القرافه
القرافه (نطق مصرى : الأرافه ) كانت بتتسمى كمان قرافة الفسطاط ، هى منطقة مدافن اسلاميه تاريخيه فى جنوب القاهره تحت جبل المقطم بتضم ترب و اضرحه و قبب اثريه بتعتبر تحف فنيه فريده مش مجرد مدافن. بتحكى القصه ان المقوقس قال لعمرو بن العاص بعد ما غزا مصر ( 640 -642 ) ان المنطقه ما بين جبل المقطم و الفسطاط عباره عن حته بيطلع فيها شجر الجنه ، فلما قال للخليفه عمر بن الخطاب عن اللى قاله المقوقس قاله يعملها مدافن للمسلمين فدفن فيها عدد من المسلمين و بيتقال ان اول واحد اتدفن فيها كان واحد اسمه عامر. و بيقول المقريزى ان المدافن دى اتسمت قرافه نسبه لقبيله يمنيه من المغافر اسمها بنو قرافه. القرافه اتبنى فيها جامع اسمه " جامع القرافه " و بقى اسمه بعد كده " جامع الأولياء " ، و ما بقتش بس مكان لدفن الميتين لكن بقت كمان منطقه بيسكن فيها الناس و بتتعمل فيها انشطه اجتماعيه و كانت الناس بتسهر فيها على ضى القمر فى ليالى الصيف و يجيبوا اكل و حلويات و مشاريب و اتبنت فيها بيوت لسكن اعيان القاهره و اتحولت المنطقه لمتنزه من اجمل متنزهات القاهره اللى بتروح الناس تتفسح فيها ، و عشان كده اتقالت فيها اشعار زى :
| ||||
---|---|---|---|---|
البلد | مصر | |||
التقسيم الادارى | محافظة القاهره ، وحى الخليفه | |||
احداثيات | 30°02′48″N 31°16′35″E / 30.0467°N 31.2764°E [1] | |||
تعديل |
ان القرافه قد حوت ضدين من .:. دنيا و اخرى فهى نعم المنزل
تطور القرافه
القرافه حاجه مالهاش مثيل فى كل الدنيا و عباره عن متحف مفتوح للفن و العماره ، الحته اللى فيها القرافه كانت فى الاول مكان بتعيش فيه قبيلة عربان من اليمن اسمها " بنو قرافه " و عشان كده اتسمت المنطقه " قرافه ".
زمان فى العصور الوسطى قبل ما يتبدل حال المصريين و تعانى اثار مصر و تحفها من الاهمال و اللامبالاه كانت القرافه مكان نضيف كل مبانيه لونها ابيض بتبان للعين زى مدينه بيضه على وصف المقريزى " كأنها الكافور والزعفران " ، و المقطم فوقيها زى حيطه وراها. و القرافه كانت متقسمه على " القرافه الكبرى " و " القرافه الصغرى " و اندفن فيها سلاطين و امرا مصر و عيلاتهم و فيها ضريح الامام الشافعى. فى سنة 1211 بعد ما دفن الملك الايوبى الكامل محمد بن العادل ابن ليه جنب تربة الامام الشافعى و بنى قبه كبيره فوق تربة الشافعى بنى الناس ترب جنبها و اتسمت الحته اللى فيها ضريح الشافعى القرافه الصغرى. القرافه الكبرى كانت الجزء اللى كان فيه جامع اسمه " جامع الاوليا " مكانه دلوقتى حوش ابو على ، و كان فيها مدافن و جوامع و اصطبل و سوق و بيوت. مابين ضريح الامام الشافعى و باب القرافه كان فيه ميدان بتتعمل فيه سباقات حصنه و كانت مسافة المسابقات بتتحدد من تربة فلان لتربة فلان و الناس كانت بتروح هناك عشان تتفرج. فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بنى الامرا ترب جديده فى القرافه و العسكر و عامة الناس قلدوهم ، فاتبنت ترب و خانكات و اسواق و طواحين و حمامات و بقت المنطقه عامره بالمبانى و السكان و الزوار و بقى فيها شوارع و بقت الحته المفضله للسكنى فى القاهره و بنى فيها الاغنيا سرايات.
