معركة المنصوره
معركة المنصوره. معركه مهمه حصلت فى المنصوره يوم 8 فبراير 1250 وقت الحمله الصليبيه السابعه على مصر اللى شنها الملك الفرنساوى لويس التاسع. الصليبيين بقيادة روبرت دو ارتوا اخو الملك لويس كانو عايزين يستولوا على المنصوره ويروحوا على القاهرة. فى المعركه دى ظهر المماليك لأول مره فى معركه جوه مصر، و قدروا يصدوا الصليبيين المهاجمين و يغلبوهم، و اتقتل عدد كبير من فرسان المعبد و غيرهم وكات بداية لهزيمتهم الشامله فى مصر.
معركة المنصوره | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحمله الصليبيه السابعه | |||||||||
|
|||||||||
تعديل |
بعد هزيمة الحلف الشامى-الصليبى ضد مصر جنب غزه فى معركة الحربية سنة 1244 و سقوط القدس فى إيدين السلطان الأيوبى الصالح أيوب ، قرر الصليبيين بمباركة بابا الكاتوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV) انهم يشنوا حمله عسكريه كبيره ضد مصر بإعتبارها مركز القوه فى منطقة الشرق الأوسط و ترسانته العسكريه و البشريه و مفتاح بيت المقدس .[1][2] قاد الحمله ملك فرنسا لويس التاسع (Louis IX) اللى اتعرف بعد كده بـ " القديس لويس " (Saint Louis)، و اخواته "روبرت دي أرتوا" (Robert d'Artois)، و "شارل دي أنجو" (Charles d'Anjou) ، و "ألفونس دى بواتي" (Alphonse de Poitiers).
الحمله الصليبيه السابعه تحتل دمياط
الحمله نزلت على بر دمياط يوم 5 يونيه سنة 1249، و قدرت تحتل المدينه بسهوله بسبب هروب العربان اللى حطهم الصالح أيوب فيها عشان يحموها و اتحولت لمدينه صليبيه و بقت عاصمة لمملكة ماورا البحار (أوتريمي) .[3][4][5] الملك الصالح عاقب العربان بسبب خيانتهم للأمانه، وأمر بإعدام عدد منهم [6]
لما وصل "ألفونس دى بواتي" (Alphonse de Poitiers) اخو الملك لويس بإمدادات من أوروبا، و سمع لويس إن سلطان مصر الصالح أيوب إتوفى، و إن مصر بقت من غير حاكم ينظم حياتها و يقود جيشها، إتشجع و قرر إنه يطلع بقواته و يروح ع القاهره عشان يستولى عليها، فطلع من دمياط يوم 20 نوفمبر 1249 بالقوات الصليبيه، و اتقدم لغاية قناة أشموم ( بحر أشموم المعروف دلوقتى بالبحر الصغير )، اللى بقت حاجز بينه و بين المصريين. بنى الصليبيين معسكر و تحصينات على ضفة القناه، و حطوا المجانيق عشان يضربوا بيها المصريين على الضفه التانيه، ووقفت شوانيهم بحذاهم فى النيل و وقفت الشوانى المصريه بحذا المنصوره و قامت معارك بين الطرفين .[7]
الصليبيين حاولوا يبنوا كوبرى عشان يعدوا عليه، لكن المصريين قعدوا يرموا عليهم قذايف و يجرفوا الارض اللى فى ناحيتهم عشان الكوبرى ما يوصلش لبرهم .[8]
النفير العام ( حالة الطوارئ ) اتعلن فى مصر اللى بقى ماسك حكمها شجر الدر أرملة الصالح أيوب و معاها الامير فخر الدين يوسف أتابك الجيش المصرى ( القائد العام )، اللى أخفوا خبر وفاة الصالح أيوب، و جم الناس و المتطوعين بأعداد كبيره من القاهره و كل انحاء مصر للجبهه .[9] ، و شن المتطوعين حرب عصابات على معسكر الصليبيين يقتلوهم و يإسروهم و ينقلوهم ع القاهره [10][11]
