فلافيوس ديوسقورس
فلافيوس ديوسقورس (lang-el|Φλαύϊος Διόσκορος Flauios Dioskoros) عاش فى القرن السادس الميلادى فى قرية افروديتو، بمصر. وبكده اتسمى ديوسقورس الأفروديتي.[1] ورغم انه مصري، إلا أنه كتب الشعر باليونانية، لغة العصر البيزنطى.[2] أشعاره من أقدم ما وصلنا من أشعار مكتوبة بيد شاعر معروف.[3] اكتشفت برديات مخطوطاته المحتوية على تغييراته وتعديلاته لشعره فى 1905,[4] هيا دلوقتى موجودة فى المتاحف والمكتبات حول العالم.[5] ديوسقورس كان بيشتغل بالعمل القانوني, والوثائق والمسودات القانونية المرتبطة به وبعيلته وسكان أفروديتو وغيرهم اكتشفت مع المخطوطات المحتوية على شعره.[6] كمدير لقرية أفروديتو، قام بكتابة التماسات وعرائض نيابة عن السكان، اللى تعتبر فريدة من نوعها لأسلوب كتابتها الشاعرى والديني.[7] ديوسقورس كان مسيحيا (قبطى) وعاش فى مجتمع نشط دينيا.[8] مجموعة البرديات اليونانية و القبطية المرتبطة بديوسقورس و أفروديتو تعتبر من أهم ماعثر عليه فى تاريخ علم البرديات وسلط الضوء على القانون والمجتمع فى مصر البيزنطية.[9]
| ||||
---|---|---|---|---|
(باللغه يونانى قديم: Φλαύϊος Διόσκορος) | ||||
مجهول من لوحات مومياوات الفيوم
| ||||
معلومات شخصيه | ||||
اسم الولاده | ديوسقورس | |||
الميلاد | حوالى 520 بعد الميلاد
| |||
الوفاة | حوالى 585 بعد الميلاد
| |||
الجنسيه | مصري | |||
العرق | قبطى | |||
الحياه العمليه | ||||
الحركة الأدبية | رمزية | |||
المهنه | شاعر، محام، مدير قرية | |||
اللغات المحكيه او المكتوبه | لغه يونانى قديم | |||
اعمال بارزه | ترنيمة للقديس ثيودوسيوس (قصيدة رقم 17) | |||
تعديل مصدري - تعديل |
برديات
تعديلاكتشفت برديات ديوسقورس صدفة فى يوليه 1905 فى قرية كوم اشقاو اللى بنيت فوق أطلال مدينة افروديتو.[10] حيث كان واحد من السكان يقوم بتجديد مسكنه لما سقط حيط وظهرت أسفله هوة، ومن خلال الشق شوهدت لفائف وقطع من البردي، لكن فى وقت إبلاغ هيئة الآثار و لأن وصلت للموقع، كانت معظم البرديات قد اختفت. فى وقت تنقيبات لاحقة، عثر على جرة كبيرة مملوءة بالبرديات جوه منزل من الطراز الروماني. من ما عثر عليه ضمن دى البرديات قطع هامة من الكوميديا الإغريقية قديمة وحديثة من بينها قطع من تأليف الكاتب الكوميدى الشهير ميناندر.[11] عثر كمان على قطع من إلياذة هومر و أعمال أدبية ومرجعية تانيه.[12]
من أهم الاكتشافات ماقام به جوستاف يفبفر حينما عثر على أرشيف من الأوراق الشخصية والتجارية والقانونية والأشعار الأصلية تعود للقرن السادس. وهذه سلمت للعالم الأثرى الناشيء جان ماسبيرو، ابن مدير هيئة الآثار فى مصر، اللى قام بتحرير و نشر الوثائق والأشعار فى الكتير من المقالات العلمية.[13] وفى جزئين من Catalogue général des antiquités égyptiennes du Musée du Caire: Papyrus grecs d’époque byzantine (Cairo 1911, 1913). جان قتل فى معركة عند فوقوا فى اللورين خلال الحرب العالميه الاولى، و أكمل والده جاستون المجلد التالت من برديات ديوسقورس فى عام 1916. برديات تانيه لدويسقورس حصل عليها تجار التحف إما عن طريق الشراء أو الحفر خلسه [14] نشرت فى فلورنسا، لندن، باريس، ستراسبورج، برنستون، آن آربر، الفاتيكان … [15]
أفروديتو
تعديلحاليا هيا قرية كوم اشقاو فى مصر الوسطى، جنوب القاهرة وشمال الأقصر. كانت بالأساس مدينة مصرية، لكن بعد غزو الاسكندر الاكبر لمصر فى سنة 332 قبل الميلاد، سماها الاسم اليونانى "أفروديتوبولس" (“مدينة أفروديت”) وبقت عاصمة لمقاطعتها. لكن قبل القرن السادس فقدت أفروديتوبولس مكانتها كمدينة ، وحلت بدلا منها كعاصمة للمقاطعة مدينة انطيوبوليس.[16] قرية أفروديتو ومدينة أنطيوبوليس كانتا جزء من مقاطعة ادارية اكبر تسمى مقاطعة طيبة، اللى كانت تحت سلطة دوكس معين على ايد الإمبراطور البيزنطي. و كان مركز إدارة الدوكس فى مدينة أنطينوبولس على الشط الشرقى لنهر النيل.[17]
