ثورة البشموريين (Peshmurians revolt) كانت اخر ثورات اقباط مصر الكبيره ضد الاحتلال العباسى سنة 831 فى عهد الخليفه المأمون اللى اعتقل و قتل اعداد كبيره من الأقباط و سبى ستاتهم و عيالهم. استعان المأمون ببطرك الأقباط الأنبا يوساب لإخماد ثورة البشموريين اللى رفضو يستسلمو لماكينة القمع العباسى و قلة حيلة البطرك. البشموريين هما سكان البشمور او البشرود، و دى منطقة ساحليه رمليه فى الدقهليه مابين فرعين دمياط و رشيد و كانو بيشتغلو فى صيد السمك و فى تصنيع ورق البردى إللى كان العالم كله بيستخدمه لتسجيل علومه و معارفه.

ثورة البشموريين
جزء من اضطهاد الاقباط
معلومات عامة
التاريخ حوالى 720 – 832
الموقع بشمور، مصر
النتيجة اتهزم المتمردين المصريون
المتحاربون
الخلافة الأموية
الخلافه العباسيه
المتمردين المصريون
القادة
749: حوثره بن سهيل
767: يزيد بن حاتم المهلبى
831–832: الأفشين حيدر بن كاوس
749: مينا، ابن ابايروس


تاريخ الامه القبطيه
تاريخ الكنيسة القبطية
قصة الكنيسة القبطية
الخطط المقريزيه من كتب المقريزى
السلوك لمعرفة دول الملوك

ثورة البشموريين ضد الاحتلال الأموى

فى سنة 642 احتل العرب مصر بعد ما طردو المستعمرين البيزنطيين ، و زى الرومان و البيزنطيين استمرو فى عملية نهب غلة مصر و فلوس المصريين عن طريق الضرايب و المكوس الجايره و فضلت مصر تتخرب و اقتصادها ينهار بسبب هروب المصريين من الأراضى الزراعيه اكمنهم ماعادوش قادرين يدفعو الضرايب الظالمه و اتدهورت احوال المصريين بدرجه كبيره و ماتت اعداد كبيره منهم من الجوع و الوبا. البشموريين قاومو الوجود العربى فى مصر لمدة سبع سنين بعد وقوع اسكندريه فى ايد عمرو بن العاص سنة 645 و كانو اول اقباط يتحدو المحتلين العرب و يرفضو دفع الضرايب. المصريين اللى فضلو مسيحيين و ماأعتنقوش الاسلام بقو بيتسمو أقباط و كانت حالتهم اوحش كمان من حالة المصريين اللى اعتنقو الاسلام اكمنهم كانو بيدفعو ضريبة اضافيه ( الجزيه ). فى سنة 661 استولى الامويين على مصر بعد ماقتلو الوالى العربى محمد بن أبى بكر الصديق و استمر النهب و التعسف و الإضطهاد ضد الاقباط طول العصر الاموى و فى سنة 725 ثار الاقباط فى تنديمى و قربيط و الحوف الشرقى فى الوجه البحرى و امتنعوا عن دفع الضرايب فبعتلهم الوالى العسكر فقتلوا منهم اعداد كبيره و فضل الاضطهاد شغال و وصل لذروته سنة 750. ففى سنة 750 فى وقت ولاية عبد الملك بن مروان وقت ما كان ابوه مروان مشغول فى الشام فى محاربة ابو العباس ، إبتدا يضطهد الاقباط فى مصر فثاروا و قتلوا عمال الخراج فى البشمور فى الدقهليه و قاوموه فى برارى الدلتا و بحيراتها فى المنزله و دمياط و انتصر الاقباط على عساكره مرتين بقيادة مينا ابن بقيره.