يوم 8 فبراير سنة 1250 عدت قوات صليبيه بقيادة روبرت دي أرتوا و معاها فرسان المعبد و فرقه انجليزيه بيقودها "وليم أوف ساليزبري" (William of Salisbury) لضفة المصريين بعد ما دلهم خاين من العربان على مخاضه فى النيل ممكن حصنتهم تمشى عليها .[12][13] فجاءه هجمت القوات الصليبيه اللى عدت القناه على معسكر الجيش فى جديله ( حوالى 2 كيلو جنوب المنصوره )، و قامت ضجه فى المعسكر سمعها فخر الدين يوسف قائد الجيش و هو بياخد حمام، فلما طلع يشوف فيه ايه أخد له ضربه قضت عليه، و هربت العساكر ع المنصوره و هى مذعوره [14]
هزيمة الصليبيين فى المنصوره
فى المنصوره اتسلم فارس الدين أقطاى الجمدار زعيم المماليك البحرية القياده بدل الامير فخر الدين يوسف اللى اتقتل فى جديله، و بقى هو القائد العام للجيوش المصريه .[15] و قدر المماليك انهم ينظموا القوات المنسحبه من جديله. و عمل الامير ركن الدين بيبرس خطه محكمه توقع الصليبيين فى فخ، عرضها على شجر الدر ( الحاكم الفعلى لمصر ) و وافقت عليها [16]
اتنظمت الصفوف جوه المنصوره و طلب بيبرس من العساكر و السكان التزام الهدؤ الكامل ب يفتكر الصليبيين المهاجمين إن المدينه خاليه و إن الكل هرب زى ما حصل فى دمياط. و وقعت القوات الصليبيه فى الفخ، و اندفع الفرسان الصليبيه جوه المدينه بعد ما افتكروها خاويه و اتجهوا على قصر السلطان، فطلع عليهم المماليك البحريه و الجمداريه بسيوفهم فجاءة من كل الجهات و هما بيصرخوا زى الرعد .[17]، و معاهم المتطوعين و السكان و الفلاحين اللى ضربوهم بالمقاليع و الحراب و الطوب. العامه المتطوعين كانو لابسين طاسات نحاس ابيض بدل خوذات العساكر [18]
المماليك و المتطوعين سدوا الطرق بالمتاريس و خشب الشجر و غيره و لقى الصليبيه نفسهم متحاصرين فى حوارى المنصوره و نهارهم مش فايت، فبقوا يجروا و يرموا نفسهم فى النيل و يغرقوا. كان يوم من ايام مصر ، عملوها رجالة مصر بزعامة ست اسمها شجر الدر عملت اللى ما قدرش يعمله الخليفه العباسى المستعصم بالله فى بغداد ضد المغول بعد شويه مع انه بعت للمصريين يقول لهم لما نصبوها سلطانه على مصر بعد النصر الكبير : " ان كانت الرجاله عدمت عندكم قولوا نبعت لكم رجاله " و كانت نهايته هو و رجالته على ايد المغول اللى هاجموا بغداد و هو قاعد يتفرج على جاريه بترقص له [19] و قبضوا عليه و حطوه فى شوال و ركلوه للموت و اعدموا رجالته اللى نصهم كانو عملا للمغول.
اتقتلت أعداد كبيره من الصليبيين، و من فرسان المعبد ما نجاش غير واحد ولا إتنين. و كات فيه فرقه انجليزيه اتبادت كلها، و هرب " روبرت دي أرتوا " اخو لويس و استخبى فى بيت لكن الأهالى طلعوه و اتقتل هو و "وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزيه .[20][21][22][23]
و المعركه شغاله فى المنصوره الصليبيين ع الضفه التانيه قعدوا يحاولوا يكملوا الكوبرى عشان يعدوا عليه، لكن شافوا " بيتر أوف بريتني " بيجرى عليهم و وشه مشقوق بضربة سيف، و قالهم باللى حصل، و لما شافوا فرسانهم بيجروا على ناحيتهم و المصريين طايرين وراهم اتفزعوا و بقوا يرموا نفسهم هما كمان فى النيل عشان يرجعوا معسكراتهم، و لويس التاسع نفسه كان حا يقع فى المايه.
