مدبحة عكا (1191)
مدبحة عكا ( 20 اغسطس 1191 ) ، مدبحه ارتكبها ريتشارد قلب الأسد ضد سكان مدينة عكا وقت الحمله الصليبيه التالته.
| ||||
---|---|---|---|---|
جزء من | الحمله الصليبيه التالته | |||
المكان | عكا | |||
التاريخ | 20 اغسطس 1191 | |||
المشاركين | ||||
تعديل |
مدبحة عكا | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من الحمله الصليبيه التالته | |||||
|
|||||
تعديل |
بعد معركة مرج عكا ، بدل ما صلاح الدين يقعد معسكر قدام عكا طلب من سكانها يقفلوا الأبواب ، و راح هو بالجيش على الخروبه للراحه .[1] فضلت القوات تتدفق من اوروبا و بعت صلاح الدين جوابات مطوله لحكام المنطقه يطلب منهم يبعتو قوات تعضد الجيش المصرى زى الأوروبيين ما بيعملو و بيدعمو جيشهم فردو عليه بكلام معسول ، لكن ما بعتوش حاجه أكتر من الكلام و العنجهه الفارغه ، و رفض ملك المغرب يعقوب بن يوسف إنه يساهم بمراكب لإن صلاح الدين ما خاطبهوش فى جوابه ليه بـ " أمير المؤمنين ".[2] و بكده بقى كل اعتماد صلاح الدين على مصر بس . مصر و جيشها كانو بطبيعة الحال انهكو و استنزفو فى معركة حطين و تحرير القدس و المعارك التانيه. وصل الملك العادل بقوات من مصر ، و وصل الاسطول المصرى عشان يعترض المراكب الأوروبية و اشتبك معاهم و قدر الاسطول المصرى انه يلحق خساير بمراكب الصليبيين و ينزل قوات فى عكا.[3] لكن مشكلة صلاح الدين ان الصليبيين كانو بيعوضوا خسايرهم بالتدفقات و الامدادات المتواصله من اوروبا و هو يا دوبك معاه جيش مصر على شوية تركمان و عربان و أكراد و عسكر من المدن اللى بيحكمها قرايبه الأيوبيين. فى جواب لعز الدين مسعود أمير الموصل كتب صلاح الدين : " و من العجب أن العدة تفنى و ما تفنى العداة ، و تنمو على الحصاد و كأنها النبات، فالبحر يمدهم " [4]
الموقف جوه عكا بقى خطير و الناس ابتدت تعانى المجاعه و فضلت المراكب المصريه تحاول تشق طريقها بالأكل و الامدادات بصعوبه و سط المراكب الصليبيه اللى محاصره المدينه من البحر .[5] فى 19 مايو شن صلاح الدين هجوم على الصليبيين و بعد تمن تيام قدروا يجبروه على التراجع. و لما دخل الصيف بدات طلايع جيش فيليب أوجست الفرنساوى توصل و معاهم أمرا كبار و بيقودهم " هنرى اوف ترويي كونت اوف شامبين " Henry of Troyes, Count of Champagne ، اللى سماه المؤرخين فى الشرق " الكندهرى ". هنرى على طول بقى مسئول عن المجانيق و ألات الحصار ، و قامت معارك و مناوشات متفرقه فى الصيف حاول فيها الصليبيين اختراق اسوار عكا لكن فشلوا. فى اكتوبر وصل فردريك اوف سوابيا ببقايا جيش بربروسا، و وصل الملك فيليب اوجست يوم 20 ابريل 1191 و فى 8 يونيه وصل ريتشارد قلب الأسد و معاه 25 مركب.
لما وصل ريتشارد لقى فيليب جهز الات حصار كتيره و مجانيق ، من ضمنها منجنيق ضخم سماه العساكر " جار السؤ ". و كان عامل سلالم حديد بكلابات اسمها "القطه ". الات الحصار كانت عماله تهاجم اسوار عكا و تنقب فيها. ريتشارد أول ما وصل بعت لصلاح الدين وفد معاه راجل مغربى عشان يقوله انه عايز يقابله. لكن صلاح الدين رد عليه انه مش من الحكمه ان ملكين متصارعين يقابلوا بعض قبل ما يعملوا معاهدة هدنه، لكن سمح لأخوه الملك العادل انه يروح يقابله .[6]
استمرت محاولات الصليبيين إختراق أسوار عكا. و فى البحر قدروا، بوصول مراكب فيليب و ريتشارد ، انهم يشددوا الحصار و يتحكموا فى المنافذ ، و ما بقتش الشوانى المصريه قادره توصل امدادات لعكا، وابتدا الناس المتحاصرين يفكروا فى الاستسلام.
