معركة ارسوف (1191)
معركة ارسوف (1191)، معركه عسكريه قامت وقت الحمله الصليبيه التالته بين صلاح الدين الايوبى و ريتشارد قلب الأسد. انهزم فيها صلاح الدين الايوبى اللى لولا صلابته كان اتنكب نكبه كبيره.
معركة ارسوف | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من الحمله الصليبيه التالته | |||||
|
|||||
تعديل |
يوم 22 اغسطس 1191، طلع ريتشارد قلب الأسد بجيش من عكا و و مشى على جهة عسقلان ، و قوات صلاح الدين و راهم بترميهم بالنبال و بتهجم عليهم بالسيوف. و امر صلاح الدين بقتل أى صليبى يتإسر كإنتقام لمدبحة عكا. و دخل الصليبيين حيفا و قعدوا فيها ، وقعد صلاح الدين فى القيمون لغاية ما عرف ان الصليبيين طلعوا من حيفا بفرسانهم و محاربينهم و ماشين بحذا الساحل و شوانيهم فى البحر بتحاذيهم ، فراح وراهم ، وحصلت شوية معارك صغيره. و لما وصل صلاح الدين قريه اسمها دير الراهب جنب أرسوف ، بعت ريتشارد يطلب مقابلة الملك العادل ، فلما راح له قاله اللى معناه : " احنا حاربنا بعض مده طويله ، و احنا جينا هنا عشان ننصر صحاب الساحل ، فلو اتصالحتوا انتوا معاهم يبقى خلاص مفيش عداوه بينا ". فلما سأله العادل يتصالحوا على أى اساس ، رد عليه ريتشارد اللى معناه : " على اساس انكوا تسلموا اهل الساحل المدن اللى أخدتوها منهم " ، فانتهت المقابله على كده و مشى العادل غضبان .[1]
يوم 30 اغسطس بقى جيش صلاح الدين جنب جيش ريتشارد جداً و حصلت شوية معارك كر و فر ، و اتعرض الفرانسويه لهجمات جامده كانت حا تقضى عليهم لانهم كانو فى مؤخرة الجيش الصليبى. و بدعها بكام يوم إختار صلاح الدين ارض المعركه فى شمال أرسوف فى منطقه مفتوحه تسمح بمناورات الفرسان. يوم 7 سبتمبر اصطف الصليبيين اللى كان من ضمنهم قوات هنرى اوف شامبين ، و قوات الملك جاى ، و فرسان المعبد ، و الاسبتاريه ، و الفلامنكيين و غيرهم .[2]
بدأ عساكر صلاح الدين الهجوم قبل الضهريه بموجات ورا موجات ، و قدروا يفركشوا خط الصليبيين القدمانى ، بس ما قدروش يضغطوا بما فيه الكفايه ، و بعدين ظهر الفرسان و هاجموا الاسباتريه و الفلامنكيين. كل ده و ريتشارد لسه ما إداش امر بالهجوم ، وده خلا قائد الاسباتريه يبعتله و يطلب منه يدى امر بالهجوم ، لان فرسانه تحت ضغط جامد ، بس ريتشارد فضل مستنى لغاية ما جزء من القوات ابتدا يهجم من غير امر منه ، و اضطر ريتشارد يهاجم و ضغط بقوه على جيش صلاح الدين اللى ابتدى يتفركش و يهرب ، لكن صلاح الدين اتماسك و جمعه ، و امر بحماية معسكره و عمل هجمه جديده على الصليبيين ، لكن فشل فى التحكم فى المعركه ، و على المسا كان جيش الصليبيين كسبان. انهزم جيش صلاح الدين و لولا حماسة صلاح الدين الشخصيه و صلابته كان جيشه اتنكب بنكبة كبرى . مع كده ، نصر الصليبيين ما كانش حاسم ، ومن الجيشين ما اتقتلشى عساكر كتيره او امرا مهمين. صلاح الدين كان عايز يدخل معركه جديده ، لكن ريتشارد ما رضيش ، لانه كان عارف انه مش بالقوه اللى تسمح له بدخول معارك متتابعه ، فأكتفى بنصره المعنوى فى أرسوف. و دى كانت اول معركه مفتوحه بين جيش صلاح الدين و الصليبيين بعد معركة حطين .[3][4] فرق شاسع بين معركة أرسوف دى و معركة أرسوف بتاعة القائد المحنك الظاهر بيبرس اللى اباد فيها الصليبيين سنة 1265.
