العلمانيه هى الحل
العلمانية هى الحل ، كتاب مهم من تأليف فاروق القاضى صدر فى مصر سنة 2010 و كان ليه رد فعل كبير عند المثقفين .[1] بيعتبر الكتاب ان العلمانيه ( او السيكولاريه ) هى خلاصة تجارب البشر و ثمرة نضالهم الطويل عشان يتحررو و يتقدمو . زى ما الانسان عن طريق العلم قدر انه يكتشف الطبيعه اللى حواليه و يسيطر عليها و يسخرها لخدمة البشريه و تحقيق مطالبها قدر كمان عن طريق العلمانيه انه يأسس الدوله القوميه الحديثه اللى انفصلت عن امبراطوريات العصور الوسطى و سلطانها الدينى.
| ||||
---|---|---|---|---|
تعديل |
بيقول احمد عبد المعطى حجازى اللى عرض الكتاب ، إن كل اللى اتكتب فى الكتاب مهم و يستحق المناقشة لإن اللى كتبه ، فاروق القاضى ، مفكر درس القانون ، و كان من انصار الاشتراكيه ، واشتغل فى الصحافه، واتصل بالثقافة الغربيه فى فرنسا ، و كان من اليساريين المصريين اللى ناضلو.
الكتاب بيبدأ بمناقشة اصل العلمانيه و اهميتها و اراء انصارها و خصومها عن طريق استخدام لغه منطقيه و موضوعيه مافيهاش الاسلوب الخطابى. بيقول المفكر عبد المعطى حجازى ان ده مهم لإن العلمانيه مش مجرد مفهوم سياسى بيفصل مابين الدين و الدوله لكن تاريخ حافل ما انفصلتش فيه السياسه عن الواقع الحى و ما اتحققتش انجازاته من غير تضحيات.
تطور المجتمعات
فى العصور الوسطى البشر كانو قبايل و عشاير مفيش حاجه بتجمعهم ببعض غير امرائهم من ناحيه و رجال دينهم من ناحيه تانيه. الامرا و رجال الدين اتحالفو مع بعض عشان يكبرو ثراوتهم و يوسعو املاكهم و يكونو الامبراطوريات و الممالك اللى اسسها المسيحيين و المسلمين فى الازمان دى. لكن مع مرور السنين البشر اتقدمو و خرجو من عزلتهم و دخلو فى العصور الحديثه و اكتسبو معارف و خبرات ماكانتش متاحه ليهم قبل كده ، و اتحول الناس من قبايل و عشاير لأمم و شعوب ملت و طهقت من نظم العبوديه اللى كانت سايده ، و عرفو ان ليهم حقوق لازم يستردوها و مصالح لازم يحافظو عليها. العمليه دى ماكانتش ممكن تحصل من غير العمل المشترك المشترك فيه كل افراد الامه على اختلاف ديانتاهم و عقايدهم و مذاهبهم و طبقاتهم. العمل الوطنى المشترك هو الحاجه الوحيده اللى بتوصل للحريه و التقدم. العلمانيه دى هى اللى خلت المصريين فى ثورة 1919 يطلعو شعارهم اللى بيقول : الدين لله و الوطن للجميع.
بيقول الكتاب ان الدين ضمير و علاقه بين الانسان و ربه لكن الوطن ملكيه مشتركه و ساحه كل الشعب بيواجه فيها تحديات الحياه و عشان كده الفصل بين النشاط الدينى و النشاط الوطنى مبدأ اساسى فى النظم الديمقراطيه لازم تحترم عشان ماحدش يستغل الدين فى السياسه او العكس.
الدين و الدوله
خلط الدين بالدوله بيفسد الدين و الدوله مع بعض ، و على الاساس ده الدوله الدينيه مش ممكن تكون هى الحل لكن الحل فى العلمانيه بمعنى فصل الدين عن الدوله.
الدوله الدينيه بتفرض على رعاياها عقائد حكامها و بتسخرهم لخدمة الحكام دول ، بعكس الدوله العلمانيه اللى بتضمن لمواطنيها حريتهم و حقهم فى التفكير بنفسهم و لنفسهم و هما اللى بيختارو حكامهم بحريه و بيعالجو مشكلاتهم و بيقفو كلهم متساويين قدام القانون اللى ما بيميزش بين الستات و الرجاله ، الاغنيا و الفقرا ، البيض و السود ، مسلمين و مسيحيين او اى ديانه او مذهب تانى.
بيعتبر الكتاب ان وظيفة الدوله ماهياش ضمان الجنه للمواطن لكن وظيفتها ضمان انه يدخل المدرسه عشان يتعلم ، و المستشفى عشان يتعالج ، و سوق عمل عشان يشتغل و يعيش ، و فى نفس الوقت بتديله حق حرية التفكير و بتسيبه يفكر زى ماهو عايز و يعبر عن ارائه بحريه و يمارس طقوس دينه او فلسفته براحته. فى الدوله العلمانيه حرية الاعتقاد مكفوله. العلمانيه ما بتعاديش الدين زى ما الجهال بيفتكرو و بيرجو.
