روضة المدارس المصريه (مجله)

مجلة روضة المدارس المصرية أو صحيفة روضة المدارس (كما سماها القائمون عليها) هيا مجلة ثقافية مصرية نصف شهرية صدر عددها الأول فى 18 أبريل، 1870م، هيا بذلك تعد أقدم مجلات العالم العربي الثقافية العامة.

روضة المدارس المصريه (مجله)

روضة المدارس المصريه (مجله)
البلد	مصر
اللغه	العربية

كان يطبع من المجلة 350 نسخة تحت نظارة بك الطهطاوي ناظر قلم الترجمة بديوان المدارس، يباشر تحريرها رئيس التحرير علي فهمي بك مدرس الإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن، طبعت بمطبعة جرنال وادي النيل. تحدد افتتاحية المجلة أهداف صدورها:

(وإن جل مرغوب ديوان المدارس المصرية اعتماداً مساعدة العناية الخديوية تعميم العلوم وتتميم المعارف وانتشار الفنون وإكثار اللطائف ومداولتها بين كل أبناء الوطن وتسويتهم فى الورود على مستعذب ده المشروع الحسن، وإبراز الوسائل المعنية على جلب قطافها دون مشقة كبيرة، وإحراز الوسائط المسهلة لجذب أطرافها)

توجه المجلة إلى أطفال تلاميذ المدارس، وهناك كتابات فى الجغرافيا والتاريخ وخطابات التهنئة إلى سيادة مليك العصر إلى المعالي خديو مصر كمان أرفقت المجلة الملاحق فى أواخر أعدادها، فكانت تنشر كتاباً مؤلفاً أو مترجماً، كمان ساهمت فى ترجمة بعض الأفكار العالمية.

وقع المجلد الأول فى 422 صفحة وصدر العدد الأخير منها سنة 1892م، ومن أهم ما نشر بيها مقالات تادرس فى التاريخ، ومقالات علي فهمي، وميخائيل عبد السيد، ومقالات محمد توفيق، ومحمد علي الببلاوي فى إعجاز القرآن، وغيرها...

أخرج المجلة ونسقها: علي فهمي بك، خلت المجلة من الصور واعتمدت على المقالات التحريرية. واهتمت بالنقد والدراسات الأدبية، وقد كتب عبد العزيز الدسوقي فى مقدمة الطبعة الكاملة اللى صدرت عن دار الكتب أن من أهم الآثار المباشرة للروضة إثراء اللغة العربية بمجموعة من مصطلحات العلوم والفنين نتيجة الترجمة والتعريب، ونقل منجزات الحضارة الحديثة إلى اللغة العربية.

الكُتَّاب

• علي باشا مبارك
• السيد صالح مجدي بك
• إسماعيل صبري
• الشيخ سليم

الأبواب

• المقالات الأدبية
• الألغاز

تأسيس المجلة

صدر العدد الأول من مجلة روضة المدارس فى 15 من محرم 1287 هـ، الموافق 7 أبريل 1870 م، عن ديوان عموم المدارس (وزارة المعارف) بأمر مديرها العام على باشا مبارك، واحد من اعلام النهضة العلمية فى مصر فى القرن التاسع عشر، واستعملت المجلة التقويمين الهجري والقبطي، فكان عددها الأول فى 9 برموده (الشهر القبطي الثامن) سنة 1586 قبطية، اختار على باشا مبارك لرئاسة تحرير المجلة رفاعه الطهطاوى ناظر قلم الترجمة بديوان المدارس، وعُين بوظيفة مباشر تحرير المجلة علي فهمي باشا ابن الطهطاوي، وكان يشغل منصب وكيل وزارة المعارف.

أهداف المجلة وسياستها

افتتاحية العدد الأول من المجلة بقلم رفاعه الطهطاوى

كتب الطهطاوي افتتاحية العدد الأول بعبارة مسجوعة، مبينًا فيها أن أهداف المجلة ورسالتها تتلخص فى تعميم العلوم وتتميم المعارف ونشر الفنون، ب تكون الفوائد المتنوعة والمسائل أقرب تناولًا للمطلع معروضة بعبارات سهلة مش متكلفة وخاصة بين أبناء المدارس، لتتسع دايرة معقولهم ومنقولهم، بعدين ذكر صراحةً ابتعاد المجلة عن الأمور السياسية والإدارية، وما شاكلها من الأفعال الرئاسية على حد تعبيره.