أفروديتو كانت فى وسط بيئة غنية بالشعر والدين. الشاعر نونوس المشهور فى الفتره البيزنطية المبكرة (300-700 بعد الميلاد) جه من بانوبوليس 42 كيلومتر جنوب شرق أفروديتو.[18] شعراء تانيين من مقاطعة طيبة ك "موسيوس جراماتيكوس"، كولوثوس، وكرستودوروس لم يصبحوا بس مشاهير لكن ساهموا كمان فى حركة تثوير شعرية فى تلك الحقبة.[19] و رغم كونهم مصريين، إلا أنهم كتبوا أشعارهم بلهجة هوميروس اليونانية، اللى نظم الإلياذة والأوديسة قبل ألف عام من ظهور دول الشعراء. ولعل السبب فى ذلك يرجع لرغبتهم فى الاستفادة من قاموس و أساليب الشعراء المرموقين الوثنيين القدام وتطويعها لأغراض مسيحية. ديوسقورس أكمل ده النهج وطوره لما نظم مدائحه على النمط الهومري.[20] كان ده المجتمع نشط دينيا أيضا. طبقا للعهد الجديد كانت مصر أول موطن للعيلة المقدسة.[21] طبقا لأدبيات آباء الكنيسة، كانت مصدر مهد الرهبنة المسيحية.[22] فى شمال مصر، وفى الصحراء الغربية، وفى منطقة وادى النطرون توجد أديرة على مساحات كبيرة اجتذبت ليها أتباع مخلصون من الأجزاء الشرقية والغربية من الامبراطورية البيزنطية.[23] وفى جنوب مصر، واحد من أوائل الأديرة المسيحية انشأت فى باخوم على بعد 127 كم جنوب شرق أفروديتو.[24] وعلى بعد أقل من 40 كم جنوب أفروديتو يقع الدير الابيض، اللى أنشأه الراهب شنوده.[25] أبولوس و هو والد ديوسقورس أنشأ ديرا و أقام فيه.[26] وفى الواقع، أفروديتو وماحولها حوت اكتر من ثلاثين كنيسة وما يقارب أربعين ديرا.[27]
حياته
تعديلالسنين المبكرة
تعديللم تصلنا أى سجلات عن فترة ديوسقورس المبكرة. والده أبولوس كان مستثمر وموظف محلي.[28] المتفق عليه بالنسبة لتاريخ ميلاده أنه حوالى 520 ميلادية[29] وبالرغم من عدم وجود دليل على ذلك، إلا أنه من المرجح أن ديوسقورس قد درس بالأسكندرية، حيث واحد من من درسوا له كان الفيلسوف الأفلاطونى الحديث يوحنا النحوى.[30] و رغم أن الإسكندرية ما كانتش من احسن الاماكن لدراسة القانون - بيروت كانت الاحسن - لكن الشباب كانو يسافرون ليها للتدرب على الخطابة كمدخل لدراسة القانون.[31] من ضمن دول الشاعر أجاثياس، من معاصرى ديوسقورس، اللى نشر فى سن مبكرة مجموعة من الأشعار باسم الدورة ولاحقا بقا محور مجموعة من أهم الشعراء فى القسطنطينية.[32]
بعد عودته لأفروديتو، اكتوبر تجوز ديوسقورس، و أنجب، وسار سيرة والده فى العمل: حيث اشترى، و أجر، و أدار عقارات، كما ساعد فى إدارة شئون القرية.[33] أول ظهور مؤرخ له فى البرديات كان عام 543. حيث كلف ديوسقورس حامى مدينة أنطيوبوليس بفحص الضرر اللى سببه راعى وقطيعه لحقل من المزروعات، كان مملوكا لدير أبا سوروس و كان تحت إدارة ديوسقورس.[34]
اشتغل ديوسقورس كمان فى العمل القانوني. فى عام 546/7، بعد وفاة والده أبولوس، كتب دويسقورس إلتماس لالامبراطور جستنيان و للامبراطوره ثيودورا عن نزاعات الضرائب فى أفروديتو.[35] القرية كانت تحت رعاية الإمبراطورة ثيودورا،[36] واخدت حق الجباية الذاتية (autopragia).[37] كان يعنى ده أن القرية تقدر أن تجمع ضرائبها بنفسها وتودعها مباشرة فى خزانة الإمبراطورية. وما كانتش أفروديتو تحت حكم الباجرك القاطن فى أنطيوبوليس، اللى كان يتولى جمع الضرائب من باقى أجزاء المقاطعة.[38] فى ده الالتماس شرح ديوسقورس ووصف للقصر الإمبراطورى انتهاكات الباجرك لوضعهم الضريبى الخاص، ومنها سرقة أموال الضرائب.
