المماليك المصرليه

المماليك المصرليه او المصرليه او المصريين او مماليك العصر العثمانلى هما المماليك اللى كانو فى مصر بعد نهاية الدوله المملوكيه سنة 1517 ، فى فترة احتلال العثمانيين لمصر و كانو موجودين وقت الحمله الفرنسيه و فى عهد محمد على باشا. اتعرفوا باسم " المصرليه " ( مفرد : مصرلى )

مملوك من مماليك العصر العثمانلى - رسم من سنه 1810.

الدوله المملوكيه حكمت مصر من سنه 1250 لسنه 1517. المؤرخين بيعتبرو شجر الدر ارملة السلطان الايوبى الصالح أيوب اول سلاطين الدوله المملوكيه و فيه بيعتبروها نقطة وصل بين الدوله الايوبيه و الدوله المملوكيه و عز الدين ايبك اللى اتجوزته و اتسلطان كان اول السلاطين المماليك. اتقسمت الدوله المملوكيه على حقبتين الاولى المماليك البحريه و التانيه المماليك البرجيه. اشهر سلاطين البحريه كانو قطز و الظاهر بيبرس و المنصور قلاوون و ولاده الأشرف خليل و الناصر محمد بن قلاوون. دولة المماليك البرجيه بدإت بالسلطان الظاهر برقوق اللى بيعتبر اشهر سلاطينها هوه و السلطان الأشرف برسباى.

المماليك اصحاب الدوله المملوكيه فى مصر ما كانوش من تركيا الحاليه اللى ما كانتش موجوده وقت تأسيس الدوله المملوكيه فى مصر سنه 1250 ، و مالهمش علاقه بيها. لفظ " ترك " كان بيتقال على شعوب كتيره و لحد الشركس و المغول كانو بيتسموا " ترك " كمضاد لكلمة " فرنج " اللى كانت بتطلق على الاوروبيين. اتراك الاناضول اللى قامت دولتهم على انقاض الدوله البيزنطيه فى المنطقه اللى اسمها تركيا دلوقتى و اللى كونوا الدوله العثمانيه كانو بيتسموا " الروم".

من جهه تانيه المطلحات الإداريه و العسكريه اللى دخلها المماليك مصر لتطوير النظم ما كانتش تركيه لكن مغوليه و فارسيه بسبب اتصالهم بمغول فارس عن طريق الحروب و المعاملات.

نكبة الغزو العثمانى

فى سنه 1517 اتنكبت مصر نكبه كبيره بعد ما الاتراك العثمانليه بتوع تركيا غزوها و استولو عليها و قضوا على الدوله المملوكيه. و بالاحتلال العثمانلى التركى ضاع من مصر استقلالها اللى اتمتعت بيه فى عصر الدوله المملوكيه و بقت ولايه تابعه للسلطان العثمانلى اللى بيحكم امبراطوريته من الاستانه و بقى حاكم مصر مجرد والى تابع للباب العالى.

العثمانليه دول كانو قبايل شبه همجيه و خليط من الأجناس المغوليه دخلوا اسيا الصغرى و دمروا الامبراطوريه البيزنطيه اللى كانت امبراطوريه فى غاية التحضر و استولوا على القسطنطينيه و زادت قوتهم و اتوسعوا لغاية ما احتلوا الشام و من بعده مصر نفسها. نهب العثمانليه تراث مصر الثقافى بما فيه المخطوطات التاريخية و خلعوا ابواب و ارضيات المبانى و نقلوها هى و اعداد ضخمه من الفنانين والحرفيين و التجار و موظفين الدوله و الاداريين و الأعيان مسلمين على مسيحيين و لحد الخليفه العباسى القاهرى على استنبول و بيقول ابن إياس " وكانت دى الواقعة من أبشع الوقائع المنكره التى لم يقع لأهل مصر قط مثلها فيما تقدم من الزمان، وهذه عبارة على أنه (يعنى سليم الاول) اسر المسلمين ونفاهم الى إسطنبول " ، و استولى العثمانليه الغزاه على فلوس المصريين بالمكوس و الضرايب و اغتصبوا الستات و الاطفال فى الشوارع ، و دخلت مصر فى كبوه. حال مصر بعد الإحتلال العثمانلى و المصيبه الضخمه اللى ابتلى بيها المصريين سنه 1517 بتلخصه الجمله دى اللى كتبها ابن إياس : " وقد تغيرت أحوال الديار المصرية تغيراً فاحشاً الى الغاية، وفوق ذلك جور التركمان فى حق اهل مصر من الخطف والنهب و أخذ اموال الناس بغير حق، وخطف المرد والستات والضيافات من الطرقات " .[1]

قبل ما مصر فى ايد الاستعمار التركى كانت من أعظم الأمم فى العالم من جهة الحضاره ، و كانت التجاره العالميه بين اسيا و بين اوروبا بتتقابل فى القاهره و اسكندريه. مصر كانت على اتصال ب اوروبا لكن المستعمر التركى منع الاتصال وخلا مصر بقت معزوله وعاشت مصر فى تخلف ثقافى وحضارى معزوله من غير ما تستفيد من النهضه اللى كانت شغاله اياميها فى اوروبا لغاية ما وصل نابليون بونابرت وبدإت مصر تتصل ب اوروبا تانى .[2]

