حادثة دنشواى
فى 13 يونيه سنة 1906م فى عهد الخديوى عباس حلمى التانى ، وقت ما كان اللورد كرومر مندوب الانجليز السامى على مصر ، راحت جماعه من الظباط الانجليز المحتلين مصر وقتها من سنة 1906 برحلة صيد حمام بقرية دنشواى فى المنوفيه بدعوه من عبد المجيد بك سلطان الذى كان من اعيان القريه، لكن و هم يصطادون ولعت النار فى جرن تبن لأحد الفلاحين بسبب البارود المولع ، فلما رأى الفلاحين المنظر هاجوا و هجموا على الظباط الانجليز فضرب واحد من الظباط خرطوشه من بندقيته جت فى ست من القريه فوقعت ع الارض قتيلة ، فهجم رجال القريه على الانجليز فى دى الامدح جه خفر القرية لانقاذ الانجليز فى الوقت نفسه توقع الظباط الانجليز العكس فاطلق احدهم الرصاص على شيخ الخفر فقتله. و الظباط بيهربوا واحد منهم جت له ضربة شمس فمات و اتهم الانجليز الفلاحين بقتله.
| ||||
---|---|---|---|---|
المكان | دنشواى | |||
تعديل |
حسب قانون الأحكام العرفيه اللى طبقوها الانجليز فى مصر سنة 1895م لحماية عساكر الاحتلال البريطانى ، و بناء على قرار قدمه محمد شكرى باشا مدير المنوفيه ، اتشكلت محاكمه خاصه يوم الحد 23 نوفمبر 1906م ، قضاتها كانو بطرس باشا غالى بوصفه ناظر الحقانيه بالنيابه ، و فتحى بك زغلول رئيس المحكمه الاهليه و اللى كان اخو سعد زغلول ، و الانجليز هيتر المستشار القضائى بالنيابه و بوند نايب رئيس المحاكم و الكولونيل لدلو القاضى العسكرى ممثل جيش الاحتلال البريطانى. سلطة الاتهام عن الانجليز كان بيمثلها ابراهيم بك الهلباوى.
صدر حكم مبالغ فيه ومتعسف بإعدام اربعه من اهالى دنشواى هما حسن محفوظ ، و يوسف سليم، و السيد عيسى سالم، و محمد درويش زهران ، و اتحكم على 12 فلاح بالاشغال الشاقه لمدد مختلفه و بجلد كل واحد فيهم خمسين جلده ، و ده كان بتهمة قتل الظابط الانجليزى اللى مات من ضربة شمس. و اتنفذت الاحكام فى قرية دنشواى نفسها قدام الفلاحين و اهل الضحايا و شاف الاطفال ابهاتهم بيتشنقو و بيتجلدو. و كتب جورنال المقطم اللى كان مقرب من الانجليز إن المشانق اتبعتت دنشواى قبل ما تخلص المحاكمه.
استقبل المصريين خبر المحاكمه و العقوبات الظالمه بقرف جامد عبر عنه المفكر سلامه موسى بقوله انه لما سمع الخبر و هو فى اسكندريه بياكل فى مطعم : " فلما قرأت الحكم عمنى جمود يشبه الغثيان فلم استطع الأكل جملة ايام. و دارت فى رأسى خواطر جنائيه عن هؤلاء المعتدين على بلادنا و اهلنا " ، و ضاف : " و لسه دنشواى عندى من الذكريات النفسيه الأليمه " سلامه موسى .
عم مصر التوتر و ندد مصطفى كامل بالمدبحه الاستعماريه و سافر انجلترا و ندد هناك بمدبحة كرومر ضد الفلاحين المصريين و طاف فى عواصم اوروبا لعرض قضية استقلال مصر و نشر فى الجرانيل الفرنساويه مقالات بتندد بإحتلال الانجليز لمصر. مفكرين و كتاب كبار فى اوروبا و بريطانيا نددو بمدبحة دنشواى و كان منهم جورج برنارد شو ، و اضطرت الحكومه البريطانيه عزل مندوبها السامى فى مصر اللورد كرومر.
المصادر
تعديل- سلامه موسى، تربية سلامه موسى، دار الجيل، القاهرة 1947
- المصرى اليوم ، مؤسسة المصرى اليوم للصحافة و النشر ، عدد 2080 ، 22 فبراير 2010.