فى 3 يوليه، بعد ما فشل الملك المعظم تقى الدين فى اختراق صفوف الصليبيين عشان يوصل عكا ، قدر الفرانسويه يعملوا فتحه فى جزء من السور ، و بعدها بتمن تيام نجح الانجليز فى عمل فتحه هما كمان. لكن فى الغضون دى حامية عكا قررت الإستسلام و بعتوا وفد لمعسكر الصليبيين يوم 4 يوليه يطلبوا الامان، لكن ريتشارد رفض و بعت لصلاح الدين فى نفس اليوم يطلب فاكهه و تلج و اداله اشاره انه ممكن يتناقش معاه فى موضوع عقد سلام.
استسلام عكا و دبح الغلابه
صلاح الدين اترج لما عرف ان حامية عكا عايزه تطلب الأمان و تسلم ، و بعت يطمنهم انه حايساعدهم طوالى ، و يوم 7 يوليه و صله عن طريق عيسي العوام من عكا نداء منهم بإنه يا اما يعمل حاجه يا حايسلموا. صلاح الدين ما قدرش يعمل حاجه و كل محاولاته فشلت ، فطلبت الحاميه الاستسلام يوم 12 يوليه 1191، و وافق الصليبيين على ان عكا تسلم بكل اللى فيها ، بمراكبها و مخازن سلاحها ، و انهم لازم يدفعوا 200.000 حتة دهب للفرانسويه ، و عليهم 400 حته زياده تتدفع لكونارد شخصياً. و فوق كده لازم يطلق سراح 1500 أسير صليبى ، و عليهم 100 واحد من علية القوم اللى حاتتعمل لسته بأساميهم ، و ترجيع صليب الصلبوت اللى خده صلاح الدين لما دخل القدس ، و لو عملوا كل ده حا يدوهم الامان و مش حا يقتلوهم.[7]
اتفزع صلاح الدين لما جاله عيسي العوام من عكا و بلغه باللى حصل ، و قعد قدام خيمته يكتب جواب للحاميه يشجعها و يطلب منها انها ما تسلمش ، لكن و هو بيناقش المستشارين بتوعه و بيحضر الجواب لمح علم صليبى بيرفرف على برج عكا ، و عرف انه اتأخر جداً و ان عكا ماقدرتش تستناه أكتر من كده فطلبت الأمان و سلمت.[7]
صلاح الدين بعت مندوبين يمضوا على اتفاقية التسليم ، و اتحجز الأسرى ، و دخل المنتصرين عكا بأعلامهم ، و يوميها عيط صلاح الدين عياط جامد ، وقال وهو مخنوق : " إزاى أخلص المأسورين " .[8]
دخل ريتشارد فى مفاوضات مع صلاح الدين و طلب فديه عشان يسيب السكان يخرجو من المدينه لكن صلاح الدين ما وافقش على تسليم فلوس الفديه من غير ما الصليبيين يسيبوا المتحاصرين الاول لإنه خاف الصليبيين يسيبو الفقرا و الغلابه و ما يسيبوش الامرا و الأغنيا ، لكن ريتشارد و فرسان المعبد مارضيوش يسلموا الاسرى من غير ما يستلموا الفلوس الأول. كان من ضمن المأسورين الأمير بهاء الدين قراقوش ، اللى بنى سور القاهره ، لكن صلاح الدين فداه بـ 10.000 أو 60.000 دينار ففلت من الأسر .[9] لكن غلابة عكا و مستضعفيها كان لازم يستنوا و يشوفوا ازاى حا يتفك أسرهم.
اتعقد الموضوع و كانت النتيجه ان ريتشارد قلب الأسد أمر بقتل الأسرى الغلابه بحجة إن صلاح الدين مش عايز يدفع ، فادبحوا يوم 20 اغسطس فى مجزره رهيبه عند تل العياضية ، و كان عددهم بتاع 3000 أسير ، و دبحوا معاهم ستاتهم و عيالهم، لكن الصليبيين ما قتلوش الأمرا و الأغنيا .[10][11][12]
فهرست وملحوظات
المصادر والمراجع
- ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (6 أجزاء), تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
- أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري : كنز الدرر وجامع الغرر ( 9 اجزاء)، مصادر تأريخ مصر الإسلامية ،المعهد الألماني للآثار الإسلامية، القاهرة 1971.
- ابن تغري: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- ابن كثير : البداية و النهاية (14 جزء)، دار صادر، بيروت 2005
- ابن واصل مفرج القلوب فى أخبار بني أيوب (5 أجزاء)، دار الفكر العربي، القاهرة.
- جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي): تاريخ مصر الإسلامية (جزئين)، دار المعارف، القاهرة 1966.
- المقريزي : السلوك لمعرفة دول الملوك ( 8 أجزاء) ، دار الكتب، القاهرة 1996.
- Amin Maalouf, The Crusades Through Arab Eyes, Schocken books Inc, new York 1984
- (ستيفين رونسيمان)Runciman, Steven, A history of the Crusades (3 parts). Penguin Books, 1987
- ( ارنولد توينبى) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press 1976