استيلاء العباسيين على مصر

استولى العباسيين على مصر سنة 750 بعد ما قتلو الأموى مروان و فضلت مصر البقره الحلوب للمستعمرين. فى بدايات الاحتلال العباسى اتحسنت احوال الاقباط نسبى عما كانت عليه ايام الامويين اللى ارهقوهم بالمظالم و الضرايب ، و السبب فى كده ان الاقباط أيدوا ابو العباس ضد مروان و ساعدوه لغاية ما جاب اجله ، و عاهدهم ابو العباس على انه حايكون عادل معاهم فإرتاح الأقباط شويه لغاية مافى ظرف تلت سنين رجعت ريما لعادتها القديمه و ابتدا الإضطهاد العباسى و معاه ثورات الأقباط. بيقول المؤرخ القبطى ساويرس بن المقفع اللى كان بيسمى العباسيين خراسانيين : " ولما كان فى تالت سنة من مملكة الخراسانيين ، أضعفوا الخراج و أكملوه على النصارى ولم يوفوا لهم بما وعدوهم ". مابين 739 و 773 قامت خمس ثورات كبيره لكن اكبر ثوره كانت سنة البشموريين سنة 831.

استمر الدمار اللى عم مصر و اتدهورت حالة المصريين بشكل مريع او زى ماوصف المؤرخ ابن إياس : " قد ال امرها الى الخراب ". وده كان بسبب قلة الزراعه و كساد التجاره و موت اعداد كبيره من المصريين بسبب الاوبئه و قتلهم على ايدين الولاه الفاسدين الظلمه و طبعاً بسبب قلة المبالغ المنهوبه من الاقباط على شكل ضريبة راس ( جزيه ) و غرامات بعد ماماتت من الفقر و الوبا و اسلمت اعداد كبيره منهم بالرضا و بالإضطرار للهروب من الضرايب و القمع.

ثورة البشموريين ضد الاحتلال العباسى

ثورة البشموريين سنة 831 كانت اخر ثورات الأقباط الكبيره فى العصر العباسى و حصلت فى عهد الخليفه المأمون وبيتلاحظ ان المصريين المسلمين و لحد العربان انضمو ليها ضد الحكم العباسى. بيقول المقريزى : " لما كان فى جمادى الاولانىى سنة 216، انتفض اسفل الارض بأسره عرب البلاد و قبطها ". فبعد ما بقى المأمون خليفه على العباسيين سنة 813 عين اخوه المعتصم والى على مصر فوكل المعتصم واحد اسمه عمر ابن الوليد و ده عمل مظالم كتيره و جار على الأقباط لغاية ما رفض اهل الوجه البحرى دفع الخراج و قامت ثوره امتدت لنواحى كتيره فى مصر و لحد فى الصعيد و حصلت اهوال اتقتلت فيها اعداد كبيره من الطرفين و اتقتل عمر بن الوليد و اتوكل مكانه الجلودى ، و راح المعتصم بعساكره و هاجم منطقة الحوف و قتل اعداد من سكانها و استمرت الثوره لغاية ماراح الخليفه المأمون بنفسه على مصر عشان يقضى عليها بنفسه و شاف الحاله الضنك اللى كانت فيها مصر و بيتقال انه عاتب الوالى و قاله : " حملتم الناس ما لا يطيقون " ، و قدر انه يخمد الثوره بإستخدام القهر و الملاينه ، و من اعماله فى مصر اللى قضى فيها حوالى شهرين اضافه لإنه اعتقل و قتل اعداد من الأقباط و سبى ستاتهم و عيالهم انه عمل فتحه فى الهرم عشان يدور على دهب و كنوز مصر.

البشموريين قاومو الوجود العربى فى مصر لمدة سبع سنين بعد وقوع اسكندريه فى ايد عمرو بن العاص سنة 645 و كانو اول اقباط يتحدو المحتلين العرب و يرفضو دفع الضرايب. البشموريين على وجه الخصوص اتوصى بيهم العرب فى التعسف و القهر والإضطهاد و التنكيل. بيحكى ساويرس ابن المقفع ان العرب كانو بيعاملو البشموريين بالذات بطريقه فى غاية القسوه فكانو بيربطوهم بسلاسل فى المطاحن و بيضربوهم بشده عشان يلفو و يطحنو الغله زى الحيوانات ، و ان البشموريين اضطرو يبيعو عيالهم عشان يقدرو يدفعو الجزيه و يتخلصو من العذاب اللى هما فيه لكن لما شافو ان مفيش فايده و ان قراهم صعب غزوها اتفقو على رفض دفع الجزيه و اعلان الثوره.

