مجمع خلقدونيا
مجمع خلقدونيا ، او مجمع خلقدونيه ، او المجمع المسكونى الرابع ( باليونانى: Σύνοδος της Χαλκηδόνας ، باللاتينى: Concilium Chalcedonense ). هو مجمع مسيحى انعقد فى كنيسة ايايوفميا فى خلقدونيا فى الجزء الأسيوى من بيزنطه من 8 اكتوبرل1 نوفمبر 451. بيعتبر المجمع من أهم المجامع المسيحيه فى التاريخ ونتج عنه انفصال الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه عن الكنيسه البيزنطيه ( اليونانيه) و الكنيسة الكاتوليكية ( اللاتينيه ) بعد تحالفهم ضد الكنيسه المصريه و اتهامها بالهرطقة و الانشقاق ، فقامت حركة اضطهاد فظيع شنها البيزنطيين المحتلين لمصر و اللى بقو أتباع المذهب الملكانى ( يعنى اتباع ملك بيزنطه ) ضد المسيحيين فى مصر اللى اتسمو ب يعاقبه .[1][2][3][4][5][6][7]
| ||||
---|---|---|---|---|
المكان | خلقدون ، وكنيسة اجيا افيميا | |||
الموضوع | كرستولوجيا مونوفيزيه نسطوريه | |||
بتاريخ | 1 نوفمبر 451 | |||
سبقه | مجمع افسس ، ومجمع افسس التانى | |||
تبعه | مجمع القسطنطينيه الثانى | |||
تاريخ البدء | 8 اكتوبر 451 | |||
تاريخ الانتهاء | 1 نوفمبر 451 | |||
إحداثيات | 40°59′N 29°02′E / 40.98°N 29.03°E | |||
تعديل |
الخلفيه
تعديلاستمر كفاح المصريين ضد الغزاه المحتلين و البيزنطيين. بعد اعتناق ملوك روما و بيزنطه المسيحيه الوضع ما اتغيرش ، و استننا المصريبن كارهين حكم الامبراطور البيزنطى . لما اتجه البيزنطين للمذهب الأريوسى قامت فى مصر حركه ضد الأريوسيه ، و لما نادى المسيحيين البيزنطيين بازدواج طبيعة المسيح فى طبيعه واحده ، الكنيسة المصرية أعلنت تمسكها بعقيدة طبيعة المسيح الواحده فى طبيعتين (ميافيزية مش المونوفيزيه) .
اريوس و هو رجل دين من الاسكندرية كان منكر أن يكون المسيح من طبيعة الآب لكن ما انكرش ألوهية المسيح ، لكن كنيسة اسكندريه عارضت أفكار آريوس و قالت ان المسيح كان فيه طبيعه واحده فى طبيعتين الهيه و بشريه و تمسكت بعقيدة طبيعة المسيح الواحده فى طبيعتين ، و دا مجرد اختلاف فى التعبير لكنه يشبه عقيدة الكنيسه البيزنطيه اللى بتؤمن بان للمسيح له طبيعتان واحده بشريه و التانيه الهية فى طبيعه واحده. ده هو أصل الخلاف بين الكنيسة المصرية و الكنيسه البيزنطيه . كان المصريين المسيحيين ضد الحكم البيزنطى اللى أحتل مصر و كانو بيتميزو باعتزازهم بنفسهم و بشخصيتهم و شخصية كرازتهم المرقسيه ، و كانو مش عايزين تتراجع مكانة كنيسة اسكندرية مقابل الكنيسه البيزنطيه اللى تعتبر أحدث من الكنيسة المصرية.
فى سنة 325 شارك اثناسيوس اللى كان وقتها شماس و سكرتير البابا الكسندروس الاول فى مجمع نيقيا الاول لمناقشة المذهب اللى روج له آريوس بخصوص طبيعة المسيح ، و قدر ببلاغته يقنع المجتمعين بوجهة نظر الكنيسه القبطيه و رجع لمصر منتصر ، لكن دا مامنعش من الاستمرار فى اضطهاد الأقباط ، و من الحوادث الشنيعه اللى حصلت سنة 356 فى عهد أثناسيوس اللى هو بابا الكنيسة القبطيه فى الوقت دا ، كان اقتحام العسكر البيزنطى لكنيسة العدرا فى اسكندرية وقت الغروب بالسيوف و الحراب و اثناسيوس بيصلى بالناس صلاة الغروب و ارتكبو مذبحه شنيعه فى المصلين و اتقتل منهم أعداد كبيره جوا الكنيسه و براها وكمان تعقب العسكر البيزنطى اللى استطاعوا الهروب . اثناسيوس اللى دافع بكل قوة وشجاعة عن الكنيسة القبطية والقومية المصرية نفاه البيزنطيين خمس مرات.
