اضطهاد هيرقليوس

اضطهاد هيرقليوس هو اضطهاد اتعرض ليه مسيحيين مصر فى عهد هيرقليوس ( هرقل ) Heraclius امبراطور الامبراطوريه البيزنطيه. و هو اخر اضطهاد بيزنطى يتعرض ليه المصريين اكمن الحكم البيزنطى فى نواحى مصر انتهى بالكامل بطردهم من اسكندريه سنة 645. هيرقليوس اللى كان والى بيزنطى على افريقيه اتمرد على حكم الامبراطور فوكاس Phocas و وقف المصريين فى صفه وبالذات اهالى نقيوس اللى اعترفو بحكم هيرقليوس عليهم. فوكاس كان اضطهد مسيحيين مصر و امر بطردهم من الخدمه فى الحكومه و الدواوين. فى الاول فوكاس غلب هيرقليوس لكن الاخير رجع و هجم على اسكندريه و المصريين ساندوه و انتصر على جيش فوكاس و بقى هو امبراطور البيزنطيين فى سنة 610. لكن بعد شويه هجم الفرس على الاراضى التابعه للامبراطوريه البيزنطيه فى الشام و بعدين زحفو على مصر و احتلوها لمدة 10 سنين لغاية ماقدر هيرقليوس انه يغلبهم و يسترجع مصر و المناطق التانيه منهم.

البيزنطيين عذبو مسيحيين مصر فى اضطهاد هيرقليوس

بعد ما استرجع هيرقليوس مصر من الفرس كلف سرجيوس بطريرك قسطنطينيه و اسقف اسمه " كيروس " و اساقفه يونانيين بعمل منشور اسمه " الكثيسيس " يعنى " مشروع الاتحاد " ، و طلب منهم انهم مايجيبوش فى المنشور سيرة مجمع خلقدونيا اللى المسيحيين المصريين بيكرهوه. المنشور كان فيه مبدأ جديد و هو ان المسيح واحد و فعله واحد و مشيئته واحده من غير الاشاره لوحدة طبيعته او ازدواجها اللى كانت سبب مشكلة الكنيسه المصريه مع الكنيسه البيزنطيه و الكنيسه الكاتوليكيه فى مجمع خلقدونيه. المبدأ ده اتعرف باسم " المشيئه الواحده Monotheletism ". و بعد ما عملو المنشور هيرقليوس عين كيروس الملكانى بطريرك لمصر و فى نفس الوقت والى البيزنطيين عليها و بكده اداله سلطه مدنيه و سلطه دينيه و بعته على مصر بالمنشور و قاله يطلب من البابا بنيامين بطريرك اسكندريه قبوله. كيروس Cyrus ده هو المعروف بأسامى " جرجس بن مينا " و " المقوقس ". هيرقليوس امر عساكره بان لو حد فى مصر قال ان مجمع خلقدونيا صح يسيبوه و يعفو عنه لكن لو حد قال عكس كده يبقو يرموه فى البحر.

لما كيروس عرض المنشور على البابا بنيامين مادخلتش عليه الحيله و رفض الاعتراف بسلطة كيروس كبطريرك ، فهدده كيروس و قاله انه لازم يمضى عليه بالذوق او بالعافيه فهربت اعداد من المسيحيين المصريين من اسكندريه و هرب البابا بنيامين و اختفى بعد ما وصى الاساقفه بالهروب. البابا بنيامين هرب الاول على وادى النطرون و بعدين هرب على الصعيد و ماقدرش البيزنطيين انهم يطولوه ، فقبضو على اخوه مينا و طلبو منه الاعتراف بقرارات مجمع خلقدونيا فلما ماوافقش عذبوه عذاب شنيع بالحرق بالنار و خلعو سنانه و فى الاخر حطوه فى شوال مليان بالرمله و رموه فى البحر زى ما امرهم هيرقليوس فاستشهد.

هيرقليوس عين طوالى اساقفه خلقدونيين فى نواحى مصر كلها و قامت حركة اضطهاد و اذلال و نهب استخدم فيها البيزنطيين العنف و الوحشيه ، فجلدو الاقباط بالكرابيج و قتلوهم و نهبو كنايسهم و اديرتهم و بيوتهم و عملو فيهم كل الفظايع. هيرقليوس ما اضطهدش المسيحيين بس لكن اضطهد اليهود كمان و سمح للمسيحيين انهم يقتلوهم و ينهبو ممتلاكاتهم و سبى ستاتهم فقتلو اعداد كبيره منهم فى القدس.

و فى الظروف دى وصل جيش عربى بقيادة قائد اسمه عمرو بن العاص دخل حدود مصر سنة 639. لما سمع الرهبان اللى كانو مستخبيين من البيزنطيين فى وادى النطرون و صحرة الاسقيط ( شهات ) بوصول غزاه جداد و ان البيزنطيين اتدهورت احوالهم حسو بالامان ، فخرجو و راحو لعمر بن العاص و بيتقال ان عددهم كان 70 الف من الحفاه لابسين هدوم مقطعه و مع كل واحد عصايا بيتعكز عليها. الرهبان طلبو من عمرو ابن العاص انه يديهم حريتهم الدينيه فوافق و اكرمهم ، و حكى " سانوتتيوس " اللى كان بيدير شئون الأقباط وقتها لعمرو قصة البطريرك بنيامين اللى هرب من اضطهاد البيزنطيين ، و اكمن مكان بنيامين ماكانش معروف بالظبط بعت عمرو بن العاص منشور لكل اقاليم مصر مكتوب فيه : " الموضع الذى فيه بطرك النصارى القبط. له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر آمنا، ويدبر حال بيعته، وسياسة طائفته " فرجع البطريرك بنيامين على اسكندريه بعد ماسمع بالمنشور بعد غياب 13 سنه عن كنيسة اسكندريه و استقبله عمرو بن العاص بموده و حفاوه و رجعه لمنصبه. فى الفتره دى كانت فيه اعداد من مسيحيين مصر اعتنقو المذهب البيزنطى من خوفهم من الاضطهاد فلما اتطرد البيزنطيين رجعو لمذهب الكنيسه المصريه و ابتدى البطريرك بنيامين يبنى الكنايس و الأديره اللى دمرها هيرقليوس بعد زوال عهده و اللى بزواله انتهى عصر الاستعمار البيزنطى فى مصر.

شوف كمان
قبله
اضطهاد البيزنطيين لمسيحيين مصر
بعده
اضطهاد ليو الاول حكم من: 610 خلص الحكم البيزنطى فى مصر