القطريه
من خرافات المصريين فى العصور الوسطى كانت حكاية " القطريه ". ففى سنة 1041 ، فى عهد الخليفه الفاطمى المستنصر بالله ابو تميم ، انتشرت قصه فى القاهره ان فيه حاجه اسمها " القطريه " بتنزل من جبل المقطم و بتخطف عيال الناس اللى ساكنين فى القرافه ، فخافت الناس و عزلت اعداد كبيره من السكان. و بتحكى القصه ان كان فيه واحد من اكابر البلد اسمه " حميد الفوال " كان مسافر على حمار من اطفيح للقاهره ، لكن لما وصل حلوان على العشا شاف واحده ست قاعده فى السكه فلما سألها عن حكايتها قعدت تشكيله حالها فركبها وراه ع الحمار و مشى بيها لغاية ما بعد شويه لقى الحمار طب بيه و مات ، فلما اتدور لقى الست غارزه ضوافرها فى بطن الحمار فاتخض و جرى و راح على والى مدينة مصر و حكاله ع اللى حصل ، فلم الوالى بعضه و خد وياه ناس و راحوا يعاينوا الحمار فلقوا " القطريه " أكلت بطنه. و فضلت القطريه تخطف الناس و تنبش الترب و تاكل جثث الميتين لغاية الناس ماخافوا و مابقوش يدفنوا حد فى القرافه لمدة طويله لغاية القطريه مااختفت و خلصت حكايتها .[2]
حكايه تانيه حكاها الرحاله مارتين فون باومجارتن Martin von Baumgarten فى القرن الستاشر و من بعده أجريبا دوبينيه Agrippa d'Aubigné فى كتابه " التراجيديات Les Tragiques " بتقول ان كان فى القرافه جامع لما بتتعمل فيه الصلا بيطلع الميتين من تربهم و يفضلوا واقفين طول وقت الصلا من غير مايتحركوا و بعد ما تخلص الصلا كانوا بيختفوا.[3]
وصف الرحاله
على مر التاريخ لفتت القرافه نظر الرحاله و زوار القاهره الغربيين و الشرقيين اللى لاحظوا ان القرافه دى مش مجرد مدافن و ترب للميتين لكن مدينه واسعه للأحياء و الأموات و جنب تربها فيه قصور و اضرحه بقباب مزخرفه و مبانى عاليه و ضخمه عباره عن اعمال فنيه و هندسيه راقيه جداً.
الرحاله الاندلسى ابن جبير زار القرافه سنة 1183 فى العصر الأيوبى ، ايام السلطان صلاح الدين الأيوبي ، و بات فيها و وصفها بانها من عجايب الدنيا و ان فيها مشاهد الأنبيا و الصالحين و اهل البيت و قبور الشهدا اللى استشهدوا مع سارية الجبل. و شاف مشهد أبهه مدفون فيه تابوت فضه بيعتقد ان راس الامام الحسين فيه. وصف ابن جبير المشهد بانه " حفيل يقصر الوصف عنه ولا يحيط الادراك به " ، و ان كان فيه " من انواع الرخام المجزع الغريب الصنعه البديع الترصيع ما لا يتخيله المتخيلون ولا يلحق ادنى وصفة الواصفون " ، و فوق كده وضح ان المشهد ده مالهوش مثيل فى الدنيا و مفيش مبنى اعجب و لا أبدع منه و ان " لا ينبغى لعاقل أن يتصدى لوصفه لأنه يقف موقف التقصير والعجز. و شاف ضريح الامام الشافعى و وصفه بانه " من المشاهد العظيمه احتفالاً واتساعاً " ، و ذكر ان كانت قدامه مدرسه مالهاش مثيل و ان اللى يطوف فيها يتهيأله انه فى بلد مستقل بذاته. بيقول ابن جبير ان القرافه مليانه جوامع و مبانى بيعيش فيها الغربا و العلما و الصالحين و الناسكين و السلطان بيطلع لهم معاش شهرى .[4]
الرحاله ابن بطوطه زار مصر سنة 1325 و هى فى اوج ازدهارها الحضارى و العمرانى فى العصر المملوكى فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بعد ابن جبير بحوالى قرن و نص ، و بطبيعة الحال القرافه كانت اتطورت اكتر و اتوسعت و اتملت بتحف عمرانيه مملوكيه.