لم تأت المراسلات مع القسطنطينية بالمرجو منها، ف سنة 551 (بعد 3 أعوام من وفاة ثيودورا)، سافر ديوسقورس مع مجموعة من سكان أفروديتو لالقسطنطينيه لعرض المشكلة على الإمبراطور مباشرة. ويمكن أقام هناك 3 سنين .[39] كان للشعر نشاط ملحوظ فى تلك المدينة, لم يكون أجاثياس هناك وحسب،لكن بول السلنتيارى و رومانوس المنشد. بخصوص مشاكل أفروديتو الضريبية، استطاع ديوسقورس الحصول على أمر إمبراطوري، 3 نسخ منه بقيت وعثر عليها ضمن أرشيف البرديات.[40] حيث أمر الإمبراطور دوق طيبة أن يحقق فى الأمر، و أن يوقف عدوان الباجرك لو ثبتت التهمة. مافيش دليل على حدوث انتهاكات ضريبية للباجرك من وقتها ولما بعد وفاة جستنيان فى عام 565.
سنة 565/6 غادر ديوسقورس أفروديتو لأنطينوبولس، عاصمة مقاطعة طيبة ومقر إقامة "الدوكس".[41]
ولبث هناك حوالى سبع سنين . السبب بعد ده الانتقال مش واضح. لكن بالتخمين من خلال الوثائق المكتشفة، نستطيع التوصل أن فرصة الاترقا فى منصبه القضائى قد أغرته بالبقاء قرب الدوق وكمان بسبب عنف الباجرك مع أفروديتو وعيلته.[42] الوثائق القانونية من تلك الفترة تظهر أن ديوسقورس كتب الوصية الأخيرة للجراح العام (فوبامون),[43] حكم فى نزاع ملكية عائلي،[44] كتب عقود جواز وطلاق،[45] واستمر فى كتابة شكاوى عن انتهاكات الباجرك. واحده من دى العرائض (P.Cair.Masp. I 67002)، تصف كيف أن مجموعة من سكان أفروديتو فى طريقهم لسوق الماشية السنوى تعرضوا لكمين. وبالنهاية حطو فى الحبس فى أنطيوبوليس، تحت سيطرة الباجرك ميناس، حيث عذبوهم ونهبوهم وسطوا على مواشيهم. بعد كده هاجم ميناس ورجاله قرية أفروديتو نفسها: أوقف الرى، نهب المال، حرق البيوت، وانتهك الراهبات. كل دى الجرائم تحت مسمى تحصيل الضرائب العامة، بالرغم من أن أفروديتو ملتزمة فى دفعها و أن ميناس لا حق له فى جمعها.
مراجع عامة
تعديل- Countryman, L. William. 1997. Review of Channels of Imperishable Fire: The Beginnings of Christian Mystical Poetry and Dioscorus of Aphrodito, by Clement A. Kuehn. In Church History 66 (4): 787–789.
- Parca, Maryline G. 1991. Ptocheia or Odysseus in Disguise at Troy (P. Köln VI 245). Atlanta.
- Maspero, Jean. 1908–10. “Études sur les papyrus d’Aphrodité I.” Bulletin de l’Institut français d’Archéologie Orientale 6 (1908): 75–120. “Études sur les papyrus d’Aphrodité II.” Bulletin de l’Institut français d’Archéologie Orientale 7 (1910): 97–119.