العلمانيه ضد محاكم تفتيش العصر الحديث اللى بتطارد الكتاب و الفنانين ، و ضد المدابح اللى بتحصل ضد ناس دينهم مختلف ، و لما تسود العلمانيه مجلس الدوله فى بلد زى مصر مش حا يقف ضد مسواة الستات و الرجاله و تعيين الست قاضى ، و الشاب المصرى مش حا يقول فى استفتاء ان الراجل يملك حق ضرب مراته. ده لإن العلمانيه ضد الطغيان اللى بيسود فى المجتمعات المقهوره اللى فيها القوى بيستبد بالأضعف منه و بيبقى مزاج عام.
الدوله و الدين و حرية الانسان
الكتاب بيقول ان الدوله حاجه اساسيه فى حياة البشر لإن الانسان بيعيش فى مجتمع و المجتمع ما بيقومش ع الفوضى لكن على النظام و القانون. الدين من ناحيه تانيه بيلبى حاجات الانسان الروحيه و بيرد له على اسئله عن حاجات غيبيه مفيش غير الدين ممكن يرد عليها. لكن الانسان بيحتاج كمان الحريه و بيحرص عليها لإن الحريه شرط جوهرى لتحقيق انسانية الانسان.
الانسان حيوان عاقل قادر على انه يفكر بنفسه و لنفسه و يختار لنفسه ، بيحتاج للدوله بشرط ان ما يكونش فيه طغيان. الدوله سلطه لكن السلطه دى لازم تعبر عن مصالح الجماعه و تكون مسنوده على اختيارهم و ارادتهم. و الانسان بيحتاج للدين بشرط مايكونش فيه قهر و املا و وساوس و اعمل كده و سوى كده. فالدين هو كمان سلطه لكن السلطه دى ماينبغيش انها تتعدى حدود الاحتياجات الروحيه ، فراجل الدين يقدر يعلم و يفتى و يعظ و ينصح لكن مش من حقه انه يتسلط و يحكم ، او يمنع و يصادر ، او ينفرد بالرؤى و التفسير او يدعى انه الناطق الوحيد بإسم الرب.
السلطه السياسيه بتعبر عن مصالح الجماعه و بتتسند على ارادتها عن طريق الديموقراطيه اللى معناها بإختصار ان الناس بيحكمو نفسهم بنفسهم و ان الامه هى مصدر كل السلطات.
الفصل بين الدوله و الدين ماكانش موجود دايم فى المجتمعات الانسانيه ، بالذات فى العصور القديمه لما كانت المعرفه الانسانيه محدوده و بتختلط فيها الفلسفه بالعلم ، و العلم بالسحر و الواقع بالخيال.
حصل ساعات ان الدين ظهر فى مجتمع مابيعرفش الدوله فبقى الدين هو السلطه و هو القانون ، لكن فى المجتمعات اللى عرفت الدوله كانت السلطه و الثروه احتكار فى ايد النخبه اللى كانت بتملك كل حاجه و كانت فى ايدها كل السلطات فكان الحاكم هو الكاهن الاكبر و هو المشرع و هو قائد العسكر و هو قاضى القضاه.
محاصره فى عصور الظلام
فى فترة العصور الوسطى اللى بقى للدين فيها سلطته المتميزه عن سلطة الدوله فضلت العلاقات قايمه بين السلطتين و كل طرف فيهم كان بيستخدم التانى. فالحاكم الطاغيه كان بيستخدم رجال الدين عشان يفرض سلطاته و يبرر طغيانه و هو مسنود ع الدين ، و رجال الدين كانو بيستخدمو الحاكم فى تحويل الدين لطغيان سافر و تجاره رابحه. ده كان منظر الدول اللى هيمن فيها رجال الدين على الامرا و الملوك زى ما كان الحال فى اوروبا فى العصور الوسطى ، و منظر الدول اللى جمع فيها الحكام بين السلطتين و استخدمو رجال الدين زى ما عمل حكام المسلمين من وقت قيام الدوله الامويه فى نص القرن سبعه الميلادى لغاية ما وقعت سلطنة الترك العثمانليه بعد الحرب العالميه الاولى.
فإذا كانت المجتمعات البشريه خلطت مابين الدين و السياسه فى العصور القديمه فالمجتمعات الحديثه بما فيها مجتمعات المسلمين فى بلاد زى تركيا و اندونيسيا و السنغال فصلت ما بين الدوله و الدين. اللى بيقولو ان الفصل بين الدين و الدوله بيقتصر على المجتمعات الاوروبيه و الغربيه عايزين فى الحقيقه ان الديموقراطيه تكون مقصوره ع الغربيين بس ، و يكون العلم و التقدم ملك الغرب بس ، و تكون العصور الحديثه كلها خاصه بالغربيين بس ، لكن بالنسبه للمسلمين فمش مسموح لهم انهم يشاركو ولازم مكانتهم تبقى محصوره فى حدود عصور الظلام.
مصادر
- ↑ [https://web.archive.org/web/20100322193843/http://www.ahram.org.eg/108/2010/03/17/10/11721.aspx Archived 2010-03-22 at the Wayback Machine جرنال الاهرام العلمانية هيا الحل ـ2 ـ ى بقلم: احمد عبد المعطى حجازى
- احمد عبد المعطى حجازى ، العلمانية هى الحل! ، الاهرام، العدد 45019 ، 10 مارس 2010
- احمد عبد المعطى حجازى، العلمانية هى الحل ـ2 ـ ، الاهرام، العدد 45026 ، 17 مارس 2010