في 21 مارس 1807 م، تصدى أهالي رشيد بقيادة محافظها على بك السلانكى للحمله الإنجليزيه بقيادة الجنرال فريزر، بعد سنتين من تولي محمد على باشا حكم مصر. وكان الإنجليز قد انتهزوا الصراع بين الوالي محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية، فاتفقوا مع محمد بك الالفى زعيم المماليك على أن يؤيد الحمله البريطانيه، في مقابل أن تكفل إنجلترا للمماليك الاستيلاء على مقاليد البلاد. إلا أن الألفي مات قبل وصول هذه الحملة إلى مصر.

معركة رشيد
القائد فريزر

كانت الخطه أن يزحف المماليك إلى القاهره ليحتلوها، والإنجليز يحتلون بأسطولهم موانئ مصر، وبعدها يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهره لإسقاط حكم محمد علي، على أن يعاونهم المماليك عملاؤهم في مصر ولا سيما جبهة الألفي بك. كان الجنرال فريزر في الإسكندرية، قد تلقي تقرير من قنصل انجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات مما جعله يزحف برا إلى رشيد لاحتلالها، واتخاذها قاعده حربيه لقواته، وكلف القائد «ويكوب» بهذه المهمة العسكرية.

تحرك ويكوب في 1600 جندى من الإسكندرية إلى رشيد. عزم محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي وقواته الـ 700 جندى، على مقاومة عساكر الإنجليز، واستنفر الشيخ حسن كريت الأهالي للمقاومة الشعبيه، فأمر بإبعاد المراكب المصريه من أمام شاطئ النيل برشيد إلى البر الشرقي المقابل عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس، لمنع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينه، حتى لا يجد رجال حاميته وسيلة للارتداد أو الاستسلام أو الانسحاب، كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل. أصبحت الحامية بين الأهالي متوارية بالمنازل داخل مدينة رشيد، لا مناص أمامهم إلا القتال والمقاومة، وأمرهم بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها، فتقدم الإنجليز ولم يجدوا أي مقاومه، فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم كما فعلت حامية الإسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الإسكندرية إلى رشيد، وانتشروا في شوارع المدينه والأسواق للعثور على أماكن يلجئون إليها ويستريحون فيها. وما كادوا يستريحون، حتى انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة مسجد سيدى زغلول مرددًا: الله أكبر، حي على الجهاد. فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل وأسطحها، فقتل جنود وضباط من الحملة، وهرب من بقي حيًا.

بلغ خسائر الإنجليز 185 قتيلاً و 282 جريحًا و 120 أسير لدي حامية رشيد، وأتي محمد علي بقواته بعدما انسحب الإنجليز للإسكندرية، وفاوض محمد علي الجنرال فريزر على الانسحاب من مصر اللى غادرها مع قواته، وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر، وأصبح يوم 19 سبتمبر عيد قومي لمحافظة البحيرة.