و فى 431 انتصرت الكنيسة المصرية انتصار تانى فى افسوس لما استطاعت أن تجعل المجمع يصدر قرار ضد نسطوريوس Nestorius بطريرك القسطنطينية اللى أضاف للمسيح عنصر بشرى و رفض فكرة كون العدرا مريم " حاملة الاه ". وفى مجمع آخر فى افسوس سنة 449 الكنيسه المصريه راحت أبعد من كده لما تمسكت و ضغطت لاقرار مذهبها الميافيزى اللى بيقول إن المسيح له طبيعة واحده فى طبيعتين و هى طبيعة الهيه و بشريه .[8]
فى وقتها كان البطريرك اللاتينى -الجالس على كرسى الأسقفية كخليفة لبطرس الرسول فى روما- يتطلع لزعامة المسيحية و كانت كنيسته ترى ان الكنيسة البيزنطية أخطر عليها من كنيسة الاسكندرية . الكنيسه المصريه كانت مستفيدة من تنافس الكنيسة البيزنطية و الكاثوليكة لانه كان عامل توازن محافظ علا وضعها. لكن الوضع ده دامش كتير بعد ما حس ديوسقوروس الاول بابا كنيسة اسكندريه بأن علاقة الامبراطور البيزنطى ببابا الكنسية الكاثوليكية بقت وثيقه و أنهما بقو حليفا.
فى الظروف دى انعقد مجمع خلقدونيا سنة 451 بايعاز من بابا الكاتوليك ليو الاول Pope Leo I لمناقشة موضوع مونوفيزية المسيح اللى أُخذ فيه سنة 449 فى أفسوس بضغط من الكنيسه المصريه ، و راح البطريرك المصرى ديوسقوروس و معاه رهبانه و " الباربولانى " [9] للمشاركة فى المجمع رغم أن أعوانه حذروه من انه يروح خلقدونيا و طلبو منه عصيان أمر الامبراطور . و فى خلقدونيا لقا ديوسقوروس الكنيسة الكاثوليكية بزعامة البابا ليو الاولانى والكنيسة البيزنطية بزعامة الامبراطور مركيانوس Marcianus متحدين و متحالفين ضده لسحق الكنيسه المصريه.[6]
انعقاد المجمع
تعديلفى 8 اكتوبر 451 ابتدا انعقاد مجمع خلقدونيا فى كنيسة ايايوفميا St Euphemia فى مدينة خلقدونيا فى الجزء الأسيوى من الامبراطورية البيزنطية قدام مدينة القسطنطينية. كان البابا ليو عايز اقامة المجمع فى ايطاليا لكن الامبراطور مركيانوس قرر اقامته فى نيقيا ، وفى آخر لحظة تقرراقامته فى خلقدونيا بدل نيقيا بسبب هجمات قبائل الهون. ما حضرش البابا ليو المجمع زى ما طلب منه مركيانوس لكنه بعت وفد عشان يمثله . كان عدد المشاركين كبير و وصل عدد الأساقفه اللى شاركو اكتر من 600 أسقف.