بيحكى المؤرخ الفرنساوى " چان دى چوانفيل " اللى كان مع الحمله و كان حاضر إن " أعداد كبيرة من الناس المحترمين هربوا فوق الكوبرى الصغير بمنظر مخزى جداً. كانو بيجروا و هما فى غاية الذعر، لدرجة إننا ما بقناش عارفين نوقفهم بأى طريقه. انا ممكن أقول اساميهم بس مش حاأعمل كده لإنهم بقم فى عداد الأموات " .[24]
رجع الصليبيين معسكرهم ع الضفه الشماليه للقنال زى ما كانو قبلها بيوم و بنوا سور حواليهم، و استمر الهجوم عليهم طول اليوم .[25][26] و فيه فرسان اتهموا لويس بالجبن و التخازل لإنه خاف يتقدم عشان يساعد [27] لكن طبعاً لويس كان عارف إنه لو عدى كان ممكن حا ينوبه اللى نابهم.
بعد المعركه عمل فارس الدين أقطاي، القائد العام للجيوش المصريه، مجلس حرب بعد ما لقوا بين الجثث بادچ "روبرت دى أرتوا" و عليه علامة البيت الملكى الفرنساوى فأفتكروه بتاع لويس و إن لويس نفسه اتقتل. أقطاى قال : " زى ما الواحد ما يخافش من جسم من غير راس ، فالمفروض انه ما يخافش من ناس مالهمش قائد " ، و اتفقوا على مهاجمة معسكر الصليبيين بسرعه ، فشنوا عليهم فى الفجر هجوم واسع ضاعت فيه عين زعيم فرسان المعبد "وليم أوف سوناك" (William of Sonnac) اللى مات بعدها بكام يوم بعد ما ضاعت عينه التانيه فى هجوم تانى .[28][29]
إتبعت الحمام من المنصوره على القاهره بخبر النصر ، فإنضربت البشاير فى قلعة الجبل و فرح المصريين و علقوا الزينات فى شوارع القاهره .[30]
هزيمة الحمله الصليبيه السابعه
فى 28 فبراير 1250 وصل توران شاه ابن الصالح أيوب المنصوره من حصن كيفا عشان يقود الجيش، و اتنفست شجر الدر الصعداء بعد ما اتحملت جهد الدفاع عن مصر مع المماليك [31]، و اعلنت رسمى إن جوزها السلطان الصالح أيوب إتوفى. قدر المصريين ينزلوا شوانى فى النيل ورا جيش لويس و بقم محاصرينه و مخلينه و لا قادر يتقدم و لا بتوصله امدادات من دمياط و البحر المتوسط، و استمروا ع الحال ده لغاية ما عسكر لويس و فرسانه صابهم الجوع و العيا و اتكبدوا خساير كبيره و بقت عساكرهم تهرب لصف المصريين.[31][32]
عرض لويس التاسع تسليم دمياط للمصريين مقابل القدس و شوية مناطق على ساحل الشام، لكن المصريين رفضوا العرض.[31][31]، فمبقاش قدام لويس إلا انه ينفد بجلده و يهرب على دمياط لإنقاذ اللى ممكن انقاذه. و فى ليلة 6 إبريل فى الضلمه لم الصليبيه حاجتهم و هربوا بإتجاه دمياط [33][34] لكن المصريين شافوهم و هما بينسحبوا فاتعقبوهم و نزلوا تقتيل فيهم فى السكه لغاية ما وصلو فارسكور، و هناك قامت معركه كبيره اتقتل فيها منهم الالاف و انتهت بإستسلام لويس التاسع و نبلاءه فإتأسروا و اتكبلوا بالحديد و اتسجن الملك لويس فى بيت القاضى ابن لقمان كاتب الإنشا [33][35]
إتعمل إتفاق إن لويس يدفع دية على الخساير اللى سببها لمصر، و إنه يسلم دمياط مقابل إنه يخرج من مصر حى .[36][37][38]
فى8 مايو سنة 1250، بعد احتلال دام حداشر شهر و تسع تيام ، سلم لويس التاسع دمياط للمصريين، و سافر على عكا مع إخواته و 12.000 أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك قديمه .[39]
فى الغضون دى الصليبين كانو بيروجوا فى اوروبا إشاعه بتقول إن الملك لويس التاسع غلب سلطان مصر فى معركه كبيره و ان القاهره وقعت فى إيده. لما وصلت أخبار هزيمة لويس التاسع ووقوعه فى الاسر اتذهل الناس فى فرنسا و قامت حركة هستيرية اتعرفت باسم " حملة الرعاه " .[40][41]
مواقع ليها علاقه بالموضوع
فهرست و ملحوظات
- ↑ Toynbee ، p.447
- ↑ نور الدين خليل، شجرة الدر، 28
- ↑ Runciman p.262/3