المصادر الاسلاميه بتقول ان المأمون لما وصل مصر امر بقتل الأقباط الثايرين فى الوجه البحرى فهجمت العساكر عليهم و قتلو الرجاله و باعو الستات و سبو الاطفال. المصادر القبطيه بتحكى ان لما المأمون وصل مصر استدعى البابا يوساب بطريرك الأقباط و كلمه عن موضوع تمرد الأقباط فى الوجه البحرى و طلب منه انه يكتبلهم منشور ينصحهم و يحذرهم فيه من مغبة التمرد، فكتب البطريرك المنشور و استجاب الاقباط فى الوجه البحرى لكن البشموريين رفضو الاستسلام فراحلهم الخليفه المأمون بالعساكر و قتل رجالتهم و سبى ستتاهم و عيالهم و نهب فلوسهم و هدم كنايسهم و بيوتهم و لما ساب المنطقه كانت اتحولت لأطلال و خرايب. المأمون ادى البطريرك يوساب فرمان بخط ايده اقره بيه رئيس سنة روحانى على الأقباط و اداه سلطات على كل الكنايس القبطيه فى مصر و كل اللى بيشتغلو فيها ، و استدعى زعما البشموريين و امرهم انهم يسيبو المنطقه لكن اشتكوله من قسوة الولاه بتوعه و معاملتهم الوحشه ليهم و قالوله انهم لو مشيو مش حايلاقو مصدر رزق يعيشو منه اكمنهم بيعيشو على بيع ورق البردى و صيد السمك ، لكن فى الاخر اضطرو انهم يسيبو مصر فأخدتهم مراكب راحت بيهم على انطاكيا فى اسيا الصغرى و من هناك اتنقلو على بغداد و فضلو فى السجون لغاية مامات المأمون فافرج عنهم اخوه و خليفته ابراهيم فرجعت منهم اعداد على مصر و استقرت اعداد تانيه منهم فى بغداد و فضلو معروفين باسم البشموريين.

فى رأى المؤرخ الفرنساوى جاستون ڤييت Gaston Wiet إن الثورات بتاعة الفتره دى ماكانتش ثورات حقيقيه لكن كانت بالأحرى هبات و انتفاضات و كان بينقصها التنظيم و الدعم اللازم لنجاحها.

ثورة البشموريين كانت اخر ثورات الأقباط الكبيره اللى انهكهم الاضطهاد و التعسف و من وقتها ابتدت اعدادهم تقل بعد ما دخل الاسلام منهم حوالى ربعهم و على القرن التاسع كان الأقباط بقوا اقليه فى مصر ، و زاحت اللغه العربيه اللغه اليونانيه عن دواوين الدوله و ابتدت كمان تاخد مكان اللغه القبطيه فى المعاملات بين الناس.

شوف

مينا ابن اباكير البشمورى

مصادر

  • ابن إياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
  • جاك تاجر : اقباط ومسلمون، كراسات التاريخ المصرى، القاهرة 1951.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية ( جزئين )، دار المعارف، القاهرة 1966.
  • حسين فوزى :سندباد مصرى، جولات فى رحاب التاريخ، دار المعارف، القاهرة 1990
  • عزيز سوريال عطية ، تاريخ المسيحية الشرقية، ترجمة إسحاق عبيد، المشروع القومى للترجمة، المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة 2005
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • منسى يوحنا : تاريخ الكنيسة القبطية، مكتبة المحبه ، القاهره 1983.
  • ساويرس ابن المقفع: سيرة الأباء البطاركة، سبولد، بيروت 1904
  • يعقوب نخلة روفيله : تاريخ الامة القبطية، مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ القبطى، القاهرة 2000.

لينكات برانيه