وبناء علا طلب الامبراطور مركيانوس ابتدا المجمع مباشره بمناقشة موضوع مونوفيزيه المسيح اللى أقره مجمع افسوس التانى سنة 449 بناء على ضغوط الكنيسة المصرية ، و هو المجمع اللى سماه بابا روما " مجمع الحرامية Latrocinium ". رفض مندوب الكنيسة الكاثوليكية باشاسينوس Paschasinus أن يفسح مكان لديوسقوروس بطريرك الكنيسة المصرية و علشان كده اضطر البابا ديوسقوروس أن يجلس فى مكان منزوى فى الكنيسة . و فى اجتماع النهارده التانى قُرِأ كتاب البابا ليو ( Tomus ) و هتف المؤدون ب " بطرس هو اللى يقول عن طريق ليو. ده ما نؤمن به كلنا. دى عقيدة الحواريين. ليو و كيرلس يعلما نفس الشيء ". و استمرت محاكمة ديوسقوروس لكنه رفض المثول قدام هيئة المحاكمة . هناك قصة تذكر أنهم لما حاولوا اجبار ديوسقوروس على الموافقة على مذهب الامبراطور قال لهم : "ان عمل الملك هو تدبير مملكته مش المواضيع الدقيقه دى وان الأجدر بيه أن يترك المواضيع دى للكهنة" فردت عليه الامبراطورة بولكيريا : بأنه فى أيام أمها كان فيه رجل عنيد كدا و انه انتها بأنهم حرموه و نفوه ( و كان قصدها يوحنا فم الدهب ) فذكرها ديوسقوروس بمصير أمها فقامت بلطمه علا وشه فسقطت من أسنانه سنتين اتنين ! و بعدين اتجمعو عليه ونتفو شعر ذقنه . وفى كل الأحوال تمت ادانة ديوسقوروس و اتسُحبت منه كل ألقابه و امتيازاته لكنه لم يعاقبهم بحرمان كنسى ، و اتطلب من الجميع التوقيع علا كتاب تعاليم البابا ليو لكن الأساقفه المصريين رفضو . و بعد مشاورات و تعديلات و مناقشات عنيفه و تهديدات بانسحاب المندوبين الكاثوليك وثهديدهم باقامة مجمع آخر فى الغرب بدل دا ، أُتجبر الأساقفة اللى شاركو فى مجمع افسيوس التانى علا التوقيع على قرارات مجمع خلقدونيا ، و وافقت الأغلبية علا التعريف الكاتوليكى لطبيعة المسيح المزدوجه مجتمعخ فى جسد واحد ، و انتها المجمع باصدار قرار بان " المسيح و الأب من طبيعة واحده فى ألوهيته، و ان المسيح و البشر من طبيعة واحدة فى انسانيته ".
المجمع أصدر 28 قانون ، و نص القانون الأخير علا موضوع خطير و هو : " ان المدينة اللى تتشرف بالسيادة و بوجود مجلس الشيوخ فيها ، اللى بتملك كل الامتيازات زى مدينة روما القديمة العظيمة لابد أن يعلى قدرها فى الأمور الكنسية زى روما ب يبقى ترتيبها المركز التانى فى قائمة الشرف الكهنوتى بعد كنيسة روما ". ده القانون هو اللى خللا الكنيسة البيزنطيه فى القسطنطينيه فى المركز التانى بعد الكنيسة الكاثوليكية فى روما و نسف ده القانون السادس لمجمع نيقيا المسكونى اللى أكد علا الحقوق التاريخية لبطريركية اسكندريه و بطريركيه انطاكيا. القانون الخلقدونى رفع كنيسة بيزنطه للمركز التانى علا حساب كنيسة الاسكندرية اللى فى الواقع أقدم و أعرق . و أكمن الكنيسة الكاثوليكية أخدت مبدأ ازدواجية طبيعة المسيح فبطبيعة الحال وقف فى صفها الأساقفه النسطوريين و أساقفة انطاكيا و عزلت الكنيسة المصرية القبطية ، و تم اذلال بطريرك الاسكندرية بطريقة مهينه اوى.
