معركة نزيب
معركة نزيب او معركة نصيبين ( بالتركى: Nizip Muharebesi ) هى معركه عسكريه حصلت فى 25 يونيه 1839 بين جيش الاتراك العثمانيين بقيادة حافظ عثمان باشا و الجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا ابن والى مصر محمد على باشا و انتهت بإنتصار الجيش المصرى و تدميرالجيش التركى.
معركة نزيب | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
|
|||||||
تعديل |
فى سنة 1832 حقق ابراهيم باشا انتصارات مبهره على الجيش التركى و استولى على الشام بما فيها دمشق و حمص و غزه و حيفا و يافا و عكا ، و فضل ابراهيم يحقق انتصار ورا انتصار فى الشام و فى بيلان و دمر جيش تركى فى قونيه و اسر قومندانه فى ظرف 7 ساعات و استولى عليها و استولى على كوتاهيه و قرب من دخول استانبول نفسها عاصمة الدوله العثمانيه و ما بقاش فاضل لوقوعها فى ايده غير كام يوم. استنجد السلطان العثمانلى بأعدائه الروس اللى طوالى استجابو و حركو اسطولهم للبوسفور بموافقة العثمانيين لاول مره فى التاريخ ، و لما شافت فرنسا و انجلترا الخطوه اللى عملتها روسيا اللى كانت بتنافسهم على التركه العثمانليه ضغطو على السلطان العثمانلى للاتفاق مع محمد على و فى نفس الوقت ضغطو على محمد على عشان يوقف زحف ابنه ابراهيم باشا. محمد على ادرك ان الاوروبيين مش حايسكتو و طلب من ابراهيم باشا وقف الزحف.
خلفيه
نجح الاوربيين فى وقف زحف الجيش المصرى على استانبول و اتعملت " اتفاقية كوتاهيه " فى ابريل 1833 و هى اتفاقيه بيعتبرها المؤرخين هدنه مسلحه مابين محمد على و الاتراك للإستعداد لجوله عسكريه جديده. لكن اتفاقية كوتاهيه ثبتت محمد على على ولاية مصر و الحجاز و الشام و أدنه و كريت و السودان اللى بقت جزء من مصر ، و ده كان فى مقابل خروج الجيش المصرى من الاناضول.
فى مايو 1838 محمد على استدعى قناصل اوروبا فى قصر راس التين فى اسكندريه و بلغهم انه ناوى يستقل عن الدوله العثمانيه. الحكومات الاوروبيه حست بخطورة الموضوع اللى ممكن يغير موازين القوه فعملو اجتماعات كتيره فى العواصم الاوروبيه لحط خطط لتحجيمه. بالنسبه للعثمانيين استقلال محمد على كان مسألة حياه او موت.
استعدادات المعركه
فى يناير 1838 عقد السلطان محمود التانى مجلس حرب و قرر تجهيز 80.000 مقاتل تحت قيادة حافظ عثمان باشا للزحف على الشام. محمد على رد بإنه ماهواش عايز حرب و انه مش حايعمل أى عمل عدائى لكن مش حايتنازل عن طلب الاستقلال عن الدوله العثمانيه.
فضلت تركيا تجهز لنقض معاهدة كوتاهيه اللى وصفتها بانها صلح مزعزع بتنقصه كل عوامل الثبات. و فى الظروف دى ابتدا ابرهيم باشا يستعد لأى طارئ فحصن مناطق الحدود و بنا قلاع و حط مدافع لسد مضايق جبال طوروس و تأمين حدود سوريا من ناحية الاناضول. لما شاف الاتراك تجهيزات ابراهيم باشا غيرو خطتهم لخطه يزحفو بيها من جهة أروفه و ديار بكر اللى مافيهومش عوائق طبيعيه فى طريق جيشهم، فرد ابراهيم باشا بحشد قواته فى حلب لمراقبة تحركات الاتراك لصد اى هجوم يعملوه و حط طلايع الجيش على مشارف عينتاب و كليس و غيرها من المناطق اللى على الحدود لسد الطريق على الاتراك. و وصلت امدادات من مصر تحت قيادة احمد باشا المنكى وزير الحربيه فإعترضت الدول الاوروبيه على خروج وزير حربية مصر فى وقت استفحلت فيه العداوه مابين مصر و تركيا لكن الدول الاوروبيه المعترضه ماقدرتش تدى محمد على تعهد بان الاتراك مش حايزحفو على الشام. و ده اللى حصل ، ففى 21 ابريل 1839 بدأالجيش التركى زحفه و عدى جزء منه نهر الفرات بقيادة اسماعيل باشا و احتشدت طلايع الجيش التركى فى قرية نصيبين و ابتدت تحتل قريه ورا قريه و عدت الحدود المرسومه فى اتفاقية كوتاهيه. طوالى امر ابراهيم باشا بتحريك القوات المصريه من حلب فدخلت مدينة تل باش فى 3 يونيه من غير ما تحصل مواجهه عسكريه و دخل الاتراك عينتاب و خرجت منها الحاميه المصريه.