- ↑ المقريزى، 1/438
- ↑ نور الدين خليل، 39
- ↑ المقريزى، 1/439
- ↑ المقريزى، 1/446
- ↑ الشيال، 2/99
- ↑ المقريزى، 1/ 447-446
- ↑ المقريزى، 1/438-440
- ↑ Joinville's Chronicle, p.153-154
- ↑ Joinville's Chronicle, p.163
- ↑ الشيال، 2/100
- ↑ المقريزى، 1/447
- ↑ قاسم عبده، 19
- ↑ عبدة قاسم، 18
- ↑ ابن أيبك، 7/376
- ↑ ابن إياس، 1/280
- ↑ ابن كثير، 3744/13
- ↑ Lord of Joinville, 110, part II
- ↑ Asly, p.49
- ↑ Skip Knox, Egyptian Counter-attack, The Seventh Crusade.
- ↑ Runciman p.267/3
- ↑ Joinville's Chronicle, p.171
- ↑ الشيال، 2/101
- ↑ Runciman p.267-268/3
- ↑ Joinville Chronicle ،p. 167
- ↑ عبده قاسم، 19
- ↑ Joinville's Chronicle, p.174-175
- ↑ المقريزى، السلوك،1 /448
- ↑ أ ب ت ث Runciman p.269/3
- ↑ Matthew Paris, LOUIS IX`S CRUSADE, p.108 / Vol. 5.
- ↑ أ ب المقريزى، 1/455
- ↑ Joinville's Chronicle, p.182
- ↑ Runciman p.268/3
- ↑ المقريزى،السلوك، 1/460
- ↑ Joinville's Chronicle, p.194
- ↑ الشيال، 2/102 و147
- ↑ المقريزى، 1/460
- ↑ Chronicles of Matthew Paris, p. 118/5
- ↑ Lord of Joinville, 170, part II
المراجع
- ابن إياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور, تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1982
- ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
- ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر، مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألماني للآثار الاسلامية، القاهرة 1971
- ابن كثير ، البداية والنهاية، (15 جزء)، دار صادر ، بيروت 2005، ISBN 9953-13-143-0
- ابو الفداء: المختصر فى أخبار البشر، القاهرة 1325هـ.
- بسام العسلي: الظاهر بيبرس ونهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس، بيروت 1981.
- بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
- جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.
- شفيق مهدي (دكتور): مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
- قاسم عبده قاسم (دكتور): عصر سلاطين المماليك -التاريخ السياسي والاجتماعي, عين للدراسات الانسانية والاجتماعية, القاهرة 2007.
- المقريزى: السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب, القاهرة 1996.
- محيي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض 1976.
- نور الدين خليل: شجرة الدر، حورس للنشر والتوزيع، الاسكندرية 2005، ISBN 977-5245-43-5
- Chronicles of the Crusades, Villehardouin and de Joinville, translated by Sir F. جوانفيل
Marzials, Dover Publications 2007, ISBN 0-486-45436-3
- Matthæi Parisiensis, monachi Sancti Albani, Chronica majora By Matthew Paris, Roger, Henry Richards, Longman & Co. 1880.
- Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 2002.(ستيفين رونسيمان)
- Skip Knox, Dr. E.L., The Crusades, Seventh Crusade, A college course on the Crusades, 1999.
- The chronicles of Matthew Paris (Matthew Paris: Chronica Majora) translated by Helen Nicholson 1989.
- The Memoirs of the Lord of Joinville, translated by Ethel Wedgwood 1906.
- The New Encyclopædia Britannica, Macropædia, H.H. Berton Publisher,1973-1974
- Toynbee, Arnold J. , Mankind and Mother Earth, Oxford University Press, 1976 ارنولد توينبى