مدبحة القلعه هى مدبحه وحشيه دبرها محمد على باشا فى اول مارس سنة 1811 عشان يتخلص من المماليك المصرليه. لما طلب منه السلطان العثمانى انه يبعت حمله عسكريه على شبه جزيرة العرب عشان يقضى على حركة الوهابيين عزم محمد على زعما المصرليه فى قلعة القاهره لحضور الاحتفال بتقليد ابنه طوسون باشا القياده للجيش الرايح على الحجاز و هو مدبر لهم مدبحه.

مدبحة القلعه
 

البلد
ايالة مصر   تعديل قيمة خاصية البلد (P17) في ويكي بيانات
التاريخ 1 مارس 1811  تعديل قيمة خاصية بتاريخ (P585) في ويكي بيانات
الاحداثيات 30°01′45″N 31°15′41″E / 30.029166666667°N 31.261388888889°E / 30.029166666667; 31.261388888889   تعديل قيمة خاصية الإحداثيات (P625) في ويكي بيانات
خريطة
العساكر الألبان بيقتلو امرا مصر فى مدبحة القلعه.
امين بيك نط بحصانه من القلعه و نجى من المدبحه.
لاظوغلى باشا دبر مدبحة القلعه مع محمد على.
امينه هانم استبشعت مجزرة جوزها محمد على وامتنعت عنه طول حياتها.

محمد على كان راجل امى مابيعرفش لا يقرا و لايكتب و ماكانش بيتكلم بالمصرى لكن كان مكار و امير من امرا الدهاء الكبار و قضى السنين الاولانيه من ولايته فى تقوية مركزه و ازاحة اى حد ممكن يمثل تهديد لسلطته ، و بالغدر و الخيانه وصل لأهدافه فى تثبيت رجليه. اول ضحايا محمد على باشا كان عمر مكرم اللى غدر بيه محمد على مع انه هو اللى لعب دور كبير فى تنصيبه و روج لولايته على مصر. عمر مكرم اللى كان معروف بنصرة العدل و محبوب من سنةة الشعب شاف ان محمد على خرج عن الخط و استأثر بالسلطه و ماوفاش بالعهد و بقى بيعمل مظالم على الناس ، و قال المشايخ بزعامته: " احنا بايعناه على العدل مش على الظلم و الجور ". ففى صيف 1808 جه الفيضان منخفض فعم مصر الغلا و القحط و عانى المصريين فى الظروف دى من الضرايب و المكوس و الأتاوات اللى محمد على كان فارضها عليهم فمالقوش حد يشتكوله غير عمر مكرم و المشايخ و لما اشتكو لمحمد على قالهم يروحو هما و القسسه يصلو صلاة استسقا فى الجوامع و الكنايس و بعد كده فى 1809 راح مزود الضرايب والمكوس و فارض ضرايب جديده على الناس لكن مافرضهاش على المشايخ عشان يكونو فى صفه فهاج المصريين بكل طبقاتهم و بعت عمر مكرم و المشايخ عريضه بتطالب بشيل الظلم عن كاهل الشعب. محمد على اللى ماكانش عايز حد ينافسه و كان عارف ان عمر مكرم ليه شعبيه كبيره و الناس بتحبه قدر بمكره انه يقلب المشايخ على بعض و عن طريق مشايخ منافسين لعمر مكرم لبسه تهم بالكدب و عزله و نفاه على دمياط ، و حزنت الناس على عمر مكرم و عيطت على فراقه. و بعد ما غدر محمد على بعمر مكرم و خلص منه جه دور المماليك المصرليه اللى كان اتصالح مع زعيمهم شاهين بيك.

قبل المدبحه مباشرة علاقة محمد على بالمماليك المصرليه كانت كويسه و ماكانوش بيمثلو تهديد حقيقى ليه بعد ماقنعو بمكاسبهم الاجتماعيه و الماديه وعاشو فى الصعيد و القاهره و نواحى مصر و اعدادهم ماكنتش كبيره لدرجة انهم كانو ممكن يمثلو تهديد فعلى لمحمد على بالمرتزقه بتوعه. بعد وفاة البرديسى و الألفى محمد على اتصالح مع شاهين بيك اللى بقى زعيم المصرليه و اداه ارض فى منطقه مابين الجيزه و بنى سويف و الفيوم فعاش فيها فى سلام بعيد عن المنازعات.