وصف المجلة

كانت صفحات هذه المجلة من القطع المتوسط، وكان عدد صفحاتها يتراوح بين 16 و24 صفحة، وجُعل شعارها بيتان شعريان تصدرا صفحة العنوان من العدد الأول لحد الأخير:

تعلّم العلمَ واقرأ		تحُز فَخارَ النبوّة
فاللهُ قالَ ليحيى		خُذِ الكتابَ بقوّة

محتويات المجلة

كتب فى المجلة عدد من أهل العلم المعروفين آنذاك، فى مجالات التاريخ والقصص والأدب شعره ونثره وخطبه ورواياته والاجتماع والجغرافية وعلم الكلام والتربية والصحة والرياضيات والأحياء والكيمياء والزراعة وغيرها، كمان كتب بعض الأجانب مقالات ترجمها مدرسو اللغة الإنجليزية والفرنسية، كمان لُخصت دروس كثيرة كانت تلقى بدار العلوم، كمان كثر فى المجلة شعر المدح اللى قيل فى تهنئة الخديوي وأنجاله بالمناسبات المختلفة.

كما دأبت المجلة من عددها الأول على نشر كتب أُلفت لها، وكانت تنشرها فى فصول متتابعة على أعداد متفرقة، ككتاب "آثار الأفكار ومنثور الأزهار" لعبد الله فكرى، وكتاب "الصحة التامة والمنحة العامة" لمحمد بدر، و"مطالع البدور فى تطبيق الكسور" لعبد الحميد ثابت، وغيرها.

وتخفيفًا لثقل المادة العلمية فى المجلة، كُلف عثمان مدوخ بكتابة باب مخصص للغرائب والنوادر والألغاز والمضحكات.

لغة المجلة

كانت مقالات المجلة تُكتب بلغة عربية سليمة فصيحة، ولم تخرج المجلة عن هذه القاعدة إلا فى رواية تمثيلية واحدة كانت بعنوان "الفخ المنصوب للحكيم المغصوب"، ألفها بالعامية محمد عثمان.

كُتّاب المجلة

كان من أبرز كُتاب المجلة:

• رفاعه الطهطاوى
• على باشا مبارك
• عبد الله فكرى باشا
• المسيو هنري بروكش، مدير مدرسة اللسان المصري القديم
• اسماعيل باشا الفلكى
• محمد قدرى باشا
• أحمد ندا
• علي فهمي باشا (مباشر التحرير)
• صالح مجدي (وكيل المدارس)
• الشيخ حسونة النواوى (شيخ الأزهر)
• تادرس وهبي
• محمد دياب
• محمد حافظ
• منصور أحمد (أستاذ الكيمياء والطبيعيات بمدرسة المهندسخانة)
• حسين المرصفى (مدرس علوم الأدب فى دار العلوم)

كمان شارك بالكتابة فى المجلة مدرسون بارزون وطلبة متفوقون، كان منهم اسماعيل صبرى، اللى نشرت له المجلة فى عدد (سنة 1870) قصيدة بعنوان "تهنئة بالعيد الاكبر لحضرة الخديوي الأعظم أدام الله علاه بقلم إسماعيل صبري أفندي"، وأتبعها بقصائد تانيه فى أعداد لاحقة.

توزيع المجلة

كانت المجلة تطبع 350 نسخة من كل عدد، زيدت إلى 700 نسخة فيما بعد، ولحرص الديوان على نشرها وتعميم فوائدها فقد أخذ يرسل أعدادها إلى المدارس يحث المدرسين على شرائها، بعدين صدر تعميم يلزم كل موظفي الديوان والمكاتب الأهلية المقتدرين بشرائها، كمان كانت ترسل أعداد منها لأعيان البلاد ليتولوا توزيعها بمعرفتهم، وقد ساعد الخديوى اسماعيل بنفسه على انتشارها ودعمها.

وقد لقيت المجلة إقبالًا شديدًا من الطلاب على قراءتها والكتابة فيها، مما حمل الديوان على إصدار أمره "ألا ينشغلوا بموادها وقت الدروس، ولا يشتغلوا بالكتابة فيها إلا خارج المدرسة".

توقفها عن الصدور

ظل رفاعة الطهطاوي رئيسًا لتحرير المجلة إلى العدد السادس من السنة الرابعة (مايو 1873 م)، بعدين توفي فانتقلت رئاسة التحرير إلى ابنه علي فهمي، اللى ظل رئيسًا لتحريرها لحد توقفت عن الصدور، وكان ذلك بعد صدور عدد 15 (25 أغسطس 1877 م)، بعد ما عمرت 8 سنين .

العيد المئوي للصحافة المدرسية

في سنة 1970 ـ وبمناسبة مرور مائة سنة على ظهور مجلة "روضة المدارس" ـ احتفلت وزارة التربية والتعليم بالعيد المئوي للصحافة المدرسية، وكان ذلك بناء على اقتراح من الكاتب الصحفي حافظ محمود.