المسرح المصرى

نشأة وتطور المسرح فى مصر عبر العصور

المسرح المصرى

البلد
مصر  تعديل قيمة خاصية البلد (P17) في ويكي بيانات
[[تصنيف: غلط فى قوالب ويكى بيانات|]]
موسيقيون مصريون قدماء

فى العصر المصري القديم تعديل

كهنة معبد أمون فى مدينة طيبة فى مصر القديمة عرفوا فن تشخيص الروايات والقصص الأدبية بصورة مدعومة بالشعر والموسيقى وقدام جمهور من الصفوة (الأمراء والنبلاء والحكام) ودا قبل مايتعرف فى بلاد اليونان بقرون كتيرة.؟

بيقول المؤرخ الأغريقي هيرودوت (ت 425 ق.م.) إن كهنة أمون كانو بيعدوا ساحة المعبد المقدس فى الأعياد والمناسبات الدينية لتقديم عروض تشخيصية، واحد فيهم بيقوم بدور إله الشر ست، وواحد تاني بيقوم بدور اوزيريس، وست بتلعب دور أيزيس، وطفل بيقوم بدور حورس.. وبتكون العروض مدعمة بالموسيقى لتحفيز المشاهد وتخليه يتفاعل مع الحدث ويعيش معاه، كمان كانت بالملابس والمكياج اللي معروف بيه الشخصيات دي وبنشوفه فى النقوش على جدران المقابر، يعني الكلام دا كان بيتم تقديمه لغاية عصر هيرودوت (تقريبا القرن الخامس قبل الميلاد) وبيؤكد دا الدكتور سليم حسن فى موسوعة مصر القديمة، وكمان اكتشافات العالمان كورنتس 1932 وكورت 1938 اللي عثروا على برديات بتحوي نصوص مسرحية لعروض كانت من 40 مشهد، فى صورة اقرب ماتكون للشعر لتصوير مأساة ايزيس وبحثها عن زوجها فى كافة البلاد، وعرقلة الأله ست واللي بيحول دون إلتقاءهم سوا بشتى الصور (اللي هيا أسطورة ايزيس واوزيريس المعروفة) ودا بيؤكد ان الفراعنة عرفوا فن المسرح من ألاف السنين.

المسرح الشعبي القديم تعديل

أما المسرح الشعبي اللي كان منتشر بين عامة الناس فى قرى ومدن مصر، فكان متمثل فى فرق من الرحالة المتجولين منهم الراقصين والموسيقيين والممثلين، بيقدموا روايات قصيرة لا تتعدى اكثر من 10 دقائق وبيلفتوا النظر لهم بالموسيقى والرقص ويلموا من الناس غلة وبيض وأطعمة علشان المصري القديم ماكانش عرف التعامل النقدي فى الوقت دا يعني صورة قريبة جدا من اللي بيحدث فى ارياف وصعيد مصر للوقت الحالي بصورة كبيرة.

العصر اليوناني الروماني تعديل

وفي العهد اليوناني الروماني ظهر المسرح الأغريقي بصورته التقليدية، لكن فى مدينة الأسكندرية اللي كانت بتمثل الثقافة الهلينستية وكان بيقدم بصورة اغريقية خالصة فى ساحات وقصور امراء وملوك البطالمة والنبلاء، ولاحقا فى العصر الروماني تم عمل مسارح بالصورة التقليدية واللي كانت منتشرة فى اوروبا وشمال افريقيا وسوريا، و كانت بتبقا فى مناطق تجارية وتخصص لإجتماعات الادباء والشعراء والعروض الفنية والموسيقية، زي المسرح الروماني بالأسكندرية واللي تم اكتشافه بالكامل سنة 1964. وبدخول العصر المسيحي وبعد اقرارها كديانة رسمية للأمبراطورية الرومانية فى عهد الأمبراطور ثيودوسيس (ت 395) فقضى المسيحيين على اغلب دى الفنون لأرتباطها بأحداث وثنية، فأندثر الفن دا زي ما اندثرت أمور كتيرة فى الوقت دا.