فى فبراير 1811 خرج قواد حملة الحجاز ضد الوهابيين من القاهره و عسكرو فى قبة العزب فى الصحرا و هناك استنو الامر بالتحرك. محمد على حدد يوم الجمعه 1 مارس 1811 يوم لتوديع طوسون باشا و عمل وليمه للإحتفال بخروجه للحجاز على راس الحمله لمحاربة الوهابيين و عزم اعيان البلد اللى كان من ضمهم امرا المماليك المصرليه اللى اتطلب منهم المجى باللبس الرسمى. اتلم الاعيان و الامرا فى القلعه و راح شاهين بيك برجالته و استقبلهم محمد على بترحاب و قدم لهم قهوه و غيرها و قعد يكلمهم و يضحك معاهم ، و لما جه وقت الوليمه امر بخروج موكب و خلى الامرا المصرليه يمشو فى اخره و لما قربو من باب العزب فى حته ضيقه مابين الباب و الحوش العالى امر بقفل أبواب القلعه و امر مرتزقته الألبان ( الارناؤوط ) بمهاجمة الامرا المصرليه فجاءه فلما هجمو عليهم اتذعر الامرا وعرفو ان محمد على وضبلهم مكيده فحاولو يهربو عن طريق تسلق الجدران لكن المشاه اللى كانو وراهم فتحو النار عليهم من بنادقهم فحاول الامرانهم يهربو من طرق و مسالك تانيه لكن كان صعب عليهم بسبب ضيق المكان على الحصنه اللى كانو راكبينها ففيهم نزلو من على الحصنه وجريو على رجليهم و هما شاهرين سيوفهم لكن مرتزقة محمد على الألبان قعدو ينشنو عليهم بالبنادق من الشبابيك ومن فوق الأسطح فحاولو يلجأو للمبانى لكن ماكانش بفايده و اتقتل شاهين بيك قدام ديوان صلاح الدين و قطعو راسه و ودوها لمحمد على. قطع الألبان رووس امرا مصر و سرقو هدومهم و قبضو على الامرا اللى كانو جوه القلعه و مامشيوش فى الموكب و قطعو روسهم. عدد المصرليه اللى اتعزمو على الوليمه كان 400 مانجيش منهم غير اتنين هماأحمد بيك اللى غاب بسبب سفره لبوش و امين بيك اللى وصل القلعه متأخر فلما شاف الموكب ماشى لناحية باب العزب وقف بره الباب عشان يستنى خروج الموكب لكن لما الابواب اتقفلت فجاءه و سمع ضرب الرصاص عرف ان محمد على غدر بالمصرليه فإتدور بحصانه و جرى على الصحرا فى اتجاه الشام. و بيتقال انه نط بحصانه من فوق سور القلعه فى جهة الميدان فإتقتل الحصان ونجى هو و هرب.

بعد المدبحه الرهيبه نادى محمد على فى القاهره ان شاهين بيك زعيم المصرليه اتقتل فحصل اضطراب و ذعر فى نواحى القاهره و خرج العسكر و نهبو بيوت الامرا و سبو ستاتهم و جواريهم و اتبعتهم عامةالناس و نهبو البيوت و الدكاكين فى نواحى القاهره. واتنادى فى القاهره بتسليم اى مصرلى يتلاقى لكخيا بك فبقى يتقبض عليهم ويتسلمو ليه و هو يقتلهم. اللى كانو عارفين بالمدبحه الاجراميه كان نايبه الكتخدا محمد لاظوغلى باشا ، و حسن باشا قومندان الفرقه الألبانيه ، و صالح قوش قومندان المرتزقه الأرناؤوط الالبان اللى نفذو المدبحه ، و ابراهيم أغا الحارس المسئول عن فتح و قفل باب العزب اللى كلمة السر بتاعته لقفل الباب كانت رصاصه يطلقها صلاح قوش فى الهوا ، لكن لا مرات محمد على " أمينه نوصرتلى " ولا ولاده طوسون و ابراهيم كانو عارفين بالمؤامره اللى دبرها مع لاظوغلى باشا. محمد على اتخلص من جثث الامرا المقتولين بحفر حفره كبيره رماهم فيها و ردمها. مراته أمينه نوصرتلى جاتلها صدمه من المدبحه اللى عملها جوزها و امتنعت عنه من يوميها لحد يوم مماتها. محمد على نفسه ماكانش بيجيب سيرة مدبحته لكن رغم كده و رغم استبشاع و اشمئزاز مراته نفسها منها كتاب مصر فى فترة حكم أولاده و احفاده اتكفلو بتلميع المدبحه وصاحبها و تبريرها بدوافع مفهومه لكن مشى على خطاهم لأسباب مش مفهومه كتير من كتبة مابعد العصر الملكى. لكن مؤرخ كبير زى عبد الرحمن الرافعى لخص رأيه فى مدبحة القلعه بقوله : " مذبحة القلعة كانت نقطة سيئه فى تاريخ محمد على ".

تانى يوم بعد المدبحه نزل محمد على من القلعه و معاه ابنه طوسون و لفو فى القاهره و قعدو يهدو الناس و امر محمد على بوقف عمليات النهب والسلب بعد ماشاف ان القاهره حاتتخرب ، لكن استمر فى تحريضه ضد المصرليه و طلب من الناس انهم يقبضو على اى مصرالى يلاقوه فى اى حته فى مصر ، و فوض محمد اغا كتخدا اللى كان عارف انه بيكره المصرليه بمهمة قتلهم فى نواحى مصر فمااترحمش حد ولا لحد الفقرا و العواجيز اللى مالهمش فى حاجه ، فبقو يتقتلو فى نواحى مصر و رووسهم تتبعت من قبلى و بحرى على القاهره و تتعلق على باب زويله و باب القلعه. محمد على وزع بيوت المصرليه اللى اتقتلو و ستتاهم على خواصه و قرايبه و ادا بيت شاهين بيك لقريبه حسين اغا.

بمدبحة القلعه و تخلصه من الامرا المصرليه و من قبلهم من عمر مكرم و الزعامات الشعبيه خلى الجو لمحمد على و بقى مسيطر بالكامل على مصر من غير مايخاف من تهديدات من حد. بالنسبة لعامة المصريين محمد على كان عارف يتعامل معاهم ازاى ، لخصه تهديده لعمر مكرم بقوله: " و ان حصل من الرعيه امر ما فليس عندى الا السيف و الانتقام ".