ابراهيم باشا فضل مستنى لأخر لحظه عشان مايكونش هو البادى بالعدوان و لغاية ماتوصله اوامر صريحه من القاهره. و بعد طول انتظار وصلته رساله من محمد على قاله فيها : " اعتداء العدو علينا اتجاوز كل حد معقول ، و كل ماصبرنا عليه عشان خاطر مانعارضش رغبات الدول الكبرى كل مازاد عدوانه و توغله فى بلادنا، فلازم نرد الهجوم. و إكمن العدو هو اللى اعتدى يبقى الدول مش حاتلاقى حاجه غلط علينا.. و نصيحتى انك لما توصلك رسالتى تبتدى بالهجوم على عساكر العدو اللى دخلو ارضنا و مش بس تكتفى بتخريجهم لكن ازحف على الجيش الاكبر و حاربه ".
الاتراك بنو تحصينات فى نصيبين و اللى عمل تصميماتها كانو قائدين بروسيين هما فون مولتكه و فون ملباخ ، فكان معسكر الاتراك عند سفح تل على الضفه الشماليه لنهر كوزين " كرسيم " و هو فرع من فروع الفرات فكان النهر حائل مابينهم ومابين الجيش المصرى.
القائد الفذ ابراهيم باشا حط خطه كانت حاجه جديده على فنون المعارك و بتوضح مدى براعته العسكريه حيث انه شاف ان الجيش المصرى يسيب معسكره و يخترق قرية مزار فى جنوب غرب نصيبين فى وقت الليل و بعدين يدور لمواجهة العدو من الجنب فى اتجاه قرية كرد قلعه. بالخطه العبقريه دى قلب ابراهيم باشا الخطة التركيه-البروسيه و خلاها ضد اصحابها. ايميل فنترينيه وصف مناورة ابراهيم باشا بإنها كانت ومضه عبقريه فى حالة نجاحها و تعبير عن فكر تعبان اذا فشلت.
الجيش المصرى كان بيتكون من 37673 عسكرى مشاه و 6775 فارس و 5625 طوبجى ( سلاح المدفعيه ) فكان مجموعه 50072 من الظباط و ظباط الصف و العساكر و كان معاهم 162 مدفع. فيه مصادرقالت ان الجيش المصرى كان تعداده 40.000 و الجيش التركى كان 38.000 ، و على الاساس ده الجيشين كانو تقريبا متساويين فى العدد ، لكن المصادر قالت ان الجيش المصرى كان متنظم أحسن و كان جيش واحد مترابط بعكس الجيش التركى اللى كان بيتكون من خليط من العساكر اللى مابتربطهمش حاجه ببعض ، و على راس الجيش المصرى كان قائد فذ هو ابراهيم باشا و معاه مستشارين على مستوى عالى كان منهم سليمان الفرنساوى و احمد المنكلى و احمد باشا الدره ملى و عباس باشا طوسون و سليم باشا الحجازى و غيرهم.
من الجهه التانيه الجيش التركى كان تحت قيادة قائد كبير هو الجنرال حافظ باشا و مستشاريه كانو ظباط بروس معروفين بالخبره و القدرات العسكريه و هما البارون مولتكه و الجنرالات فون ملباخ و وينكى و فيشه. و بكده كان واضح ان المعركه حاتكون معركه فاصله او زى ما قال سليمان الفرنساوى: " الموقعه اللى جايه حاتكون معركه فاصله فياإما اننا حانروح على استنابول او هما حايروحو على القاهره".
فى 30 يونيه 1831 وصل الجيش المصرى قرية مزار و اول الاتراك ، اللى كان عددهم فيها 500 ، مالمحو طلايع جيش مصر سابو القريه و حاجتهم و انسحبو و جايز السبب فى كده انهم اتفاجئو ، فدخل العسكر المصرى و خدو الغنايم اللى سابها الاتراك فكانت اول غنايم ياخدوها فى الواقعه.