زى ابن جبير ، انبهر ابن بطوطه بقرافة القاهره لكن الظاهر انه ما شافش غير الجزء الجنوبى بتاع القرافه بس [3] ، و بدأ كلامه عنها بقوله : " ولمصر القرافة العظيمة الشأن فى التبرك بها " ، و ذكر انه بيبنوا فى القرافه قباب جميله و بيحطولها حيطان فبتبقى زى العمارات و بيبنوا فيها بيوت و بيقروا القرآن هناك ليل نهار بأصوات جميله ، و فيه بيبنوا زوايا و مدارس جنب الترب. و قال ان الناس رجاله و ستات و عيال بيزوروها كل ليلة جمعه وفيها اسواق فيها كل انواع الأكل. ابن بطوطه زى ابن جبير وصف مشهد الامام الحسين فى القرافه و قال انه ضخم و عجيب و ان فيه ملجأ لفقرا الصوفيه. و وصف تربة السيده نفيسه بانها " أنيقة البناء " .[5]
مش بس الرحاله الشرقيين اللى انبهروا بالقرافه ففى العصور الوسطى زار مصر رحاله اوروبيين انبهروا هما كمان بالقرافه و كتبوا عنها. الرحاله الفينيسى ايمانويل بيلوتى Emmanuel Piloti كتب فى القرن خمستاشر : " على مسافة ميل من القاهره فيه مدينه مش متسوره ، فى وسع مدينة فينيسيا، و فيها مبانى عاليه و مبانى واطيه. فى المدينه دى بيندفن اموات اهل القاهره. كل واحد هناك ليه فيها مبنى فى المدينه دى. فى المبانى الواطيه بيتدفن الميتين و فى المبانى العاليه النبلا صحابها بيتصدقوا هناك على الفقرا كل يوم جمعه. و ه يوم الأجازه و يوم الصلا الجماعيه ، و يوم طبخ وجبات كبيره من اللحمه. فى اليوم ده كل فقرا القاهره بيروحوا هناك عشان ياكلوا و ياخدوا الصدقات ". و بيوصف ان القرافه بقت المكان اللى بتتبنى فيه مقابر فخمه عشان يتدفن فيها السلاطين المماليك ، و بيقول ان مبانى القرافه ناصعه البياض و ان القباب و المنارات الطالعه فى السما بتدى المكان جو من السكينه و الحزن فى نفس الوقت و وقت الغروب بتبقى المبانى زى الظلال المرتفعه فى السما.
رحاله اوروبى تانى وصف القرافه بقوله : " فيه جبانات واسعه موجود فيها مدافن المسلمين ، و فيها مبانى روعه مبنيه من الرخام و المرمر و احجار راقيه تانيه ، و هى مبانى متقنه البنا و مدهبه ، عمرى ما شفت حاجه زيها فى كل بلاد المسيحيين. دى مقابر السلاطين و الامرا و النبلا بتوع زمان ".
الألمانى برنارد فون بريدنباخ Bernhard von Breydenbach زار مصر فى عهد السلطان الأشرف قايتباى و كتب عن القرافه و قال ان كل سلطان ليه جامع مخصوص فى حته اختارها لنفسه فى المنطقه دى ، و ان السلطان قايتباى امر ببنا جامع كبير و واسع ليه مآذن عاليه و مزخرفه بمهاره ، و امر ببنا بيوت كبيره جواها اود كتيره عامله زى صوامع الاديره و فيها بيسكن الفقها.
