غزو سوريا سنة 1259 هو غزو المغول لسوريا بقيادة هولاكو سنة 1259 - 1260م. بعد ما استولى المغول على بغداد سنة 1258 راحت جيوشهم على سوريا و استولت على مدنها.

هولاكو غزا سوريا سنة 1259.

فى سنة 1258 استولى هولاكو على بغداد و قضى على الخلافه العباسيه ، و فى سنة 1259 راح على ماردين و بعدين حاصر ميافارقين . الناصر يوسف حاكم دمشق بعت ابنه الملك العزيز لهولاكو بهدايا عشان يرضيه و يستعطفه و يساعده فى الاستيلاء على مصر ، لكن هولاكو رد عليه بجواب جه فيه : " إذا وقفت على كتابى هذا فسارع برجالك وأموالك وفرسانك الى طاعة سلطان الارض شاهنشاه روى زمين، تامن شره وتنل خيره... ولا تعوق رسلنا عندك كما عوقت رسلنا من قبل، فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان، وقد بلغنا أن تجار الشام وغيرهم انهزموا بأموالهم وحريمهم الى مصر، فإن كانوا فى الجبال نسفناها، وإن كانوا فى الارض خسفناها ".

لما قرا الناصر يوسف الكلام ده اتفزع و بعت حريمه على الكرك عند الملك المغيث عمر ولما عرف السوريين فى دمشق الأخبار صابهم الرعب و ابتدوا يهربوا على مصر و كان الوقت شتا و الجو برد فمات منهم ناس كتيره فى السكه و أكترهم نهبهم قطاعين الطرق. و لما عرف الناصر يوسف إن المغول حا يهجموا على سوريا طوالى بعت كمال الدين بن العديم على مصر بجواب يستنجد فيه بجيشها.

طلع هولاكو من بغداد و راح على ديار بكر و منها على آمد فى طريقه لحلب. و فى السكه حاصر حران بالمجانيق و استولى عليها ، و عدت عساكر من جيشه نهر الفرات و نهبوا القرى. لما عرف اهل حلب إن الجيش المغولى جى عليهم قرروا انهم يسيبوها فهربت أعداد منهم. فضل المغول يقربوا من حلب و دخلوا فى معارك مع العساكر السوريين اللى خرجوا يحاربوهم و قتل المغول منهم اعداد كبيره. مع تقدم الجيش المغولى زاد فزع الناصر يوسف و قرر انه يقابل هولاكو بنفسه و راح قعد فى " برزه " ، و فى نفس الوقت بعت جواب للملك المغيث فى الكرك و لقطز سلطان مصر يستنجد بيهم.

الامرا بقوا مرعوبين لكن الامير زين الدين الحافظى وزير الناصر يوسف فضل يعظم و يمجد فى هولاكو واقترح على الناصر يوسف ان احسن حاجه انه يهادنه و يدخل فى طاعته. لكن فى الغضون دى استولى هولاكو على قلعة حران و نواحى حران و مابقاش قدامه غير انه يروح على حلب فلما سمع الناصر يوسف الأخبار دى بعت مراته و ابنه و فلوسه على مصر و هربت وياهم ستات الامرا و اعداد كبيره من الناس وفضل الناصر يوسف فى دمشق مع طايفه من الامرا لغاية ما سمع ان هولاكو استولى على البيره و أخد قلعتها فإبتدوا السوريين فى دمشق و غيرها يبيعوا فى حاجتهم بأبخس الأتمان و يهربوا و ماتت منهم اعداد ضخمه فى السكه لمصر من شدة برد الشتا.