وختم المجمع أعماله فى 1 نوفمبر 451 بدى القرارات اللى فصلت بين كنائس اوروبا الشرقية و الغربية من ناحية و الكنيسة المصرية القبطية من ناحية تانيه . و فضلت كنيسة روما و مؤرخيها وصف الكنيسة القبطية بـ" الانفصاليين " و " المنشقين " و ده منافى للحقيقة والواقع أن كنيسة الأسكندرية ما كانتش تبع لكنيسة الكاثوليكية لكى تنشق و تنفصل عنها .[10]
وفى وقتها ، أكد الأساقفة المصريين انهم مايقدروش يرجعو مصر و معاهم خبر عزل بطريرك الكنيسة القبطيه . و لما وصلت الأخبار لمصر ثار شعب اسكندرية و هاجم الحاميه البيزنطيه فى المدينه و قتل عساكر كثير ، لكن المحتلين استطاعو أن يفرضو ع المصريين بطريرك ملكانى خلقدونى هو برتارس و أجلسوه علا كرسى اسكندرية بدل ديوسقوروس اللى اتنُفالجزيرة جنفره فى أقليم بفلاجونيا قدام ساحل أسيا الصغرى سنة 454 و يقال انه بعت الى مصر الأسنان اللى خلعتهم بولكيريا و شعر ذقنه اللى نتف ، وقال: " دا ثمرة تعبى علا الأمانه ". و بقا برتارس الملكانى علا كرسى الاسكندرية لغاية وفاة الامبراطور ماركيانوس سنة 457 فهجم أهل الاسكندرايه عليه فى يوم الجمعة الحزينة و قطعو جسده فى صحن كنيسته و حطو تيموثاوس التانى اللى كان علا مذهب الكنيسه المصريه ، لكن بعدما جلس تلات سنين علا كرسى الاسكندرية بعت البيزنطيين قوات عسكرية فاعتقلته و نفته ووضعت مكانه سوريس الملكانى . و دخل الأقباط فى عصر مفزع من عصور الاضطهاد و اتقتل منهم اعداد كبيرة قد تتجاوز من قتل على ايد الرومان الوثنيين ، لكن المصريين قاومو المحتلين و ألتفو حول كنيستهم و عقيدة الطبيعة الواحدة اللى بقيت مذهبهم القومى ، وقام المصريين بالتهرب من دفع الضرايب اللى فرضها البيزنطيين ، و لجؤوا للأديرة اللى ظهرت فى مصر علا أيدين قديسين أقباط كوسيلة للهروب من الاضطهاد البيزنطى و الالتفاف حول عقيدة كنيستهم.
شوف كمان
تعديلفهرست
تعديل- ↑ روفيله 27-29
- ↑ منسى يوحنا، 258-259 و 263 و 274-275 و 286 و 288
- ↑ Iris Habib el Masri, p.4-6
- ↑ Aziz Surial, Coptic contribution , p.12
- ↑ عزيز سوريال 20 و 74-75 و 87 و 97-98
- ↑ أ ب حسين فوزى، 159-160 و 162
- ↑ Toynbee, p.338 and 345
- ↑ Toynbee, p.345
- ↑ الباربولانى parabolani وكانو كإنهم رايحين للتشجيع و يسافرو مع البابا عشان أن يهتفو له و يعضدوه فى الغربه
- ↑ عزيز سوريال، 73-75
مصادر
تعديل- حسين فوزى :سندباد مصرى، جولات فى رحاب التاريخ، دار المعارف، القاهرة 1990
- عزيز سوريال عطية ، تاريخ المسيحية الشرقية، ترجمة اسحاق عبيد، المشروع القومى للترجمة، المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة 2005
- القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الانشا ، دار الفكر، بيروت 1988.
- منسى يوحنا : تاريخ الكنيسة القبطية، مكتبة المحبه ، القاهره 1983.
- يعقوب نخلة روفيله : تاريخ الامة القبطية، مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ القبطى، القاهرة 2000.
- Aziz Surial Atteya, The Coptic contribution to Chriatian civilization
- Iris Habib el Masri, The History of Christianity in Egypt, Newsberry springs, Clifornia, USA 1982
- Tadros Y. Malaty, Introduction to the Coptic Orthodox Church, St. George Church, Alexandria 1993
- ( ارنولد توينبى) Toynbee, Arnold J., Mankind and mother earth, Oxford university press 1976
- Encyclopeadea Britannica, Mcropeadia, Encyclopeadea Britannica, Inc USA 1978
- Encyclopeadea Britannica, Macropeadia, Encyclopeadea Britannica, Inc USA 1978
المجامع المسكونيه السبعه | |
---|---|
مجمع نيقيا الاول - مجمع القسطنطينيه الاول - مجمع افسس - مجمع خلقدونيا - مجمع القسطنطينيه الثانى - مجمع القسطنطينيه الثالث - مجمع نيقيه الثانى |