 
عرض الاراجوز

دخول العرب تعديل

وبعد دخول العرب لمصر، ورغم ذيوع الشعراء فى انحاء الدولة الأسلامية، وكمان انفتاح العرب على الحضارات التانية ونقلهم كتير من العلوم والأداب الأغريقية والرومانية لكن ماكانش فيه انتشار لفن المسرح بالصورة اللي نعرفها النهاردا، لكن فى العصر المملوكي فى مصر فى القرن التلاتاشر الميلادي انتشر فن خيال الظل (قَرَة كُوْز) فى ربوع مصر، ودا فن نشأ فى بلاد القوقاز واغلب الظن انه نشأ فى اواسط اسيا، وكان عبارة عن شاشة بيضاء بيلعب وراها خيالات لشخصيات مع اشعار وقصص وموسيقى لتقديم رواية قصيرة ذات مغزى ولاحقا تطور الفن دا واصبحت الشاشة البيضاء خلفية بتلعب امامها الشخصيات اللي كانت عبارة عن عرائس تتحرك امام المشاهدين وانتشر شعبيا بإسم “الأراجوز”، وكان له فنانين ومؤلفين اشهرهم كان ابن دانيال الكحّال (ت 1335م) واللي كان له رواية اسمها “طيف الخيال”. وبيقول المؤرخ ابن إياس الحنفي ان السلطان سليم الاولانى (يافوز) لما دخل مصر سنة 1517م اعجب بفن خيال الظل وأخده معاه الأستانة لأبنه بايزيد علشان يشوفه، ودا دليل على انه ماكانش موجود فى مدن الدولة العثمانية فى الوقت دا.

الحمله الفرنسيه تعديل

بعد دخول نابليون بونابرت لمصر بحملته سنة 1798، أنشأ مسرح لجنوده للتسلية فتكونت فرقة "الكوميدي فرانسيز" الكوميدية ، وكان الفن اللي بيقدم فيه باللغة الفرنسية، بيقول الجبرتي:

“وفي شعبان سنة 1215 كَمُلَ المكان اللى أنشأوه بالأزبكية عند المكان المعروف بباب الهواء، وهو المسمّى فى لغتهم بالكُمِري (لعله يقصد الكوميدي) وهو عبارة عن محل يجتمعون فيه كل عشرة ليال ليلة واحدة يتفرجون به على ملاعيب يلعبها جماعة منهم بغرض التسلي والملاهي مقدار اربع ساعات من الليل وذلك بلغتهم ولا يدخل اليهم واحد من الا بورقة معلومة وهيئة مخصوصة..” (تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر ج1، عبد الرحمن الرافعي، دار المعارف 1987) وبعد خروج الحملة من مصر سنة 1801م انتهى فن الكوميدي، ولم يعاود الظهور مرة اخرى الا بعد سنين طويلة.

 
دار الاوبرا الخديويه فى اخر ايامها فى الستينات
 
دار الاوبرا الخديويه فى عصر امجادها
 

عصر الخديوي اسماعيل تعديل

وفي حفل افتتاح قناة السويس سنة 1869م أنشأ الخديوى اسماعيل دار الاوبرا فى مكانها القديم بميدان العتبة، عشان يتم تقديم عروض اوبرالية امام ملوك وامراء اوروبا اللي كان عازمهم فى الاحتفال الكبير، فى وقت ماكانش حد فى مصر يعرف شيء عن الفن دا نهائي!.. وكلف الخديوي اسماعيل الموسيقار الايطالي فيردى بعمل أوبرا يتم استخلاصها من التاريخ المصري القديم فقدم أوبرا عايدة ونظرا لعدم اكتمال التأليف فتم عرض اوبرا ريجوليتو أولا وتم عرض عايدة بعدين ، بالإضافة الى ان العروض كانت باللغة الأيطالية ودي ماكانتش لغة منتشرة بين الناس، وبعد انتهاء الاحتفال تم اغلاق دار الأوبرا لفترة طويلة جدا رغم تكلفة انشاءات كبيرة فى الوقت دا. لكن بعدين تم ترجمة اوبرا عايدة للغة العربية وتم تقديمها للجمهور فى مصر اللي ماكانش متقبلها فى بداية الأمر قبل انتشار المسرح الغنائي فى اواخر القرن التسعتاشر.

كمان شيد الخديوي فى تلك الفترة مسرح تانى فى الطرف الجنوبي من جنينة الأزبكية المطل على ميدان العتبة سنة 1870، وعلى ده المسرح ولد أول مسرح وطني. وشهد ده المسرح سنة 1885 م أول موسم مسرحي لفرقة ابو خليل القبانى بالقاهرة، كمان قدمت فرقة اسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي أشهر أعمالها على نفس المسرح من سنة 1891ل1905. وكان سنة 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامه حجازى على تياترو الازبكية.