سقوط حلب

فى ديسمبر 1259 /محرم 658هـ وصل هولاكو لحلب. امير حلب كان الملك المعظم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين الأيوبي . لما وصل المغول لاسوار حلب بعت هولاكو لتورانشاه يطلب منه تسليم المدينه فلما رفض حاصر المغول الأسوار و اقتحموا المدينه بعد سبع تيام و قتلوا اعداد كبيره من الحلبيين و سبوا ستتاهم و اسروا عيالهم و نهبوا فلوسهم و ممتلكاتهم. استمرت المجزره خمس تيام و ملت الجثث ارض المدينه فبقوا المغول يمشوا فوق الجثث من كترتها. بيتقال إن المغول اسروا و سبوا اكتر من 100 الف راجل و ست و عيل. لكن قلعة حلب ما استسلمتش فحاصرها هولاكو لغاية ما استولى عليها فى 25 يناير 1260 و خربها هى و كل اسوار حلب و جوامعها و بساتينها لغاية ما بقت المدينه خرابه لدرجة إن المؤرخ المؤرخ بدر الدين العينى وصفها بإن شكلها بقى زى " الحمار الأجوف " .[1] سمح هولاكو لتورانشاه بالخروج من حلب من غير ما يتعرض له إكمنه كان كبير فى السن لكن اتوفى بعدها سقوط حلب بأيام.

لما وصلت اخبار وقوع حلب فى ايدين المغول و اللى حصل فيها لدمشق اترعبت الناس و باعوا اللى حيلتهم بأبخس الأتمان و هربوا من المدينه هايمين على وشوشهم و فى اخر يناير ساب الناصر يوسف هو و اتباعه " برزه " و هربوا فى اتجاه مصر و سابوا دمشق من غير دفاعات مع انه الاول كان حصنهابأعداد من العربان و التركمان. لما شاف اللى فضلوا فى دمشق ان الناصر يوسف هرب اترجوا رجه كبيره و بقى زى ما يكون يوم القيامه حصل فى دمشق و ابتدوا يهربوا هما كمان وهما مرعوبين و وصل سعر تأجير الجمل لسبعميت درهم فضه.

سقوط دمشق

امير حمص الأشرف موسى إنضم لهولاكو ، و الملك المنصور امير حماه هرب هو و حريمه و عياله على مصر. و بعد ستاشر يوم من أخد حلب وصل المغول دمشق.

الوزير زين الحافظى قفل ابواب دمشق و قرر هو و الأعيان الإستسلام من غير حرب و تسليم المدينه للمغول فسلموها لفخر الدين المردفائى و ابن صاحب أرذن و الشريف على اللى هولاكو كان بعتهم للناصر يوسف و هو فى " برزه " فلما استلموها بلغوا هولاكو فبعت مندوبين مغول عشان يستلموها. استلم المندوبين دمشق و رجعوا لهولاكو و معاهم القاضى محى الدين بن الزكى فعينه قاضى على سوريا ورجع دمشق و لم الفقها و الناس فى الجامع الأموى و قرا لهم فرمانات هولاكو ، و فى 29 فبراير وصل مغول بقيادة كيتو بوقا نوين و قرا للسوريين فرمان الامان.

خرجت جموع المغول و شنت غارات فى نواحى سوريا و الشام و قتلوا و اسروا و سبوا الرجاله و الستات و نهبوا المدن و القرى و رجعوا دمشق و باعوا المواشى اللى نهبوها. ولما شاف المسيحيين نصرة المغول ابتدوا يعتدوا على الجوامع و المسلمين فجابوا خمور و رشوها على المسلمين فى الشوارع و على ابواب الجوامع و امروا اصحاب الدكاكين انهم يقفوا لما يشوفوهم معديين بالصليب و قعدوا يهتفوا : " ظهر الدين الصحيح دين المسيح " .[2] التصرفات الوحشه دى بطبيعة الحال كلفتهم الكتير بعد طرد المغول من سوريا. و وصل الاشرف موسى اللى انضم لهولاكو و فى ايده مرسوم ان هولاكو عينه نايب فى دمشق و الشام فوافق كيتو بوقا و بقى الأشرف هو اللى بيدير دمشق لحساب المغول.