المعركه
بعد كده ابتدت عملية الاستكشاف و اتضح ان الأتراك اتمركزو فى مواقع محصنه بتديهم افضليه و امكانية اضعاف الهجمات عليهم ، ففكر ابراهيم باشا فى تضييع الميزه دى عليهم عن طريق تحركه من الجنب بحيث انه مايهاجمش من الواجهه ، فعمل مناورات تضليليه عشان الاتراك مايلاحظوش تحركاته ، و بعد مااتمركز الجيش المصرى فى اماكنه الجديده ابتدا ابراهيم باشا يخطط للزحف و الهجوم من الضهر ، لكن حافظ باشا لاحظ حركة ابراهيم باشا فاتدور بالجيش عشان يواجه الهجوم المصرى. ابراهيم باشا شاف انه لازم يغير معسكره من تانى عشان يقدر يلتف على الجيش التركى من ناحية الشمال و بحيث ان كل خطوط الجيش ماتكونش متوازيه و يبقى الجناح اليمين للجيش التركى جنب منطقة الهجوم و بكده يسدد ابراهيم باشا ضربته من الجنب الضعيف ، و لتحقيق الهدف ده احتل الجيش المصرى ربوتين صغيرين قدام الجناح الشمالى بتاع الاتراك.
لما جت ساعة الصفر امر سليمان الفرنساوى المدفعجيه بفتح النيران على الاتراك فابتدت تضرب و رد الطوبجيه الاترك و اتبادل الطرفين الضرب العنيف. و بعدين ركز سليمان الفرنساوى الضرب فدكت المدفعيه المصريه المواقع التركيه و دمرت قدراتها الدفاعيه و ماقدرش الاتراك انهم يثبتو و ابتدو ينسحبو من مواقعهم و سابت اعداد منهم مدافعهم و حصلت انفجارات فى الذخيره التركيه فسببت ارتباك اضافى للاتراك ، و اتقدمت قوات المشاه المصريه من الجناح اليمين لمهاجمة الاتراك لكن الاتراك قدرو يصدو الهجوم اللى ماكانش لسه اتطور ، و بعدين اصدرابراهيم باشا امر بالهجوم العام بمساندة المدفعيه و اتركز الهجوم على الجناح الشمال للاتراك و اتدمرت مواقعه و ارتبكت صفوف الاتراك و انسحبت وحداتهم فى هرجله و بكده خسرو المعركه و دخل الجيش المصرى نصيبين مسجل نصر كبير بعد معركه عسكريه فذه دمر فيها ابراهيم باشا الجيش التركى فى ظرف ساعتين.
انتصار المصريين على الاتراك فى نصيبين كان كبير مادى و معنوى. غنم المصريين 144 مدفع تركى بذخايرها و 30 مدفع من مدافع الحصون و 23.000 بندثقيه و 15.000 اسير و اتقتل منالاتراك 3000 و اتجرح 6000 فى مقابل نصالعدد ده فى الجانب المصرى. البارون فون مولتكه اللى كان من قومندانات الجيشالتركى ذكر ان الجيش التركى و هو بيتقهقر خسر خمس اسداس عدده وخسر كل مدافعه.
اتلقت وثايق فى خيمة حافظ باشا من ضمنها وثيقه فيها تعليمات لحافظ باشا من السلطان بإن محمد على ناوى يعلن استقلاله فى صيف 1839 و عشان كده لازم حافظ باشا يشهل فى تدمير جيش ابراهيم باشا ، و اداله السلطان مهلة 5 تشهر لطرد المصريين من الشام و الأناضول و حدد له مهلة 10 تشهر لاتمام الاستيلاءعلى الشام و مصر.
بعد النصر اصدر ابراهيم باشا بيان قال فيه :
« | اخبركم انى هجمت على الجيش العثمانى فى نزيب ،
و فى اقل من ساعتين استوليت على مدافعه و ذخايره و مؤنه ، و قد قضى على الجيش كله و انا اتابع سيرى و لا أقف أبدا |
» |
عباس باشا اللى كان فى المعركه بعت برقيه لجده محمد على فى القاهره جه فيها : " بعد ساعتين فى قتال جيش السلطان استولى ابراهيم باشا على كل مدافع و خيم و مهمات الجيش العثمانى ".
قبل وصول أخبار الهزيمه للأستانه اتوفى السلطان محمود التانى فى 1 يوليه 1839 و خرج قائد الاسطول البحرى التركى بأسطوله و راح بيه على اسكندريه و سلم السفن لمحمد على باشا فكان اللى عمله ضربه إضافيه للأتراك.
محمدعلى امر بعمل الافراح فى كل نواحى مصر للاحتفال بالنصر الكبير لمدة تلت تيام ، و ضربت مدافع القلاع و كل سفن الاسطول المصرى طلقات للاعلان عن الفرحه بالإنتصار.