يعقوب صنوع تعديل

دخل فن المسرح لمصر بصورته العصرية على ايد الفنان يعقوب صنوع (الشهير بابي نضارة) سنة 1876م واللي كان بيجيد اللغة الأيطالية والفرنسية، فقام بترجمة كتير من أعمال الأدب العالمي وتقديمها عن طريق فرق مسرحية من الشام سليم نقاش وأديب نقاش، وكان دا بتشجيع من الخديوي اسماعيل اللي كان سعيد بانشاء فن مسرحي فى مصر زي ماشافه فى بلاد اوروبا، وحضر بعض مسرحياته واعجب بيها ولقبه بموليير مصر، وكان يعقوب صنوع جريء وعنده رغبة جامحة للإصلاح، فانتقد بعض الأمراء وسخر منهم ومن الأداء الحكومية وندد بظلم الخديوي إسماعيل وتعسف حكام البلاد فى عهده، لاسيما فى مسرحية “الوطن والحرية” مما أثار عليه حفيظة الطبقة الحاكمة وعلى رأسها إسماعيل نفسه فأمر بإغلاق مسرحه!..

 
دار أوبرا الإسكندرية

سليم نقاش ومارون نقاش تعديل

وفي الأسكندرية انتشر فن مارون النقاش وسليم نقاش ودول شوام قدموا كتير من العروض المسرحية فى بيروت ودمشق، وجم ليقدموا فنهم فى مصر سنة 1876م وشاركهم الترجمة والتأليف اديب اسحاق اللي كان له دور كبير فى الحياة الصحفية والأدبية فى مصر اواخر القرن 19 (للمزيد طالع هنا) وظهر كمان يوسف خياط سنة 1884 ودا كان أديب سوري ساهم فى تعريب كتير من مسرحيات الأدب الفرنساوى واثراء الحركة المسرحية فى بداية نشأتها فى مصر. وفي سنة 1888م شهد المسرح المصري تطور كبير على ايد أحمد ابو خليل القبانى وفرقته المسرحية، ودا لأنه نقل المسرح من الأقتباس عن الأدب العالمي الى التأليف المسرحي، فكان التاريخ العربي زاخر باعمال كتيرة قدمها القباني على مسارح القاهرة والأسكندرية، زي عنترة بن شداد وهارون الرشيد والأمير محمود ابن شاه العجم وغيرهم كتير.

القرن العشرين تعديل

 
جورج ابيض
 
نجيب الريحانى
 
الفريد فرج
 
على سالم

وفي بداية القرن العشرين انتشر الفن المسرحي الغنائي (الأوبيريت) بين الناس عن العروض المسرحية التمثيلية واللي كان مشهور بيها فى الوقت دا الفنان جورج ابيض واللي كان راجع من فرنسا سنة 1910 وتولى على عاتقه تأسيس المسرح الدرامي (التمثيلي)، لكن الغلبة كانت للمسرح الغنائي، ودا لأنه كان بيعتمد على العروض الغنائية الراقصة لكتير من الفنانين المعاصرين والمشهورين فى الوقت دا زي سلامه حجازى وبعده سيد درويش، لكن فى العشرينات ابتدا المسرح الدرامي ياخد وضعه بانضمام يوسف بك وهبي لقائمة رواد المسرح، فقدم اعمال لاقت نجاح كبير بين جمهور مصر فى القاهرة والأسكندرية وكمان الأقطار التانيه زي سوريا ولبنان ومراكش (المغرب العربي).

وكان بينافسهم فى الوقت دا رواد المسرح الكوميدي نجيب الريحانى وعلى الكسار، واللي قدموا عروض تميزت بالكوميديا الهادفة وانها كمان مصرية المنبع وغير مقتبسة عن الأدب العالمي، واشتهرت مسرحية “كش كش بك” لنجيب الريحاني واللي تم تقديمها على المسرح لفنرة طويلة واخدت شهرة واسعة بين الناس داخل مصر وخارجها، كمان اشتهرت شخصية عثمان عبد الباسط اللي قدمها على الكسار فى مسرحياته ولاحقا قدمها للسينما. وفي عشرينيات القرن العشرين ابتدا الرأي العام ينادي بوجود مسرح وطني مصري بعيد عن الادب العالمي، فنشأ المسرح الوطني سنة 1921.

