مدرسة الفكر الوطنى المصريه

مدرسة الفكر الوطنى المصريه ، مدرسه ثقافيه فى مصر ظهرت بعد ثورة 1919 و سادت بالذات فى النص الاول من القرن العشرين ، اتزعمها كتاب و مفكرين مصريين كتار زى توفيق الحكيم و سلامه موسى و محمد حسين هيكل و عبد القادر حمزه و اسماعيل مظهر و احمد لطفى السيد و فى فتره لاحقه بيومى قنديل و غيرهم.

مدرسة الفكر الوطنى المصريه بتأكد على هوية مصر الوطنيه و انفصالها عن الثقافه العربيه و التاريخ العربى و على قدرة مصر على نفض توبها من الشوايب اللى لزقت فيه و النهوض و التقدم مع الامم المتطوره المتقدمه.

رواية توفيق الحكيم " عودة الروح " كانت تعبير حى عن البعث المصرى و فيها عبر توفيق الحكيم عن رأيه بإن ثورة 1919 كانت علامه على نهاية فترة ما بعد العصر العثمانلى فى التاريخ المصرى و امكانية تصحيح مسار تاريخ مصر و ترجيع اتصالها بأمجادها القديمه. تحقيق ده كان على مستويين متداخلين ، الاول تحليل و نقد الصوره الغلط القايمه للامه المصريه على انها مرتبطه بالعرب و التانى تكوين صوره حقيقيه جديده لمصر خاليه من التزييف الثقافى و التاريخى. ده من منطلق إن مصر متفرده و متميزه و بتختلف عن المناطق العربيه اللى حواليها ، و من ان الشخصيه القوميه المصريه بتتمتع بعراقه خاصه بيها ، و لتحقيق الاصاله المصريه فلازم تطهير ثقافتها من العناصر الدخيله من المنطقه العربيه بالذات ، و عشان كده رواد مدرسة الفكر الوطنى المصريه كانو بيعتبرو ان التراث العربى فى الواقع نتاج للامه العربيه و الشخصيه العربيه اللى بيختلفو عن التراث المصرى و الشخصيه المصريه.

بعد ما نشر توفيق الحكيم " عودة الروح " بعت جواب لـ طه حسين فى يونيه 1933 بيسأله فيه ازى ممكن خلق صوره جميله جديده لمصر بتقوم على مقومات مصريه صرفه و نابعه من تراث وادى النيل ، و قاله احنا كنا فى شبه غفوه مش حاسين بتراثنا و ماكناش بنشوف نفسنا لكن كنا بنشوف العرب الغابرين ، و لا كنا بنحس بوجودنا لكن بوجودهم هما.

المثقفين المصريين اللى بينتمو لمدرسة الفكر الوطنى المصريه بيعتبرو ان العقليه العربيه ما عندهاش احساس بالزمن و التاريخ و لا بالاهميه التاريخيه و التمييز بين العهود المتميزه اللى انجازاتها الماديه مالهاش عندهم قيمه. محمد حسين هيكل بيعتبر ان العرب ما قدموش انجازات حضاريه تاريخيه حقيقيه زى المصريين و اليونانيين و و غيرهم. فى العصر الجاهلى ما قدموش حاجه لا للعلم و لا للفن غير قصص و اشعار عن الشجاعه و الجلد. و بيتسم الادب العربى بالمنظور البدائى الصحراوى و كان زى الصور الفوتوغرافيه للحياه البدويه و المراعى الجافه المحدوده و اسواقهم و خيامهم و جمالهم و اطلالهم المهدمه. عباس محمود العقاد اعتبر الادب العربى متواضع و مش متحضر و فى رأيه إن السبب فى كده هى البصمه الابديه اللى فى الادب العربى من ايام العصر الجاهلى. و لاحظ العقاد و انتقد غياب التراث الفنى فى مجال الفنون البصريه فى الثقافه العربيه ، فالعرب قدمو زخارف هندسيه لكن ما قدموش حاجه تقريباً فى فنون العماره و البنا، ففى رأيه إن الفن البصرى العربى بيتسم بالزخرفه لمجرد الزخرفه اللى مالهاش صله بالحياه.

احمد امين من جهته كان بيعتبر ان محتوى الشعر العربى جاهلى بطبيعته و إن مبرر وجوده هو وصف الصور و الاوضاع الزايله بتاعة العصر الجاهلى و فى العصور اللاحقه اللى فضل الشعر العربى فيها وفى لطبيعته الاصليه و فضلت مواضيع الاستعارات الجاهليه تشكل العمود الفقرى للتعبير الادبى العربى فى العصر الحديث.

بالطريقه دى بيأكد المثقفين على خصوصية الهويه المصريه النابعه من تراب مصر و ثقافتها و تاريخها و حضارتها و المنفصله عن الثقافه العربيه، و ربطو بين تحقيق الاصاله المصريه و بين انجاز الحداثه لإن رجوع مصر لهويتها الحقيقيه و وعيها القومى الاصيل هما الكفيلين بخلق الظروف اللازمه لنهوض الامه المصريه و تطورها و تقدمها كدوله تقدميه فعاله بتتقدم بإصرار جهة العصر الحديث. حصول مصريين على جوايز نوبل فى الاداب و العلوم بين خصوصية الهويه المصريه و تفردها و تميزها عن الثقافه العربيه.

مصادر