروبا فى الوقت ده .

جامعة الدول العربيه

الملك عبد الله الاول بن الشريف حسين كان بيحلم بضم سوريا و لبنان و فلسطين و الاردن ضمن مملكته تحت مسمى سوريا الكبرى , و بعت لحكومة الانتداب البريطانى على فلسطين يطلب منها ده , لكن البريطانيين مكانوش متشجعين لمشروع الملك عبد الله , خصوصاً و ان شعوب الدول دى كان عندهم قاده محليين سلطتهم هاتضيع لو الملك عبدالله نفذ خطته , و ده هايعمل مشاكل و صراعات اقليميه فى المنطقه مالهاش لازمه. طموحات الملك عبدالله التوسعيه كانت احد الاسباب اللى ادت لإنشاء جامعة الدول العربيه.[4] مشروع الجامعه العربيه ابتدا التحضير له فى 29 مايو 1941 لما وزير خارجية بريطانيا انتونى ايدن Anthony Eden صرح بإن "الحكومه البريطانيه بتنظر بعين العطف لكل حركه بتهدف لتحقيق وحدة العرب الاقتصاديه و الثقافيه و السياسيه".[5] و فى ظرف سنه تقريب من تصريح ايدن, مصطفى النحاس باشا دعا رئيس الوزرا السورى جميل مردم و بشاره الخورى رئيس الكتله الوطنيه اللبنانيه عشان يتناقش معاهم فى موضوع تأسيس " جامعه عربيه ". بعد كده ابتدت مشاورات ثنائيه بين مصر و ممثلين من العراق و سوريا و لبنان و السعوديه و الاردن و اليمن , و فى اكتوبر 1944 قرر المجتمعين انشاء منظمه جامعة الدول العربيه . لكن بعد اغتيال الملك عبدالله سنة 1951 على ايد ناشط وطنى فلسطينى , حلم سوريا الكبرى اختفى من الاجنده السياسيه للاردن , لكن فضلت جامعة الدول العربيه موجود كمنظمه اقليميه.[1]

محاولات الوحده العربيه

قبل وصول جمال عبد الناصر للحكم مكانش فيه اى اهتمام بفكرة الوحده العربيه فى مصر . بس على نص الخمسينات القوميه العربيه (بالإضافه للاشتراكيه العربيه بقيت هى السياسه الرسميه لمصر . و السعى للوحده العربيه بقا بيتشاف على انه سياسيه لمقاومة الصهيونيه و التدخل الغربى فى شئون الشرق الاوسط.[6] قبل عبد الناصر كان فيه عدد من المحاولات العربيه للوحده لأسباب مختلفه و بعضها كان برعاية او بالتنسيق مع بريطانيا . فى الاربعينات رئيس الوزرا البريطانى انتونى ايدن كان بيطالب بوحده عربيه على ستايل مشروع عبد الله الاول فى الاردن او مشروع نورى السعيد فى العراق لكن كل المحاولات دى انتهت بالفشل. بعد العدوان الثلاثى و حرب السويس فى 1956 عبد الناصر حس بتهديد كبير من الاطماع الغربيه فى المنطقه و كان خايف من رجوع الاستعمار مره تانيه , بالاضافه للتهديد المحتمل من دول حلف بغداد خصوصاً بعد حشد تركيا لقوات عسكريه على حدود سوريا و زيارة الرئيس اللبنانى كميل شمعون لتركيا سنة 1957 . و لمواجهة الخطر الغربى تم اعلان الوحده مع سوريا سنة 1958 و تكوين الجمهوريه العربيه المتحده و دى كانت اول تجربه للوحده السياسيه الفعليه بين دولتين عربيتين . عبد الناصر وقتها كان الاكتر شعبيه بين الرؤساء العرب بسبب حرب السويس و ده كان سبب فى رواج المشروع العربى الناصرى عن غيره من مشاريع الوحده .