- Keenan, James G. 1984a. “The Aphrodite Papyri and Village Life in Byzantine Egypt.” Bulletin de la Société d’Archéologie Copte 26: 51–63.
- ----- 1988. Review of Dioscorus of Aphrodito, His Work and His World, by Leslie S. B. MacCoull. In Bulletin of the American Society of Papyrologists 25: 173–78.
- Bell, H. I., and W. E. Crum. 1925. “A Greek-Coptic Glossary.” Aegyptus 6: 177–226.
مصادر
تعديل- ↑ Kuehn 1995, p. 1.
- ↑ Kuehn 1995, pp. 1–2.
- ↑ Parca 1991, 3–4.
- ↑ Maspero 1911, pp. 454–456.
- ↑ Keenan 1984a, p. 53.
- ↑ MacCoull 1988, p. 4; Fournet-Magdelaine 2008, pp. 310–343.
- ↑ MacCoull 1988, pp. 16–19 and ff.; Kovelman 1991, pp. 138–148; Kuehn 1995, pp. 2–4.
- ↑ MacCoull 1988, pp. 5–7; Kuehn 1995, pp. 56–58.
- ↑ Bell-Crum 1925, p. 177; Kuehn 1995, p. 47; Ruffini 2008, pp. 150–197.
- ↑ Lefebvre 1907, pp. viii–xi.
- ↑ Lefebvre 1907, 1911; Gomme-Sandbach 1973; Koenen 1978.
- ↑ Jean-Luc Fournet 1999, pp. 9–237; Fournet-Magdelaine 2008, pp. 309–310.
- ↑ Maspero 1908–1910, 1910, 1911, 1912.
- ↑ Gaston Maspero, intro. to P.Cair.Masp. III, p. viii; Keenan 1984a, pp. 52–53, and 2009, p. 66; Gagos-van Minnen 1994, p. 8.
- ↑ ارجع للملاحظة رقم 5 بالأعلى.
- ↑ MacCoull 1988, p. 6; Kuehn 1995, pp. 52–53.
- ↑ Bagnall-Rathbone 2004, pp. 169–172.
- ↑ Alan Cameron 2007; pp. 34–39; Cavero 2008, pp. 15–25.
- ↑ Alan Cameron 1965 passim; MacCoull 1988, pp. 59–61; Cavero 2008, pp. 25–105.
- ↑ MacCoull 1985, p. 9; Fournet 1999, pp. 673–675.
- ↑ Mt 2:13–21.
- ↑ Athanasius, Life of Antony.
- ↑ Bagnall-Rathbone 2004, pp. 107–115.
- ↑ Gascou 1976, pp. 157–184; Rousseau 1985 passim.
- ↑ Emmel 2004 passim.
- ↑ Gascou 1981, pp. 219–230.
- ↑ MacCoull 1988, p. 7.
- ↑ Keenan 1984b passim; Kuehn 1995, pp. 54–58.
- ↑ Maspero 1911, p. 457; MacCoull 1988, p. 9; Kuehn 1995, p. 59.
- ↑ MacCoull 1987 passim.
- ↑ Cribiore 2007, pp. 56–57.
- ↑ Alan and Averil Cameron 1966, pp. 8–10; Averil Cameron 1970 1–11, 140–141.
- ↑ Keenan 1988, p. 173; Kuehn 1995, p. 59.
- ↑ Maspero, P.Cair.Masp. I 67087; Keenan 1985, pp. 245–259.
- ↑ Maspero, P.Cair.Masp. I 67019 v, and P.Cair.Masp. III 67283.
- ↑ Maspero, intro. to P.Cair.Masp. III 67283, pp. 15–17; Bell 1944, p. 31; Keenan 1984a, p. 54.
- ↑ Kuehn 1995, p. 53 note 58.
- ↑ Gascou 1972, pp. 60–72; Liebeschuetz 1973, pp. 38–46, and 1974, pp. 163–168.
- ↑ Salomon 1948, pp. 98 – 108; Fournet 1999, pp. 318 – 321.
- ↑ Maspero, P.Cair.Masp. I 67024 r, v, and 67025.
- ↑ MacCoull 1988, pp. 11–12; Kuehn 1995, p. 66.
- ↑ Kuehn 1995, pp. 68–69.
- ↑ Maspero, P.Cair.Masp. II 67151 and 67152.
- ↑ Bell, P.Lond. V 1708.
- ↑ Kuehn 1993, pp. 103–106, and 1995, p. 70 note 153.