المستشرق العلامه جاستون فييت Gaston Wiet وصف مقبرة السلطان قايتباى فى القرافه بقوله بانها مقبره ضخمه بتحير العقل بروحها المرحه ، و ان فى مقبرة قايتباى بنشوف ولادة فن زخرفى مستواه رفيع و فيه سحر و جمال. و بيقول فييت ان الزخرفه اللى فى ضريح قايتباى بتمثل ازدهار فن الزخرفه المتألقه و ان التأنق فى المبنى ده وصل لذروته و لأقصى درجات الروعه و ان اللى يزور المبنى بيحس ان المبنى بيرحب بيه بسماحه و هدؤ ، و لو الواحد اتبع المزج الدقيق بين الخطوط اللى تقريباً بتشكل ميلودى متناسقه بيصعب عليه انه يقرر انه واقف قدام عمل نحتى و لا عمل لصايغ. بيشير فييت لان الاضرحه اللى فى القرافه اخدت مظهر أليف و وديع و ان دى حاجه غريبه فعلاً. فالساحه الجنايزيه اللى منتشره فيها القباب و المآذن ما بيحسش الواحد فيها خالص بالحزن.[6]
لستة أهم اثار القرافه
اسم الاثر | المكان | التاريخ | العصر | اسم الاثر بالانجليزى |
قبة و جامع الامام الشافعى | القرافه الصغرى | 1176 | الأيوبى | Imam Shafi'i dome & mosque |
المدرسه الصلاحيه | القرافه الصغرى جنب قبة الامام الشافعى | 1176 | الأيوبى | al-Salahiya Madrasa |
قبة طشتمر ( حمص اخضر ) | القرافه الشرقيه | 1335 | المماليك البحريه | Tashtimur (Homos Akhdar) dome |
قبة تنكزبغا | القرافه القبليه | 1359 | المماليك البحريه | Tankizbugha dome |
قبة تنزبغا | القرافه الشرقيه | 1362 | المماليك البحريه | Tanzbugha dome |
جامع الامير قرقماس (امير كبير) | القرافه الشرقيه | 1506-1507 | المماليك البرجيه | Qurqumas funerary complex |
مجمع دفن السلطان اينال | القرافه الشرقيه | 1451-1456 | المماليك البرجيه | Inal funerary complex |
قبة برسباى البجاسى | القرافه الشرقيه | 1456 | المماليك البرجيه | Barsbay al-Bagasi dome |
جامع و ضريح السلطان قايتباى | القرافه الشرقيه | 1472-1473 | المماليك البرجيه | Qaytbay tomb & mosque |
حوض و ضريح السلطان قايتباى | القرافه الشرقيه | 1474 | المماليك البرجيه | Qaytbay trough & dome |
كرسى و ضريح السلطان قايتباى | القرافه الشرقيه | 1474 | المماليك البرجيه | Qaytbay seat & tomb |
مدفن أولاد قايتباى | القرافه الشرقيه | - | المماليك البرجيه | Qaytbay´s sons mausoleum |
قبة القلشنى | القرافه الشرقيه | 1444-1475 | المماليك البرجيه |
al-Qalashni dome |
خانقاه السلطان الناصر فرج | القرافه الشرقيه | 1400-1411 | المماليك البرجيه | al-Nasir Farag khanqah |
قبة جانى بك الأشرفى | القرافه الشرقيه | 1427 | المماليك البرجيه | Gani Bak al-Ashrafi dome |
جامع و خانقاه السلطان برسباى | القرافه الشرقيه | 1432 | المماليك البرجيه | Barsbay mosque & khanqah |
جامع الامام الليث | القرافه الصغرى فى مقبرة الامام الشافعى | 1505 | المماليك البرجيه | Imam al-Layth mosque |
قبة السلطان الظاهر قانصوه | القرافه الشرقيه | 1499 | المماليك البرجيه | Tomb of Abu Sa'id Qansuh |
صور و رسومات من القرافه
-
قبه من مدفن الناصر فرج
-
مدفن الظاهر قانصوه.
-
ضريح الأشرف خليل
-
رسم لمدفن السلطان قايتباى
-
رسم لأضرحة الامير قرقماس و السلاطين اينال و الظاهر قانصوه
-
حوش الباشا
-
حوش الباشا من جوه
-
قبة السيده رقيه
-
ضريح السيده رقيه
-
محراب ضريح السيده رقيه
فهرست وملحوظات
مراجع
- ابن بطوطه: رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، دار الكتب العلمية، بيروت 1992.
- ابن جبير : رسالة اعتبار الناسك فى ذكر الاثار الكريمة و الناسك، دار ومطبعة الهلال، بيروت 1986
- جاستون فييت : القاهرة مدينة الفن والتجارة ، ترجمة د. مصطفى العبادي، عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، القاهرة 2008
- المقريزى : المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط والآثار (4 اجزاء)، مطبعة الادب، القاهرة 1968.
- على مبارك ، الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة، المطبعه الاميريه ، بولاق 1306هـ
- القلقشندى: صبح الأعشى فى صناعة الانشا (15 جزء)، دار الفكر، بيروت.
- Baumgarten, Martin von, Pergrinatio in Egyptum, Nuremberg 1594
- Breydenbach, Bernhard von, Les Saintes Pérégrinaytions. Text et traduction par F. Larrivaz, Le Caire 1904
- Doris Behrens, Cairo of the Mamluks, I.B. Tauris, London, New York 2007 ISBN 978-1-84511-549-4
- Piloti, Emmanuel, L'Egypte au commencement du quinziéme Siécle, Redigé par P.H. Dopp. Le Caire 1950