نحو بعث جديد
نحو بعث جديد هى مقاله لـ انور السادات نشرها سنة 1956. فأنور السادات اللى بقى رئيس مصر كانت ليه مواهب ادبيه و فكريه و اشتغل فى الصحافه و كتب مقالات فى الجرانيل و المجلات فى خمسينات و ستينات القرن العشرين. مقالة " نحو بعث جديد " كتبها و هو رتبته العسكريه قائمقام. المقاله التقطها المفكر التنويرى سلامه موسى و سجلها فى كتابه " الادب للشعب " اللى نشره سنة 1956.
بيحكى انور السادات انه ماينساش حاجه حصلت مره قدام عنيه فى مصر و هى انه فى مناسبه من المناسبات شاف شاب متعلم اتخض لما ست فاضله مدتله ايدها عشان تسلم عليه فرجع لورا و هو مذعور كان انسان بيهاجمه و رفض انه يمد ايده و يسلم عليها. بيقول السادات انهم احتارو من اللى عمله و سألوه ليهاشتغل ده و فهمو ان اللى بيوجهوه فى الحياه و بيخضع ليهم فى نشاطه و افكاره أكدوله ان الرسول محمد اللى سماه السادات " المناضل الحر " ماكانش بيسلم بالايد على الستات. و بيكمل السادات ان من الحادثه العابره البسيطه دى ممكن نفهم مدى فهم تجار الدين فى مصر للوعى و الايمان بالتطور الانسانى و رسالة أقوى الثوار و سيد الأحرار محمد ، فهما بدل مابيقولو للشاب ان محمد دعا للعمل و بنا المجتمع و تخليص البشريه من الجهل و الجمود و الاستغلال و نشر العمران و الحضاره بيحكوله عن تسليم الراجل على ست بالايد و ازاى ان ده بيعتبر جريمه ، و ازاى ان منع الجريمه دى هى الهدف اللى نزلت ليه رسالة الاسلام !. بيقول السادات ان ده معناه ان الكهانه موجوده فى مصر و عايزه تعطل نص المجتمع، و سأل: و لحساب مين ؟ لحساب النهضه و البعث و الحريه و العدل و الحق ؟ ولا لحساب التطور الانسانى و مصالح الافراد و الجماعات ؟ و بعد مارد على نفسه و قال : لا ده و لا ده ، كمل كلامه بقوله ان تعطيل نص المجتمع معناه تأخر المجتمع ده و تخلفه عن اللحاق بموكب المدنيه و العلم و التقدم ، و لو ده حصل فأكيد هيكون لحساب اعداء البشريه ، لحساب الرجعيه و لحساب المشعوذين. الغرب استعمر الشرق بعد الغرب مانهض و بقى بيملك الحضاره و اتعاون معاه تجار الدين و مشيت الكهانه فى ركابه عشان تمنع عن الشعوب الافكار الجديده و العلم الجديد و الفن الجديد ، لمنع الثقافه و لمساعدة الغرب فى بنا ستار حديدى بينه و بين مصر عشان يمنع قفز الحضاره ليها. و عشنا فى كنف الغرب و الكهانه عماله تأكد للناس ان المدنيه و العلم زيف و رجس عظيم. الاستعمار مش ممكن يلاقى حاجه احسن من كده عشان يستمر فى استعبادنا و فى نفس الوقت هو بيتقدم غلى قدام لأقصى قمم المدنيه و العمران. المدنيه زيف و الحضاره شر ، التقدم خروج عن مشيئة رب العباد أهى دى دعوة الكهانه.
المقاله كتبها انور السادات فى مصر من اكتر من خمسين سنه.
مصادر
تعديلسلامه موسى، الادب للشعب، المستقبل، القاهره، و مؤسسة العارف، بيروت 1956