العلم: هو معرفة الشيء على ماهو به إمّا بالتجربة والتكرار: كما في العلوم الخلقية كحراك النار وري الماء ونزول المطر بوجود السحاب ونحو ذلك، وإمّا بالخبر الصادق: الذي مصدره الحس كخبر الفراعنة واليونان والرومان والحروب التترية وأيام العرب في الجاهلية وبعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وأمّا بالعقل: كمعرفة واجب الوجود الذي تعلق الوحد كله بقدرته وإرادته وحكمته ومعرفة مستحيل الوجود ومعرفة ممكن الوجود وعدمه ومعرفة ربط السبب بمُسبباته وانّ النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان بنفس الزمان والمكان فلابد من وجود أحدهما وانتفاء الآخر الحرارة والبرودة والوجود والعدم فلا يمكن ان يكون زيدٌ موجود وغائب بنفس الوقت والمكان... ولهذا يُقال في تعريف العلم: هو حكم الذهن الجازم المطابق للواقع فإن تخلف عن الواقع سُمي جهلًا أو وهماً لو خطأً. والعلم لايمكن ان يتناقض مع الوحي بشرط صحة الخبر عن الله ورسوله وصحة الإستدلال بمعناه على الواقع وصحة التصور للواقع على ماهو به فلو وقع سوء الفهم في التصور لدلالة نصوص الوحي أو صورة الواقع عندها يقع الخطأ وذلك راجع لعدة عوارض ذاتية إو خارجية وقد تقع جهلاً أو ظلماً أو وهماً والله الموفق.