وفي الفترة دي ظهر المسرح الشعري بعد ما دخل بعض الأدباء فى التأليف للمسرح زي أمير الشعراء أحمد بك شوقي، واللي قدم الكتير من المسرحيات زي “مجنون ليلى” و”مصرع كليوباترا” و”علي بك الكبير” وغيرهم، كمان فى سنة 1928 رجع من فرنسا الأديب توفيق الحكيم واللي قدم كتير من المسرحيات زي “أهل الكهف” و”أيزيس” و”نحو حياة افضل” وغيرها، ودي ابتدت تخلق مسرح مصري بعيد عن الأقتباس من الأدب العالمي.

فترة التلاتينات تعديل

ولما ازدهرت السينما فى التلاتينات، اتجه اغلب فنانين المسرح للأفلام السينمائية لكن مازال المسرح له جمهوره اللي كان بيحب يتفرج على الرواية قدامه ويتفاعل مع الممثلين مش على شاشة العرض، لكن فضلت الحياة الفنية قاصرة على الهواة والموهوبين الى أن اتأسس المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1944 وتأسس جيل من الرعيل الاولانى للمسرح واللي أخد على عاتقه تأسيس جيل جديد بيعتمد على الدراسة اكتر منها اعتمادا على الموهبة زي الجيل اللي قبلهم، وكمان تغيير نظرة المجتمع للفن واللي كان لغاية الوقت دا لا يحترم الممثلين ولا يأخذ بشهادتهم فى المحاكم!.. لكن النظرة دي تغيرت بعد ثورة 1952 ولما ابتدت الدولة ترعى الفن وتنشئ المسرح القومي وتنتج افلام سينمائية بنفسها، فتحولت الفرقة القومية المصرية اللي اتأسست سنة 1935 الى فرقة المسرح القومي، وظهرت كمان فرقة المسرح المصري الحديث وكل دا خلق جمهور كبير للمسرح زي ماهانشوف دلوقت.

فترة الستينيات تعديل

وشهدت فترة الستينيات بعد ثورة يوليه 1952 طفرة مسرحية غير مسبوقة علي صعيد الإخراج والتأليف والتجريب والترجمة، وبرزت فى المرحلة دي كوكبة كبيرة من المخرجين والمؤلفين اللي قدموا معظم عروضهم علي خشبة المسرح القومي، ومن هؤلاء سعد الدين وهبه ويوسف ادريس ونعمان عاشور وصلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوى ورشاد رشدى والفريد فرج وميخائيل رومان ومحمود دياب ونجيب سرور وعلى سالم، ومن المخرجين كرم مطاوع وعبد الرحيم الزرقانى، وجلال الشرقاوى وسمير العصفورى، وظهرت كمان حركة نقدية قوية.. لغاية ماجات الضربة القاصمة للفن عموما فى مصر والمتمثلة في: الاولانىي نكسة 1967 والانفتاح الأقتصادي فى السبعينات. واللي كان له اثر كبير فى العروض المسرحية المقدمة فى الوقت دا. وبعدها ظهر المسرح التجريبي فى مصر، وكان من المؤسسين لهذه الفكرة الكاتب والمخرج المسرحي السيد حافظ اللى قدم الكتير من المسرحيات على مسرح الحرية فى الإسكندرية وأسس فرقة الاجتياز اللى تنقلت لتقدم عروضها فى معظم مسارح قصور ثقافة الأقاليم فى المحافظات.

فترة الثمانينات والتسعينيات تعديل

وشهدت فترة الثمانينات والتسعينيات اتجاه العروض المسرحية لكوميديا الفارس (وهي الضحك للضحك بدون هدف) لما سيطر القطاع الخاص على المسرح وجري المنتجين ورا المكسب وشباك التذاكر عن تقديم فن هادف، وقل كمان دور مسرح الدولة، وقلت العروض الدرامية أو العروض الكوميدية الهادفة الا مسرحيات محمد صبحى أحيانا، وشهدت الفترة ظهور وتألق ممثلين كوميديان كتير زي عادل امام و محمد صبحى و احمد بدير و محمد نجم وسمير غانم وسيد زيان وغيرهم.