الجمهوريه العربيه المتحده كان مشروع تم اعلانه باستعجال شديد بسبب ضغط الجانب السورى اللى كان خايف من احتمالية ثوره شيوعيه داخليه او غزو تركى محتمل , و كان الحل الوحيد هو الاتحاد لتكوين قوه اكبر تقدر توفر الاستقرار للجزء السورى . عشان كده الوحده مكانتش فى صورة اتحاد فيدرالى تقليدى و انما فى صورة دوله واحده جديده مختلفه كلى عن الدولتين الاصلانيين . لكن فى 1961 مجموعه من الزباط السوريين قاموا بانقلاب عسكرى فى سوريا و انسحبوا من الجمهوريه العربيه المتحده . و رغم مدة الوحده القصيره مع سوريا , مصر شافت تحولات ثقافيه كبيره, كان اهمها التركيز على دور مصر ضمن السياق التاريخى العربى اللى بقا جزء ثابت فى الخطاب السياسى الرسمى فى مصر لغاية انهارده . التأثير ده مكانش مقتصر على السياسه و انما ظهر كمان فى السينما و الفن و الادب المصرى اللى بقوا بيخاطبوا شعوب الدول العربيه كلها.

سنة 1963 مصر و العراق و سوريا وقعوا على اتفاقيه لتأسيس "جمهوريه عربيه متحده" جديده فى شكل اتحاد فيدرالى بيدى كل اقليم صلاحيات التشريع , لكن المشروع ماكملش. فى نفس السياق كان فيه محاوله لضم اليمن للجمهوريه العربيه المتحده الجديده فى نفس الاطار الكونفيدرالى بس بإسم جديد هو الدول العربيه المتحده , لكنه برضو فشل فى 1961 مع خروج سوريا .[7]

بالتوازى مع ده كان فيه محاوله تانيه للوحده بين الملكيات العربيه و بين بعضها , اهمها كان محاولة تأسيس اتحاد كونفيدرالى اتسمى الاتحاد العربى او "الاتحاد الهاشمي" سنة 1958 بين الاردن و العراق فى اطار حلف بغداد الموالى للغرب . لكن بسبب التنشنه مع الجمهوريه العربيه المتحده و قيام حركة تموز 1958 اللى اطاحت بالملكيه فى العراق انتهى حلف بغداد و انتهت طموحات ملك الاردن فى الوحده.

بعد كده فى السبعينات الرؤساء محمد انور السادات و معمر القذافى و حافظ الاسد وقعوا اتفاقيه وحده كونفيدراليه بين مصر و ليبيا و سوريا تحت مسمى اتحاد الجمهوريات العربيه و ده استمر 5 سنين من 1972 - 1977 لكن ماكملش بسبب الخلافات السياسيه بين ليبيا و مصر . و بخلاف اتحاد امارات ساحل الخليج العربى و تكوين دوله الامارات العربيه المتحده و الوحده بين اليمن الشمالى و اليمن الجنوبى , مكانش فيه محاولات تانيه للوحده.

نقد و فشل الفكره

هزيمة العرب من اسرائيل فى حرب 67 و فشل الانظمه القوميه انها تحقق الرخاء الاقتصادى لشعوبها اخدت كتير من مصداقية و اولوية فكرة الوحده العربيه . حسب الكونتيوم انسيكلوبيديا لشئون الشرق الاوسط The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East "فكرة الوحده العربيه فى السبعينات تراجعت بشده فى سياسات الدول العربيه , لكن الفكره فضلت كأمنيه موجوده عند الشعوب العربيه نفسها بطرق مختلفه".