والى قلعة دمشق بدر الدين بن قرمجاه و الامير جمال الدين بن الصيرفى ما عجبهمش الخيانات اللى بتحصل فقرروا انهم يقاوموا و ما يستسلموش فقفلوا ابواب القلعه على نفسهم فلما شاف كتبغا اللى عملوه راح مع عساكره على القلعه و حاصرها بأكتر من عشرين منجنيق و استمر الحصار و ضرب القلعه لغاية ما استسلمت فى 25 ابريل 1260 فدخلها المغول و خربوها و نهبوا كل اللى لقوه فيها و ولعوا نار فى اركان منها و هدوا ابراج و كسروا الالات اللى كانت فيها ، و بعد ما خلصوا منها راحوا على بعلبك و خربوا قلعتها و دمروا بانياس و قتلوا اللى كانوا فيها و نهبوها.

تحرير سوريا

الناصر يوسف حاول يدخل مصر لكن السلطان سيف الدين قطز منع دخوله لكن سمح للاجئين السوريين و لمراته و ابنه اللجؤ لمصر و أخد منهم المجوهرات و الكنوز اللى هربوها و ضافها للمجهود الحربى و الضرايب و التبرعات اللى دفعها المصريين عشان تقوية الجيش المصرى اللى طالع يحارب المغول. فضل الناصر يوسف هايم فى الصحرا جنب غزه لغاية ما قبض عليه المغول و ودوه لهولاكو فعاش عنده هو و حوالى 300 سورى و وعده هولاكو انه حا يعينه ملك على مصر بعد ما يستولى عليها لكن حلم هولاكو ما تحققش و هزم الجيش المصرى المغول فى معركة عين جالوت فى 3 سبتمبر 1260 و اتعدم كيتو بوقا و اتبعتت راسه على القاهره ، و دخل المظفر قطز دمشق و حرر سوريا من المغول و ضمها للسلطنة المملوكيه فى مصر و طارد فلول المغول لغاية ما طلعهم من الشام. خرج مسلمين من اللى اعتدى عليهم المسيحيين وقت الاحتلال المغولى و هاجموا بيوت المسيحيين و هدموا كنيسة اليعاقبه و كنيسة مريم و قتلوا اعداد من المسيحيين اللى اعتدوا عليهم و على جوامعهم و اهانوهم وقت الاحتلال لكن العسكر اتدخلوا و قدروا يوقفوا الموضوع و اتعدم عدد من المسيحيين اللى اعتدوا على المسلمين و ممتلكاتهم و اتقرر على غيرهم دفع تعويضات على الخساير .[3]

اتنكد هولاكو و غضب على الناصر يوسف و السوريين اللى كانوا عنده بحجة انهم ما ساعدهوش كفايه ضد مصر و أعدمهم كلهم .[4]

شوف كمان

فهرست

  1. العينى، 1/238
  2. المقريزى، 512/ج1
  3. المقريزى، 516 و 518/ج1
  4. الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 3/316-318

المراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (5 اجزاء)، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة (16 جزء)، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
  • المقريزى: السلوك لمعرفة دول الملوك (9أجزاء)، دار الكتب، القاهرة 1996.
  • المقريزى: المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط والآثار (4 اجزاء)، مطبعة الادب، القاهرة 1968.
  • رشيد الدين الهمذانى : جامع التواريخ، الإيلخانيون، تاريخ هولاكو ، دار إحياء الكتب العربية
  • شفيق مهدى (دكتور): مماليك مصر والشام، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2008.
  • قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى، عين للدراسات الانسانية والاجتماعية، القاهرة 2007.
  • القلقشندى: صبح الأعشى فى صناعة الإنشا (15 جزء)، دار الفكر، بيروت.
  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge University Press 2004, ISBN 0-521-52290-0
  • Curtin, Jeremiah,The Mongols, A History,Da Capo Press 2003 ISBN 0-306-81243-6
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 2002.(ستيفين رونسيمان)
  • Toynbee, Arnold J. , Mankind and Mother Earth, Oxford University Press, 1976 ارنولد توينبى
  • The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher,1973-1974