انتصار الصليبيين فى أرسوف اللى حصل بعد ما خدوا عكا خلاهم يحسوا بنشوه و يقتنعوا بإمكانية أخد القدس. ده بعكس صلاح الدين اللى خسر عكا و ما قدرش يعمل حاجه تنقذها و شاف سكانها بيدبحوا قدامه بسبب غلطاته ، و بعدين اتلقى صفعه فى أرسوف خلته يحس بمراره و إهانه. طاقة صلاح الدين ابتدت تتبخر مع كبر سنه ، و فقدانه القدره على السيطره على قواته و قواده اللى كتير منهم كانو بيعتبروه حاجه ظهرت على مسرح الأحداث فجأه من ولا حاجه. صلاح الدين كانت صحته وحشه وعيان بالملاريا ، و كان واضح ان نجمه ابتدى يإفل. أهم حاجه لصلاح الدين فى الفتره دى كانت انه ما يخسرش القدس اللى أخدها بيعتبر اكبر إنتصاراته .[5]
صلاح الدين راح بجيشه على الرمله و استنى هناك عشان يشوف ريتشارد ناوى على إيه. الصليبيين راحوا على يافا و حصنوها ، و ابتدا ريتشارد يجهز للوصول للقدس. و هنا ، بيقول المؤرخين إن ريتشارد هو كمان عمل غلطه انه استنى مده فى يافا ، فلو كان طلع من أرسوف على القدس طوالى كان ممكن ياخدها ، لكن ريتشارد كان عارف ان صلاح الدين انهزم بس ، لكن جيشه لسه موجود ، و لو راح على القدس طوالى كان جيش صلاح الدين قدر يعزله عن الساحل ، و بالتالى عن الامدادات من البحر ، فكان لازم يعمل قاعده قويه فى يافا قبل مايغامر و يتوغل فى البر. لكن تأخيره فى يافا إدى فرصه لصلاح الدين إنه يعمل تحصينات و دفاعات متينه حوالين القدس .[6]
صلاح الدين ، من ناحيه تانيه ، خاف ان ريتشارد يروح عسقلان و يبنى قاعده تانيه هناك ، فيقطع الطريق بينه و بين مصر مصدر قوته و عسكر جيشه و ترسانته ، فسبقه على هناك و دمرها و خلاها مش صالحه للإستعمال كقاعده عسكريه. ريتشارد ابتدا يواجه مصاعب ، عساكر من الجيش الصليبى ابتدوا يتسللوا و يهربوا على عكا، و فوق كده ابتدا يقلق من كونراد فى صور ، و من رجوع فيليب لفرنسا ، و من أخبار التمردات اللى بتحصل فى قبرص. عشان يخلص من قبرص باعها لفرسان المعبد ، و ابتدا يجهز للتفاوض مع صلاح الدين .[7]
فهرست وملحوظات
المصادر والمراجع
- ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (6 اجزاء), تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
- ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر ( 9 اجزاء)، مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألماني للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
- ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- ابن كثير : البداية و النهاية (14 جزء)، دار صادر، بيروت 2005
- ابن واصل مفرج القلوب فى أخبار بني أيوب (4 اجزاء)، دار الفكر العربي، القاهرة.
- جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية (جزئين)، دار المعارف، القاهرة 1966.
- القلقشندى : صبح الأعشى|صبح الأعشى فى صناعة الإنشا (15 جزء)، دار الفكر، بيروت.
- المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ( 8 اجزاء) ، دار الكتب، القاهرة 1996.
- Amin Maalouf, The Crusades Through Arab Eyes, Schocken books Inc, new York 1984
- (ستيفين رونسيمان) Runciman, Steven, A history of the Crusades (3 parts). Penguin Books, 1987
- ( ارنولد توينبى) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press 1976