المصريين بالتحديد كانو اكتر شعب عربى فقد ايمانه بفكرة الوحده العربيه بعد هزيمة 67 و بقوا متشككين فى قدرة عبد الناصر على تشكيل وحده عربيه بعد خسارة مهينه للجيش المصرى و احتلال جزء من ارض مصر بالإضافه للغارات الاسرائيليه المستمره على مدن القنال.[8]

بعد اتفاقية كامب ديفيد و زيارة السادات لإسرائيل بقا واضح ان النظام السياسى فى مصر تراجع عن فكرة الوحده العربيه , و ان المصريين بقوا اكتر اهتمام بمشاكلهم الداخليه . كلمات "العروبه" و "الوحده العربيه" و "العرب" اختفت تقريب من خطابات السادات لغاية اغتياله فى 1981.[9] و فى اواخر التمانينات فكرة الوحده العربيه فقدت شعبيتها فى الشارع المصرى لصالح فكرة القوميه المصريه بالإضافه للافكار الاسلاميه الاصوليه اللى بتمثلها جماعات الاسلام السياسى .

الوحده العربيه كانت فى العاده بتنتقد بسبب انها بتهمل وجود قوميات تانيه من اصول غير عربيه زى بربر شمال افريقيا,[10] و بسبب ان المصريين , اكبر شعب فى المنطقه من عدد السكان , كانو مش شايفين نفسهم عرب لغاية قبل الخمسينات . و ده واضح خلال العشرينات و التلاتينات و الاربعينات اللى مجهود المفكرين المصريين فيها كان منصب على فكرة القومية المصرية. حسب المؤرخ جيمس يانوكوفسكى James P. Jankowski "من الملاحظات المهمه عن القوميه المصريه هو غياب المكون العربى فيها . الزخم السياسى و الفكرى و الاقتصاى كان مضاد للتوجه العربى بوجه سنة , و ده وضح جداً خلال اواخر القرن التسعتاشر و اوائل القرن العشرين"[11]

اغلب المفكرين المصريين اللى انتقدوا العروبه و فكرة الوحده العربيه كانو دايم بينتقدوها بسبب انها بتغلب مكون واحد صغير , هو المكون العربى , على باقى مكونات الثقافه المصريه , بشكل عجز عن انتاج هويه مصريه حقيقيه و فشل فى النهايه بشكل غير محدد . كتير من الانثروبولوجيين المصريين بيقولوا إن المصريين عمرهم ماكانوا بيعتبروا نفسهم فعلى عرب لحد سكان الصعيد المنحدرين من اصول اثنيه عربيه بالفعل بيستخدموا كلمة "عرب" فى اللغه اليوميه فى العاده للإشاره لمواطنى دول الخليج. و ان كان ده مش بينفى ان كتير من المصريين لسه متعاطفين و لو شكلى مع فكرة العروبه . لكن التاريخ الطويل للمصريين و ثقافتهم و لغتهم و فنونهم بيميزهم عن بقية الدول العربيه المحيطه و بيخليهم يشوفوا نفسهم على إنهم مصريين مع مكون عربى مش العكس.[12]

شوف كمان

القوميه العربيه

لينكات خارجيه

مصادر

  1. أ ب Arab Unity." The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East. Ed. Avraham Sela. New York: Continuum, 2002. pp. 160–166.
  2. Contemporary Politics in the Middle East, Beverly Milton-Edwards, Polity Press, 2006, p. 57-59
  3. The Syrian Arab Republic: a handbook, Anne Sinai, Allen Pollack, 1976, p. 45
  4. Sela, Avraham. "Arab League." Sela. The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East. 147-150.
  5. المصرى اليوم، عدد 2175
  6. Aburish, Said K. (2004), Nasser, the Last Arab, New York City: St. Martin's Press, ISBN 978-0-312-28683-5
  7. United Arab Republic (UAR)." Sela. The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East. 873-874.
  8. Dawisha, p. 237
  9. Dawisha, pp. 264-65, 267
  10. Pelham, Nick. "Moroccan Berbers press for rights." BBC News. 2 January 2001. 18 November 2010.
  11. Jankowski, James. "Egypt and Early Arab Nationalism" in Rashid Khalidi, ed. The Origins of Arab Nationalism. New York: Columbia University Press, 1990, pp. 244–45
  12. Haeri, Niloofar. Sacred language, Ordinary People: Dilemmas of Culture and Politics in Egypt. New York: Palgrave Macmillan. 2003, pp. 47, 136.