المؤرخ المصرى ابن إياس حضر نهاية الدوله المملوكيه و احتلال المستعمرين العثمانليه لمصر و نقل شعر بينعى الدوله المملوكيه بقوله :

" نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى "

" أين الملوك بمصر من طلعاتها .. زى البدور تضىء و كانت انوارا "

" يا ليهف قلبى للمواكب كيف لم .. نلقى بقلعتها الحزينة عسكرا "

" لهفى على ذاك النظام و حسنه .. ما كان فى الترتيب منه أفخرا " .[3]

و بقوله :

" زالت محاسن مصر من حاجات قد .. كانت بيها تزهو على كل القرى " .[4]

بإحتلال مصر و سقوط الدوله المملوكيه سنه 1517 انتهى العصر المملوكى و معاه استقلال مصر و تحضرها الثقافى. لكن بطبيعة الحال فضل فيه امرا مماليك فى مصر كمجرد بقايا من الدوله المملوكيه و بقو خاضعين للترك العثمانليه ودول كانو مجرد خيالات ضل. مماليك العصر العثمانلى هما اللى بيظهرو وقت الحمله الفرنسيه على مصر (1798-1801) زى ابراهيم بك و مراد بك و غيرهم من البكوات ، و هما اللى اتعرضو لمدبحة القلعه اللى عملها محمد على باشا فى قلعة القاهره ، و فى الواقع ما ليهمش علاقه بالدوله المملوكيه اللى حكمت مصر من 1250 ل1517 و اتصدت للمغول و الصليبيين و ازدهرت مصر فى عصرها اقتصادى و ثقافى و بقت قوه يتعمل ليها الف حساب.

اضعاف بقايا المماليك

 
الانكشاريه كانو وجاق من العربان فى النظام العثمانلى
 
امين بك نط بحصانه من القلعه و نجى من المدبحه

خطة العثمانليه عشان مصر تفضل تابعه للاستانه العثمانليه ، فإخترعو نظام حكم غريب قسمو فيه مراكز القوى فى مصر. على قمة هرم الحكم و الاداره حطو " الباشا " و ده والى بيحكم بإسم السلطان التركى و اهم مهماته كانت تبليغ اوامر الاستانه للحكومه و المصريين. و بعد الباشا عملو حاجه اسمها " الوجقات " و دى كانت عباره عن فرق عسكريه قوامها 6000 فارس و 6000 ماشى حطوها فى القاهره و فى المناطق المهمه تحت قيادة باشا عثمانلى اسمه خير الدين باشا مقيم فى قلعة القاهره و كانت مهمته ما يطلعش من القلعه و يحفظ النظام فى مصر و يلم ضرايب للاستانه.

الوجقات دى كانت مترتبه على خمس نوعيات : وجاق المتفرقه و دى كانت نخبة حرس السلطان ، و وجاق الجاويشيه و دول كانو اصل ظباط فى جيش سليم الاول و مهمتهم كانت جمع الضرايب من المصريين ، و وجاق الهجانه ، و وجاق التفقجيه و دول كانت مهمتهم نقل الاسلحه ، و وجاق الانكشاريه و دول كانو خليط من قبايل العربان الخاضعين للعثمانليه. الوجاق السابع سموه وجاق الشراكسه و دول كانو بقايا المماليك ، و من السبع وجقات دول كانت بتتكون حكومة مصر تحت الاحتلال العثمانلى.

امرا المماليك الكبار اللى بقو بكوات اتعملت ليهم امتيازات خاصه و ادوهم حق الاترقا لدرجة باشا. و بالطريقه دى قدر العثمانليه يحطو بقايا المماليك تحت سيطرتهم ، و لما وصل نابوليون بونابارت مصر لقا التركيبه دى و ما لقاش حد يحاربه و يتصدى ليه غير بقايا المماليك اللى اضعفهم العثمانليه و ما كانتش عندهم اسلحه محترمه يحاربوه بيها فغلبهم فى معركة امبابه جنب الاهرام و هرب المماليك على الصعيد و النوبه و استلم هوه مصر ، لكن المماليك فضلو وراه يقاوموه و يزعزعو استقراره فى مصر لغاية ما طلعوه منها سنه 1801 بعون الانجليز و العثمانليه. و رجعت مصر للباشا والى السلطان العثمانلى زى ما كانت قبل ما ييجى نابوليون ، لكن الباشا محمد على قرر انه يخلص على بقية المماليك فغدر بكبارهم و قتلهم فى مدبحة القلعه و اللى ما اتقتلوش منهم زى امين بك اللى نط بحصانه من القلعه و غيره هربو.

فهرست

  1. ابن إياس ، 332/ج5
  2. سلامة موسى، 101
  3. ابن إياس، ج5/199-198
  4. ابن إياس، ج5/198

المراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (5 اجزاء)، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
  • الجبرتى: تاريخ عجائب الاثار فى التراجم و الأخبار، دار الجيل، بيروت.
  • سلامه موسى: ماهى النهضة، سلامة موسى للنشر والتوزيع، القاهرة.